* قصة البداية *
** الحلقة 28 من السيرة النبوية :
** التمييز الواضح بين القرآن والحديث ، إذ كان رسول الله يأمر بتسجيل القرآن فورا" ، على حين يكتفي أن يستودع الحديث ذاكرة أصحابه ، لأن القرآن موحى به إليه بنفس اللفظ والحروف ، بواسطة جبريل عليه السلام ، أما الحديث فمعناه وحي من الله عز وجل ، ولكن لفظه وتركيبه من عنده عليه الصلاة والسلام ، فكان يحاذر أن يختلط كلام الله عز وجل الذي يتلقاه من جبريل بكلامه هو ..
* كان النبي صلى الله عليه وسلم يُسأل عن بعض الأمور ، فلا يجيب عليها ، وربما مرّ على سكوته زمن طويل ، حتى إذا نزلت آية من القرآن في شأن سؤاله ، وربما تصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الأمور على وجه معين ، فتنزل آيات من القرآن تصرفه عن ذلك الوجه ، وربما انطوت على عتب ولوم له ..
* كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أميّا" ، وليس من الممكن أن يعلم إنسان بواسطة المكاشفة النفسية حقائق تاريخية ، كقصة يوسف ، وأم موسى ، حين ألقت وليدها في اليم ، وقصة فرعون ، وهذا من جملة الحكم في كونه أميا" :"وماكنت تتلو من قبله من كتاب ولاتخطه بيمينك إذا" لارتاب المبطلون"..
* إن صدق النبي صلى الله عليه وسلم أربعين سنة مع قومه ، واشتهاره فيهم بذلك ، يستدعي أن يكون عليه الصلاة والسلام ، من قبل ذلك صادقا" مع نفسه ..
* القانون الإلهي الطبيعي : أن الرسول يجب أن يكون من جنس المرسل إليهم ، فإذا كان المرسل إليهم بشرا" ، فلابد أن يكون الرسول بشرا" من جنسهم ، ليكون مألوفا" إليهم ، ولو افترض أن أرسل الله إلى البشر ملكا" رسولا" ، لجعله في هيئة البشر :"ولو جعلناه ملكا" لجعلناه رجلا" وللبسلنا عليهم مايلبسون"،، وطالما أن محمدا" صلى الله عليه وسلم كان رسولا" للبشر ، فلابد أن يكون بشرا" ، اطرادا" للقانون الإلهي ، ولايجوز أن يكون غير ذلك ،، وبما أنه بشر ، فإنه يشترك مع سائر البشر في أصل الخلقة ، فهو إنسان من لحم ودم وعظم وأعصاب ..
* ومما يؤكد بشريته وجود الغرائز والصفات البشرية فيه :
* غريزة الجوع : كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة وأهله ، طاويا" من الجوع ، كان أكثر خبزهم خبز الشعير ،، كان يحتاج إلى الطعام لسد جوعه وإقامة أوده ، شأنه في ذلك شأن الناس جميعا" ..
* كان عليه الصلاة والسلام لايعيب طعاما" قط قدم إليه ، لكن إن اشتهاه أكله وإن عافه تركه ، وكان يحب اللحم والحلوى ، وكان الذراع أحب شيء إليه من اللحم .. في الصحيحين أنه أتي بلحم ، فرفع إليه الذراع ، وكان يعجبه ..