أحن لقمح أبي
كان ينتقي مائة سُنبلة
من بين آلاف السنابل
ويحافظ على شرفها، فيعزلها
ويزرعها بين حقول الكرسنة والعدس
قمح أبي
كقمح عمي وخالي وجدي
كقمح جيراني ووطني
عريقٌ، عميقٌ في القِدم
خميرة خبزه من عهد سام
وسماده من عظام عدنان وقحطان
لم يكن غذاءً
بل كان مجداً وتاريخا
قبل أن يطحنوه
كانوا يغسلوه ويطهروه
ويحفظوه في بيت (العيلة)
يؤانسهم ويؤانسوه
لم يكونوا يأكلوه
بل كانوا ـ في أعماقهم ـ يحتضنوه
فيمدهم بالعزم والمجد والأصالة
وبعدما مات، تمنوا أن يبعثوه