أمريكا إلى زوال رغم أنف الذي يطلب من الآخرين الدعاء لبقاءها لأنها دولة ضرورية للعالم!!!
عن نفسي متوقف عن النشر والمتابعة إلا ما ندر، لكن بعد الذي حدث من المعني، الذي أهداني هدية عظيمة أنا في أمس الحاجة لها، فعملي وحسناتي قليلة، وهو لم يبقِ تهمة إلا رماني بها، ليستثير متابعيه ضدي، وبالتهويل عن إنجازات أمريكا لخدمة الإنسانية، متغافلاً أن تلك الإنجازات كانت ومازالت أدواتها لاستعباد العالم وعولمة دين السوق وقيمه المادية، وبراءة الشعب الأمريكي من كل ما يحدث من أمريكا ضدنا وضد العالم، مضللاً متابعيه ، وكأن الشعب الأمريكي كشعوبنا العربية مسكين لا ينتخب رؤساءه، وأن رؤساءه يفوزون بالتزوير، وليس دعم العدو الصهيوني من فلوسهم، و... وشيطنني أكثر من الشيطان .. على قدر ما آذيتني على قدر ما أسعدتني بما رميتني به وأنت لا تعرف تاريخي، وبحذفك التوضيح الذي كتبته بأدبي تطيباً لخاطرك على سوء فهمك لبعض ردودي، وفيه إدانة لك من أقوالك وكتاباتك ورودك على بعض المتابعين لديك، وإبقاءك على ما يدينك نتيحته لصالحي، فردودي مع شدتها إلا أنها لم تمس شخصك بأي تهمة، وأي عاقل يقارن بينها وبين ردودك التي جمعت فيها كل المتناقضات، كما هي تهمك جمعت كل المتناقضات العالمية في شخصي، سيعرف حقيقتك، وفي الوقت نفسه أني هكذا أستطيع القول أني أعرفك بكل يقين!!!
بعد ما حدث قررت أن أكتب عدة منشورات عن ضرورة زوال أمريكا والغرب كله ومن ورائهما، وقد كتبت في اليوم نفسه منشور تحت ذلك العنوان، وبعد أن هدأت نفسي مما تسببته لها من أذى أستطيع الكتابة بعيداً عن العودة لأذيتك لي بشكل مباشر، وأرجو ما أكتبه أن يفيد المعدودين على أصابع اليد الواحدة الذين يتابعوني، فلست نجم فيسبوك!
من سنن الله التدافع بين الخير والشر، وصعود وهبوط وزوال الدول:
كثيرين يقرأون عن تقرير (كامبل بنرمان عام 1907) ولا يعرفون الخلفية التي دفعت الغرب لاتخاذ إجراءات نتج عنها مقرراته، وسارعت بريطانيا بموافقة الدول الغربية إلى تنفيذها، في هذا المنشور سأوضح ذلك ...
في نهاية القرن التاسع عشر أطلق الفيلسوف ألماني (أوزوالد شبنجلر) وقد كان أول من تنبأ تنبؤا قاطعاً بانهيار الحضارة الأوروبية الحالية ، فقد تأثر بأفكار العالم المسلم (ابن خلدون)، ونظريته عن أن الحضارات تمر بدورات متعاقبة تنمو وتزدهر، ثم تشيخ وتذبل وتندثر، وقرر أن الحضارة الغربية في طريقها للزوال! أقلقت تلك النظرية بال زعماء الدول الأوروبية الصليبية التي كانت تحتل معظم أراضي العالم القديم والجديد.
وقد آمن المؤرخ البريطاني (جيمس أرنولد توينبي) بنظرية شبنجلر ولكنه قال: "أن هذا لن يحدث للحضارة الراهنة، والسبب في رأيه أن الحضارة الراهنة تعلمت من التاريخ وعرفت الخطر فهي سوف تتمكن من أن تتجنب تكراره)
فما هو هذا الخطر المحدق بالحضارة الأوروبية الذي عرفته وتعمل على تجنب تكراره؟! يجيب على هذا السؤال:
مؤتمر لندن وتقرير كامبل بنرمان
لقد كان مؤتمر لندن الذي عقد عام 1905م أخطر عمل قام به المستشرقين الغربيين ضد الأمة والوطن، فقد عقد المؤتمر بدعوى من حزب المحافظين البريطاني، وكان يهدف المؤتمر إلى تكوين جبهة من الدول الأوروبية ذات المصالح المتوافقة في العالم آنذاك، وهي: بريطانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا والبرتغال وإيطاليا وأسبانيا. وقد اتفقت هذه الدول على التعاون الودي فيما بينها، وتأليف لجنة من خبرائها تتولى الدراسة والبحث في نمو مصالحها المشتركة التي كانت تتمتع بها. وقد اشترك في المؤتمر مجموعة من كبار علماء التاريخ والاجتماع والزراعة والبترول والجغرافيا والاقتصاد، وأضخم نخبة من المفكرين والسياسيين الأوروبيين ممثلين عن الدول الصليبية المشاركة فيه.
