السلام عليكم أخي الكريم الأستاذ خشان محمد خشان .. كما تفضلتَ .. "المال"أصبح"هبل"هذا الزمان .. وقد نبهنا إلى ذلك أخونا "محمد أسد" حين كتب مبكرا :
لقد بدا أن الأوربي – سواء كان ديمقراطيا أو شيوعيا أو عاملا يدويا أو رجل فكر – كان يعرف دينا إيجابيا واحدا : عبادة التقدم المادي،الاعتقاد بأنه لا يمكن أن يكون في الحياة أيما هدف سوى جعل تلك الحياة نفسها أكثر سهولة ويسرا،أو كما كانوا يقولون في ذلك الحين : "مستقلة عن الطبيعة".وكانت معابد ذلك الدين المصانع الجبارة ودور العرض السينمائية،والمختبرات الكيمائية،وقاعات الرقص والمشاريع المائية والكهربائية،وكان كهانها الصرافين والمهندسين والسياسيين ونجوم السينما،والإحصائيين و وزعماء الصناعة،والطيارين و"مفوضي الشعب".وكانت الخيبة الروحية متجلية في الفقدان الشامل للاتفاق على معنى الخير والشر،وفي إخضاع الأحداث الاجتماعية والاقتصادية جميعا إلى قاعدة"المصلحة" – تلك المرأة الداعرة،الراغبة في أي إنسان،وفي أي وقت،كلما دعيت إلى الاستسلام ..){ص 101 – 102 (الطريق إلى مكة) : طبعة دار العلم للملايين }.
تماما .. إنها "عبادة التقدم المادي" .. والمنقذ الوحيد - كما تفضلت - أن(البشرية بحاجة إلى علاج شامل لن يكون في غير سيادة التوحيد بقيمه وتكريمه ).
صدقت أخي الكريم .. ولعل أول ما يلفت النظر - ونحن نقترب من "عاشوراء" - أن الدين حين "يحتفل"بهذه النعمة .. "يصوم" أي يمسك عن"الاستهلاك"أما احتفالات "الدين الرأس مالي"فبميزيد من"الاستهلاك" ..
سعدت بتعليقك .. وتقبل خالص ودي وتقديري.
دمت بخير