أطروحة اليوم من صفحة 152 إلى صفحة 213 من كتاب تربية الأولاد في الإسلام , أعدها غالب الغول في


لقد أفادنا المؤلف في كتابه فائدة كبيرة نحو تربية الأولاد , وجمعنا ملخص ما قاله في هذه الأسطر القليلة , لنفيد أولادنا بها :
إن تربية الأولاد , وصية من الله للآباء لقوله سبحانه وتعالى ( يوصيكم الله في أولادكم ) , ويقول رسولنا الكريم ( الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته , والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ) ثم قول رسولنا الكريم ( علموا أولادكم وأهليكم الخير وأدبوهم ) , وقوله أيضاً ( أدبوا أولادكم على ثلاث خصال , حب نبيكم وحب آل البيت , وتلاوة القرآن ) , وتكمن مسؤولية التربية كما أسلفنا على الأب والأم والمربين , وأول هذه المسؤوليات التربية يجب أن تكون في المسؤولية الإيمانية , والخلقية والجسمة والعقلية والنفسية والاجتماعية والجنسية ,
أي أن على الوالد أن يعلم ولده أصول الإيمان وأركان الإسلام ومبادئ الشريعة والتعريف بالحلال والحرام , وإقامة الصلاة منذ السنة السابعة , وحب رسول الله وتلاوة القرآن .
إن الأب الذي يدفع بولده إلى المدارس الأجنبية ليرضع من لبانها , ويتلقف التوجيه والتعليم من مبشريها , سيتطبع الولد على الزيغ والضلال ويتدرج على الكفر والإلحاد , بل سيترسخ في نفسه مشاعر الكره للإسلام , وهذه هي الطامة الكبرى التي يتدثر بها الولد ,
وإن الأب الذي يرخي لولده العنان , ويترك حبله على غاربه ليخالط رفقاء الزيغ والضلال ليتلقى المبادئ الضالة والأفكار المستوردة ما يشاء , لا شك أن الولد سيسخر لا محالة بكل القيم الدينية والشرائع السماوية . .
فالإيمان بالله هو أساس صلاح الولد , ومسؤولية التربية الإيمانية مسؤولية خطيرة يجب على المربي تلقينها للولد قبل كل شيء .
وأما مسؤولية التربية الخلقية , فهي من ضروريات حياة الولد ولا بد منها , لأن الفضائل الخلقية والسلوكية والوجدانية هي ثمرة من ثمرات الإيمان الراسخ , وعلى المربين إصلاح نفوس الأولاد وتقويم اعوجاجهم , وترفعهم من الدنايا وحسن معاملتهم للآخرين بلا كذب ولا سرقة ولا شتائم ولا ميوعة ولا انحلال .