لم تكن الكتابة عن العفيف الأخضر على قائمة اهتماماتى قبل أيام. لقد كنت أقرأ عنه بطبيعة الحال، لكنه لم يكن يحتل مكانا ظاهرا فى وعيى الفكرى. كان فى الخلفية. وأذكر أنهم شرعوا يسوّقونه منذ بضعة عشر عاما للكتابة فى صحيفة قطرية، ولعله كتب المقالة الأولى، وكانت عنيفة ضد الإسلام إن لم تخنى الذاكرة، فلم يعاودوا نشر شىء له وأنا هناك... وظل الوضع على هذا النحو إلى أن بدأت أقرأ كتاب الصديق أ. طارق منينة عن "أقطاب العلمانية"، فكنت أطالع جملة هنا، وفقرة هناك، مما دفعنى إلى الاستغراب من حال الأستاذ منينة، فهو رجل متغرب فى هولندة، ويكدح وراء لقمة العيش، وليس لعمله صلة بالقراءة ولا بالكتابة، وأظن تخصصه لا يشجعه على الكتابة فى مثل هذا الموضوع، فضلا عن أن يجىء ما يكتبه بهذا الحجم الذى بلغ سبعمائة صفحة. وشعرت بالإعجاب به، وتمنيت لو أنه أحسن النحو والصرف قليلا. إذن لصارت كتاباته أفضل وأجمل مع فضلها وجمالها الحالى. ودفعنى الأمر أيضا إلى الاهتمام بالعفيف الأخضر لتكرر ذكره فى الفقرات التى قرأتها من كتاب أ. منينة، ووجدت نفسى أعكف على تنزيل كل ما وجدته له على المشباك، ومنه حوار مسبق عن كتابه عن النبى محمد عليه الصلاة والسلام. فوقفت أمام ذلك الحوار لأجد أن فيه كل شىء تقريبا، وإن كان على نحو مختصر. فقام فى نفسى أن أعكف على الحوار وأدرس كل ما جاء فيه من آراء ذلك الكلب المسعور، الذى لم أكن أصدق عينى وأنا أمضى فى القراءة لتخطيه كل الحدود التى يفرضها لا أقول: الإيمان بالرسول ، بل الذوق واللياقة ومراعاة شعور المسلمين من حوله. وبدأت أكتب تحليلى وردودى على كلامه الوسخ مثله، وأنا مستعجب من هذا التطبيل والتزمير من أجله وكأنه فاتح عكا فى حين أنه محدود الثقافة والفهم، وإن كان طويل اللسان زفره، عريض الدعوى كاذبها. فالشكر إذن، بعد الله، للزميل المشرف على تلك الصفحة، فلولا هو وما كتبه عن العفيف رغم أنى لم أقرأ من كتابه كله سوى فقرات قليلة ما فكرت أن أضع هذا الكتاب، الذى ظننت فى البداية أنه لن يكون أكثر من مقال فى نحو ثلاثين صفحة، لكنه طال حتى تجاوز الـ150. شكرا مرة أخرى لطارق منينة.وإلى الأصدقاء الكرام رابط المقال المذكور: -http://vb.tafsir.net/tafsir48750/#.V8m4Y_l97Dc