منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 6 من 12 الأولىالأولى ... 45678 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 51 إلى 60 من 113
  1. #51

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3

    *قصة البداية *
    ** الحلقة 50 من السيرة النبوية :


    ** معاتبة الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم " عبس وتولى" ، مع إنكاره تعالى على نبيه اجتهاده ، وإن كانت غايته مشروعة ونبيلة ، بل إنها بالنسبة للعامة من فضائل الأعمال ، وهي اجتذاب قلوب رؤوس الكفر ، والتصدي لطغيانهم بالحكمة والموعظة الحسنة ،، لكن بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه عوتب من ربه سبحانه ، لأن الوسيلة قد انطوت على كسر خاطر مسلم ، أو مايدل على الإعراض عنه ، وعدم الالتفات إليه ، من أجل اجتذاب قلوب المشركين ، فهي ليست مشروعة عنده تعالى ..
    * ليس لأحد من الناس أن يغير شيئا" من أحكام الإسلام ومبادئه ، أو يتجاوز شيئا" من حدوده أو يستهين بها ، باسم اتباع الحكمة في النصيحة والدعوة ، لأن الحكمة لاتعتبر حكمة إلا إذا كانت مقيدة ومنضبطة ضمن حدود الشريعة ومبادئها وأخلاقها ..
    * علم الله سبحانه أن المشركين إنما يطالبون بالمعجزات كفرا" وعنادا" وإمعانا" في الاستهزاء بالنبي ، كما هو واضح في أسلوب طلبهم ونوع المطالب التي عرضوها ، ولو علم الله عز وجل فيهم صدق الطلب وحسن النية ، وأنهم مقبلون في ذلك على محاولة التأكد من صدق النبي عليه الصلاة والسلام ، لحقق لهم ذلك :"ولو فتحنا عليهم بابا" من السماء فظلوا فيه يعرجون ، لقالوا إنما سكرت أبصارنا"..
    * مشركو بني هاشم ، وبني المطلب آثروا الثبات على الشرك ، والاستكبار على الحق الذي جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم ، مع الانصياع للحمية التي تدعو إلى حماية القريب من بطشة الغريب وظلمه ، بحق كان أو بباطل ..
    * أما المسلمون فإنما صبّرهم على ذلك الانصياع لأمر الله ، وإيثار الآخرة على الدنيا ، وهوان الدنيا عندهم في جنب مرضاة الله عز وجل ..
    * لقد أكرم الله تعالى المسلمين بمقدرات الدنيا كلها ، لأنها لم تشغل فكرهم ، إنما كان تفكيرهم منصرفا" إلى تحقيق مرضاة الله عز وجل ،، ولو كان هدفهم هذه المقدرات لما وصلوا إلى شيء منها ،، لو كان الحلم الذي يراود المسلمين في معركة القادسية ، وصولا" إلى ثروة ، وتقلبا" في نعيم ، وتحقيقا" للذائذ العيش ،، لما دخل ربعي بن عامر سرادق رستم ، مزدريا" مظاهر الترف والنمارق الفاخرة ، ولما قال لرستم : "إن دخلتم الإسلام تركناكم وأرضكم وأموالكم "،، أهكذا يقول من جاء ليستلب الملك والأرض والمال ،، "ونريد أن نمن على الذين اسنضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين"..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #52

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 51 من السيرة النبوية :


