كان يجب أن أغادر مبكرًا ...
لكنني كعادتي تأخرت ...

تأخرتُ في إدراك أن الأماكن تُصاب بالشيخوخة ، وأن الطرق التي نعبرها كل يوم تملّنا قبل أن نملّها ... تأخرتُ في فهم أن النوافذ ، التي تُفتح لنا ليست دائمًا دعوة للبقاء ، وأن بعض الأبواب تُغلَق حتى قبل أن نقترب منها ...

كنتُ أظن أنني أملك الوقت ، أنني قادر على تأجيل الرحيل ، على تأجيل القرارات ، على تأجيل الاعتراف بأن الأشياء التي أحبها تفقد بريقها ببطء ،، دون ضجيج ، كأنها تغادرني في صمتٍ مهذب ...

لكنني أخطأت التقدير ...

كان يجب أن أغادر مبكرًا ، قبل أن يتحوّل الانتظار إلى قيد ، وقبل أن يصبح البقاء عادةً لا أكثر ... كان يجب أن أترك كل شيء قبل أن يتركني كل شيء ...!!.