من الأهمية بمكان، ان يسأل أي مؤلف نفسه، ماذا تركت من مواد، كي تخلد مستقبلا وتحملني بعيدا على جناح العطاء.
كمعلومة الأوكسجين النقي ، التي ترفع وتيرة الغضب، بهدف إفناء البشر بعضهم..
هل هذا معقول، وقد وجد آدم حلا لمشكلته مع سوزان ، عبر عملية طفل الأنبوب؟؟؟.
مازلت أبحث عن الله بين السطور، ولفت نظري في الصفحة 259 انتصار آدم في دفع جوسيه للانتحار، بمجرد أنه استطاع الإنجاب من ميراي، عبر علاقة خارج مؤسسة الزواج.
والمعلومة باختصار هي أن يدق في شريان الفخذ كالصلب تماما، حيث دس في فكره أن الصلب خلاص كاثوليكي، لمسيحية جوسيه، وأن هذا لو نزع فلن ينقذه، اليست هذه معلومة طبية اختصاصية جدا لأمثال هؤلاء الأبطال؟.
من الصعب الوصول إليها بغير معرفة طبيب ...وعموما كم المعلومات المساقة في متن الفصول قليلة مقارنة بما قرأته فيها.
لاأدري لماذا شعرت أنني بعيدة وجدانيا عن مرمى الحدث حقيقة، ربما هو أمر يخصني، خاصة أن قضية العيش على المريخ، قديمة لم يعد فتح ملفها بعد طرحه، لأسباب ناسا أعلم بها، وقد كان بإمكان المؤلف قلب ظهر المجن لأفهامنا وجعلها امتحانا ضمائريا ، وليس حقيقيان ليخلص نفسه من شرور نقدنا.
في فصل الأرض ماتت، نعي تماما أن وجود آدم في المريخ، لايعني فتحا جديدا لأن شرور الأرض وصلت للمريخ، وعليه قد نكون فهمنا او وجدنا مخرجا فهميا رمزيا، أن الشرور لن تنتهي والإنسان قائدها.
ينتبانا الألم الممض عندما نجد آدم يحتفظ برسالة كتبتها سوزان له عبر كاميرات مراقبة في منزله، وقد رضيت بمراقبته، بمقاومة ضعيفة، وهو يكيل لها اللعنات، بأنها ستفسد عليه حياته في المريخ، رغم أنه لم يقرأ الرسالة، فقط صورها، فيصفها بالعاقر، أي شخص هذا الذي جسده البطل؟.
في الصفحة 309 يبسط نواه وجهة نظره بعد معرفته للحقيقة من اييف، انه أهمل الجانب الروحي والنفسي لرواد المريخ، وانه ترك مشاهد الدمار مصطنعة كصناعة هوليود للأفلام، كي يصدق مافعله.
ليقفز بنا ثلاثين عاما للأمام، حيث لقاء صحفي مع نواه وسوزان، عن الرحلات اللاحقة، وماحدث في أول رحلة كان حبيس الصدور.
أكتفي بما عرضت وقدمت من وجهة نظر انطباعية، وهذا لايلغي الجهد المميز في السرد، ومحاولة قفل الحبكة على طريقة الدكتور الكريم نبيل نادر قوشجي.
شكرا لسعة صدرك.
وبالتوفيق دوما.
د. ريمه الخاني 18-5-2018