* قصة البداية *
** الحلقة 11 من السيرة النبوية :


* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماهممت بما كان أهل الجاهلية يهمّون به إلا مرتين من الدهر ، كلاهما يعصمني الله تعالى فيهما ..
* قلت ليلة لفتى كان معي من قريش ، في أعلى مكة ، في أغنام لأهلها ، تُرعى : أبصر لي غنمي حتى أسمر هذه الليلة بمكة ، كما تسمر الفتيان .. قال : نعم .. فخرجت ، فلما جئت أدنى دار من دور مكة ، سمعت غناء وصوت دفوف وزمر ، فقلت : ماهذا ؟؟ .. قالوا : فلان تزوج فلانة ، لرجل من قريش .. فلهوت بهذا الغناء والصوت ، حتى غلبتني عيني ، فنمت ، فما أيقظني إلا مس الشمس .. فرجعت ، فسمعت مثل ذلك ، فقيل لي مثل ماقيل لي ، فلهوت بما سمعت ، وغلبتني عيني ، فما أيقظني إلا مس الشمس .. ثم رجعت إلى صاحبي ، فقال : مافعلت ؟؟ .. فقلت : مافعلت شيئا" .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فوالله ، ماهممت بعدها أبدا" بسوء ، مما يعمل أهل الجاهلية ، حتى أكرمني الله تعالى بنبوته ..
* إسقاطات من فقه السيرة :
* كان يتصدر العالم قبيل الإسلام دولتين اثنتين :
* فارس : كان فيها ديانة زرادشتية : من فلسفتها : تفضيل زواج الرجل بأمه أو ابنته أو أخته .. إلى جانب انحرافات خلقية مشينة مختلفة ..
وكان فيها ديانة : المزدكية : تقوم على فلسفة أخرى : هي إباحة النساء ، والاموال ، وجعل الناس شركة فيهما ، كاشتراكهم في الماء والنار والكلأ ..
* والرومان : كانت تسيطر عليها الروح الاستعمارية ، كانت تسودها حياة التبذل والانحطاط والظلم الاقتصادي من جراء كثرة الأتاوات ومضاعفة الضرائب ..
* أما الجزيرة العربية : فقد كانت هادئة بعيدة عن مظاهر الاضطرابات ، لم يكن لدى أهلها من الترف والمدنية الفارسية ، ولم يكن لديهم الطغيان العسكري والروماني ، كانت طبائعهم أشبه ماتكون بالمادة الخام ، تتراءى فيها الفطرة الإنسانية السليمة ، والنزعة القوية إلى الاتجاهات الإنسانية الحميدة ، كالوفاء والنجدة والكرم والإباء والعفة ، وكانوا يعيشون في ظلمة من الجهالة البسيطة والحالة الفطرية الأولى ..