    ** الدين والاستمساك به ، وإقامة دعائمه أساس ومصدر لكل قوة ، لكن قد نجد أمة تائهة في عقيدتها عن جادة الصواب ، منحطة في مستواها الخلقي والاجتماعي ، وهي مع ذلك واقفة على قدميها ، من حيث القوة والسلطان المادي ، لكنها في الحقيقة تمر بسرعة نحو هاوية سحيقة ،، السبب أننا لانحس بحركة هذا المرور وسرعته ، هو قصر عمر الإنسان أمام طول عمر التاريخ والأحقاب ،، ومثل هذه الحركة تبصرها عين التاريخ الساهرة ، لاعين الإنسان الغافل الساهي ..
    * الهجرة من دار الإسلام حكمها بين الواجب والجواز والحرمة ، الوجوب يكون عند عدم تمكن المسلم من القيام بالشعائر الإسلامية فيها ، كالصلاة والصيام والأذان والحج ،، أما الجواز فيكون عندما يصيبه فيها بلاء يضيق به ، فيجوز له أن يخرج منها إلى دار إسلامية أخرى ،، وأما الحرمة فتكون عندما تستلزم هجرته إهمال واجب من الواجبات الإسلامية لايقوم به غيره ..
    * الأنبياء كلهم جاؤوا بعقيدة التوحيد ، دليل ذلك ماقال النجاشي حين سمع القرآن : بأن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة .. يقول ذلك على مسمع من بطارقة وعلماء الكتاب الذين من حوله .. وقد كان النجاشي على دين عيسى عليه السلام ، وكان مخلصا" صادقا" في نصرانيته ، ولقد كان مقتضى إخلاصه هذا ، أن لايتحول عنها إلى مايخالفها ، وأن لاينتصر لمن تختلف عقيدته عما جاء به عيسى والإنجيل ..
    * إيمان نصارى نجران كان استمرار لإيمانهم السابق ، فقد كانوا أهل إنجيل يؤمنون به ، ويسيرون على هديه ، ولما كان الإنجيل يأمر باتباع الرسول الذي يأتي من بعد عيسى عليه السلام ، ويتحدث عن صفاته ومميزاته ، فقد كان مقتضى استمرار إيمانهم ، الإيمان بهذا النبي وهو النبي محمد عليه الصلاة والسلام ،، فإيمانهم به عليه الصلاة والسلام لم يكن عملية انتقال من دين إلى دين ، إنما كان استمرار لحقيقة الإيمان بعيسى عليه الصلاة و السلام ، وماأنزل إليه .. هذا هو شأن كل من تمسك تمسكا" حقيقيا" بما جاء به عيسى وموسى عليهما السلام ، لذلك أمر الله رسوله عليه الصلاة والسلام أن يكتفي من دعوة أهل الكتاب إلى الإسلام ، بمجرد مطالبتهم بتطبيق مافي التوراة والإنجيل الذي يدعون الإيمان به :"قل ياأهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل "..
    * خرج المسلمون من الشعب ، وقد أنهكهم الجوع والمرض ، واشتد المرض بأبي طالب ، فمضى خمس وعشرون من أشراف قريش إلى أبي طالب ، يسألونه أن يكف ابن أخيه عن سب آلهتهم ،، فدعا أبو طالب رسول الله ، فدخل عليه الصلاة والسلام ، فلم يجد له مجلسا" إلا عند الباب ، فقال أبو طالب : هؤلاء أشراف قومك يسألونك أن تكف عن شتم آلهتهم ، ويدعونك وإلهك ،، فقال عليه الصلاة والسلام : أرأيتم إن أعطيتكم هذه ، هل أنتم معطي كلمة إن أنتم تكلمتم بها ، ملكتم بها العرب ، ودانت لكم بها العجم ؟؟،، قالوا : كلمة واحدة ؟؟،، قال : كلمة واحدة ،، فقال أبو جهل : نعم وأبيك ، وعشر كلمات ..
    * قال : تقولون : لاإله إلا الله ، وتخلعون ماتعبدون من دونه ،، فقال أبو طالب : والله يابن أخي ، مارأيتك سألتهم شططا"،،
    * أما زعماء قريش فصفقوا بأيديهم ، ثم قالوا : أتريد يامحمد أن تجعل الآلهة إلها" واحدا" ؟؟ إن أمرك لعجب ، وقالوا : سلنا غير هذه ..
    * فقال : لو جئتموني بالشمس حتى تضعوها في يدي ، ماسألتكم غيرها ..
    * فتولوا وهم يقولون : والله لنشتمنك وإلهك الذي يأمرك بهذا ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #53

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 52 من السيرة النبوية :


    ** لما حضرت أبا طالب الوفاة ، دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، فوجد عنده نفرا"من قريش ، ولم يجد لنفسه مكانا" قريبا" منه ، فجلس بعيدا" عنه ، عند الباب .. فقال له : أي عم ! إنك أعظمهم علي حقا" ، وأحسنهم عندي يدا" ، ولأنت أعظم علي حقا" من والدي ، فقل لاإله إلا الله كلمة أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة ..
    * قال أبو طالب : يابن أخي ! والله لولا مخافة السبة عليك ، وعلى بني أبيك من بعدي ، وأن تظن قريش أني إنما قلتها جزعا" من الموت ، لقلتها ،، لاأقولها إلا لأسرك بها ..
    * قال أبو جهل : ياأبا طالب ! أترغب عن ملة عبد المطلب ، وأنت رأس الحنيفية !!،، فسكت أبو طالب ، ولم يزل أبو جهل ، وعبد الله بن أبي أمية يكلمانه ، حتى قال آخر شيء كلمهم به : على ملة عبد المطلب ،، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : رحمك الله وغفر لك ياعم ،، لأستغفرن لك ، مالم أنه عنه ..
    * وأخذ المسلمون يستغفرون لموتاهم المشركين ، حتى أنزل تعالى : "ماكان للنبي والذين آمنوا ، أن يستغفروا للمشركين ، ولو كانوا أولي قربى من بعد ماتبين لهم أنهم أصحاب الجحيم"..
    * عن ابن اسحاق بسنده ، عن ابن عباس رضي الله عنهما مايفيد أن أبا طالب أسلم عند الموت ، قال ابن عباس : فلما تقارب من أبي طالب الموت ، نظر العباس إليه يحرك شفتيه ، قال : فأصغى إليه بأذنه ، فقال : يابن أخي ! والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها ..
    * حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم لفقد عمه حزنا" شديدا" ، فقد كان السند والظهر الذي يحميه طوال سنوات دعوته عليه الصلاة والسلام ..
    * في نفس العام توفيت السيدة خديجة ، فقد أنهكها المرض والتعب سنوات الحصار ،، وكانت في الخامسة والستين رحمها الله ورضي عنها ..
    * السيدة خديجة من الأربعة الكوامل من النساء ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"كمل من الرجال كثير ، وكمل من النساء أربعة : آسيا بنت مزاحم ، ومريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد"..
    * وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لفقد خديجة ، ولزم البيت ، وأقل الخروج ، حتى خشي عليه .. روي أن خولة بنت حكيم قالت له : يارسول الله ! كأني أراك قد دخلتك خلة لفقد خديجة ؟،، قال : أجل ! كانت أم العيال وربة البيت ..
    * قالت خولة : يارسول الله ! ألا تزوج ؟،، قال : من ؟،، قالت : إن شئت بكرا" ، وإن شئت ثيبا" ، أما البكر فابنة أحب الخلق إليك : عائشة ،، وأما الثيب فسودة بنت زمعة ، قد آمنت بك واتبعتك ،، وكانت أرملة في الستين ، قد مات زوجها ،، قال : فاذهبي ، فاذكريهما علي .. قالت : فذهبت إلى سودة ، فقلت لها فوافقت ، فبنى بها عليه الصلاة والسلام ،، أما عائشة فكانت صغيرة ، دخل بها رسول الله بعد الهجرة ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #54

