منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    معلومات وأرقام حول الانتخابات المغربية

    معلومات وأرقام حول الانتخابات المغربية
    بقلم: عبدالحق الريكي
    هنالك العديد من الأسئلة تُطْرَح حول الانتخابات المغربية، من قَبِيل عددها وبداية إجرائها ومنظومتها وطريقة الإعلان عن نتائجها، وكذا الأحزاب المشاركة فيها وطريقة تشكيل الأغلبية البرلمانية والحكومات المنبثقة عنها. والأكيد أنكم في هذه اللحظة تَطْرحون أسئلة أخرى حول المسلسل الانتخابي المغربي انطلاقا من تجربتكم الشخصية وتفاعلكم مع هذه اللحظات الهامة في مسار المغرب السياسي... مقالي هذا لن يستطيع الجواب على كل الأسئلة بل سيقدم بعض المعلومات والأرقام حول الانتخابات المغربية...
    أول انتخابات المغرب المستقل
    كما يعرف الجميع، بَلَدُنا حصل على استقلاله سنة 1956، وأول انتخابات برلمانية كانت سنة 1963، في فترة حكم الملك الراحل الحسن الثاني الذي عرف عهده إجراء ست عمليات انتخابية (1963، 1970، 1977، 1984، 1993 و 1997)، أما انتخابات عهد الملك محمد السادس، فبدأت بالانتخابات البرلمانية لسنة 2002، تلتها انتخابات 2007 والانتخابات السابقة لآوانها سنة 2011، وهذه التي نحن مقبلون عليها يوم السابع من أكتوبر 2016... المجموع يكون إن شاء الله يوم الثامن من أكتوبر المقبل، عشر انتخابات برلمانية في تاريخ المغرب منذ استقلاله...
    إعلان حالة الاستثناء
    برلمان 1963 استمر إلى حدود انتفاضة الشعب المغربي يوم 23 مارس 1965، مما كان من نتائجه إعلان حالة الاستثناء يوم 07 يونيو من نفس السنة، وتعليق العمل بالبرلمان إلى حدود يوليوز 1970... الأحزاب الوطنية التاريخية، حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، قاطعا دستور وانتخابات 1970، الذي سيعرف نفس مصير برلمان 1963 بحيث سيتم حَلُّه سنة 1972، على إثر المحاولتين الانقلابيتين لسنوات 1971 و 1972.
    بداية "المسلسل الديموقراطي"
    ستتعطل المؤسسة البرلمانية لسنوات إلى حين استرجاع المغرب لصحرائه سنة 1975، وإعلان الملك الراحل الحسن الثاني عن بداية "المسلسل الديمقراطي"، بدءا بالانتخابات الجماعية لسنة 1976، والتي تلتها الانتخابات البرلمانية سنة 1977، ومنذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا، لم يعرف المغرب أي تراجع عن نظام الانتخاب والتمثيلية البرلمانية... خلال هذه الفترة الفاصلة ما بين 1977 و 2016 أَدْخَلت بلادنا تعديلات دستورية مهمة وتغييرات ناجعة في الهيكل المؤسساتي البرلماني وآخرها دستور 2011...
    المنظومة الانتخابية
    تغيرت الكثير من الأشياء في المغرب خلال السنوات الأخيرة، إلا شيء واحد بقي عصيا وجامدا يتحكم فينا وفي انتخاباتنا لما يزيد عن ثلاثين سنة... يتعلق الأمر بالمنظومة الانتخابية التي ورثناها عن العهد السابق، والتي تعتبر خطا أحمرأ للأحزاب الذين لم يستطيعوا إلى اليوم المطالبة بتعديلها ودمقرطتها... هذه المنظومة المتكونة من اللوائح الانتخابية والتقطيع الانتخابي ونمط الاقتراع والجهة المشرفة على الانتخابات، يُقِّر الجميع داخليا وخارجيا، أنها لا تسمح لحزب ما، الحصول على الأغلبية، مما يترك المجال مفتوحا للسلطة للتدخل في تشكيل الأغلبيات والحكومات، وكاد يصبح هذا الأمر من "المسلمات" في المغرب... إلى درجة أن المغاربة اعتادوا، ليس انتظار نتائج الانتخابات، ولكن أساسا توجيهات السلطة للأحزاب للالتحاق بهذا التحالف أو ذاك...
