💕
* قصة البداية *
** الحلقة 205 من السيرة النبوية :
** في اليوم الثامن من ذي الحجة وهو يوم التروية توجه إلى منى ، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر - خمس صلوات - ثم مكث قليلا" حتى طلعت الشمس ، فأجاز حتى أتى عرفة ، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة ، فنزل بها ، حتى إذا زالت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له ، فأتى بطن الوادي ، وقد اجتمع حوله مئة ألف وأربعة وعشرون أو أربعة وأربعون ألفا" من الناس ، فقام فيهم خطيبا" ، وألقى هذه الخطبة الجامعة :
** أيها الناس ، اسمعوا قولي ، فإني لاأدري لعلي لاألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا" ..
* إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ، ودماء الجاهلية موضوعة ، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث -وكان مسترضعا" في بني سعد فقتلته هذيل- وربا الجاهلية موضوع ، وأول ربا أضع من ربانا ربا عباس بن عبد المطلب ، فإنه موضوع كله ..
* فاتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا" تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا" غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ..
* وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به ، كتاب الله ..
* أيها الناس إنه لانبي بعدي ، ولاأمة بعدكم ، ألا فاعبدوا ربكم ، وصلوا خمسكم ، وصوموا شهركم ، وأدوا زكاة أموالكم ، طيبة بها أنفسكم ، وتحجون بيت ربكم ، وأطيعوا أولات أمركم ، تدخلوا جنة ربكم ..
* وأنتم تسألون عني ، فما أنتم قائلون ؟؟، قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت ..
* فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء ، وينكتها إلى الناس " اللهم اشهد" ، ثلاث مرات ..
* وكان الذي يصرخ في الناس -وهو بعرفة- ربيعة بن أمية بن خلف ..
* وبعد أن فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من إلقاء الخطبة نزل عليه قوله تعالى :اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" "..
* عندما سمعها عمر بكى ، فقيل له : مايبكيك ؟، قال : إنه ليس بعد الكمال إلا النقصان ..
💕
* قصة البداية *
** الحلقة 206 من السيرة النبوية :
** بعد خطبة الوداع أذن بلال ثم أقام ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس الظهر ، ثم أقام فصلى العصر ، ثم ركب حتى أتى الموقف (عرفات) ، فاستقبل القبلة ، ولم يزل واقفا" حتى غربت الشمس ، وذهبت الصفرة قليلا" حتى غاب القرص ، فسار إلى المزدلفة ، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ، ثم اضطجع حتى طلع الفجر ، فصلى الفجر حتى تبين له الصبح ، ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام (المزدلفة) ، فاستقبل القبلة ، فدعا وكبر وهلل ووحد ، فلم يزل واقفا" حتى أسفر الصبح جدا" ..
* ثم دفع من المزدلفة إلى منى ، قبل أن تطلع الشمس ، وأتى الجمرة الكبرى ، وكانت عندها شجرة في ذلك الزمان ، وتسمى بجمرة العقبة ، وبالجمرة الأولى ، فرماها بسبع حصيات ، يكبر مع كل حصاة منها ، مثل حصى الخذف ، ثم انصرف إلى المنحر ، فنحر ثلاثا" وستين بدنة بيده ، ثم أعطى عليا" ، فنحر سبعاً وثلاثين بدنة ، تمام المئة ، وأشركه في هديه ، ثم أمر من كل بدنة ببضعة ، فجعلت في قدر ، فطبخت ، فأكلا من لحمها ، وشربا من مرقها ..
* ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأفاض إلى البيت ، وخطب يوم النحر -العاشر من ذي الحجة- حين ارتفع الضحى ، وهو على بغلة شهباء ، وأعاد في خطبته هذه بعض ماكان ألقاه بالأمس ، وأضاف : إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض ، السنة اثنا عشر شهرا" ، منها أربعة حرم ، ثلاث متواليات ، ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان ..
* وقال : أي شهر هذا ؟ ،، قلنا : الله ورسوله أعلم ، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، قال : أليس ذا الحجة ؟؟، قلنا : بلى ،، قال : أي بلد هذا ؟؟، قلنا : الله ورسوله أعلم ، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ،، قال : أليست البلدة ؟؟، قلنا : بلى ،، فأي يوم هذا ؟؟، قلنا : الله ورسوله أعلم ،، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ،، قال : أليس يوم النحر ؟؟، قلنا : بلى ،، قال : فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ، كحرمة يومكم هذا ، في بلدكم هذا ، في شهركم هذا ..
* ستلقون ربكم ، فيسألكم عن أعمالكم ، ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالا" يضرب بعضكم رقاب بعض ..
* ألا هل بلغت ؟؟، قالوا : نعم ،، قال : اللهم اشهد ، فليبلغ الشاهد الغائب ، فرب مبلغ أوعى من سامع ..
* وأقام أيام التشريق بمنى ، يؤدي المناسك ويعلّم الشرائع ويذكر الله ، ويقيم سنن الهدي من ملة ابراهيم ، ويمحو آثار الشرك ومعالمها ، وقد خطب في ثاني أيام التشريق أيضا" ، عقب نزول سورة النصر ..
* وفي ثالث أيام التشريق ،، الثالث عشر من ذي الحجة ،، نفر النبي صلى الله عليه وسلم من منى ، فنزل بخيف بني كنانة من الأبطح ، وأقام هناك بقية يومه وليلته ، وصلى هناك الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، ثم رقد رقدة ، ثم ركب إلى البيت ، فطاف به طواف الوداع ..
* ولما قضى مناسكه حث الركاب إلى المدينة المطهرة ، لاليأخذ حظا" من الراحة ، بل ليستأنف الكفاح والكدح لله وفي سبيل الله ..