أخطاء التفكير الشائعة

[ندى محمد رضا فنري]

إن عملية التفكير تتطلب منا أن نأخذ كل فكرة موجودة
و كل فكرة ممكنة
قد ننجح أو نفشل
المهم أن نسمح لأنفسنا
بالتفكير
يقول زيغ زيغلر
سوف يجعلك التفكير الإيجابي تفعل كل شيء بشكل أفضل
وسوف يجعلك التفكير السلبي تفعل كل شيء بشكل سيء.

اخطاء التفكير الشائعة في الحياة اليومية:

1- احذر من رفع سقف التوقعات
الإعلام يعمي بصرك عن حقيقة وجود نسبة كبيرة ممن لم يحقق النجاح
ومن يظهر هم الأقلية التي نجحت
كن واعيًا بأن ما تشاهده وما ينشر في الإعلام لا يمثل الأغلبية
بالإضافة إلى أن معرفتك بمَن فشل مفيد لك

2- لا تخلط بين المعيار والنتيجة
مثل اعتقادك بأن السباحة تعطي جسدًا مميزًا
ولكن الحقيقة أن السباح يتمتع بجسد قوي وبنية أنيقة ليس نتيجة للسباحة إنما كان هذا سبب ومعيار اختيارهم له

3- شكك في التوقعات
بحيث لا تصدق ما يقوله الخبراء كونهم متهمين بالثقة الزائدة
وقيم المواقف بشكل واقعي

4- لا تتبع القطيع
اعتقاد جمع من الناس بأمر أنه الصواب لا يعني صحة هذا الأمر
فالعقل الجمعي هنا يلعب دورًا كبيرًا في السيطرة
ويظهر هذا في الموضة وخدعة "الأكثر مبيعا ”
لكن هنالك مواقف يكون سيرك مع القطيع إيجابيا
.
5- تجاهل الماضي.. وارحل
إذا دخلت إلى صالة السينما ولم يعجبك الفيلم ارحل ولا تفكر في ثمن التذكرة
ونفس الشيء في كل مرة تكتشف بأنك سلكت طريقا خاطئا توقف وأنهي المسألة دون تفكير بما قد خسرته من مال أو وقت وغيره
كل ذلك ليس مبررًا لكي تكمل
فأنت لا تعلم الغيب واختيارك كان محتمل الصواب أو الخطأ
وفي حال استمرارك بعد أن أدركت خطأك تكون قد وقعت
في “مغالطة التكلفة الغارقة”. “
ما ينبغي أن تحسب حسابه هو الآن والمستقبل”.

6- ارفض العرض
قد تتعرض في حياتك لضغط التبادلية كأن تجد من يقدم لك هدية وبعدها يقدم عرضه فتضطر إلى الشراء فقط لأنك تشعر نحوه بالتزام وغالبا أنت لا تتحمل أن تكون مدينا لأحد

.7- احم نفسك من الانحيازات منها :
الانحياز التأكيدي
أيّ نظرية تعتنقها ستجد دلائل كثيرة تؤكدها عل سبيل المثال :
إذا اعتنقت نظرية أن “الناس طيبون”
ستجد ما يكفي من دلائل فتصبح لا تسمع ولا ترى إلا ما يناسبك أو مثلك

وأحد أنواع الانحياز التأكيدي أيضا
من يقول لك: “إن الأمور ستسوء” وهي حيلة تستخدم في حال أنك لا تعرف ماذا تفعل أمام مشكلة وهذه يتم استخدامها في حالات مختلفة
فعلى سبيل المثال: طبيب جهل تشخيص الحالة
أو مستشار في شركة تخسر

انحياز المرجعية :
طاعتك لمن هو في موقع سلطة وأقوى منك في مواقف غير منطقية
وغير أخلاقية
هو ما يطلق عليه الانحياز المرجعي مثل:
ملاحظة مساعد الطيار لخطأ اقترفه الطيار
ولكن بسبب انحياز المرجعية لا يعمل على إصلاح ذلك وتدارك الموقف
إلا أن شركات الطيران في السنوات الأخيرة أنهت هذه المشكلة من خلال تدريب المساعد على التعبير بسرعة وبصراحة في حال وجد خطأ.