    الدرس الانتخابي النموذجي
    تعد الانتخابات الأولى، في تاريخ المغرب، نموذجية لكونها ستعيد نفسها خلال استحقاقات أخرى... نحن سنة 1963، أي سنوات قليلة على استقلال المغرب والكل واع بدور الحركات الاستقلالية، في المساهمة في تحقيق الانعتاق من رقبة الاستعمار، بتلاحم مع رمز التحرير، الملك الراحل محمد الخامس... فترة عصيبة من تاريخ المغرب، حيث الصراع على أشده ما بين القصر والحركة الوطنية... تأتي الانتخابات والكل ينتظر فوزا ساحقا لأحزاب الاستقلال والاتحاد الوطني للقوات الشعبية... وفي غفلة من الجميع يظهر حزب جديد يسمى "الفديك" يترأسه رضا اكديرة، صديق ومستشار الملك الراحل الحسن الثاني، ويخلق المفاجأة بتصدره نتائج الانتخابات ب 69 مقعدا، يليه حزب الاستقلال ب 41 مقعدا والاتحاد الوطني للقوات الشعبية ب 28 مقعدا... منذ ذلك الحين أصبح المغاربة، ينتظرون عند كل انتخاب، الحزب الإداري الجديد الذي سيفوز بالانتخابات...
    أحزاب الإدارة تتصدر نتائج الانتخابات من 1963 إلى 1993 وسنة 2009
    نفس الدرس "الفديكي" سَيُطَّبَق كل مرة بشكل مغاير... هكذا سنة 1970، رغم مقاطعة الانتخابات من طرف أحزاب الحركة الوطنية، سَتًبْرِز ظاهرة الترشيح الحر من خارج الأحزاب، حيث سيتمكن المرشحون الأحرار الفوز ب 169 مقعدا. سيعاد نفس السيناريو سنة 1977، حيث سيفوز المرشحون الأحرار ب 141 مقعدا وسيؤسسون شهورا من بعد، حزب الأحرار. سنة 1983، سيتشكل حزب جديد هو الاتحاد الدستوري الذي سيتصدر الانتخابات ب 83 مقعدا... وآخر درس "فديكي" سيكون سنة 2009 حيث سيتصدر حزب جديد، الأصالة والمعاصرة، الانتخابات الجماعية سنة بعد تأسيسه... ويعد فؤاد عالي الهمة، صديق دراسة الملك ووزير منتدب لدى وزير الداخلية، من مؤسسي الحزب سنة 2008، لكنه سرعان ما سيعلن عن انسحابه من ذات الحزب سنة 2011، ليتولى منصب مستشار بالديوان الملكي، هذا الأخير سيصدر بلاغا في شتنبر 2016، يوضح كون "مستشار جلالة الملك حاليا، لم تعد تربطه أي علاقة بالعمل الحزبي"...
    الأحزاب الوطنية المعارضة تتصدر نتائج الانتخابات منذ 1997
    ظاهرة ملفتة لا نتحدث عنها، وهي تَصَدُّر الأحزاب الوطنية المعارضة للنزال الانتخابي منذ 1997 إلى يومنا هذا... هكذا حصل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على المرتبة الأولى سنة 1997 ب 57 مقعدا (مكنه من قيادة حكومة التناوب الأولى) ونفس الشيء سنة 2002 ب 50 مقعدا (وقع تراجع في "المنهجية الديمقراطية)، تلاه حزب الاستقلال سنة 2007 ب 52 مقعدا (ترأس زعيمه، عباس الفاسي، الحكومة) وأخيرا حزب العدالة والتنمية ب 107 مقعدا سنة 2011 (ترأس قائد الحزب، عبدالإله ابن كيران، حكومة التناوب الثانية)...
