اسم السورة
تسمى هذه السورة بـسورة الفتح (1)وذلك : لقوله تعالى : ( إنا فتحنا لك فتحاً مبينا) ، ودلالة ذلك على : فتح البلاد، والحجج، والمعجزات، والحقائق .وقد ترتب على كل واحد منها : المغفرة، وإتمام النعمة، والهداية، والنصر العزيز.وكل هذه أمور جليلة (2).
1
عدد آياتها
وعدد آياتها : (29) تسع وعشرون آية
نزولها
نزلت هذه السورة : في النصف الأخير من شهر ذي القعدة عام ست من هجرة المصطفى (صلى الله عليه وسلم ) (1)نزلت هذه السورة الكريمة لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية، في ذي القعدة من سنة ست من الهجرة ، حين صده المشركون عن الوصول إلى المسجد الحرام، ليقضي عمرته فيه، وحالوا بينه وبين ذلك، ثم مالوا إلى المصالحة والمهادنة، وأن يرجع عامه هذا ، ثم يأتي من قابل، فأجابهم إلى ذلك، على تكرهٍ من جماعة من الصحابة، منهم عمر بن الخطاب، رضى الله عنهم (1).أخرج الحاكم وغيره عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا : نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحديبية من أولها إلى آخرها .وأخرج الشيخان والترمذي والحاكم عن أنس قال : أنزلت على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ـ مرجعه من الحديبية ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد نزلت علىّ آية أحب إلىّ مما على الأرض ثم قرأها عليهم، فقالوا هنيئا مريئا لك يا رسول الله قد بين الله لك ماذا يفعل بك فماذا يفعل بنا ؟ فنزلت ـ ليدخل المؤمنين والمؤمنات ـ حتى بلغ ـ فوزاً عظيماً ـ .ك ، وأخرج ابن أبي حاتم عن سلمة بن الأكوع قال : بينما نحن قائلون إذ نادة منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها الناس البيعة البيعة نزل روح القدس فسرنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو تحت شجرة سمرة فبايعناه، فأنزل الله ـ لقد رضى الله عن المؤمنين ـ الآية.
2
صلتها بما قبلها


1ـ وضع هذه السورة بعد السورة السابقة عليها : فيه من التناسب ما هو واضح.حيث إن الفتح بمعنى النصر: مرتب على "القتال" الذي ورد في سورة "محمد" والتي اسمها "القتال" كذلك.
2ـ في كل من السورتين : من ذكر المؤمنين المخلصين، والمنافقين، والمشركين .. ما فيه.
3ـ في سورة محمد صلى الله عليه وسلم الأمر بالاستغفار، (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ) (1)وفي هذه : وقوع المغفرة للنبي صلى الله عليه وسلم ، كما في قوله تعالى (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر .. ) (1) ، وكذلك للمؤمنين ، كما في قوله تعالى (ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم..)(2) ، وكذلك قوله تعالى (.. وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيما )(3)
4ـ ذكرت الكلمة الطييبة ـ وهي : (لا إله إلا الله ) ـ بلفظها الشريف ، في سورة محمد.وذكرت هنا بالكناية عنها ـ وهي : ( كلمة التقوى ) بناءً على أشهر الأقوال فيها.
4
**********
âک€ ترتيبها
نزلت في الطريق عند الانصراف من الحديبية
أ ـ في المصحف .. بعد سورة " محمد " ، وقبل سورة "الحجرات".
ب ـ في النزول .. بعد سورة "الجمعة" ، وقبل سورة "المائدة".
3
************
فضل السورة
حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسير في بعض أسفاره ، وعمر بن الخطاب يسير معه ليلاً ، فسأله عمر عن شئ فلم يجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم سأله فلم يجبه ، ثم سأله فلم يجبه، فقال عمر : ثكلتك أمك، نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، كل ذلك لا يجيبك، قال عمر : فحركت بعيري حتى كنت أمام الناس، وخشيت أن ينزل في قرآن، فما نشبت أن سمعت صارخاً يصرخ بي، قال : فقلت : لقد خشيت أن يكون نزل في قرآن، قال : فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه، فقال: (لقد أنزلت على الليلة سورة لهي أحب إلىّ مما طلعت عليه الشمس). ثم قرأ: " إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً " .
5
هدف السورة
أ ـ بيان كيفية نصر الله.
ب ـ مؤهلات المؤمنين للنصر.
6
اقسامها
تتكون هذه السورة من : فقرتين :
الفقرة الأولى :
عبارة عن (7) آيات من الآية الأولى ، حتى نهاية الآية 7.وفيها : بيان : عناية الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم ،
وبالمؤمنين ، في أمر دنياهم وأخراهم.بيان: نصره لهم، وهدايته إياهم.حديث : عن جنود الله في السموات وفي الأرض، التي تأتمر بأمره عز وجل فقط .
7
***********
الفقرة الثانية : عبارة عن (22) آيةمن الآية (7) حتى نهاية الآية (29) وهي خاتمة آيات السورة.وفيها :بيان : كرامة رسول الله صلى الله عليه وسلم، على الله سبحانه وتعالى، وما يترتب على ذلك من واجبات نحو الله ، ونحو رسوله صلى الله عليه وسلم .حديث عن : طائفة لم تقم بحق الله ، وحق رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهي: طائفة المخلفين، وتوضيح لموقفهم من التعبئة بالنفير للقتال؛ إذا أحسوا بالخطر ، وظنهم السئ.ويلاحظ هنا: أن النصر يحتاج تعبئة ، وهي المحك الرئيسي للإيمان، وأن من أراد النصر بدون أن يدفع ثمنه فهو مخطئ.ثم حديث : عن هذه الطائفة .. إذا شمت رائحة المكاسب والمغانم .ثم بيان: لطريق التوبة ـ لهؤلاء ـ ودلالة لهم على ما يصححون به مسارهم.وحديث عن: طائفة أخرى ، قام بحق الله تعالى، وحق رسوله صلى الله عليه وسلم، وحقق قوله تعالى : ( لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً) ، وهؤلاء هم المستحقون للجنات، كما أن الله أثابهم في الدنيا بالفضل العميم.وبيان : أن الله تعالى كف أيدي الناس عنهم، وكف أيديهم عن الناس؛ رعاية من الله لأهل الإيمان، وتحقيقاً لمصلحتهم.وذلك : من خلال الحديث عن بيعة الرضوان، وما نتج عنها.ثم : بشارة بنصر الله، وانتصار الإسلام، مما يدفع المسلم إلى بذل أقصى الجهد مرضاة لربه، وأملاً في رؤيته لنصر الله .وفي الختام : حديث عن خصائص هذه الأمة، وحديث ـ كذلك ـ عن خصائص الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه .
8
دروس دعوية
(1) بشارة النبي صلى الله عليه وسلم بالفتح وإعزاز دين الله .
(2) وعد المؤمنين ووعيد الكافرين والمنافقين.
(3) ذم المخلفين من عرب أسلم وجهينة ومزينة وغفار.
(4) رضوان الله على المؤمنين الذين بايعوا ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ تحت الشجرة ، ووعده إياهم بالنصر في الدنيا ، وبالجنة في الآخرة.
(5) البشرى بتحقق رؤيا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنهم سيدخلون المسجد الحرام آمنين ، وقد تم لهم ذلك في العام المقبل.
(6) وصف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والذين آمنوا معه بالرحمة والشدة.
(7) وعد الله للذين آمنوا وعملوا الصالحات بالمغفرة والأجر العظيم.
(8) فتح في الدعوة. نشر الدعوة.
(9) فتح في الأرض. دحر بقايا اليهود.
(10) فتح في الموقف. بين قريش والمسلمين
(11) فتح في النفوس. رضى الله عنهم.قوله تعالى نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي محمد رسول الله ، والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود، ذلك مثلهم في التوراة، ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فـازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار، وعد الله الذين ءامنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيما ).
