واذا ما بحثنا عن السبب نجد أنه يعود الى تبنيهم للمنهج العلماني في الكتابة وليس المنهج القراني. وذلك لأنهم افتقدوا لفهم وادراك الفارق بين المنهجية والخطاب القراني الذي وضع خطوط عامة لحقيقة وأبعاد صراع الأمة مع اليهود والنصارى تشكل رؤية الهية للمسلم لفهم ذلك العداء اليهودي النصراني بحسب كل مرحلة من مراحل التاريخ ومن خلال قراءة للواقع وفهمه في ضوء المفاهيم القرانية العامة التي وردت في القران الكريم وتتعلق بتنظيم العلاقة بين المسلمين وأهل الكتاب.
أصبت أخي الحبيب مصطفى وصدقت ، فهذا هو بيت القصيد ؛ فعدم الانطلاق من تصوّر فكريّ إسلاميّ صافٍ أصيل في تحليل الواقع وملابساته يوقع في الزلل ، ورحم الله ابن خلدون حين قال في تفسيره لقوله تعالى :( ثمّ جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون ) : أي ( كيفية إنزال أحكام الشريعة على وقائع الاجتماع ) فذا يتطلب بسطة في العلم ورسوخاً في الفهم ، وتحرّزاً من الانزلاق في ترّهات الروايات الإسرائيليّة ، أو الانجرار إلى ضحالة الطروحات التي تنطوي عليها الأيدولوجيات العلمانيّة .