    مطلب تعيين رئيس الحزب المتصدر للانتخابات لقيادة الحكومة
    ظاهرة أخرى فريدة في النظام الانتخابي المغربي هي المتعلقة بالانفصام التام ما بين الحزب الفائز والوزير الأول، فباستثناء تعيين أحمد عصمان رئيس الأحرار كوزير أول سنة 1977، والمعطي بوعبيد رئيس حزب الاتحاد الدستوري سنوات 1978 و1981، يلاحظ أنه منذ سنة 1983 إلى سنة 1998، كان الوزراء الأولين من خارج الأحزاب البرلمانية؛ ككريم العمراني سنوات 1983، 1985 و1992؛ عزالدين العراقي سنة 1986؛ وعبداللطيف الفيلالي سنوات 1994، 1995، و1997. واعتقد الجميع أن هذه الظاهرة انتهت مع تعيين عبدالرحمان اليوسفي وزيرا أولا سنة 1998، إلا أن المفاجأة كانت حين تعيين التقنوقراطي ادريس جطو وزيرا أولا عوض اليوسفي رغم إحراز حزبه على المرتبة الأولى في انتخابات 2002... سنة 2007 سيتم تعيين عباس الفاسي وزيرا أولا، وكان حزب الاستقلال قد تصدر انتخابات نفس السنة ب 52 مقعدا. وسيقر دستور 2011 فصلا مهما يتعلق بتعيين رئيس الحكومة من الحزب المتصدر للانتخابات وذلك ما وقع فعليا مع تعيين عبدالإله ابن كيران رئيسا للحكومة، حين تصدر حزبه، العدالة والتنمية، نتائج انتخابات 2011 ب 107 مقعدا...
    تزوير الإرادة الشعبية
    منذ بداية المسلسل الانتخابي سنة 1963 وأحزاب المعارضة الوطنية تندد بتزوير إرادة الشعب، وتدخل وزارة الداخلية لفرز خريطة انتخابية على المقاس. كان التزوير في أولى العمليات الانتخابية عنيفا من خلال التدخل العلني لأعوان الإدارة وسرقة الصناديق وحشوها بالأوراق المطلوبة وكذا تغيير المحاضر وقلب النتائج وتهديد وقمع المناضلين ومرشحي الأحزاب الوطنية المعارضة. ثم أصبح الإعداد للخرائط الانتخابية قبليا من خلال إعداد لوائح انتخابية وتقطيع انتخابي على المقاس لترجيح كفة أحزاب الإدارة، كما برزت بقوة أيضا ظاهرة شراء الأصوات والضغط على الأحزاب لتقليص تمثيليتهم. وكلما ارتفعت الأصوات منددة بالتزوير كانت مصالح الإدارة تتفنن في تطوير تقنيات التزوير وإعداد الخرائط الانتخابية على المقاس... وتفتقت عبقرية الإدارة لاستعمال نفس التقنيات لترجيح كفة حزب معارض هو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية فيما يعرف بقضية "محمد حفيظ" الذي كانت له الشجاعة لفضح التزوير لصالحه ورفض المقعد البرلماني الممنوح له سنة 1997... مطلب شفافية العملية الانتخابية ما زال مطمحا شعبيا وحزبيا إلى يومنا هذا لكي يتمكن المغرب من الانخراط نهائيا في مصاف الدول الديمقراطية...

    أقل من مليون صوت لتصدر الانتخابات
    ظاهرة أخرى فريدة في النظام الانتخابي المغربي هو عدد الأصوات المحصل عليها من طرف الأحزاب وخاصة الحزب المتصدر للانتخابات... نعرف أن حق التصويت مفتوح أمام ملايين المغاربة (تقريبا 21 مليون حسب معطيات انتخابات 2015)، لكن المسجلين في اللوائح الانتخابية والمؤهلين للمشاركة في التصويت في تلك الانتخابات الجماعية كان في حدود 15 مليون مواطن ومواطنة، يشارك منهم فعليا يوم الاقتراع (8 ملايين)... وهذا رقم ضعيف مقارنة مع الغير مسجلين (7 ملايين تقريبا)، والمسجلين الممتنعين عن التصويت (7 ملايين)، زائد الأوراق البيضاء والملغاة (مليون صوت)، مما يجعل عددهم كبيرا جدا في حدود خمسة عشر مليون مواطن ومواطنة... والنتيجة أن توزيع أصوات سبعة ملايين صوت معبر عنها على أكثر من 30 حزبا تؤدي إلى بلقنة حزبية حقيقية وتمثيلية ضعيفة للأحزاب... نسوق بعض الأمثلة القليلة في غياب معطيات شاملة وكاملة، هكذا فاز حزب الأحرار بالمرتبة الأولى سنة 1993 ب 770 ألف صوتا، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سنة 1997 ب 884 ألف صوتا، وحزب الاستقلال تصدر انتخابات 2007 ب 494 ألف صوتا، وأخيرا حزب العدالة والتنمية بمليون صوتا سنة 2011...
    نسبة المشاركة والأوراق الملغاة
    رغم الغموض الذي يلف صحة أرقام نسب المشاركة في الانتخابات المغربية إلا أن المُلاَحِظ لا بد أن يَنْتَبِه إلى عزوف المواطنين الواضح من خلال هذه "الأرقام الرسمية". حيث من 62،7 بالمائة كنسبة مشاركة في انتخابات 1993، بدأ هذا الرقم في الهبوط؛ 58،3 بالمائة سنة 1997 و 51،6 بالمائة سنة 2002؛ ليسجل أدنى معدل مشاركة في تاريخ المغرب سنة 2007 بنسبة 37 بالمائة، معلنة عن دق ناقوس الخطر حول شرعية المسلسل الانتخابي وتمثيلية الأحزاب والبرلمان والحكومة لإرادة الشعب... وكانت انتخابات الربيع العربي لسنة 2011 فرصة لتحسين هذه النسبة حيث قفزت إلى 45 بالمائة ولكن يبقى بعيدا عن المبتغى... أما فيما يخص الأوراق الملغاة والبيضاء، والتي تعد هي الأخرى، تعبيرا حقيقيا عن معارضة الناخب المشارك في التصويت للعملية الانتخابية برمتها، فإن الأرقام "الرسمية" والقليلة الصادرة عن وزارة الداخلية جد معبرة، هكذا نجد أن الحزب الأول سنة 1993 كان هو الأوراق الملغاة ب 931 ألف وسنة 1997 بأكثر من مليون صوت ووصل الرقم إلى 19 بالمائة سنة 2007 وهو رقم كبير ومخيف...
    ما هو المنتظر من انتخابات السابع من أكتوبر 2016
    المنتظر يفرض نفسه من ما سبق... أولا، انتخابات شفافة بعيدا عن كل تزوير وتدخل إداري واستعمال المال الحرام؛ ثانيا، الإعلان عن النتائج (عدد الأصوات والمقاعد لكل حزب وكل دائرة) ليلة الانتخاب؛ ثالثا، فرز فرق الأغلبية والمعارضة من أحزاب متجانسة دون تدخل الإدارة؛ رابعا، الاستمرار في المنهجية الديمقراطية وتمكين الحزب المتصدر للانتخابات من تشكيل سلس للأغلبية البرلمانية والفريق الحكومي؛ خامسا، مراجعة المنظومة الانتخابية في بداية الولاية الحكومية المقبلة والتوافق حولها من طرف كل الأحزاب في الأغلبية والمعارضة، في اتجاه منظومة شفافة، واقعية وديمقراطية تساعد على المشاركة المكثفة والاختيار الحر وفرز الأحزاب ذات التمثيلية الشعبية الحقة...


    انتخابات حرة شفافة وديمقراطية، مطلب أمة وطموح شباب وشعب تواق للأفضل...