9
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (4)
1- [ هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ]النفوس المؤمنة بمواقف الخوف يسكن ارتجافها لأن الله سكن في سويداء قلبها فبث فيها الأمان/ مها العنزي
2- هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ......يمكن أن يناظروا طويلا على إلحادهم، لكنهم لن يعرفوا شيئا اسمه السكينة. /عبد الله بلقاسم
3- "هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين"....يقول لي سوري: كنا نتفجع من أي خسارة مالية، واليوم ذهب القصف بثلاثة بيوت لي، والله لا أجد لها ألما. / عبد الله بلقاسم
11
إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً (1)
1- [ إنا فتحنا لك فتحا مبينا ]الدروب المتعثرة أمامك والأبواب الموصدة بوجهك سيفتحها الله لك وسيفرجها عليك فأبشر وتفائل فربك كريم/ مها العنزي
2- إنا فتحنا لك فتحا مبينا"....سمى الله الصلح فتحا، لتضاء القلوب بلون الفتج الجديد الذي لا تجتاح فيه المدن ولا تسحق فيه الأرواح الصلح_خير. / عبد الله بلقاسم
3- قد يفتح الله على عبده في أمر ليكون بابا له إلى خيرات كثيرة {إنا فتحنا لك فتحا مبينا.ليغفر لك الله ماتقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك..}. /مجالس القرآن / د.محمد الربيعة
10
وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً (6)
1-[ الظانين بالله ظن السوء ]لا تظن بربك إلا كل خير فرب الخير لايأتي منه إلا كل خير فأحسن ظنك به فلن يخيب ظنك وسيعطيك فوق ما تتمنى/ مها العنزي
2-عواقب الناس بحسب ظنهم بالله،فمن أحسن ظنه حسنت عاقبته"أنا عند ظن عبدي بي"،ومن أساء ظنه ساءت عاقبته(الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء). / سعود الشريم
3-" الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ غڑ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ" بقدر ظنونهم ساءت حياتهم. ظن بربك الخير .تجد الخير في حياتك. / عبد الله بلقاسم
12
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (8)
1-[ إنا أرسلناك شاهدا ]نبي هذه الامة سيكون شاهدا على أمته فالله الله أن لانخذل نبينا ونكون اليد القوية التي حملة الرسالة المحمدية/ مها العنزي
2-[ ومبشرا ونذيرا ]عندما تدعوا الناس الى الله فكن بشير خير حببهم بالله ورغبهم بالعمل الصالح وجزاؤه فإن لم ينفع .. فذكره بعذابه / مها العنزي
13
لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (18)
1- [ لقد رضي الله عن المؤمنين ] إذا استشعرت وتيقنت ان الله راضٍ عنك فلا يهمك بعدها من سخط عليك او بارزك بالعداوةفربك معك وهذا يكفي / مها العنزي
2- ( إذ يبايعونك تحت الشجرة ..) لاتهتم بالمظاهر ، إن أعظم البيعات كانت مراسمها تُعقد تحت شجرة ./ وليد العاصمي
3- (فعلم مافي قلوبهم فأنزل السكينة) (مافي) القلوب هو (إناء) الفضائل الربانية فعلى قدر اﻹناء تنزل المواهب/د. عقيل الشمري
14
( سيماهم في وجوههم من أثر السجود )بقي الأثر مع أن السجود انتهى؛ لأن قلوبهم لا تزال ساجدة / د. عقيل الشمري.
15
الاحاديث الصحيحه في سورة الفتح
رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع / 5121 ]عَنْ ‏ ‏أَنَسٍ ‏ ‏أَنَّهَا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏مَرْجِعَهُ مِنْ ‏ ‏الْحُدَيْبِيَةِ ‏ ‏وَأَصْحَابُهُ يُخَالِطُونَ الْحُزْنَ وَالْكَآبَةَ وَقَدْ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَسَاكِنِهِمْ وَنَحَرُوا ‏ ‏الْهَدْيَ ‏ ‏بِالْحُدَيْبِيَةِ ‏ ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ‏ ‏إِلَى قَوْلِهِ ( ‏ ‏صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ‏ )‏قَالَ : لَقَدْ ‏ ‏أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَتَانِ هُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا جَمِيعًا
16