* قصة البداية *
** الحلقة 37 من السيرة النبوية :
** كان عبد الله بن مسعود رجلا" نحيفا" ضعيفا" ، غدا ذات ضحى ، وقريش في أنديتها ، فقرأ من سورة الرحمن بصوتٍ عالٍ جانب الكعبة ، فقاموا إليه يضربونه ..
* استمر أذى المشركين للمسلمين ، يجيعونهم ويعطشونهم ، ويقاطعونهم ، ولايشترون من تجارهم ، حتى ذهب الخباب بن الأرتّ إلى رسول الله يستنجد به : يارسول الله ! ألا تستنصر لنا ، ألا تدعو لنا ؟؟ ،، فقال عليه أفضل الصلاة والسلام : كان الرجل فيمن قبلكم يُحفر له في الأرض ، فيُجعل فيه ، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه ، فيشق شقين ، مايصده ذلك عن دينه ، ويمشط بأمشاط الحديد ، مادون لحمه من عظم وعصب ، ومايصده ذلك عن دينه ، والله ليتمنّ هذا الأمر ، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ، لايخاف إلا الله ، أو الذئب على غنمه ، ولكنكم تستعجلون ..
* كانت تلك الاعتداءات بالنسبة للمسلمين ، لاسيما المستضعفين منهم ،، أما بالنسبة لرسول الله فإنه كان رجلا" شهما" وقورا" ذا شخصية فذة ، تتعاظمه نفوس الأعداء والأصدقاء ، بحيث لايقابَل مثلها إلا بالإجلال والتشريف من قبل الخاصة والعامة ، وكان مع ذلك في منعة عمه أبي طالب ، لذا لم تستطع قريش في بادىء الأمر أن تبطش بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وتعتدي عليه كما فعلت بالمسلمين ، فجعلوا يهمزونه ويستهزئون به ويخاصمونه ، وكان على رأس المستهزئين عمه أبو لهب ..
* لما نزلت :"تبت يدا أبي لهب وتب"،، فقيل لامرأة أبي لهب : إن محمدا" قد هجاك ، فأتت رسول الله وهو جالس في الملأ ، فقالت : يامحمد ، علام تهجوني ؟؟،، قال : إني والله ماهجوتك ، ماهجاك إلا الله ،، فقالت : هل رأيتني أحمل حطبا" ، أو رأيت في جيدي حبلا" من مسد ؟؟،، ثم انطلقت ،، فمكث رسول الله أياما" لاينزل عليه وحي ،، فقالت : يامحمد ! ماأرى صاحبك إلا قد ودّعك وقلاك ، فأنزل الله عز وجل :"والضحى والليل إذا سجى ، ماودعك ربك وماقلى"..
* كان أميّة بن خلف إذا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم همزه ولمزه ، فنزل فيه قوله تعالى :"ويل لكل همزة لمزة"..
* أخوه أبيّ بن خلف مشى إلى رسول الله بعظم بالٍ قد ارفتّ ، فقال : يامحمد ! أنت تزعم أن الله يبعث هذا بعد ماأرم !! ، ثم فتّه بيده ، ثم نفخه في الريح نحو رسول الله ،، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم أنا أقول ذلك ، يبعثه الله وإياك بعد مايكونان هكذا ، ثم يدخلك الله النار ،، فأنزل الله عز وجل :"وضرب لنا مثلا" ونسي خلقه ، قال من يحيي العظام وهي رميم"..
* قصة البداية *
** الحلقة 38 من السيرة النبوية :
** كان عقبة بن أبي معيط وأبي بن خلف صديقين متصافيين ، جلس عقبة مرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه ، فبلغ ذلك أبيّا" ، فعاتبه ، وطلب منه أن يتفل في وجه رسول الله ، ففعل ذلك عدو الله .. وأخذ رحم دابة فألقاه بين كتفيه وهو ساجد عند الكعبة ، فدعا عليه رسول الله ،، فاستجاب الله دعاءه فأُسر عدو الله يوم بدر ثم قتل .. "ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا" ، ليتني لم أتخذ فلانا" خليلا" "..
