"فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون"-(غافر)
هشــام الخـانياتبع الجبار العظيم الآية أعلاه بقوله: "رفيع الدرجات يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق*يوم هم بارزون لايخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار"-(غافر).نعم أيها المؤمنون.. إنها ساعات يفوق الاستثمار فيها والطلب من الله الدنيا بما حوت. وإن القهار المهيمن قادر على كل شيء. ولئن استجاب لكم فإنه يقذف على الأرض برمتها من حقه على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق. وإن الخلق كلهم تحت مشيئة ربهم إن شاء أذهبهم وأتى بخلق جديد. فلا بأس أمام بأسه، ولاقبل لقوة بمواجهة الحق.
ان الكافرين يكرهون الإخلاص لله في الدين. ويحسدون المؤمنين على ما آتاهم من فضله. وإن الذي يستجيب الدعاء هو في موضع الرفعة درجة ومقاما وقدرا. اما رحمته فهي التي وسعت كل شيء. وإن من يلقي الروح على من يشاء من عباده هو ذاته (جل وعلا) يلقي في قلوب الذين كفروا الرعب. وإن موقفنا أمام العزيز الحكيم هو موقف المكشوف الذي لايخفى على الله منه شيء في يوم ليس لاحد فيه الملك إلا لله الواحد القهار.
ألا فلتدعوا الله ملحين متشبثين بعتبات الرحمة مع أمل في الإجابة في ساعات لايقنط فيها من رحمة الله واستجابته إلا القوم الكافرون. فربكم قريب يجيب دعوة الداع إذا دعاه. وانه في هذا اليوم يدنو (بجلال عظمته) من أهل الموقف ليسنجيب لهم، ويباهي بهم جنده وملائكته وهو غني عنهم وعن سائر العالمين. فسبحانه من رحمن رحيم تفضل بالدنو على اهل عرفة يقول لهم: انتم لبيتموني وأنا سألبيكم. وياطوبى لمن لبى الله فلباه. وإن تلبية الله بالدعاء والعمل الصالح من أي مكان تستوجب تلبيته (جل وعلا) بالاستجابة ﻷنه لطيف ودود كريم قريب في عرفة وغير عرفة. فإن لم ندعه اليوم والبأس يحاصرنا تداعيا من كل الأمم .. فمتى ندعوه؟ وكيف نؤمل الفرج؟