* قصة البداية *
** الحلقة 49 من السيرة النبوية :
** علق المشركون الصحيفة التي كتبوا فيها العهود والمواثيق لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله ، في سقف الكعبة ، وحصروهم في شعب أبي طالب ، سنة سبع من البعثة ،، كان أبو طالب يخاف على رسول الله ، كلما أخذ الناس مضاجعهم أمر رسول الله فأتى فراشه ، فإذا نام الناس أخذ أحد بنيه فأنامه في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
* لبث بنو هاشم وبنو المطلب في الشعب سنتين ونصف ، اشتد عليهم البلاء والمحن والجهد حتى أجهدوا ، قطعت قريش عنهم الميرة والمادة ،، كانوا لايتركون طعاما" يدنو من مكة إلا بادروا بشرائه دونهم ، ليقتلهم الجوع ،، كان أبو لهب يضاعف للتجار الربح ، حتى لايبيعوا للمسلمين ،، وأُجهد المسلمون ومن معهم جوعا" وعريا" ، حتى سُمع أصوات صبيانهم من وراء الشعب ، واضطروا إلى أكل أوراق الشجر والجلود ، وهلك منهم من هلك ، ومرض من مرض ..
* روي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، أنه خرج ذات ليلة ، فسمع قعقعة ، فإذا قطعة من جلد بعير يابسة ، فأخذها وغسلها ، ثم أحرقها وأكلها ، فقوي بها ثلاثة أيام ..
* كان لايستطيع أحد أن يرسل أحد إلى المحصورين طعاما" ولاأدما" إلا سرا" ، كان حكيم بن حزام ممن يحمل القمح والطعام لعمته خديجة ، متخفيا" ، وإذا رأوه منعوه وضربوه ،، وكان هشام بن عمرو (ابن أبو جهل) ممن يصل بني هاشم بالطعام ..
* لم تشغل الآلام رسول الله والمسلمين عن دعوة قومهم ليلا" ونهارا" ، سرا" وجهارا" ،، كانوا يخرجون في أيام موسم الحج ، فيلقون الناس ويدعونهم إلى الإسلام ..
* اتفق هشام بن عمرو مع أربعة آخرين على نقض الصحيفة (زهير بن أبي أمية المخزومي ، والمطعم بن عدي ، وأبو البختري بن هشام ، وزمعة بن الأسود)..
* سلّط الله عز وجل الأرضة (حشرة) ، فأكلت كل مافي الصحيفة ، إلا "باسمك اللهم" ، و"اسم الله تعالى" ، أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب بذلك ، فخرجا إلى المشركين ،، وقال أبو طالب : قد حدثت أمور بيننا وبينكم ، فأتوا بصحيفتكم التي فيها مواثيقكم ، فلعله أن يكون بيننا وبينكم صلح ،، فأتوا بالصحيفة ، وقبل أن يفتحوها ، قال أبو طالب : إنما أتيتكم لأعطيكم أمراً فيه نصف بيني وبينكم ،، إن ابن أخي قد أخبرني ،، ولم يكذبني قط ،، أن الله تعالى قد سلط على صحيفتكم التي كتبتم الأرضة ، فأكلت جميع مافيها ، إلا :"باسمك اللهم"،، فإن كان الحديث كما يقول ، فأفيقوا ، فوالله لانسلمه حتى نموت عن آخرنا ،، وإن كان الذي يقول باطلاً ، دفعنا إليكم صاحبنا فقتلتم أو استحييتم ،، فقالوا : قد أنصفتنا ، رضينا بالذي تقول ..
* ففتحوا الصحيفة ، فوجدوا الأمر كما أخبر الصادق المصدوق ،، فلما رأت قريش ذلك ، سقط في أيديهم ، وقالوا : هذا سحر ابن أخيك ، ولم يزدهم إلا عناداً واستكباراً ..
* عند ذلك قام المطعم بن عدي ، فمزق الصحيفة ، وقام معه الأربعة الذين اتفقوا على نصر المسلمين ، فلبسوا السلاح ، وأمروا بني هاشم وبني المطلب ، فأخرجوهم من شعب أبي طالب وأدخلوهم دورهم ،، وكان هذا في السنة العاشرة للبعثة ..