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 53 من السيرة النبوية :


    ** تتابعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المصائب ، لم يلبث أن خرج من الشعب حتى توفي أبو طالب ، ثم خديجة رضي الله عنها ، وهما من نعرف من حسن الصحبة والوفاء والنصر والتأييد ،، ثم لم تزل تتوالى عليه المصائب من قومه ، فاجترؤوا عليه ، ونالوه بالنكال والأذى ، بالقول والفعل ،، بعد أن كان أذاهم مقتصرا" على الكلام والاستهزاء قبل وفاة عمه .. كان ذلك العام صعباً مرهقاً لرسول الله ، لذا سماه عليه الصلاة والسلام "عام الحزن"..
    * قال عليه أفضل الصلاة والسلام :"مانالت مني قريش شيئا" أكرهه ، حتى مات أبو طالب "..
    * اعترضه صلى الله عليه وسلم سفيه من سفهاء قريش ، فنثر على رأسه التراب ، فدخل رسول الله بيته والتراب على رأسه ، فقامت إليه إحدى بناته ، فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكي ،، ورسول الله يقول لها : لاتبكي يابنية ، فإن الله مانع أباك"..
    * كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ماأسرع ماوجدت فقدك ياعم ..
    * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كنت بين شر جارين ، بين أبي لهب ، وعقبة بن أبي معيط ، إن كانا ليأتيان بالفروث ، فيطرحانها على بابي ، حتى إنهم ليأتون ببعض مايطرحونه من الأذى ، فيطرحونه على بابي ، فيخرج به رسول الله فيقول : يابني عبد مناف ! أي جوار هذا ؟؟ ثم يلقيه في الطريق ..
    * كان من أشد الناس سفها" وإيذاء للنبي عقبة بن أبي معيط ، وأبو جهل ،، بينما كان يصلي النبي عند الكعبة ، وجمع من قريش في مجالسهم ، إذ قام قائم (عقبة بن أبي معيط) ، وأخذ وسخ الجزور (فرثها ودمها وسلاها) ، فلما سجد رسول الله وضعه بين كتفيه ، وثبت النبي ساجداً ، فضحكوا حتى مال بعضهم إلى بعض من الضحك ، فانطلقت جارية إلى فاطمة لتحضرها ، فأقبلت ، وألقته عنه ،، فلما قضى رسول الله صلاته ، قال : اللهم عليك بقريش "ثلاثاً" ، ثم سمّى : اللهم عليك بعمرو بن هشام ، وعتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة ، وأمية بن خلف ، وعقبة بن أبي معيط ، وعمارة بن الوليد ،، قال عبد الله : فوالله لقد رأيتهم صرعى يوم بدر ، ثم سحبوا إلى القليب ، ثم قال : وأتبع أصحاب القليب لعنة ..
    * كان عليه أفضل الصلاة والسلام يصلي في الحجر ، فأقبل عقبة بن أبي معيط ، فوضع ثوبه على عنقه صلى الله عليه وسلم ، فخنقه خنقاً شديداً ، فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه ، ودفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول :"أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ، وقد جاءكم بالبينات من ربكم"..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #55

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 54 من السيرة النبوية :


