* قصة البداية *
** الحلقة 41 من ااسيرة النبوية :
** جاء سادة قريش لأبي طالب بعمارة بن الوليد بن المغيرة ، فقالوا له : ياأبا طالب ! قد جئناك بفتى قريش جمالا" ونسبا" ونهادة (قوة وضخامة) ، وشعرا" ، فخذه فلك نصره وعقله وميراثه ، فاتخذه ولدا" ، فهو لك ، وأسلم إلينا ابن أخيك هذا الذي قد خالف دينك ودين آبائك ، وفرق جماعة قومك ، وسفه أحلامهم ، فنقتله ، فإن ذلك أجمع للعشيرة ، وأفضل في عواقب الأمور مغبة ، وإنما هو رجل برجل .. فقال ابو طالب : والله ماأنصفتموني ، أتعطونني ابنكم أغذوه لكم ، وأعطيكم ابني تقتلوه !!،، ماهذا بالنصف فعادوا مكروبين ..
* اشتد مكر زعماء قريش ، وأجمعوا قتله عليه الصلاة والسلام ،، جاء أبو طالب وعمومته إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجدوه ، خافوا عليه ، وظنوا أنهم قد صنعوا به شرا" ، فجمع أبو طالب فتيانا" أشداء ، ثم قال لهم : ليأخذ كل واحد منكم حديدة صارمة ، ويتبعني ، ثم ينظر كل فتى ، فليجلس إلى عظيم من عظمائهم ليقتله إن كان محمدا" قد قتل ..
* فجأة جاء زيد بن حارثة ، فأخبرهم أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه بخير ، فقال أبو طالب : لاأدخل بيتي أبدا" ، حتى أراه ،، ولما اطمأن عليه ، أخذ أبو طالب بيده صلى الله عليه وسلم ، وسار بالفتية الأشداء إلى زعماء قريش ، وقال : يامعشر قريش ! هل تدرون ماهممت به ؟؟ ،، قالوا : لا ،، فأخبرهم الخبر ، وقال للفتيان : اكشفوا عما في أيديكم ، فكشفوا ، فإذا كل فتى منهم معه حديدة صارمة ، فقال : والله لو قتلتموه ، ماأبقيت منكم أحدا" ، حتى نتفانى نحن وأنتم ،، فانكسر القوم ، وكان أشدهم انكسارا" أبو جهل ..
* عاد المشركون فاتفقوا على قتله صلى الله عليه وسلم ، فأرسلوا الوليد بن المغيرة ليقتله ،، جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقف يصلي عند الكعبة ، فانطلق الوليد ، حتى انتهى إلى المكان الذي كان يصلي فيه صلى الله عليه وسلم ، فصار يسمع صوته ولايراه ، طمس الله عز وجل على بصره ، كما طمست بصيرته ،، انصرف إلى الملأ من قريش فأعلمهم بذلك ، فقام معه أبو جهل ونفر منهم ، فلما انتهوا إلى المكان الذي يصلي فيه رسول الله ، سمعوا قراءته ، ذهبوا إلى الصوت ، فإذا به خلفهم ، صاروا يرجعون وراءهم ، ولايرونه ، يدورون حول الصوت ولايجدون إليه سبيلا" ،، ذلك قوله تعالى :"وجعلنا من بين أيديهم سدا" ومن خلفهم سدا" ، فأغشيناهم فهم لايبصرون"..