الداعية الديني هو شخص يحمل مسؤولية نقل و تبسيط و توصيل معلومات دينية للناس .. كل واحد حسب الدين الذي ينتمي له ..!!
و هذا يختلف عن المفكر الذي يبحث في الكتب و لا يكتفي بالنقل .. و لكن يخرج لنا أفكار جديدة و إستنتاجات من التأمل العميق و البحث
--------------------------
و الداعية الأمين أو المفكر الأمين يقول كلمة الحق .. حتى لو لا تعجب الناس
لكن من الملاحظ اليوم أن الدعاة الدينيين في كل الأديان و المذاهب يستعملون أساليب التسويق و مندوب المبيعات ...
Marketing and sales!!+
و علم تسويق المنتجات يعتمد على أمرين ..
أولا ..أن تعرف إحتياجات السوق و الزبائن ...
ثانيا .. أن تبحث عن تقديم منتجات تعجب الزبائن ..!!!
لأن الهدف ليس تقديم شيء مفيد للزبائن .. الهدف هو تحقيق أكبر عدد من المبيعات و الزبائن !!
-----------------------
و بما أننا في العصر الحديث نجد أغلب الزبائن من النساء ... هن من يذهبن للتسوق.. هن من ينفقن المال ... هن من يجدن وقت فراغ لمتابعة الإعلام و التليفزيون و مواقع التواصل الإجتماعي .. بينما أغلب الرجال مشغولون في الجري وراء لقمة العيش و توفير المال لزوجاتهم كي تنفق الزوجات في الشراء و الشوبنج ..!!
لذلك تجد أغلب أساليب التسوق و المبيعات تهتم بكيفية التلاعب بعقول النساء و تحريك شهوة الشراء و الإستهلاك لديهن ..!!
----------------------
و بما أن الدعاة الجدد يستعملون نفس أساليب التسويق ..!! .. أصبح الزبائن المطلوبين هن النساء ..!! .. لأن النساء هن من يتابعن التليفزيون .. و كثيرات الكلام .. و الدعاية تنتشر من خلالهن ..
لذلك .... أصبح الدعاة الدينيين اليوم يستعملون أساليب العواطف و النحنحه .. و التسبيل ... و ربما الرومانسية ... أساليب سومه العاشق .. الراجل الطري العسول الأمور اللطيف لدرجة اللزاجة و التلزيق ..!!
و كذلك الحرص على إختيار الأجزاء من الدين التي تعجب النساء.. و نشر الآراء الدينية التي تعجب النساء .. حتى لو آراء ضعيفة يقف ضدها أغلب الفقهاء .. و يتجاهلون عن عمد .. أو يغيرون و يطمسون و يعيدوا تفسير الأجزاء التي لا تعجب الزبائن .. أقصد النساء
لأن هدف الداعية ليس قول كلمة الحق .. و لا حتى نشر الدين ..!!
هدف الداعية اليوم هو الحصول على أكبر عدد من المتابعين و الزبائن ... و بالتالي يجب أن يعرف ما يعجب الزبائن .. النساء .. و يردده .. كي يرتفع سعره في السوق .. و تتعاقد القنوات معه على برامج أكثر .. و يكسب أكثر
بينما الداعية الذي سوف يقول كلام الحق و الأجزاء من الدين التي لا تعجب النساء .... سيفقد الزبائن .. و بالتالي تتراجع شهرته و يختفي و لا يسمعه أحد !!
يعني لو كلام لا يعجب النساء عن تعدد الزوجات أو طاعة الزوجة لزوجها أو قوامة الرجال ... تجد الدعاة الجدد ينطلقون في نشر تفسيرات ضعيفة ... ليس لأنها الحق .. لكن لأنها ما يعجب الزبائن .. الزبائن اللواتي لديهن الوقت و الفراغ و العواطف و التركيز الكافي لمتابعة أمثال هؤلاء و التصفيق لهم ..!!
-----------------------
اليوم أصبح الكثير من الناس يتبع الهوى و الأهواء .. و يبحث عند الدعاة الجدد عن من يقدم له ما يتناسب مع الأهواء و يقول كلام يعجبه ..
و لا يحب من يقول الحق .. أو يقول كلام لا يتناسب مع هواه و عواطفه و رغباته المؤقته في مرحلة مؤقته من حياته .. رغبات و عواطف و مصالح تتغير مع الزمن و العمر ...
لكن الدين لا يتغير .. و الحق لا يتغير ... و هذا ما لا يعجب الكثيرين .. قول الحق حتى لو لم يعجب الناس ..!!
#د_خالد_عماره