-
محمد عدنان سالم في ذمة الله
إلى جوار الله.....
وبرحيله يفقد العرب أبرز أعمدة الكتاب والفكر العربي
مهندس الكلمة ...وشيخ الوراقين عدنان سالم أبرز اسم في الساحة الثقافية والفكرية في الشام منذ خمسين عاماً....
كان السبب المباشر في قيام جيل من المبدعين في خدمة الكلمة والثقافة والفقه.. جودت سعيد والزحيلي والبوطي وشوقي ابو خليل ... ويده عليهم أمنُّ من يدهم عليه...... واسماء كبيرة أخرى ...
كان له علي فضل كبير وهو من نشر أول كتبي في القراءات : القراءات المتواترة وأثرها في الحكم الشرعي
أنا حزين لأن صفحتي هذه كانت أحد منابره الدائمة، وقد كتب مراراً مشجعاً ومؤيداً وناقداً...
اللهم اجعل الجنة له داراً والنبي له جاراً والملائكة له زواراً
-
في ذمة الله
الأستاذ عدنان سالم رحمه الله رحمة واسعة.
اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله.
اللهم يسر نشر رسالته التي عاش ومات عليها.
وفيما يلي ترجمة عن سيرته الشخصية
عندما نتحدث عن النشر في العالم الإسلامي، يجب أن نذكر بالضرورة المفكر محمد عدنان سالم، لأننا لا نتحدث عن مجرد كاتب أسس وأشرف وأدار مجرد دار للنشر، وإنما نتحدث عن تاريخ يمتد لأكثر من 60 سنة من الفكر والنشر والثقافة، ما يزال إشعاعه المعرفي يضيء الفضاءات المظلمة لعالمنا العربي والإسلامي إلى الآن. فمن هو الأستاذ محمد عدنان سالم؟ ماذا قدم للمجتمع العربي والإسلامي؟ وما هذه الدار؟ وماذا قدمت للثقافة والحضارة الإسلامية؟ يعتبر المفكر محمد عدنان سالم واحد من المثقفين العرب الأكثر شهرة في عالم النشر في العالم الإسلامي، وأيضا في عالم الكتب والتأليف، استطاع أن يمنح حركة النشر في العالم العربي والإسلامي معناها الحضاري والثقافي، من خلال رؤيته وخبرته الكبيرة التي اكتسبها على مدى أكثر من ستين عاما، مكنته من التمييز بين الغث والسمين فيما ينشره، وبما ينفع أمته، فاستحق عن جدارة لقب “رائد النشر في العالم الإسلامي”. مثقف سبق عقلُه عملَه المفكر السوري محمد عدنان سالم، هو مدير “دار الفكر” السورية التي أسسها عام 1957، رجل سبق عقلُه عملَه، ناشر تنويري، يقف ضد التطرف بكل أشكاله، و ناشر ديمقراطي، يؤمن بالنقد والاختلاف والاعتراف بالآخر، ينشر لكل الكتّاب على اختلاف مذاهبهم وعقائدهم، وهو أيضا ناشر عصري، يؤمن بضرورة الأخذ بالأساليب الحديثة في النشر، ويدعو إلى النشر الإلكتروني وعبر شبكات الإنترنت. وهو فوق ذلك كله، ناشر عالمي، تفوق محليا وعربيا ثم اتجه دوليا، إلى ترجمة كتبه من العربية إلى العديد من اللغات الأجنبية، كما عرّب كتباً أجنبية. عدنان سالم تاريخ طويل في عالم الكتاب، فمن صاحب مكتبة إلى صاحب مشروع (اقرأ) ..