أحمد بلكاسم / المغرب قصة طرية جدا يستحسن التهامها وهي ساخنة
استدعيت لحضور مهرجان قصصي، فلبيت الدعوة بعد تردد طال أمده، لسبب بسيط ألا وهو أنني وجدت صعوبة في الحسم فيمن ستكون رفيقتي في هذا الحفل البهيج و الكبير جدا،كيف لا يكون كذلك وقد استطاع أن يلم شمل ثلاثة بحار: الأبيض المتوسط والأحمر والميت رحمه الله ومحيطين الأطلسي والهندي وشط واحد هوشط العرب، بعد أخذ ورد اتخذت قرارا صارما وصاحبت معي خمس قصص قصيرة جدا لا يتعدى طول أقصرهن المتر وخمسة وعشرين سنتمترا،وصلت مزهوا إلى بهو المهرجان حيث غرس بلاطه كراسي حمراء تبدو للناظر كشقائق النعمان، غير أن أحد المشرفين استوقفني متسائلا عن الشخص الذي صحبته معي وقد دفعت له أتعاب التنقل وثمن القهوة وكل ما اشتهت نفسه ذلك اليوم:
- هل لديكما دعوة المشاركة؟
- أنا نعم لدي دعوة المشاركة، أما مرافقي هذا فلا.
- ولم جاء أكيد أنه من عشاق القصة القصيرة جدا.
- لا أظن ذلك!
- ولم تجشم وعثاء السفر الطويل؟
- لا أكتمك سرا اكتريته ليصفق لي حين يعز التصفيق عند اعتلائي المنصة وحين قراءتي لهذه الرفيقات القزمية.
الطامة الكبرى أن لحظة المناداة علي لامتطاء صهوة المنصة، شب نزاع عنيف بين الرفيقات القزميات تبادلن فيه العض والخمش ونتف الشعر، مما اضطرني إلى الاستعاضة عنهن بخليلة أخرى كنت قد أودعتها جيب معطفي الأيمن، دون علمهن كانت خفيفة الظل والوزن، رشيقة القوام جميلة الهندام، أنهيت قراءتها بتأن وسلام ودون تصفيق من أحد فحتى رفيقي كان قد غرق في غطيط عميق جدا يا سادة يا كرام.متجاهلا ما بيننا من التزام.
بركان 30 03 2014