* قصة البداية *
** الحلقة 17 من السيرة النبوية :
** عن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان رسول الله لايكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة ، فيحسن الثناء عليها ، فذكرها يوما" من الأيام ، فأخذتني الغيرة ، فقلت : هل كانت إلا عجوزا" قد أبدلك الله خيرا" منها !!، فغضب ، ثم قال : لا والله ، ماأبدلني الله خيرا" منها ، آمنت إذ كفر الناس ، وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله منها الولد ، دون غيرها من النساء ..
* أول مايدركه الإنسان من هذا الزواج ، هو عدم اهتمام الرسول بأسباب المتعة الجسدية ومكملاتها ، فلو كان مهتما" بذلك كبقية أقرانه من الشبان ، لطمع بمن هي أقل منه سنا" ، أو حتى بمن ليست أكبر منه ، وهو من هو حسبا" ونسبا" وخلقا" ، كان يستطيع الزواج بأفضل فتاة بكر في قريش ..
* يتجلى لنا أنه صلى الله عليه وسلم إنما رغب فيها لشرفها ونبلها بين جماعتها وقومها ، حتى أنها كانت تلقب في الجاهلية بالعفيفة الطاهرة ..
* استمر هذا الزواج المبارك خمسة وعشرين عاما" ، حتى توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها في الخامسة والستين ، وقد ناهز عليه الصلاة والسلام الخمسين من العمر ، دون أن يفكر خلالها بالزواج بأي امرأة أخرى ، ومابين العشرين والخمسين من عمر الإنسان ، هو الزمن الذي تتحرك فيه رغبة الاستزادة من النساء ، والميل إلى تعدد الزوجات للدوافع الشهوانية ..
* تجاوز محمد صلى الله عليه وسلم هذه الفترة من العمر ، دون أن يفكر بأن يضم إلى خديجة مثلها من الإناث : زوجة أو أمة ،، ولو شاء لوجد الزوجة والكثير من الإماء ، دون أن يخرق بذلك عرفا" ، أو يخرج على مألوف أو عرف بين الناس ، على الرغم من أنه تزوج خديجة وهي أيم (أرملة) ،، وفي هذا مايلجم أفواه أولئك الذين يأكل الحقد أفئدتهم على الإسلام ، وقوة سلطانه ، من المبشرين والمستشرقين وعبيدهم الذين يسيرون من ورائهم ، ينعقون بمالايسمعون إلا دعاء" ونداء" ..
* الرجل الشهوان لايعيش إلى الخامسة والعشرين من العمر في بيئة مثل بيئة العرب ،، في جاهليتها ،، عفيف النفس ، دون أن ينساق في شيء من التيارات الفاسدة التي تموج من حوله ، والرجل الشهوان لايقبل بعد ذلك أن يتزوج من أيم أكبر منه بكثير ، وله إلى ذلك أكثر من سبيل ، إلى أن يتجاوز مرحلة الشباب ثم الكهولة ، ويدخل في مدارج الشيخوخة ..