ومن ناشر إلى صاحب رسالة، ومن صاحب فكر إلى صاحب دعوة وداعية، وصاحب مؤلَّفات و مواسم ثقافية، يقيم المحاضرات والندوات والحوارات، ويكرم العلماء. المولد والنشأة والدراسة بعد عودته إلى سوريا من غربته بالأرجنتين، وتأثره بالداعية المرشد الشيخ “علي الدقر” تزوج الحاج حسن عبد القادرسالم (والده) من أسرة دمشقية متدينة، وعد إن جاءه الولد البكر صبيا فسينذره للعلم وخدمة الأمة، وتحقق الحلم ووُلد الطفل محمد عدنان في دمشق الفيحاء سنة 1932. نشأ الطفل هادئا على غير عادة الأطفال، جادا في لعبه واهتماماته، متفوقا، ومتمتعا بذكاء متميز، وهذا ما لاحظه والده عليه، فألحقه حين بلغ السادسة من عمره بمدرسة “سعادة الأبناء” التي كانت من خيرة مدارس دمشق، وتشرف عليها “الجمعية الغراء” التي درّس فيها أهم علماء دمشق: كالشيخ عبد الوهاب الحافظ، وعبد الكريم الرفاعي، وعبد الرحمن الزعبي، ومحمد خير عرقسوسي، وعبد الرؤوف أبو طوق، وخالد الجباوي، وأحمد منصور المقداد، وآخرون، وتخرّج فيها عدد كبير من العلماء والشخصيات المميزة. تابع دراسته فيها، ولما وصل إلى الصف الثامن تقدم حرا لفحص الشهادة الإعدادية العامة. وبعدما نجح عاد لدراسته في معهد العلوم الشرعية التابع للجمعية إلى أن حاز على الشهادة الثانوية العلمية سنة 1949، كما نال الثانوية الشرعية سنة 1950. تأثر بالحياة الجامعية الثقافية الفوّارة في جامعة دمشق، وبالصراع الأيديولوجي الذي كان محتدما وجارفاً في ذلك الوقت، وعندما تخرَّج من كلية الحقوق عام 1954، لم تقنعه المحاماة ولم يمارسها إلا ستة شهور فقط من العامين (1956-1957)، حيث تأثر بعدها بأفكار الشيخ محيي الدين القليبي التونسي الذي كان معروفا باستنهاض الشباب العربي والمسلم للدفاع عن تاريخه وحضارته وحقه في الوجود.
لمعت فكرة تأسيس دار للنشر في ذهن محمد عدنان، ثم نفّذت مع مطلع عام 1957، ووجدت صداها عند أخيه الأستاذ محمد الزعبي وأخيه أحمد الزعبي، وكانت أثرا لتبني رأي محي الدين القليبي الذي قال للشباب يوما: “إن المعركة القادمة ليست بالسلاح فقط، بل لابد من أعمال الفكر أيضا وإن كنتم تريدون عملا تفخَرون به فليكن دارا للنشر ولتكن دار
الفكر".
من هنا، اتجه محمد عدنان إلى ممارسة البناء الثقافي من خلال تأسيس “دار الفكر”، التي تابع العمل فيها مع “الزعبيين”، تحت شعار:”افعل الممكن إلى أقصى حد ممكن”.
وقد ضعت دار الفكر منذ أيامها الأولى خطوطا عريضة لأهدافها، انحصرت في نقاط هامة وعلى رأسها:
تزويد المجتمع باحتياجاته المعرفية للصغار والكبار.
الحوار والفكر المستنير المحترم للتراث والآخر.
احترام حقوق الملكية الفكرية لتشجيع الإبداع.
تبني الأعمال المجددة والمستشرفة للمستقبل.
وفي مجال التطبيق اعتمدت الدار على معايير أساسية لم تخرج عنها، هي معايير الإبداع والعلم والحاجة، ومعايير التدقيق اللغوي لكل كتاب، ومعايير التخطيط للمستقبل، وهندسة الأبحاث.
وتطورت دار الفكر في مجال الطباعة مع الأجهزة الحديثة، ثم خطت خطوة نوعية في مجال الطباعة، فأدخلت إلى إلى سورية لأول مرة في تاريخ طباعتها أجهزة للصف التصويري الضوئي في السبعينيات، وكانت السباقة بعد ذلك إلى اعتماد الطباعة الحاسوبية، وعلى إثر ذلك، توسعت اتصالات الدار وصلاتها، فقامات بأعمال نشر مشتركة مع مؤسسات عديدة، كالمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في دبي، ودار صادر في بيروت، ومعهد غوته الألماني. وقد بلغت منشوراتها حتى اليوم أكثر من ألفين وخمس مئة عنوان، وقد تجاوز عدد مؤلفيها 500 مؤلفاً للكبار و100 مؤلف للأطفال، هم من خيرة وأشهر الكتّاب في الوطن العربي والعالم.