وقد كان الموضوع الوحيد المطروح للدراسة والبحث في هذا المؤتمر، كما جاء في خطاب (كامبل بنرمان) رئيس وزراء بريطانيا عن حزب الأحرار آنذاك، هو: (... فهل لديكم أسباب أو وسائل يمكن أن تحول دون السقوط والانهيار، أو تؤخر الاستعمار الأوروبي وقد بلغ الآن الذروة وأصبحت أوروبا قارة قديمة استنفذت مواردها وشاخت معالمها بينما العالم الآخر لا يزال في شبابه يتطلع إلى مزيد من العلم والتنظيم والرفاهية)! وقد حدد كامبل بنرمان الخطر الذي يهدد الحضارة الأوروبية في خطابه الافتتاحي عندما قال: (إن الحضارة الأوروبية مهددة بالانحلال والفناء والواجب يقضي علينا أن نبحث في هذا المؤتمر عن وسيلة فعالة تحول دون انهيار حضارتنا)!
بعد سنتين أنهى المؤتمر دراسته وقدم نتائج ما توصل إليه على شكل تقرير سري خاص إلى وزارة الخارجية البريطانية, التي عندما رأت خطورته أحالته إلى وزارة المستعمرات البريطانية، ثم اختفى التقرير من غير أن يعرف أحد به. إلى أن نشره صحفي بريطاني صهيوني في معرض الدفاع عن الوطن القومي اليهودي في فلسطين، واستشهادا بآراء الحكومة البريطانية وقراراتها وموافقة سادة الاستكبار العالمي على ذلك، وتبريرا لقيام الكيان الصهيوني كضرورة اقتصادية وسياسية واجتماعية لأوروبا ومصالحها و سيطرتها على الشرق)!
وقد حدد التقرير موطن الخطر الذي يهدد الحضارة الأوروبية، بأنه يكمن في الشعب الواحد الذي يعيش على الشواطئ الجنوبية والشرقية للشريان البحري الحيوي لتلك الدول وللتجارة العالمية _ البحر المتوسط _ ، والتواصل بين تلك الدول ومناطق احتلالها. لذلك كانت توصياته العاجلة تتمثل في: (ضرورة فصل الجزء الإفريقي من المنطقة العربية عن جزئها الآسيوي وضرورة إقامة الدولة العازلة إذ أن إقامة حاجز بشري قوي على الجسر الذي يربط أوروبا بالعالم القديم ويربطهما معا بالبحر المتوسط بحيث يشكل من هذه المنطقة، وعلى مقربة من قناة السويس قوة عدوة لشعب المنطقة، وصديقة للدول الأوروبية ومصالحها هو التنفيذ العملي العاجل للوسائل والسبل المقترحة)!
و قد كان من الوسائل والسبل أيضا: (العمل على إيجاد التفكيك والتجزئة والانقسام وإنشاء دويلات مصطنعة تابعة لتلك الدول وخاضعة لسيطرتها وأوصى التقرير بشكل خاص على محاربة اتحاد هذه الجماهير العربية أو ارتباطها بأي نوع من أنواع الاتحاد الفكري أو الروحي أو التاريخي وبضرورة إيجاد الوسائل العلمية القوية لفصلها عن بعضها بعض ما استطاع الاستعمار إلى ذلك سبيلا)!
وبناء على ذلك كانت مراسلات "الحسين _ مكماهون" التي بدأتها بريطانيا عام 1914م مع حسين بن على شريف الحجاز، وزعيم الحركة القومية العربية الوليدة آنذاك، والتغرير بهم بالثورة على الدولة العثمانية، مقابل حصولهم على دولة عربية مستقلة تضم منطقة الهلال الخصيب و الحجاز. وفي الوقت نفسه كانت تتآمر عليهم لإجهاض هذه التطلعات القومية العربية لتأسيس دولة عربية واحدة، من خلال تقطيع أوصال دولتهم المنشودة وتقاسم أراضيها بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بينها وبين فرنسا بحسب اتفاقية "سايكس_ بيكو" التي عقدت بينهما عام 1916م. ورد الجميل للعرب الذين تحالفوا مع العدو الصليبي ضد إخوانهم من المسلمين على أمل الحصول على دولة عربية موحدة، بمنح اليهود "وعد بلفور" في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 1917م، الذي تعهدت فيه بريطانيا والدول الأوروبية وأمريكا بإقامة الكيان الصهيوني لهم في فلسطين.
نستطيع القول الآن ونحن مطمئنين أن الهدف من وراء كل المخططات الغربية واليهودية ضد وطننا، هو: ضرب الإسلام والقضاء عليه، لأنه هو القوة الوحيدة القادرة على إجهاض كل أطماعه في وطننا، وتهديد وجوده أيضاً!
فالدفاع عن أمريكا والغرب والحرص على بقائهما سيدا العالم، وفي الحقيقة اليهود، كما سنبين في المنشورات التالية، هم السادة الحقيقيين، ليس فيه مصلحة ديننا ولا أمتنا!