    ** روي أن عليا" كرم الله وجهه خطب الناس ، فقال : لقد رأيت رسول الله وقد أخذته قريش ، فهذا نحاه ، وهذا يتلتله (يسوقه بعنف) ، وهم يقولون : أنت الذي جعلت الآلهة إلها" واحدا" !!،، قال : فوالله مادنا منه أحد إلا أبو بكر ، يضرب هذا ويحار (يجعله متحيرا") ، ويتلتل هذا ، وهو يقول : ويلكم ! أتقتلون رجلا" أن يقول ربي الله ؟؟،، ثم رفع علي بردة كانت عليه ، وبكى حتى اخضلت لحيته ،، ثم قال : أنشدكم الله ، أمؤمن آل فرعون خير أم أبو بكر ؟؟،، فسكت القوم ،، فقال : ألا تجيبوني !! فوالله لساعة من أبي بكر خير من مؤمن آل فرعون ،، ذاك رجل كتم إيمانه ، وهذا رجل أعلن إيمانه ..
    * قال أبو جهل يوما" : واللات والعزى ! لئن رأيت محمدا" يعفر وجهه (يسجد) ، لأطأن على رقبته ، أو لأعفرن وجهه في التراب ،، قال أبو هريرة : فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ، ليؤذيه ، فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ، ويتقي بيديه ،، فقيل له : مالك ؟؟ ،، فقال : إن بيني وبينه خندقا" من نار وهولا" وأجنحة ،، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا" عضوا" ..
    فأنزل الله تعالى الآيات :"كلا إن الإنسان ليطغى ، أن رآه استغنى ، إن إلى ربك الرجعى ، أرأيت الذي ينهى عبدا" إذا صلى ، أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ، أرأيت إن كذب وتولى ألم يعلم بأن الله يرى ، كلا لئن لم ينته لنسفعا" بالناصية ، ناصية كاذبة خاطئة ، فليدع ناديه ،"سندعو الزبانية "..
    * جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، وهو جالس حزين ، قد خضب بالدماء ، ضربه بعض أهل مكة ، فقال له : مالك ؟؟،، قال : فعل بي هؤلاء وفعلوا ،، قال جبريل : أتحب أن أريك آية ؟؟،، قال : نعم ،، فدعا شجرة ، فجاءت أمامه ،، ثم قال : مرها فلترجع ، فأمرها ، فرجعت إلى مكانها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حسبي ..
    * لما ازدادت وطأة قريش على النبي صلى الله عليه وسلم في عام الحزن ، واشتد أذاهم ، بدأ يفكر بالخروج من مكة إلى مكان آخر ، لعله يجد فيه نصيرا" ينصره ويشد من أزره ، فخرج إلى الطائف ، هو وزيد بن حارثة ، فلقي ثلاثة من سادة ثقيف ، فدعاهم ، فقال أولهم : أما وجد الله أحدا" يرسله غيرك !!.. قال الثاني : والله لاأكلمك أبدا" ، لئن كنت رسولا" من الله كما تقول ، لأنت أعظم خطرا" من أن أرد عليك الكلام ، ولئن كنت تكذب على الله ، ماينبغي لي أن أكلمك ..
    فقام عنهم رسول الله ،، وأقام في الطائف عشرة أيام ، لايدع أحدا" من أشرافهم إلا جاءه وكلمه ، فلم يجبه أحدا" منهم ، وقالوا له : اخرج من بلدنا ،، وأغروا سفهاءهم وعبيدهم ، فجعلوا يسبونه ويصيحون به ، حتى اجتمع عليه الناس ، صفين على طريقه ، فلما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم ، أخذوا لايرفع رجليه ولايضعهما ، إلا رضخوهما بالحجارة ، حتى أدموهما .. وهم في ذلك يسخرون ويستهزئون ويضحكون .. وكان رسول الله إذا أزلقته الحجارة قعد على الأرض ، فيأخذون بعضديه فيقيمونه ، فإذا مشى رجموه بالحجارة وهم يضحكون ،، وكان زيد بن حارثة رضي الله عنه يقيه بنفسه حتى أصابه شجاج في رأسه .. ولايزال به السفهاء كذلك ، حتى ألجؤوه إلى حائط (بستان) لعتبة وشيبة ابني ربيعة ..
    * لما دخل رسول الله الحائط قال دعاءه المشهور :"اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، ياأرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين وأنت ربي ، إلى من تكلني ، إلى بعيد يتجهمني ، أم إلى عدو ملكته أمري ، إن لم يكن بك غضب علي فلاأبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، من أن تنزل بي غضبك ، أو يحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ولاحول ولاقوة إلا بك .. 😢
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #56

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 55 من السيرة النبوية :