أقامت دار الفكر الكثير من المناسبات الثقافية لتقدم تفاعلا بين المؤلفين والقراء، وتكرم من يستحق التكريم من كتّابها، فهي تؤمن بالثقافة التي تتحرك على الأرض في صميم المجتمع وتعيش قضاياه، لا الثقافة النخبوية. وسرعان ما وجد محمد عدنان ضالته في الكتاب الذي أحبّه وشغف به، فبدأت الدار بمطبعة يدوية، ثم تطورت إلى صالة عرض، فدار للنشر، ضربت بجذورها في أرض العلم، وبفروعها وأغصانها في آفاق المعرفة المتجددة.
رحم الله الأستاذ عدنان سالم وأسكنه فسيح جنانه فالعظماء من الصعب أن يعوضوا .
المصدر إسلام أون لاين
-
لمحة موجزة عن الأستاذ الحاج محمد عدنان سالم المفكر الإسلامي ومؤسس دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر الذي لبى نداء ربه عصر يوم الجمعة 20/5/2022
نسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يسكنه الفردوس الأعلى وأن يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
بعد عودة الحاج حسن عبد القادرسالم (والده) إلى سوريا من غربته بالأرجنتين ، وتأثره بالداعية المرشد الشيخ “علي الدقر” تزوج من أسرة دمشقية متدينة ، ووعد إن جاءه الولد البكر صبيا فسينذره للعلم وخدمة الأمة ، وتحقق الحلم ووُلد الطفل محمد عدنان في دمشق الفيحاء سنة 1932.
نشأ الطفل هادئا على غير عادة الأطفال ، جادا في لعبه واهتماماته ، متفوقا ، ومتمتعا بذكاء متميز ، وهذا ما لاحظه والده عليه ، فألحقه حين بلغ السادسة من عمره بمدرسة “سعادة الأبناء” التي كانت من خيرة مدارس دمشق ، وتشرف عليها “الجمعية الغراء” التي درّس فيها أهم علماء دمشق :
كالشيخ عبد الوهاب الحافظ ، وعبد الكريم الرفاعي ، وعبد الرحمن الزعبي ، ومحمد خير عرقسوسي ، وعبد الرؤوف أبو طوق ، وآخرون . تابع دراسته فيها ، ولما وصل إلى الصف الثامن تقدم حرا لفحص الشهادة الإعدادية العامة .
وبعدما نجح عاد لدراسته في معهد العلوم الشرعية التابع للجمعية إلى أن حاز على الشهادة الثانوية العلمية سنة 1949 ، كما نال الثانوية الشرعية سنة 1950.
تأثر بالحياة الجامعية الثقافية الفوّارة في جامعة دمشق ، وبالصراع الأيديولوجي الذي كان محتدما وجارفاً في ذلك الوقت ، وعندما تخرَّج من كلية الحقوق عام 1954 ، لم تقنعه المحاماة ولم يمارسها إلا ستة شهور فقط ، حيث تأثر بعدها بأفكار الشيخ محيي الدين القليبي التونسي الذي كان معروفا باستنهاض الشباب العربي والمسلم للدفاع عن تاريخه وحضارته وحقه في الوجود .
محمد عدنان سالم رحمه الله مفكر إسلامي ومؤسس دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر عام 1957م مع شريكيه محمد الزعبي وأحمد الزعبي وكان مديرها العام وتابع عمله فيها حتى يوم وفاته .
ويعتبر واحد من المثقفين العرب الأكثر شهرة في عالم النشر في العالم الإسلامي ، وأيضا في عالم الكتب والتأليف ، استطاع أن يمنح حركة النشر في العالم العربي والإسلامي معناها الحضاري والثقافي ، من خلال رؤيته وخبرته الكبيرة التي اكتسبها على مدى أكثر من ستين عاما ، مكنته من التمييز بين الغث والسمين فيما ينشره ، وبما ينفع أمته ، فاستحق عن جدارة لقب “رائد النشر في العالم الإسلامي”.
آمن بحرية الفكر والتفكير وكره فرض الوصاية على القارئ . كان صاحب رأي في الحضارة ونهوض المسلمين .
أسهم بتأسيس الدار السودانية للنشر في الخرطوم مع الأستاذ عبد الرحيم مكاوي ودار الحكمة اليمانية في صنعاء ودار الكوثر في الرياض ودار الفكر في الجزائر .
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى