2 --

( تربية الأولاد في الإسلام ) من صفحة 49 إلى صفحة 109 , أعدها غالب الغول

تناول المؤلف في الفصلين الثاني والثالث شرحاً وافياً حول الشعور النفسي لدى الأولاد , دالاً على إبراز ما أودع الله سبحانه في قلب الأبوين من شفقة ورحمة وعناية , ومساياً بين الذكر والأنثى , متحدياً شعور الجاهليين في وأد بناتهم , لقوله تعالى ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم , يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون ) , وإن المحبة بين الأبوين والأولاد هي محبة فطرة متأصلة بالمشاعر النفسية , ولولا ذلك لانقرض النوع الإنساني على الأرض , ومن كلام الله سبحانه نأخذ العبرة في قوله نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ), وقال رسولنا الكريم ( ليس منا من لا يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا ).
وبما أن محبة الأولاد واجبة , فهناك محبة أسمى منها وهي محبة الله سبحانه ومحبة رسوله الكريم , قال محمد صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده والناس أجمعين ) .
وعلينا والحالة هذه مراعاة تربية الأولاد بلطف الوعظ , فإن لم يلتزم بما أمر به المربي , فلا بد من اللجوء إلى وسائل أخرى حتى لو أدت إلى الضرب الغير مبرح .
ومن أبسط أمور التربية , هو تعويد الولد على أسس تربوية صحيحة , كالتسمية عند الأكل , والأكل باليمين , وأكل ما يليه من الطعام , وأمره بالصيام والصلاة وضربهم إن لم يلتزموا بها بعد العاشرة من العمر أو حتى الهجر والطرد إن لزم الأمر , لأن الدين هو أساس حياتنا لطاعة الله سبحانه .
وعندما تناول المؤلف الأحكام المتعلقة بالمولود فهي كثيرة , ومن أهمها البشرى الحسنة بقدوم المولود الجديد , وتقديم الهدايا, وتسمية المولود بأحسن وأجمل الأسماء , وتسميته حق على الوالد لقوله تعالى ( ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ) ثم يكنى بكنية حسنة ولا يشترط أن تكون الكنية باسم ولده كما هو في عصرنا الحالي , فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكنى _ بأبي حفص _ ولم يكن له ولداً اسمه حفص , ثم يقوم الأهل بذبح شاة إن كان ولداً أو بنتاً , وفي بعض الأقوال شاتين للذكر وشاة واحدة للأنثى , وهي ( العقيقة ) بعد ميلاد المولود بسبعة أيام أو
3--
أكثر , والعقيقة يجب أن تكون بلا عيوب , كالأضحية تماماً ,ويتم توزيعها على الجيران والفقراء دون تكسير العظم , تفاؤلاً ببقاء أعضاء الطفل سليمة , بالصحة القوية .ثم التأذين في أذنه اليمنى , والإقامة في أذنه اليسرى , ثم حلق شعر رأسه والحكمة في ذلك لفتح مسام الرأس وتقوية حاسة البصر والشم والسمع , ولا يصح حلق جزء من رأسه وترك جزء آخر وهو ( القزع ) الذي نهى عنه رسولنا الكريم ,
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ,
غالب الغول