    ** الطائف تبعد 50 ميل من مكة ..
    * لما رأى عتبة وشيبة ابني ربيعة مالقي رسول الله من سفهاء أهل الطائف ، تحركت له رحمهما ، فدعوا غلاما" نصرانيا" لهما ، يقال له عداس ، فقالا له : خذ قطفا" من هذا العنب ، فضعه في هذا الطبق ، ثم اذهب به إلى ذلك الرجل ،، فوضعه عداس ، مد رسول الله يده ، وقال : باسم الله ، ثم أكل ،، فنظر عداس في وجهه ، فقال له رسول الله : مادينك ؟؟ ،، قال : نصراني ، وأنا رجل من أهل نينوى ،، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرية الرجل الصالح يونس بن متى ؟؟،، فقال عداس : ومايدريك مايونس بن متى ؟؟،، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وكان لايحقر أحدا") : ذاك أخي ، كان نبيا" وأنا نبي ، والله تعالى أخبرني خبر يونس بن متى ،، فأكب عداس على رسول الله يقبل يديه وقدميه ..
    * لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرن الثعالب ، بعث الله عز وجل إليه جبريل عليه السلام ، فقال له : إن الله قد أمر السماء والأرض والجبال أن تطيعك ،، فقال : أؤخر عن أمتي ، لعل الله أن يتوب عليهم ..
    * قالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟؟،، قال : لقد لقيت من قومك مالقيت ، وكان أشد مالقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، وقومه ، فلم يجبني منهم أحد ، فانطلقت وأنا مهموم ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت ، فإذا فيها جبريل ، فناداني ، فقال : إن الله سمع قول قومك لك ، وماردوا عليك ، وقد بعث إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال ، فسلم علي ، ثم قال : يامحمد ! إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، لايشرك به شيئا" ..
    * توفي أبو طالب قبل أن يشتد ساعد المسلمين ، لابد من حكمة من ذلك ، لأن بقاءه حتى يقوى المسلمون ، فيه ماقد يوهم أن أبا طالب هو الذي كان يحمي الدعوة ، ويدفعها إلى الأمام بمكانته وسلطانه ، ولكي لايقال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تهيأ له الحظ ، دون غيره من المسلمين ، فأوذوا وهو محفوظ الجانب ، وتعذبوا وهو مستريح البال ..
    * تتجلى حقيقتان هامتان : أن الحماية والعناية والنصر يأتي من الله عز وجل ، ولقد تعهد الله تعالى أن يعصم رسوله صلى الله عليه وسلم من المشركين والأعداء ، فهو معصوم من الناس ، وستبلغ دعوته منتهاها من النصر والتوفيق ..
    * ليس معنى العصمة من الناس أن لايرى منهم إيذاء" أو عذابا" أو اضطهادا" ، إنما معنى العصمة "والله يعصمك من الناس"،، هي العصمة من القتل ، ومن أي صد أو عدوان من شأنه إيقاف الدعوة الإسلامية ..
    * قضت حكمة الله عز وجل أن يذوق الأنبياء قدرا" غير يسير من الاضطهاد والمعاناة والإيذاء ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  7. #57

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 56 من السيرة النبوية :


    ** مما يخفف وقع المحنة والعذاب على المسلمين ، شعورهم أنهم يذوقون مما ذاقه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنهم يسيرون في الطريق ذاته الذي أوذي فيه رسول الله ، مع أنه حبيب الله وصفوته من خلقه ..
    * كان حزن رسول الله أن لايؤمن الناس بالحق الذي جاء به -فهم بين مستهزىء ومعتد ومتهكم به- غالبا" على نفسه في أكثر الأحيان ،، ومن أجل تخفيف هذا الحزن عليه ، كانت تنزل الآيات مواسية له ومسلية ، ومذكرة إياه أنه ليس مكلفا" بأكثر من التبليغ ، فلا داعي لأن تذهب نفسه عليهم حسرات ، إذا لم يستجيبوا ولم يؤمنوا ..
    * خلال عودته صلى الله عليه وسلم من الطائف إلى مكة ، بلغ وادي نخلة ، فنزل فيه وأقام أياما" ، مر به نفر من الجن وهو قائم يصلي من جوف الليل فلم يشعر بهم ، نبأه الله خبرهم ،، استمعوا لقراءته ، ثم عادوا إلى قومهم ،، :"وإذ صرفنا إليك نفرا" من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين"..
    * وفد الجن بعد ذلك عليه مرارا" في مكة والمدينة ، وافوه مرة وهو يصلي بأصحابه الفجر ، فسمعوا القرآن ، وقالوا : هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء ، وافوه مرة وهو بأعلى مكة ، أتاه داعي الجن ، فذهب معه واجتمعوا ، فقرأ عليهم القرآن ، ووافوه مرات أخرى كثيرة ببقيع الغرقد بالمدينة ، وخارج المدينة ، وفي بعض أسفاره ..
    * لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم دخول مكة ، وقومه أشد ماكانوا عليه من خلافه وفراق دينه ، أرسل رسول الله إلى الأخنس بن شريق ، وسهيل بن عمرو ، فلم يجيراه ، فأرسل إلى المطعم بن عدي فأجاره ، وتسلح ، ودعا بنيه وقومه ، فقال لبنيه : البسوا السلاح وكونوا عند أركان البيت ، فإني قد أجرت محمدا" ،، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ، فنادى المطعم : يامعشر قريش ! إني قد أجرت محمدا" ، فلا يهجُهُ أحد منكم ،، فقال أبو جهل : أمجيرٌ أم متابع ؟؟،، قال : بل مجير ،، فقال : قد أجرنا من أجرت ..
    * لهذا الصنيع ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أسارى بدر : لو كان المطعم بن عدي حيا" ، ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له ..
    * أراد أبو جهل أن يتهكم بنبي يحتاج إلى جوار ، وكأنه يتساءل لمَ لم تنزل كوكبة من الملائكة لحفظه !!،، فقال لما رآه يوماً دخل المسجد الحرام ، والمشركون عند الكعبة : هذا نبيكم يابني عبد مناف !!،، فرد عليه عتبة بن ربيعة ، وقال : وماتنكر أن يكون منا نبي أو ملك ؟؟،، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما أنت ياعتبة بن ربيعة ، فوالله ماحميت لله ولالرسوله ، ولكن حميت لأنفك ،، وأما أنت ياأبا جهل بن هشام ، فوالله لايأتي عليك غير كبير من الدهر حتى تضحك قليلاً ، وتبكي كثيراً ، وأما أنتم يامعشر الملأ من قريش ، فوالله لايأتي عليكم غير كبير من الدهر حتى تدخلوا فيما تنكرون وأنتم له كارهون ..
    * يدل ذلك على ثقة رسول الله صلى الله عليه وسلم من المستقبل ، مهما اكتنفه في الحاضر من الآلام ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  8. #58

