*قصة البداية *
** الحلقة 50 من السيرة النبوية :
** معاتبة الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم " عبس وتولى" ، مع إنكاره تعالى على نبيه اجتهاده ، وإن كانت غايته مشروعة ونبيلة ، بل إنها بالنسبة للعامة من فضائل الأعمال ، وهي اجتذاب قلوب رؤوس الكفر ، والتصدي لطغيانهم بالحكمة والموعظة الحسنة ،، لكن بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه عوتب من ربه سبحانه ، لأن الوسيلة قد انطوت على كسر خاطر مسلم ، أو مايدل على الإعراض عنه ، وعدم الالتفات إليه ، من أجل اجتذاب قلوب المشركين ، فهي ليست مشروعة عنده تعالى ..
* ليس لأحد من الناس أن يغير شيئا" من أحكام الإسلام ومبادئه ، أو يتجاوز شيئا" من حدوده أو يستهين بها ، باسم اتباع الحكمة في النصيحة والدعوة ، لأن الحكمة لاتعتبر حكمة إلا إذا كانت مقيدة ومنضبطة ضمن حدود الشريعة ومبادئها وأخلاقها ..
* علم الله سبحانه أن المشركين إنما يطالبون بالمعجزات كفرا" وعنادا" وإمعانا" في الاستهزاء بالنبي ، كما هو واضح في أسلوب طلبهم ونوع المطالب التي عرضوها ، ولو علم الله عز وجل فيهم صدق الطلب وحسن النية ، وأنهم مقبلون في ذلك على محاولة التأكد من صدق النبي عليه الصلاة والسلام ، لحقق لهم ذلك :"ولو فتحنا عليهم بابا" من السماء فظلوا فيه يعرجون ، لقالوا إنما سكرت أبصارنا"..
* مشركو بني هاشم ، وبني المطلب آثروا الثبات على الشرك ، والاستكبار على الحق الذي جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم ، مع الانصياع للحمية التي تدعو إلى حماية القريب من بطشة الغريب وظلمه ، بحق كان أو بباطل ..
* أما المسلمون فإنما صبّرهم على ذلك الانصياع لأمر الله ، وإيثار الآخرة على الدنيا ، وهوان الدنيا عندهم في جنب مرضاة الله عز وجل ..
* لقد أكرم الله تعالى المسلمين بمقدرات الدنيا كلها ، لأنها لم تشغل فكرهم ، إنما كان تفكيرهم منصرفا" إلى تحقيق مرضاة الله عز وجل ،، ولو كان هدفهم هذه المقدرات لما وصلوا إلى شيء منها ،، لو كان الحلم الذي يراود المسلمين في معركة القادسية ، وصولا" إلى ثروة ، وتقلبا" في نعيم ، وتحقيقا" للذائذ العيش ،، لما دخل ربعي بن عامر سرادق رستم ، مزدريا" مظاهر الترف والنمارق الفاخرة ، ولما قال لرستم : "إن دخلتم الإسلام تركناكم وأرضكم وأموالكم "،، أهكذا يقول من جاء ليستلب الملك والأرض والمال ،، "ونريد أن نمن على الذين اسنضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين"..