* روي أن النضر بن الحارث اجتمع مع نفر من أشراف قريش ، يبحثون في أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، فقام فيهم النضر ، فقال : قد كان محمد فيكم غلاما" حدثا" ، أرضاكم فيكم ، وأصدقكم حديثا" ، وأعظمكم أمانة ، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب ، وجاءكم بما جاءكم به قلتم ساحر !! ،، لا والله ماهو بساحر ، لقد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم ، وقلتم كاهن ، لا والله ماهو بكاهن ، قد رأينا الكهنة وتخالجهم وسمعنا سجعهم ،، وقلتم شاعر ، لا والله ماهو بشاعر ،، وقلتم مجنون ، لا والله ماهو بمجنون ..
* ثم قام هو وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة ليروا رأيهم ،، فقال لهما الأحبار : سلوه عن ثلاث ، فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل ، وإن لم يفعل ، فالرجل متقوّل ،، * سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ماكان أمرهم ، فإنه قد كان لهم حديث عجيب ،، وسلوه عن رجل طواف ، قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها ، ماكان نبؤه ،، وسلوه عن الروح ماهي ،، فإن أخبركم بذلك فاتبعوه فإنه نبي ،، وإن لم يفعل فهو رجل متقول ، فاصنعوا في أمره مابدا لكم ..
* فجاؤوا رسول الله فسألوه ، فقال لهم رسول الله : أخبركم بما سألتم عنه غدا" ، ولم يستثن (لم يقل إن شاء الله) . فانصرفوا عنه ..
* مكث رسول الله خمس عشرة ليلة لايحدث الله إليه في ذلك وحيا" ، ولايأتيه جبريل ، حتى أحزن ذلك رسول الله ، وأرجف أهل مكة يتكلمون ،، ثم جاءه جبريل ، فقال له رسول الله : لقد احتبست عني ياجبريل حتى سؤت ، فقال له جبريل : "ومانتنزل إلا بأمر ربك ، له مابين أيدينا وماخلفنا"،، وجاءه بخبر ماسألوه عنه من أمر الفتية وذي القرنين والروح في سورة الكهف ، وطبعا" لم يؤمنوا لفرط العناد والمكابرة ..
* ثلاثة من زعماء قريش : أبو سفيان بن حرب ، وأبو جهل بن هشام ، والأخنس بن شريق ، خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول الله ، وهو يصلي من الليل في بيته ، فأخذ كل رجل منهم مجلسا" يستمع فيه ، وكلٌ لايعلم بمكان صاحبه ، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا ، فجمعهم الطريق ، فتلاوموا ، ثم انصرفوا ، حتى إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل منهم مجلسه ، فباتوا يستمعون ، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا ، فجمعهم الطريق ، فقال بعضهم لبعض : لانبرح حتى نتعاهد ألا نعود ، فتعاهدوا على ذلك ، ثم تفرقوا ، فلما أصبح الأخنس بن شريق أتى أبا سفيان في بيته ، فقال : أخبرني عن رأيك فيما سمعت من محمد ،، فقال : والله لقد سمعت أشياء أعرفها ، وأعرف مايراد منها ، وسمعت أشياء ماعرفت معناها ، ولايراد منها ، ثم خرج من عنده ،، وأتى أبا جهل ، فسأله : ياأبا الحكم ! مارأيك فيما سمعت من محمد ، فقال : ماذا سمعت ؟؟ ،، تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف ، أطعموا فأطعمنا ، وحملوا فحملنا ، فأعطوا فأعطينا ، حتى إذا تحاذينا على الركب ، وكنا كفرسي رهان ، وقالوا : منا نبي يأتيه الوحي من السماء ، فمتى ندرك مثل هذه ؟ والله لانؤمن به أبدا" ولانصدقه ، فقام عنه الأخنس ، وتركه ..
** مامنعهم من الإسلام إلا العناد والمكابرة ..