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 57 من السيرة النبوية :


    ** علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم القيام بالعبادات بالوسيلة التطبيقية ، فقال : صلوا كما رأيتموني أصلي ،، وقال : خذوا عني مناسككم ،، وقاسى أنواع المحن في سبيل الدعوة ، ليقول بلسان حاله : اصبروا كما رأيتموني أصبر ،، فإن الصبر ومصارعة الشدائد من أهم مبادىء الإسلام التي بعث بها إلى الناس كافة ..
    * استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك المحن راضيا" ، وتجرع تلك الشدائد صابرا" محتسبا" ، وكان بوسعه -لو شاء- أن ينتقم من السفهاء الذين آذوه ، ومن الزعماء الذين أغروهم ..
    * كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلّم أصحابه وأمته من بعده ، بما كان يلاقيه ، الصبر ، بل وفن الصبر أيضا" على جميع الشدائد والمكاره في سبيل الله عز وجل ..
    * ليس بين الصبر على المكاره ، والشكوى لله أي تعارض ، بل إن الشكوى لله تعبد ، والضراعة له والتذلل على بابه تقرب وطاعة ..
    * للمحن والمصائب حكم : من أهمها أنها تسوق صاحبها إلى باب الله تعالى ، وتلبسه جلباب العبودية له سبحانه ..
    * كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبره الشديد على المحن يعلمنا أن هذا واجب المسلمين عامة ، وكان بطول ضراعته والتجائه إلى ربه يعلمنا العبودية الحقة ومقتضياتها ..
    * النفس البشرية مهما تسامت ، فهي لاتتجاوز دائرة بشريتها على كل حال ، والإنسان مجبول في أصل فطرته على الإحساس والشعور .. الشعور بلذة النعيم ، والشعور بألم العذاب ،، وهو مجبول على الركون إلى الأول ، والفزع من الثاني ،، ورسول الله وهو يوطن نفسه لتلقي كل أنواع الضر ، والعذاب في سبيل الله ، فهو مع ذلك بشر ، يتألم للضر ، ويستريح للنعم ،، يصبر على الضر مهما كانت آلامه إرضاء لوجه ربه ، وأداء لحق العبودية عليه ، ولاريب أن هذا هو مناط استحصال الثواب ، وظهور معنى التكليف للإنسان ..
    * بعد رحلة الطائف أسرع الخير والكرامة والإجلال لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مظهر الرجل النصراني (عداس) ، حين انكب يقبل يديه ورأسه ورجليه ، فجاءت القبلات بعد كلمات العداوة ، فأقبلت تعتذر عن الشر والسفاهة والطيش ..
    * على المؤمن أن يؤمن بوجود الجن ، وبأنهم كائنات حية كلفها الله عز وجل بعبادته كما كلفنا بذلك ، ولئن كانت حواسنا ومداركنا لاتشعر بهم ، فذلك لأن الله عز وجل جعل وجودهم غير خاضع للطاقة البصرية التي بثها في أعيننا ، ومعلوم أن أعيننا تبصر أنواعا" معينة من الموجودات بقدر معين وشروط معينة ..
    * من خلال المحن التي عصفت برسول الله صلى الله عليه وسلم ، نتعلم أن لاتصدنا المحن والعقبات التي تكون في طريقنا عن السير ، وأن لاتبث فينا روح الدعة والكسل ، مادمنا نسير على هدى من الإيمان بالله وتوفيقه ، فمن استمد القوة من الله جدير به أن لايعرف لليأس والكسل معنى ، إذ مادام هو الآمر ، فلاشك أنه هو الناصر أيضا" ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  9. #59