    عبدالحق الريكي

    الرباط، الجمعة 30 شتنبر 2016

  2. #2
    المغربُ غالٍ وعزيزٌ وإن جار علي بعض أهله
    بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
    سأبقى أحب المغرب وأهله رغم ما رأيت من بعضهم في زيارتي الأخيرة، فقد هالني ما قرأت، وأزعجني ما سمعت، وأذهب النوم عن عيوني ما شاهدت، إذ رأى البعض أن حضوري مهرجان انطلاق الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية تأييداً لهم، واصطفافاً معهم، ووصفه البعض بأنه تدخلٌ سافرٌ في الشؤون الداخلية للبلاد، في حين أنني تابعتُ حفل انطلاقة الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية برغبةٍ مني، وبصفتي الشخصية المحضة، إذ أنني كاتبٌ فلسطيني، لا أمثل تنظيماً ولا أنتمي إلى حزب.
    وقد صادف وجودي في المغرب بدعوةٍ كريمةٍ من المرصد المغربي لمقاومة التطبيع انطلاق أعمال الحملة الانتخابية، ولما كان اليومُ يومَ أحدٍ، وفيه تعطل الحياة العامة في المغرب، رأيت أن أحضر بصفتي الإعلامية وهويتي الشخصية المهرجان الانتخابي، حيث التزمت بصمتٍ مقاعد الإعلاميين، وجلست على منصة الأجانب المخصصة لهم، وكان إلى جواري أوروبيون وأفارقة، فرنسيون وألمان وأسبانٌ، إلى جانب إعلاميين من السنغال وموريتانيا ودول أفريقية عدةٍ، جلست معهم بصمتٍ، واستمعت إلى بعض ما قيل باللغة العربية الفصحى، ووجمت عاجزاً عن الفهم عند الحديث بالدارجة المغربية.
    لكن بعض الأقلام المغربية التي لا أستطيع وصفها سوى أنها أخطأت وجانبت الصواب، واختلقت وافترت أحياناً بقصد توظيف مشاركتي العادية في معركتهم الانتخابية، كتبت بغير إنصافٍ، وروت من غير دليلٍ، أنني كنت في المنصة الرئيسة، وفي الصفوف الأولى للحضور، وأنني قد جئت خصيصاً للمشاركة في أعمال المهرجان، وأنني خبيرٌ في الإعلام الإليكتروني وإدارة الحملات الانتخابية، وأنني هنا في المغرب لأشرف على تأطير وتدريب الكوادر والطاقات الإعلامية المختلفة لحزب العدالة والتنمية.
    إنني هنا إذ أخاطب المغرب كله الذي أحب وأقدر وأجل، أؤكد بأنني حضرت المهرجان الانتخابي بداعي الكتابة الإعلامية، والمساهمة بالقلم عن التجربة الديمقراطية، وقد كان من الممكن أن أحضر مهرجاناتٍ أخرى لأحزابٍ وقوى أخرى غير العدالة والتنمية، لكن المهاترات الإعلامية التي صدرت بغير حق، وانتشرت بغير وعيٍ وتقديرٍ وطنيٍ وقومي، صدتني عن المواصلة، ومنعتني من الاستفادة، علماً أنني شعرت مما قرأت بكثيرٍ من الحزن والأسى، والضيق والألم، فأنا لست إلا كاتباً فلسطينياً عربياً مستقلاً، أحب المغرب فزاره، وقد تلقيت دعوةً كريمةً من المرصد المغربي لمقاومة التطبيع، الذي عرفت رئيسه ناشطاً حقوقياً يسارياً وحدوياً، وقد جذبتني مداخلاته القوية الصادقة، التي كان يجلجل بها بمواقفه الوحدية في المؤتمرات والندوات العربية في بيروت والجزائر وتونس والرباط والدار البيضاء، وهو المعروف بزهده، والمشهور بصدقه، فلبيتُ دعوته سعيداً راضياً وأنا الإسلامي الفكر والثقافة والانتماء والتربية، إلا أن ما يجمعني به كثير وما يشجعني على العمل معه أكثر، إلا أن المرصد قد أجل مؤتمره لما بعد الانتخابات التشريعية، الذي آمل أن أعود عند انعقاده في موعده الجديد فأشاركهم أعماله.
