نزيه شيخ السروجية
في الأعادة إفادة
الشام ولعنة الجغرافيا
في هذه الأيام هُنّا على أنفسنا فتكالب علينا جميع المجرمين وشذاذ الأفاق وصائدو الثروات
اشتم المجرمون روائح الغاز من بحرنا والنفط من الشمال والشمال الشرقي فصرنا حقل رمي لجميع اسلحتهم القذرة وليس ذلك علينا بجديد ..
++++++++++++++++++++
ملاحظة :
قبل ان ننهي البحث بالقسم الثالث والأخير يجدر بنا ملاحظة إن ما نمرّ به حالياً هو تتمه ما حدث سابقاً فالعراق دمرّ من جديد وكذلك سورية والقتل والتجويع وغلاء الأسعار.
والكتب الثلاثة المذكورة لاحقاً قد نَشَرْتُ معظمها سابقاً وبشكل مفصل .
+++++++++++++++++++
تابعو معي ما يلي فربما استقينا أجوبة من التاريخ و...(( الجغرافيا )) :
سأعيد ما نشرته سابقاً عن الشام والجغرافية الظالمة في 20 يونيو، 2014 وهي ثلاثة أقسام
تحدثنا كثيراً عن التاريخ بوجهيه المشرق والأسود وسأنقل لكم شيئاً عن الجغرافيا
******************الشام ولعنة الجغرافيا القسم الثالث ***************
دفع العراق الثمن في دمار الحياة الحضرية فيه ،وفي الأقليم الذي سيسمى بالجزيرة السورية دماراً تاماً ،وأختفاء المدن إلا قريَّات تشير إشارة بعيدة الى ذلك الماضي الحضري الجميل .
ويتحدث محمد بن صصري في كتابة (الدرة المضيئة في الدولة الظاهرية) عن الحرب بين المناشطة والبرقوقية وهما من بقايا المماليك الأتراك ضد المماليك الشراكسة الصاعدين
ويدفع الثمن العوام ،فقراً وجوعاً وطاعوناً وقتلاً بالتسمير والتوسيط .
(( التسمير يشبة الصلب ويتم تثبيت الضحايا بالمسامير...اما التوسيط فهو قطع الضحية الى قسمين ..! ويتم أما بالسيف ..أو بربطه بين حصانين ليشق الى قسمين ..! ))
وقارئ البديري الحلاق في (حوادث دمشق اليومية) سيرى المدينة وهي تدفع الثمن الغالي للحرب الطويلة بين الأنكشارية و....القبوقولية ، وسيدفع هذا الثمن الفقراء والعوام فقراً وجوعاً وقحطاً وطاعوناً وقتلاً بالخنق وهو كثير أو بالخازوق ..
ولكن إبن صصري والبديري لا ينسيان أن يدعوا للسلطان ( العثماني أو المملوكي) بالنصر على أعدائه طول الوقت و...يدعوا الله أن يرخص الأسعار وكلا المؤرخين رجلان شعبيان غير مثقفين وجعهما الأكبر هو الأسعار للخبز والحم والقمح والسمن والزيت (فهل نلومهما وهام يصفان واقع مريير ).
والمماليك كانوا يتعاملون مع الشام دائماً على إنها أملاك ،مخافر أمامية يتخلون عنها عند الهزيمة أو التهديد الأول من الغازي وغالباً ما يكوت التتري حتى إذا أستسلمت المدن ،وقتل رجالها وأستبيحت نسائها ونهبت ثرواتها ...عادو لجمع الخراج..
ولنذكر إن دمشق في العهد البيزنطي ،وبعد طرد الروم للفرس من الشام جاء الحاكم البزنطي ليطالب بالخراج ،وليعلن المسؤول المالي عن المدينة بأنه قد أداها للفرس الحكام السابقين ولكن الرومي يرفض ويصّر على أستيفاء الخراج كاملاً......وهذا ما كان يفعله المماليك بعد كل أنسحاب تتري...!
ولنذكر إن أهالي حلب بعد هزيمة قانصوه الغوري أمام العثمانيين وهروب المهزومين من المماليك الى حلب (ولنذكر إن إهالي حلب عانوا الأمرّين من المماليك خلال العامين السابقين لمعركة مرج دابق حين سكنوا بيوت الحلبيين ،وأكلوا أرزاقهم وأزعجوهم في حريمهم وأطفالهم بالغصب والسرقة وهتك الأعراض ...
هؤلاء الحلبيين طردوا المماليك عن أسوار حلب ،ورحبوا بالعثمانيين ، فلعل من لا نعرف ظلمه بعد يكون أكثر عدلاً ممن عرفناه ولم نعرف إلا ظلمه..أي المماليك
(فهل يعتبر الظالمون) .
وفي كتاب البديري بالأضافة الى الحرب غير المعقولة ما بين محاولي الملك الشاميين من آل العظم ، آل المعني ، آل الشهابي ، ضاهر العمر الزيداني...وهزائمهم أمام البطش الأناضولي ..
سنلاحظ عن وجود هذا الكم الهائل من العاهرات ..فالغلاء الفاحش ..وقتل الرجال لابد أن يفضي الى العمل في المهنة التي لاتحتاج الى مهارة ..ليس هذا فحسب فيصف البديري :
((أنهن تزايدن حتى كن ينمن في الدكاكين وأمام المقاهي وعلى الطرقات ...أعوذ بالله ))
وهل هناك سبب لمثل هذه الكارثة أكبر من الأفتقار الهائل ،وأنعدام الرجال في حروب لا يعرفون لها سبباً ،وفي شجارات بين الأنكشارية المسيطرين على كثير من المهن وبين القبوقولية أو الحرس السلطاني , وهي فرق تصطدم مع الأنكشاريين الذين صاروا بلديين أو محليين فيتقاتلون بالمدفعية والطبنجات مسببين الحرائق والتخريب ...
وفي كتاب الدكتورة ماري ديكران سيركو تتحدث فية عن ((دمشق أيام عبد الحميد الثاني ))
عن تسلط المرابين على الضعفاء من الفلاحين وصغار الملاك ،وصغار الحرفيين , وأستعانة هؤلاء المرابين وكثير منهم من اليهود بالقناصل وبالحماية المأخوذة من المعاهدات بين الحكومات الأجنبية وأستانبول العجوز والقوانين التي تفضل الأجنبي على المواطن ...
كل هذا بتأثير الجغرافيا الظالمة التي جعلتنا مطمعاً للمستعميرن والطامعين والقتلة المجرمين فالخيرات تنهب ولا يبقى للمواطنين غير الخراب والدمار...
وأخيراً اتوجه بالشكر للروائي والكاتب خيري الذهبي المشرف على سلسلة آفاق ثقافية دمشقية الذي أخذت عنه هذا الموضوع بتصرف وهو موضوع متكامل يصف معاناتنا مع الجغرافيا لحقبة طويلة من الزمن
وسأكتفي بذلك رغم إنة بقي في جعبتي الكثير..وسأرفد الموضوع بإضاءات لهذا الموضوع قريباً إن شاء الله.....نزيه