* قصة البداية *
** الحلقة 22 من السيرة النبوية :


** الكعبة على مالها من قداسة ووجاهة عظيمة عند الله ، حجارة لاتضر ولاتنفع ، لكن الله عز وجل أراد أن يضع في الأرض رمزا" يكون قبلة للقلوب قبل الأجساد ، يجمع الناس في مشارق الأرض ومغاربها قبلة واحدة ، ورمزا" لعبودية الله عز وجل على الأرض.. و لما بعث ابراهيم بتكسير الأصنام والطواغيت وهدم بيوتها ، والقضاء على معالمها ، ونسخ عبادتها ،، اقتضت حكمته عز وجل أن يشيد فوق الأرض بناء" يكون شعارا" لتوحيد الله ، وعبادته وحده ، تعبيرا" للعالم عن المعنى الصحيح للعبادة ، وعن بطلان كل من الشرك وعبادة الأصنام ..
* لابد للمؤمنين بوحدانية الله عز وجل ، والداخلين في دينه ، من رابطة يتعارفون بها ، ومثابة يؤوبون إليها ، مهما تفرقت بلدانهم ، وتباعدت ديارهم ، واختلفت أجناسهم ولغاتهم ..
* "وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا" ، واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى" ،، هذا هو المعنى الذي يلحظه الطائف بالبيت الحرام ، بعد أن يملأ قلبه من معنى العبودية لله تعالى ، والقصد إلى تحقيق أوامره عز وجل من حيث أنها أوامر ، ومن حيث أنه عبد مكلف بتلبية الأمر ، وتحقيق المأمور به ،، من هنا جاءت قداسة البيت ، وعظم مكانته عند الله عز وجل ..
** بنيت الكعبة خلال الدهر كله خمس مرات :
* المرة الأولى : قام بأمر البناء فيها آدم عليه السلام ، ثم تهدمت في طوفان نوح عليه السلام ..
* المرة الثانية : قام ببنائها ابراهيم واسماعيل عليهما الصلاة و السلام ، وذلك استجابة لأمر الله عز وجل ..
* "وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل"،، جعل اسماعيل يأتي بالحجارة وابراهيم يبني ، وجعل طول بناء الكعبة في السماء تسعة أذرع ، وطولها في الأرض ثلاثين ذراعا" ، وعرضها اثنين وعشرين ذراعا" ، وكانت بغير سقف ..
* المرة الثالثة : حين بنتها قريش قبل الإسلام ، واشترك في بنائها النبي صلى الله عليه وسلم ، جعلوا طولها ثمانية عشر ذراعا" ، وأنقصوا من طولها في الأرض ستة أذرع ، جعلوه في الحجر ، لقصور النفقة عليهم ..
* المرة الرابعة : عندما احترق البيت زمن يزيد بن معاوية ، ذلك أنهم حاصروا عبد الله بن الزبير في سنة ست وثلاثين هجرية ، بأمر من يزيد ، ورموا البيت بالمنجنيق ، فتهدم واحترق ، فنقض ابن الزبير البنيان وبناه ، وزاد فيه الأذرع الستة التي أخرجت منه ، وزاد في طوله إلى السماء عشرة أذرع ، وجعل له بابين أحدهما يدخل منه ، والآخر يخرج منه ..
* المرة الخامسة : بعد مقتل ابن الزبير ، وبأمر من عبد الملك بن مروان أعاد الحجاج ماأدخل من الحجر في الكعبة ، وترك مازيد من طول الكعبة ، وسد الباب الثاني الذي فتحه ابن الزبير ..
* عزم هارون الرشيد بعد ذلك على أن ينقضها ، ويعيدها كما بناها ابن الزبير ، فقال له مالك بن أنس (أطول الصحابة عمرا") رحمه الله : أنشدك الله ياأمير المؤمنين أن لاتجعل هذا البيت ملعبة للملوك بعدك ، لايشاء أحد منهم أن يغيره إلا غيره ، فتذهب هيبته من قلوب الناس ، فصرفه عن رأيه فيه .. وبقيت الكعبة على هذه الهيئة إلى أيامنا هذه .. ..