الانحياز المعرفي :
قد تقع ضحية لتحيزك المعرفي فتحاول أن تبرهن عل صحة شيء بناء على ما تعرفه
وهذا أسهل لك من أن تفكر أو أن تعترف بعدم معرفتك
وكأنك تقول: “استخدام خريطة خاطئة أفضل من لا شيء”.
أيضا تجد الانحياز المعرفي في التكرار
فمثلًا : تكرارك لـ”طبق طائر” ستجعل الناس يعتقدون بوجود الشيء. وحتى تحمي نفسك من هذا الانحياز
اجلس مع ناس مختلفة عنك في الطريقة وخبرتهم الحياتية

انحياز الحكاية
الحكايات تجذبك أكثر من الحقائق المجردة بالرغم من أن الحكايات تلوي الوقائع وتبسطها ويظهر تأثير الحكاية في الإعلان التجاري لمنتج يصبح أكثر تأثيرًا من ذكر مميزات المنتج
ولكن هل تعلم بأن دماغك يريد الحكاية التي قد تغير الحقيقة من أجل الحصول على معنى للقصة مما يتسبب في التأثير على عملية اتخاذك للقرارات
والحل حتى تحمي نفسك عليك أن تفكك القصة
وابحث عما تريد الحكاية أن تخفيه.

انحياز النتيجة :
بحيث تحكم على الشيء بناء على النتيجة وليس على الأسباب العقلانية التي جعلتك تتخذ هذا القرار

انحياز الاعجاب :
وهو خطأ التفكير المبني على “أنت تعجبني” هو مكشوف ولكنك تقع فيه
فأنت حين تعجب بشخص تريد أن تساعده
ويستخدم هذا في انحياز الفعل
و هو أنك لا ترضى أن تبقى دون أن تفعل شيئًا مثل حارس المرمى في ركلات الجزاء
قد تأتي الركلة في المنتصف ولكنه يقفز إما لجهة اليسار أو اليمين لأنه لا بد أن يفعل شيئًا
رد الفعل السريع هو ما نفعله سواء كان سينفع أوْ
لا
نصيحة لا تفعل شيئًا إلى أن تتمكن من تقدير الموقف.

لا تقع في فخ “تأثير التباين”
وهو حكمك على شيء بأنه أفضل أو أجمل أو أغلى أو أكبر
وهكذا وما أمامه يكون العكس أسوأ أو أقبح
بحيث يصعب عليك إصدار حكم مطلق
وتقييمك لن يكون عقلانيا
فأنت مخدوع في هذه المقارنة
ومن أكثر الأماكن التي تشيع فيها هذه المغالطة الأسواق مثل:
ما يحدث في التخفيضات تشتري قطعة ما لأنها كانت بمائة وأصبحت بسبعين أنت هنا ضحية تأثير التباين.

أنت لا تعلم
أحيانا تعتقد بأنك تعرف “كنت أعلم كل شيء منذ البداية”
كن عارفا حقيقيا
هنالك مشكلة صعوبة الفصل بين العارف الحقيقي
ومدعي المعرفة
ومن ناحية شخصية لك اعرف مواهبك وقدراتك وخذها بعمق حتى تصبح عارفا حقيقيا
فالعارف الحقيقي هو المتخصص الذي يعرف كل شيء عن شيء بحد ذاته
أبرز علامة لمدعي المعرفة لا يقول:
لا أعلم
وأبرز علامة للعارف أنه يقول:
لا أعلم
“ومن قال لا أدري فقد أفتى”.

احذر من وهم السيطرة
أحيانًا تعتقد بأنك تستطيع السيطرة على أشياء ليس لك عليها سيطرة
ركز على الاشياء القليلة التي تستطيع السيطرة عليها فعليا
وغير ذلك سلم أمرك لما كتب وقدر

طاحونة المتعة :
تأثير السعادة
أو التعاسة ينطفئ بعد 3 أشهر في المتوسط
وبعدها ستعود لحالتك الأصلية إذا ما كنت سعيدا أو تعيسا
الحل:
توقع تأثيرًا قصيرا للأشياء المادية واعلم أن التأثير الإيجابي يعود للطريقة التي تمضي بها وقتك

وفي النهاية أي طريق خطأ سلكته يعود السبب إلى وقوعك في خطأ من أخطاء التفكير
ولكن حتى بعد معرفتك لأخطاء التفكير لا يعني ذلك بأنك لن تخطئ
كما أنه من المهم أن تميز الفرق بين التفكير التلقائي السريع
والتفكير العقلاني البطيء
علمًا بأنه هو المطلوب في هذه المرحلة إلا أن ممارسته والتدرب عليه سيجعله سريعا وتلقائيا

ندى فنري
مدربة / مستشارة

[أ . د . محمد جمال صقر]

جهد مبارك ومواضيع عصرية مهمة. شكرا ست ندى