الأخت الكريمة رغد قصاب
موضوعي ليس مختص بعلم الأنساب مع احترامي للجميع وليتني كنت مختص بذلك أو مهتم كنت قدمت لكم إجابات شافية، موضوعي له علاقة بإثبات عدم صحة أنساب التوراة المحرفة لجميع الأجناس البشرية لما أصبح يشكله من خطورة على وطننا وأمتنا بعد أن بلغ العلو والإفساد الإسرائيلي مبلغه وسخر العالم لخدمتهم على أنهم هم (شعب الله المختار) وزعمهم أنهم عرق نقي لم يختلط بأي عرق آخر طوال ألاف السنين من بعد الطوفان وأنهم ينتمون إلى الشخصية المزعومو (سام بن نوح) الذي وعده الرب بالسيادة العالمية هو ونسله من بعده!
ولكن دعوني أقرب لكم أهمية ومدى حفظ العرب لصحة أنسابهم إلى الآن من خلال تجربة خاصة بعائلتنا آل إنشاصي في فلسطين سأقصها هنا قد نخلص منها بفائدة عن أهمية علم الأنساب إضافة إلى ما سبق أن أوضحته من حث الرسول على التواصل بين الأرحام وأنه سبباً في سعة الرزق وطول العمر وكذلك التعارف بين الناس:
هناك ستة أخوة أيام استعباد محمد علي وأبنائه لسكان مصرواشتد ذلك الاستعباد سنوات حفر قناة السويس هاجروا من أنشاص إلى فلسطين وتوزعوا في عدة مدن فلسطينية وحتى لا يضيع أصلهم ولا يعرف أحفادهم صلتهم ببعض وبموطنهم الذي جاءوا منه اتفقوا أن يرووا القصة لأبنائهم وأحفادهم وأن تتوارثها الأجيال ليتواصلوا بأهلهم وأقاربهم وبقية العائلة في مصر.
ومن ضمن ما علمناه من أجدادنا وكانت جدتي تقول لنا ونحن صغار: أن عائلتنا من بيت النبوة! ولم نكن نفهم أو ندرك ذلك المعنى. وفعلاً قبل هزيمة عام 1967 سافر أعمام لي من غزة إلى أنشاص وتعرفوا على العائلة والأقارب وحصلوا على مشجرة العائلة وجدنا منها وبقي التواصل بينهم. والآن بعد أن تم جمع شمل العائلة كما سيأتِ علمنا أيضاَ أن أحد الأحفاد من العائلة ممن هاجروا إلى لبنان بعد النكبة عام 1948 ذهب إلى أنشاص وتعرف عليهم وأنه بقِ على اتصال بهم.
وكبرنا والقليل من أبناء العائلة الممتدة في عدة أقطار عربية بعد الهجرة اهتم بهذا الأمر ولكن هناك لثلاثة تقريباً اثنان من أحفاد من هاجر إلى غزة وواحد وهو أصغرهم مازال في بداية اللاثينات من عمره اهتموا بالتواصل بالعائلة ومحاولة التأكد من صحة نسب العائلة إلى آل البيت. والأخير سمع مثلما سمعنا من جدته نفس العبارة "نحن من بيت النبوة) فاهتم أكثر شيء بمعرفة مدة صحة ذلك وسعى لتحري صحة النسب كما أمر الرسول صلَ الله عليه وعلى آله وسلم!
وفي 10 سنوات تقريباً استطاع ليس فقط أن يصل إلى سلسلة النسب الممتدة إلى الحسين بن علي بن أبي طالب فقط وتصحيح ذلك النسب الذي تسرع أحد الثلاثة في نشره قبل التأكد من صحته يقيناً ونشرته أنا في المنتدى بل وجمع 43 فرع للعائلة (ومازال يبحث عن فروع أخرى) خرجوا من أنشاص التي أسسها جدنا الأول الذي قدم من العراق إلى مصر قبل أربعة قرون وهو العباس الحداد وله مقام فيها إلى الآن في عدة مدن وقرى وبلدات مصرية من الشرقية إلى الصعيد وفي فلسطين والأردن وسوريا ولبنان.
وأنشأ منتدى على الفيس مغلق للعائلة يشارك فيه كل تلك الفروع وحصل على مشجرة العائلة وعلى شهادة من نقابة السادة وألأشراف في القاهرة أن آل الأنشاصي أبناء العباس الحداد هم من آل البيت ويمتد نسبهم إلى الحسين بن علي وحصل على الوثائق التي اعتمدت النقابة عليها في إثبات صحة النسب! وعاد التواصل عبر الفيس والبرامج الأخرى بين كثير من أبناء العائلة والتزاور بينهم في نفس الأقطار بعد أن كانوا لا يعرفون بعضهم ومن يزور مصر الآن يذهب لزيارة الفروع المتعددة في نوحي مصر ....
أرجو أن أكون قربت نوعاً ما أهمية معرفة الأنساب والحفاظ عليها وأجبت على الشطر الثاني من سؤال الأخت رغد وعلى سؤال الأخ الكريم أسامة الحموي الذي يشرفني حضوره هنا:
بأننا نفيد التعارف والتواصل والتراحم والوحدة فوحدة الأمة تبدأ من الأسرة والعائلة ونفيد التكافل الاجتماعي والتزاوج بين أبناء وفروع العائلة نفيد التماسك في الأزمات والملمات نفيد الكثير الذي نحن في أمس الحاجة له في زمن العولمة والفوضى الخلاقة والتمزق والتفكك والانحلال .. نفيد ونفيد الكثير ولا نكون كما قال عمر ابن الخطاب كالأعاجم إذا سألته عن نسبه قال لك من المدينة الفلانية أو القرية الفلانية فلا يعرف له أباً أو جداً أو عائلة ينتمي إليها ويعتز وتعتز به
تحياتي