نحن نمر في هذه الأيام ... بل الشهور بنازلة العصر الجائحة
وهي ما عمَّ العالم من وباء الإصابة بفيروس ( الكورونا المستجد ) 19
وتلك مصيبة وكارثة حلت من السماء لبعد الناس عن دينهم وعبادتهم المستحقة لله تعالى وحده لا شريك له
نزلت بالناس تحذيرا وتنبيها ليعودوا إلى طريق الإيمان الصحيح والله غني عنهم ، لكنه يرجو لهم الرحمة
فمعرفة الحق سبحانه وتعالى تفيد المتمسكين بها والعاملين عليها ، ولا يعود نفعها على الخالق الواحد القهار
الذي يستطيع أن يجعل الجميع بقدرته يؤمنون به .
وقد شرع الدين الإسلامي أنه إذا حلّ بالناس مثل تلك الأوبئة الفتاكة التي تهلك الناس بما تصيبهم
من الانتشار السريع والموت الذريع والاحتباس عن التنقل إلى أماكنها أو من الأماكن التي ظهرت فيها إلى غيرها
حتى لاتنقل العدوى إلى أناس آخرين ، والالتزام بالقواعد الصحية الوقائية التي يقول بها الأطباء المتخصصون
وقاية للنفوس من التهلكة ــ كما شرع النبي صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة ــ وهي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم
( القنوت في الصلاة )
وشريعة الهادي البشير والنذير المبين الرؤوف الرحيم صلى الله عليه وسلم من الدين
وقد أيد القرآن ما يشرعه الرسول عليه الصلاة والسلام
قال تعالى : ( مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80)النساء ، وقال أيضا :
وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ) آية 52 النور
وقال في سورة أخرى :
يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول
إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) 59 النساء )
وقال تعالى قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين)32 آل عمران
شرع محمد صلى الله عليه وسلم ( القنوت ) في الصلوات الخمس عند النوازل
كما جاء في فقه السنة للدكتور سيد سابق
ويكون بعد ركوع الركعة الثانية بالدعاء والقنوت ؛ لرفع النازلة ويسميها المصلي
( كالخسوف والكسوف والطاعون والقحط الشديد
وانتشار الأوبئة التي تنتشر بالعدوى بين الناس مثل الكورونا ، وغيرها استحبابا وتطوعا.
وبعد الوتر من صلاة العشاء بمثل هذا الدعاء :
( سبحان الملك القدوس (ثلاث مرات ) برفع الصوت ، ثم يقول : رب الملائكة والروح
اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، لاأحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك )
(اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي بالحق ولا يقضى عليك
وإنه لايذل من واليت ، ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت ) وهو حديث حسن صحيح رواه الترمزي