دعِ الغيدَ أو يسهلْ لهنّ قيادُ
نعمْ فمواعيدُ الحسانِ صفادُ

على ظاهرٍ منهنّ تُبصرُ رقّةً
وفي باطنٍ يخفى عليكَ جمادُ

إذا ما أصبتَ اليومَ منهنّ لذّةً
فقل تلكَ أحلامٌ وليسَ تُعادُ

فشربُكَ ترنيقٌ بهنّ وما ارتوى
جوادٌ وأدنى العاشقينَ جوادُ

إذا قُطّعتْ من أجلهنّ أحزّةً
أبينَ وصالًا والسبيلُ مهادُ

يرينَ سدادًا ما يقاسيهِ وامقٌ
ألا أنّ تقويمَ النساءِ كِبادُ

فدعْ عنكَ تذكارَ البحازجِ إنّها
لأخرى الليالي ما لهنّ ودادُ

فلا يكُ من همّ الفتى فيمَ بدّلتْ
سعادٌ فما تدري الوفاءَ سعادُ

إذا شُهبٌ حلّتْ برأسكَ لا تعد
فإن الذي يُغري الكعابَ سوادُ

بلِ المالُ إنّ المالَ حرزٌ من القلى
بما مُدّ ينشا في الصدورِ فؤادُ

وما الناسُ إلٌا للذي هو جائدٌ
وان تفتقرْ تبخلْ عليكَ بلادُ

وربّ أخٍ أصفيتُهُ واتّقيتهُ
مخافةَ كيدٍ والكريمُ يُكادُ

ولا أتّقي الخصمَ الألدّ لقاءهُ
وعندي لسانٌ صارمٌ وجلادُ

ألمْ ترَ قومًا قد فلقتُ حصاتَهم
ولاقوا كما لاقتْ ثمودُ فبادوا

بشعرٍ كما الحيّات يلدغُ شائنًا
ورأي كعضبٍ إذْ أُشيعَ فسادُ

#ظميان_غدير