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 58 من السيرة النبوية :


    ** استمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته لله تعالى ، فكان يوافي الحجاج ويدعوهم إلى الله تعالى ، وكان يتبعه أبو لهب وراءه يرميه بالحجارة ، ويقول : يابني فلان ! لاتطيعوه وتسمعوا منه ، فإنه صابىء كذاب ، فيردون على رسول الله أقبح الرد ، ويؤذونه ويشتمونه ، ويقولون له : أسرتك وعشيرتك أعلم بك حيث لم يتبعوك ، ويكلمونه ويجادلونه ، ويكلمهم ويدعوهم إلى الله لاييئس ، ولايجد من ينصره ..
    * حتى إن الرجل يريد السفر إلى مكة ، فيحذره قومه : احذر غلام قريش لايفتنك ،، وعندما يمشي رسول الله بين رجالهم ، يدعوهم إلى الله عز وجل ، يشيرون إليه بالأصابع ، وأبو جهل خلفه يحثي عليه التراب ، ويقول : أيها الناس ، لايغرنكم هذا عن دينكم ، فإنما يريد لتتركوا اللات والعزى ،، ومايلتفت إليه رسول الله ،، فمنهم من يتفل في وجهه ، ومنهم من يحثو التراب عليه ، ومنهم من يسبه ..
    * الطفيل بن عمرو الدوسي : كان رجلا" شريفا" شاعرا" لبيبا" ، رئيس قبيلة دوس باليمن ، قدم مكة بعد عودة رسول الله من الطائف ، فمشى إليه رجال من قريش ليحذروه من رسول الله ،، كعادتهم ،، ووصفوه بكل نقيصة ، ومازالوا به حتى حشا أذنيه كرسفا" ، حتى لايسمع كلامه ، ولايكلمه ، غدا إلى المسجد ، ورسول الله قائم يصلي عند الكعبة ، فأبى الله إلا أن يسمعه بعض قوله ، فأعجبه ،فقال في نفسه : مايمنعني أن أسمع من هذا الرجل مايقول ؟؟،، فإن كان حسنا" قبلته ، وإن كان قبيحا" تركته ..
    * ذهب إلى رسول الله الذي عرض عليه الآسلام ، وتلا عليه القرآن .. فشرح الله صدره للإسلام ، فأسلم وشهد شهادة الحق ..
    * قال الطفيل بن عمرو : يانبي الله : إني امرؤ مطاع في قومي ، وأنا راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام ، فادع الله أن يجعل لي آية ، تكون لي عونا" فيما أدعوهم إليه ، فدعا له ، فوقع نور بين عينيه مثل المصباح .. قال : اللهم في غير وجهي ،، إني أخشى أن يظنوا أنها مثلة وقعت في وجهي لفراق دينهم .. فتحول فوقع في رأس سوطه ، فأتى أباه وزوجته فأسلما ، وأبطأ عنه قومه ، فلم يزل بهم حتى أسلموا ، ثم هاجر إلى المدينة ومعه سبعون أو ثمانون بيتا" من قومه مسلمين ..
    * أبو ذر الغفاري : اسمه جندب بن جنادة ، كان لايعبد الأصنام ، ولكنه كان يتأله في الجاهلية (أي يبحث عن الإله والدين الصحيح) ،، من قبيلة غفار ، سافر إلى مكة ليرى خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتى المسجد ، رآه علي كرم الله وجهه غريبا" ، فأضافه يومين ، وسأله عن رسول الله ، فشرح الله صدره للإسلام ، فأسلم ، وخرج حتى أتى المسجد ، فنادى بأعلى صوته ، أشهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا" رسول الله ، فقام القوم وضربوه ، فعاد في اليوم الثاني لمثل ذلك ، فضربوه ، وخرج إلى قبيلته غفار ودعاهم إلى الإسلام فأسلموا جميعا" ، وسمع بذلك قبيلة أسلم فأسلموا أيضا" ، وجاؤوا إلى رسول الله بعد غزوة أحد ..
    * قال عليه أفضل الصلاة والسلام : غفار غفر الله لها ، وأسلم سالمها الله ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  10. #60

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 59 من السيرة النبوية :


