أخي الفاضل عبد الرحيم محمود حفظه الله تعالى
أنا لم أوازن من حيث القيمة العامة فالأب والأم الأصل ولكنني قارنت بينهما من حيث وجوب أولوية الطاعة بعد الزواج بالنسبة للبنت وهي مطروحة في جميع كتب الفقه ، والزوج أولى بالطاعة إن لم تخالف أوامره حكم الشريعة وقد ذكرت ذلك في المشاركة رقم 4 . حرصاً على الزوجة وطلباً لفقهها حين يأتيها طلبان متعارضان من الأب والزوج فأيهما له الأولوية والزمن لا يستغرق إلا تنفيذ واحد منهما. بلا شك وباتفاق الفقهاء أن أمر الزوج هو الذي ينفذ.
ثم إن الدخول في جنة الرجل يكون مع أزواجه وليس مع أبيه أو أمه لاكتمال السعادة وإنما هناك تزاور مع الوالدين وباقي الأحباب والأقارب.
وقد جرت المقارنة بين منزلة الأم والأب في حديث من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك ... ثم أمك... ثم أمك ثم أبوك.
وهل في ذلك إنكار لفضل الأبوة وهو الأصل وعمود البيت ومورد المعيشة ولكن بالمقارنة مع جهد الحمل وخطورة المخاض كانت الأولوية للأم. ولا يعني ذلك إنكار فضل الأب ( فأعط كل ذي حق حقه).
إن معرفة الأولوية تبطل الحيرة لو طلب الأبوان أمراً من الإبن في الوقت ذاته وليس لديه وقت إلا لتلبية أحدهما فعليه أن يختار تلبية الأم لأنها الأضعف والأقرب والأكثر عناء في حمله وتربيته. ولا ينقص هذا من قدر الأب.
لقد حاولت فهم هذه الأولوية بالنسبة للبنت بعد الزواج ، وفي هذه الأولوية للزوج ديمومة البيت الأسري الجديد. بقصد حفظ كيان الأسرة الجديدة .. وهكذا
الخلاصة :
الأولوية بالنسبة للأبناء عموماً : الأم قبل الأب
الأولوية للبنت المتزوجة : الزوج ثم الأم ثم الأب
ولا ننس أن الزوج هو أب لأولاد هذه الزوجة.
هي مجرد تدبر الحكمة من هذه الأولوية لتعرف الزوجة حق الزوج عليها ، وقد بينت ذلك في الأحاديث الشريفة.
وإليك هذا الحديث الشريف :
عَنْ عَائشَة قَالَتْ: سَأَلْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أَيُّ النَّاس أَعْظَمُ حَقًا عَلَى المَرْأَةِ ؟ قَالَ: «زَوْجُهَا ».
قُلْتُ: فَأَيُّ النَّاس أَعْظَمُ حَقـًا عَلى الرَّجُلِ ؟ قَالَ: أُمَّهُ .
شكراً للمشاركة وجزاك الله خيراً