مجرمة ..
بقلم: شامل سفر
كانت تعاني من إمساكٍ عاطفي مزمن، مترافقٍ مع أعراض سوء هضم لكل ما يُقال .. لها أو على مسمعها .. فضلاً عن جفاف ثقافي شديد، وانسمامِ بدنٍ مُعَاوِد، مع مجموعة أخرى متنوعة من العلل الغير مصنفة في كتب الطب حتى ساعة كتابة هذه السطور ... والمشكلة أنه أحبها .. كيف ولماذا، هو نفسه لم يقدر يوماً على فهمِ ما جرى .. كل الذي يعرفه أنها لعبت أمامه في يومٍ من الأيام دورَ امرأة .. وعلى الرغم من أن هذه النقطة الأخيرة فيها نظر، أعني كونها امرأة .. بل على الرغم من أن أداءها التمثيلي آنذاك لم يكن يَصلُح حتى لتكون (كومبارس) .. فإن المسكين وقعَ على أم رأسه .. لم تكن الإصابةُ شديدةً .. فقط لزقة بيطارية غير قابلة للفك، خصوصاً وأنه أنجب منها .. كيف؟! .. حارَ أطباءُ التوليد في تفسير ذلك .. لكنه حصل .. البيولوجيا وعلم النفس لَيسا دائماً على وِفاق؛ الأولى تعمل والثاني يُكثِر من الكلام .. وأما الكارثة فكانت في الولد .. الولد الذي ما عاد الآن ولداً، بل أصبح شاباً في أواسط العمر .. و (شاباً) هذه الأخرى فيها نقاش .. فقد كبَّرَتْهُ قبل وقته .. ظلّت إذاعةُ لسانِها ذي السبع (شَطَلات)، مع كيدها الذي يستغرب متأملون كيف لم يقتلها حتى الآن، مع كُرهِها لكل شيء ولكل الناس بما في ذلك نفسها .. ظلَّ كلُّ ذلك يقرع رأسَ ابنِها المسكين صباحَ مساء، حتى كره الناس .. والحياة .. والعائلة .. وكره نفسه أيضاً ... ونجحت من حيث النتيجة، في تحويله إلى كائنٍ قِشريّ .. يعيش على سطح الحياة .. يتناول القشور .. ويتكلم في القشور .. ولا يعرف غيرها .. وبل يتدثر بأوهامها آخرَ الليل .. وكأنها ... وكأنها امرأة .
#Shamel_Safar