    ** لما اقترب موسم الحج ، استعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لدعوة الوفود والقبائل ، كما كان يفعل في كل موسم ، فالتقى بجماعة من أهل يثرب ، فعرض عليهم الإسلام ، فسارعوا إلى تصديقه ، والإيمان بالله ورسوله ..
    * خرج رافع الزرقي ومعاذ بن عفراء من المدينة معتمرين ، فرأيا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة ، فسلّما عليه تسليم الجاهلية ، فرد عليهم بسلام أهل الإسلام ، فاستغربا ، ثم قالا له : أين الرجل الذي يدّعي أنه نبي ، ويقول مايقول ؟؟،، فقال : أنا ،، ثم قال لهما : من خلق السموات والأرض والجبال ؟؟ ،، قالا : خلقهن الله ،، قال : فمن خلقكم ؟؟،، قالا : الله ،، قال : فمن عمل هذه الأصنام التي تعبدونها ؟؟،، قالا : نحن ،، قال : فالخالق أحق بالعبادة أم المخلوق ؟؟،، فأنتم أحق أن تعبدكم وأنتم عملتموها ، والله أحق أن تعبدوه من شيء عملتموه ، وأنا أدعو إلى عبادة الله ، وشهادة أن لاإله إلا الله وأني رسول الله ، وصلة الرحم ، وترك العدوان بغصب الناس"،، فجاء رفاعة البيت ، فطاف سبعا" ، ثم أخرج سبعة أقداح ، فجعل لرسول الله منها قدحا" ، واستقبل البيت ،، ثم قال : اللهم إن كان مايدعو إليه محمد حقا" ، فأخرج قدحه سبع مرات ، فضرب بها فخرج سبع مرات ، فصاح : أشهد أن لاإله إلا الله ، وأن محمدا" رسول الله ،، فاجتمع عليه الناس ، وقالوا : مجنون ، رجل صبأ ،، قال : بل رجل مؤمن ، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عنده ، فعلمه ومعاذ من القرآن ، فكان رفاعة ومعاذ أول من أسلم من الأنصار ، وأول مسجد قرىء فيه القرآن بالمدينة مسجد بني زريق ..
    * بينما كان رسول الله نائما" في الحجر ، إذ جاءه جبريل ، فأخذه إلى باب المسجد ، فإذا دابة أبيض دون البغل وفوق الحمار ، طويلة الظهر ، طويلة الأذنين ، يقال له البراق ، وكان مسرّجا" ملجّما" ، في فخديه جناحان يحفز بهما رجليه ، يضع خطوه عند أقصى طرفه ، قال صلى الله عليه وسلم : فلما دنوت منه لأركبه شمس (أي نفر وجمح)، فوضع جبريل يده على معرفته (موضع العرف من الطير والخيل) ، ثم قال : ألا تستحي يابراق مما تصنع ؟ ، فوالله يابراق ماركبك عبد لله قبل محمد أكرم على الله منه ، وكانت الأنبياء -صلوات الله عليهم- تركبه قبلي ،، فاستحيا حتى ارفضّّ عرقا" ، ثم قرّ (سكن وانقاد) ، فحملني عليه ، ثم خرج معي لايفوتني ولاأفوته ،، وفي رواية : فركبت خلف جبريل عليه السلام ، فسار بنا ، يضع حافره حيث أدرك طرفه ، فإذا بلغ مكانا" مرتفعا" ، قصرت يداه وطالت رجلاه ، حتى انتهينا إلى موضع ، فقال لي جبريل : انزل فصل ،، ففعلت ،، فقال لي : أتدري أين صليت ؟؟،، صليت بطيبة ، وإليها المهاجر ،، ثم قال : انزل فصلّ ،، فصليت ،، فقال : أتدري أين صليت ؟؟،، صليت بطور سيناء ، حيث كلم الله عز وجل موسى عليه السلام ، ثم قال : انزل فصل ،، فنزلت فصليت ،، فقال : أتدري أين صليت ؟؟،، صليت ببيت لحم ، حيث ولد عيسى عليه السلام ،، ثم انطلق بي حتى انتهى إلى بيت المقدس ،، في رواية : أن جبريل عليه السلام أتى الصخرة التي في بيت المقدس فوضع أصبعه فيها ، فخرقها ، فشد بها البراق ، قال : ثم دخلت أنا وجبريل بيت المقدس ، فصلى كل واحد منا ركعتين ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

صفحة 6 من 12 الأولىالأولى ... 45678 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات الجزء الثالث
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 08-10-2018, 04:19 AM
  2. مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 82
    آخر مشاركة: 07-23-2018, 11:32 AM
  3. يا ريمه الخاني مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات2
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 45
    آخر مشاركة: 07-30-2017, 12:47 PM
  4. يا غير مسجل مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات
    بواسطة أسامه الحموي في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 114
    آخر مشاركة: 06-05-2017, 11:40 AM
  5. البداية والنهاية في ربيع
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان المناسبات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-16-2011, 05:41 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •