* قصة البداية *
** الحلقة 19 من السيرة النبوية :


* لما اكتمل بناء الكعبة ، وهموا بإرجاع الحجر الأسود مكانه تنازعت القبائل فيمن يمتاز بشرف وضعه مكانه ، حتى كادت أن تقوم حربا" ضروسا" في أرض الحرم ، وقرب بنو عبد الدار جفنة مملوءة دما" ، وأدخلوا أيديهم في هذه الجفنة ، إعلانا" للحرب ، فلقبوا لعقة الدم ..
* توصل حكماء القبائل إلى اتفاق : أن يحكّموا فيما اختلفوا فيه أول داخل من باب بني شيبة ، وشاء الله عز وجل أن يكون ذلك الداخل رسول الله ..
* لما شاهدوه ، قالوا : هذا الأمين ، رضينا ، هذا محمد ، الصادق الأمين ..
* بسرعة بديهة ، وذكاء فطري ، وحكمة بالغة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هلمّ إلي ثوبا" ، فأتي به ، فأخذ الحجر الأسود بيديه الشريفتين ، ووضعه على الثوب ، ثم قال : لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ، ثم ارفعوه جميعا" ، ففعلوا ، حتى إذا بلغوا به موضعه وضعه رسول الله بيديه ..
* بذلك دفع رسول الله عنهم حربا" كانت وشيكة الوقوع ..
* هذا يدل على حضور بديهته صلى الله عليه وسلم ، وعلى مكانته العظيمة بين قومه ، وعلو شأنه ، وحسن خلقه ..
* مع جهد قريش في بناء الكعبة ، فقد قصرت بهم النفقة الطيبة عن إتمامها على قواعد ابراهيم عليه السلام ، فأخرجوا من الجهة الشمالية نحوا" من ستة أذرع "حجر اسماعيل عليه السلام" ،، ورفعوا بابها عن الأرض ، لئلا يدخلها إلا من أرادوا ..
* لما بلغ البناء خمسة عشر ذراعا" سقفوه ..
* عن عائشة رضي الله عنها :" سألت رسول الله عن الجدر(الحجر) ، أمن البيت هو ؟ ،، قال : نعم، قلت : فلم لم يدخلوه في البيت ؟، قال : إن قومك قصرت عليهم النفقة ، قلت : فما شأن بابه مرتفعا" ؟ ، قال : فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاؤوا ، ويمنعوا من شاؤوا ، ولولا أن قومك حديث عهدهم في الجاهلية ، فأخاف أن تنكر قلوبهم ، لنظرت أن أدخل الجدر في البيت ، وأن ألصق بابه بالأرض "..
* أي أن شكل الكعبة ، لم يكن مكعباً كما هو الآن ، إنما القوس الذي يلقب بحجر اسماعيل ، كان من أصل الكعبة ..