    وهنا أؤكد أن كل ما جاء على لسان بعض الإعلاميين بحقي، وما سطرته بعض وسائل الإعلام الإليكترونية، هو محض كذبٍ وافتراءٍ لا أساس له من الصحةِ، إذ ما عملت يوماً في مؤسسةٍ إعلاميةٍ بريطانية، ولا تعاونت مع معالي الوزير مصطفى الخلفي، ولم تربطني به يوماً علاقة عملٍ، وإن كان يشرفني ذلك لو كان، ولم أتقاضَ على ما أكتب من الخلفي فلساً واحداً، الأمر الذي يجعلني أصنف ما جاء على لسان بعض الإعلاميين بأنه تجديفٌ واتهامٌ، وتشويهٌ وإساءةٌ، يلزم من قاموا به بالاعتذار والتوضيح، احتراماً لمهنتهم، وإنصافاً للحقيقة التي من أجلها يعملون.
    رغم ذلك كله، سأبقى أحب المغرب وشعبه، وأحترمُ ملكه وأهله، وأتمسك بوحدة ترابه واتحاد أطرافه واستقلال قراره وسيادة دستوره، وأعشق أرضه وأهيم في فضائه، وأغوص في أعماقه، وأتأمل في تاريخه ومعالمه، وأقف على انتصاراته ومعاركه، وأجول في مدنه العريقة، وأريافه البعيدة، فأستجمُ على شواطئها ذات البهاء، وأمضي في السهول الخضراء، وأتسلق الجبال الغراء، وتسمو روحي وتزكو نفسي فيه إذا زرت الصحراء، وعشت في البادية، وتنعمت بالطهر والبراءة، والصدق والبساطة، وأحدق بعيني في بحره ومحيطه، وأمتع ناظري بسحره وجماله، وأتغنى بأمجاده وأبطاله، وأستدعي من التاريخ القديم والحديث رجاله، وأرفع الرأس عالياً وأنا أتذكر صفحاته الناصعة وأيامه الخالدة، فمنه سطعت يوماً شمسنا العربية، وانطلقت ثقافتنا الإسلامية، وأنارت الكون بعلومها، وأخرجت أوروبا من دياجيرها.
    سأبقى أحب المغرب كله، بكل ألوانه وأطيافه، وتياراته واتجاهاته، وولاءاته وانتماءاته، وأشكاله وأسماله، ولهجاته ولسانه، فلا أفرق فيهم ولا أميز بينهم بين يساريٍ واشتراكي، ولا بين قوميٍ وإسلامي، أو مستقلٍ برأيه حرٌ، أو مخالفٍ في فكره وغريبٍ في طباعه، فقد والله رأيتُ في المغاربة جميعاً أهلي، وعرفت فيهم شعبي، وانسجمت معهم نفسي، واختلطت فيهم أنفاسي، فما شعرت بينهم بغربة، ولا أحسست معهم بوحشة، ولا شكوت منهم جفوة، ولا استنكرت فيهم قسوة، ولا عاملني أحدٌ منهم بغلظة، ولا تعالى علي بوطنه، ولا رفع علي صوته بسلطته، ولا استغل غربتي في بلاده، ولا قصر عن قدرةٍ في مساعدتي، ولا تأخر عن إكرامي وإسعادي، بل كانت البسمة تسبقهم، والبشاشة تدفعهم.
