إن المراقب والمتابع لمعظم المسلسلات التي تعرض في شهر رمضان يجد أن البنات اللاتي يحبلن من الزنا أكثر من اللاتي يحبلن من الزواج، للأم عشيق، وللأب عشيقة، والشباب في الاستراحات والمقاهي والمعاكسات !
فالشباب والفتيات الذين يملأون المساجد في صلاة التراويح لا مكان لهم في المسلسل ..
أمهاتنا النقيات كالمصاحف ..
آباؤنا الخيرون كأن فيهم مسحة من نبوة ..
زوجاتنا في المطابخ وتدريس الأولاد ومناشر الغسيل ..
جيراننا الذين نحبهم ويحبوننا
كل هؤلاء لا مكان لهم في المسلسل أيضاً !

من هم أبطال مسلسلاتهم الذين يجب أن نتعاطف معهم ونقتدي بهم :

التي تخون زوجها لأنه أكبر منها سناً، هذه ضحية العادات والتقاليد، ضحية الفقر، والمجرم هو ذاك الزوج، هي من حقها أن تحب شاباً بعمرها، أن تخون المجرم الذي قدم لها بيتاً وعائلة مع الملاك الطاهر الذي ابتسم لها فشعرت بالدفء الذي تفتقده!

الذي يرتشي، ويأخذ مالاً حراماً مكرهاً لأن لديه أطفالا صغارا والراتب لا يكفي، و لولا وضعه الاقتصادي لكان أحمد بن حنبل ولكن الدنيا قاسية ودفعته مكرهاً إلى هذا العمل الخسيس!

التي تهرب مع حبيبها، فالحب لا يحتاج مبرراً إنه يبرر كل شيء !

الذي يقضي وقته وراء بنات الناس لأنه لم يجد احتواء داخل المنزل !

التي ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻷﻥ ﺃﻣّﻬﺎ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﺃﻭ ﻷﻥ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺩﻓﻌﺘﻬﺎ ﻟﺬﻟﻚ ..

التي ﺗﺨﻮﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻷﻧﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﺳﻨﺎً ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻣﻨﻪ ﻏﺼﺒﺎ عنها ..

التي ﺗﻌﺼﻲ ﻭﺍﻟﺪﻳﻬﺎ ﻭ ﺗﻬﺮﺏ ﻣﻊ ﻋﺸﻴﻘﻬﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ...

التي ﺗﺨﺘﻠﻲ ﺑﺤﺒﻴﺒﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻋﻠﻢ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﺗﺴﻠﻤﻪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﺯﻭﺍﺝ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺜﻖ ﺑﻪ ...

اﻋﺎﻕ ﻷﺑﻴﻪ ﻷﻥ ﺃﺑﺎﻩ ﻟﻢ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺻﻐﺮﻩ ...

ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻓﻲ المسلسلات التي تغزو بيوتنا عبر الفضائيات ، ﻭﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﺣﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺒﺮﺭﺍﺕ ﻟﻪ، ﻓﻴﺠﻌﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤُﺸﺎﻫﺪ ﻳﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ ﻭﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﻭﺍﻟﺰﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻕ ﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺩﻓﻌﺘﻬﻢ ﻟﺬﻟﻚ.

هذه هي مسلسلاتهم، وهؤلاء هم أبطالهم،
أما أنتم، الزوجات المصونات كالدرر،
الأبناء البررة ..
البنات اللاتي لا يرفعن عيونهن في وجوه آبائهن حياءً وإيماناً..
الأزواج الذين يعودون إلى البيوت منهكين بعد رحلة البحث عن رغيف خبز وكرامة ..
شباب صلاة الفجر، صبية السنوات السبع الذين نمرنهم على الصيام ..
فتيات السنوات العشر اللاتي زينا لهم الحجاب والستر ..
العجائز على سجاجيد الصلاة وحبات السبحة،
الشيوخ المتهالكون المتكئون على عصيهم في الطريق إلى المسجد،

فلا مكان لكم في هذه المسلسلات..!!!

ﻓﻼ ﻏﺮﺍﺑﺔ ﺃﻥ ﺗﻬﺪﻡ بعض ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ الهشة ﻭﺗﻀﻴﻊ ﺍﻷجيال ﻭﻳﺤﻞّ ﺍﻟﻨﺪﻡ ..
حفظنا الله وإياكم وحفظ بيوتنا وبيوت المسلمين من كل شر وحسبنا الله ونعم الوكيل.

{ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.