العالم كله في أوروبا أو في آسيا أو في الأمريكيتين , سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهود , هم في غفلة عما تخطط له الصهيونية العالمية , هذا الاسم المستحدث , والذي لم يكن يعرف في العصور الغابرة , لكنه هو هو المتمثل بالدين اليهودي عقيدة وعملاً , كوجهي العملة , فلا فرق بين وجه ووجه , لأن اليهود بالمفهوم العام وهم بنو إسرائيل بالوجه الخاص , لهم عقيدة لا ولن يتخلوا عنها , عقيدة العداء المستمر , والتخطيط الاستراتيجي لمسيرتهم والعمل على تنفيذها ولو انتظروا ملايين السنين , هذا العداء ليس للفلسطينين وحدهم , ولا للعرب , بل هو عداء لكل من هو غير يهودي , فنلاحظ أن أسماء القرى التي سكنها اليهود قديماً والأراضي التي فلحوها وزرعوها وضعوا لها خرائط دقيقة لكي يبرهنوا للعالم بأنهم أصحاب حق في البلاد التي سكنوها , فهم سكنوا في معظم المساحة العربية , ولذلك كتبوا ( حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل ) هكذا يؤمن اليهود . ولو كانت هذه القاعدة سليمة المبنى والمعنى , فلماذا لا يكتب المسيحيون , ( حدودك يا يسوع من أمريكا إلى موسكو ونيو دلهي ) , ولماذا لا يكتب المسلمون ( حدودك يا مسلم , كل الكرة الأرضية , لأن الإسلام منتشر في كل بقاع الأرض )
ولكن , نعم نستدرك كلمة ـ ولكن ـ من هم اليهود ؟ هل اليهود هم من آمنوا بالديانة اليهودية , أم هم بنو إسرائل من عرق واحد ؟ وأنا أقول بثقافتي المحدودة , بأن اليهودية كدين , ومعهم بنو إسرائيل كشعب , لا ولن يفلحوا في مخططاتهم , ولو دامت المخططات لفرعون لدامت لهم أفكارهم المزعومة .

إن العالم كله , كما قلت في بداية المقال , هم في غفلة . هم يلهثون وراء الدولار فقط , ولا يفكرون أن الصهيونية تخطط لابتلاعهم في أمريكا وأوروبا بل في كل مكان , والذين يعرفون خطر الصهيونية هم الكتاب والأدباء فقط , وأما السيطرة العلمية والسياسية هي للصهيونية , والتي جرَّت معها ( الماسونية ) الثرية , بتنظيم خبيث يقصد منه سيطرة الصهيونية اليهودية على العالم , وبه يتحقق قول الله سبحانه ( سيعلون علواً كبيرا ) .
نعم الناس وحكامنا في غفلة عما يدور من خلف الكواليس, فلا محمود عباس , ولا غيره ممن يتهاونون بمثل هذه المخططات, يستطيعون أن يحركوا ساكنا أمام الهجمة الصهيونية الظالمة .
نعم , إن البقاء للأقوى , والقوي هو الذي يحتل الأرض , وكما قال الشاعر ( أرض توارثها شعوب , وكل من حلّها محروب ) والأرض وسكان الأرض يبقون في خطر الغزاة إلى أن يأتي من هو الأقوى فيحتل ويستعمر ويسبي ويهجّر من هم على الأرض .
إن بني إسرائيل لم تتأهل لبناء دولة تستقر بها لقرون لحد هذا اليوم , فلم يثبت تاريخياً أن اليهودية تجمعت في دولة ودامت قروناً سوى مرة واحدة في تاريخها , ودامت ( 150 ) سنة في فلسطين , أرض كنعان العربية , إلى أن انقسمت على نفسها ثم سباها نبوخذنصر إلى بابل , وأمرهم بإطالة شعورهم وسوالفهم , ليعرف اليهودي من غير اليهودي , وما لبث أن أعادهم قورش الفارسي , وها هم الآن لم يستقروا في فلسطين كدولة آمنة , بل يزعزها الخطر من كل جانب , والحاخامات أنفسهم يعرفون هذا الخطر المحيط باليهود , ومهما حاولوا لصناعة الأمن فلم يفرحوا به ما دام على الأرض فلسطيني واحد يطالب بأرضه .
كلمات ارتجالية بلا مراجع ولا مصادر , والحديث يطول , وأشكر الأخ الباحث مصطفى انشاصي على أبحاثه التي هي من صميم الواقع الذي نعيش, تحياتي
غالب الغول