فرم السوريين أحياء في فرامة الشمندر في معمل السكر في جسر الشغور .. قبل ست سنوات
مقطع من شهادة المصور المنشق يونس اليوسف:
جاءنا خبر ان معمل السكر في جسر الشغور، هو مركز اعتقال وتعذيب للمواطنين، كما ورد في محطتي "الجزيرة " و "العربية"، ولأن مهمتنا كانت تكذيب كل ما يصدر عن سوريا من هاتين المحطتين، فقد توجهنا في قناة "الدنيا" التي يملكها محمد حمشو احد شركاء ماهر الاسد الى المعمل، فوجدنا ان هناك عشرات النساء يجلسن على الارض وبعضهن يبكين ومنهن من يدعين الى الله، ويدعين ضد بشار في صحته وابنائه.. وبعضهن تحمل اولاداً رضعاً.. والمعتقلات هن اما أم لناشط او شقيقة له او..
على الجانب الآخر كان عشرات الرجال والشباب في اوضاع مأسوية، وجوه دامية، اجساد تنزف، واشكال غير عادية حتى ليبدو بعضهم مشدوهاً والبعض يحاول اخفاء جروح رأسه ووجهه.. وحاول طبيب سحب المياه من أرجل البعض لكثرة الضرب.
خرجت من المعمل بعد ان صورت الفراغ لأظهر للناس والمشاهدين ألا صحة لما رأيت.. صورت الفراغ حتى ليبدو المعمل هادئاً ولنفي اخبار "العربية" و "الجزيرة"..
خرجت من المعمل لأقف على الباب قليلاً لأتنفس الهواء بعد ان كدت اختنق من الكذب والرياء والصمت على ما يجري بل وتزوير الحقائق.
التقيت عند الباب بحارس المعمل او احد حراسه فنظر إلـيّ شزراً وقال لي غاضباً بصوت يحمل التحدي: ألا تخشى الله، أليس لك عرض أم او أخت او زوج تخشى عليهن، ألم تر الفضائح التي فعلها هؤلاء المجرمون.. خاف الله خاف الله.. لماذا لم تأت بالأمس والشبيحة والجنود يغتصبون النساء ويلزموهن ان يبقين عاريات.
صدمني وهو يقول: لماذا لم تأت بالامس لتصوير الامن وهو يرمي الرجال في الفـرّامة التي تحيل اجسادهم الى قطع صغيرة كما قطع السكر.. وتذهب كلها الى المعاصر لتذوب فيها؟ انها فـرّامة الشمندر السكري حـوّلها رجال الاسد الى فرامة لتقطيع اجساد الرجال والشباب المتظاهرين!
لم اجرؤ على الرد، حملت حقيبتي وذهبت الى منزلي، في اليوم التالي عدت الى المعمل وسألت عن الحارس نفسه فقيل لي انه هرب.
كانوا يعدمون 60 شخصا اسبوعيا في سجن تدمرفي يوم أعدموا 240 شخصااعدم الآلاف ودفنوا ولم يعرف الأهالي عنهم