    سأبقى أحب المغرب وأهله، وسأحافظ على صوري الجميلة فيه، وذكرياتي الحلوة مع أهله، وأحاديثي الشيقة معهم، وصلواتي الخاشعة في مساجدهم، وسهراتي الممتعة في مقاهيهم، واستمتاعي بشهي طعامهم ولذيذ مأكولاتهم، وسأبقي على علاقاتي الطيبة مع أبنائه، وصلاتي الوثيقة مع مثقفيه وباحثيه، وناشطيه ورياديه، فما عرفت هذه البلاد إلا طيبةً كريمةً، سموحةً لطيفةً، أحببتها قبل أن أزورها، وعشقتها يوم أن دخلتها لأول مرةٍ قبل أكثر من عشرين عاماً، وما زلت أحرص على زيارتها، وأسعى ألا يطول غيابي عنها، فشوقي إليها كلما طال البعاد إليها يزداد.
    سأبقى أقدر المغرب وأحترمه وأهله، وأحفظ فضله وأذكر دوره، فما عرفت فيه يوماً سوى الخير، وما لمست في أهله سوى الحب، فهم يحبون فلسطين رغم بعدها، ويعشقونها رغم احتلالها، ويتوقون إليها رغم صعوبة الوصول إليها، ويساهمون في مقاومتها رغم فقرهم، ويهبون لنجدتها رغم حاجتهم، وينظمون صفوفهم لنصرة أهلها وإعمار ما دمره العدوان من بيوتهم رغم قسوة ظروفهم، وقلة ذات اليد بينهم، إلا أنهم من أجل فلسطين يضحون، وفي سبيلها يتنازلون، ومن أجلها يتفقون، فيقدمونها على أي حدث، ويؤثرونها على أنفسهم، ولا يترددون في أن تكون لها الصدارة دوماً، والمكانة العالية الجليلة أبداً.
    وفي هذا المقام أذكر إخواني وأهلي المغاربة، أنني كتبت عن المغرب وأهله أكثر من ثلاثين مقالاً، تناولت فيه جوانب كثيرة وعديدة، شكرتهم فيها على حبهم فلسطين وتعلقهم بها، وأشدت بمواقفهم معنا وانتصارهم لنا، ومساندتهم لقضيتنا، وتحدثت أكثر عن تجربة المصالحة والإنصاف المغربية، وحاولت الاستجابة من تجربتها في معالجة الأزمة الفلسطينية، ورأب الصدع الكبير بين فصائلنا وقوانا المقاومة، وما كتبت عن المغرب إلا حباً، وما سطرت إلا يقيناً، وما وصفت إلا صدقاً، وما أشدت إلا حقاً، وما انتظرت مما أكتب من أحدٍ شكراً أو أجراً، وسأكتب عن المغرب العزيز الكثير والجديد انتصاراً له وتأييداً لقضاياه، وشكراً وعرفاناً له، مهما تطاول علي بعض أبنائه كذباً، أو افترى علي بهتاناً، وحاول استغلال وجودي لتوظيفه في معارك داخلية، وحساباتٍ انتخابية ضيقة.
    حمى الله المغرب وأهله، وصانه وشعبه، ومكنه من استعادة وحدة ترابه الوطني، وفرض سيادته على كل وطنه، ومكن مواطنيه من العيش الكريم، وهيأ لهم الرزق الطيب والبيت الواسع والحياة الهانئة، ورزقهم الأمن والأمان، والسلامة والطمأنينة والأمان، وحقق لهم ما تصبو نفوسهم، وما تتمنى قلوبهم.
    الرباط في 28/9/2016

  3. #3
    شكراً لك أخي عبد القادر على هذه المعلومات التفصيلية حول الانتخابات , لك التحية .

المواضيع المتشابهه

  1. من كتب التراجم المغربية الهامة
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-21-2014, 05:51 AM
  2. الانتخابات الأردنية
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-24-2013, 07:29 AM
  3. الانتخابات المغربية
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-16-2011, 01:54 PM
  4. شكر خاص لجريدة الوطن المغربية
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-13-2011, 04:16 PM
  5. المخلفات الإلكترونية حقائق وأرقام
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان التقني العام.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-27-2010, 07:48 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •