التدوير في توازن مصراعي البيت الشعري العمودي

يمتاز الشعر العمودي بوجود مصراعين لكل بيت ويحتوي كل مصراع أوزاناً محددة حسب البحر. ويجب المحافظة على هذه الأوزان كما وردت في علم العروض ( مع إمكانية استعمال جوازات التفعيلات) ، ولا يعتمد الشطر على عدد كلمات محددة في كل شطر بل قد يختلف عدد الكلمات بين الشطرين في البيت الواحد ولكن تبقى الأوزان ثابتة .
وقد يزيد عدد حروف الكلمة المطلوبة لتفعيلة عروض الشعر عن حاجتها فتدور الكلمة إلى التفعيلة الأولى من الشطر الثاني على أن يقبل وزنها الباقي من هذه الكلمة.
فالتدوير هو اشتراك عروض الشطر الأول والتفعيلة الأولى من الشطر الثاني بكلمة واحدة مشتركة رابطة بين الشطرين.
فالمسألة في التدوير هدفها المحافظة على أوزان التفعيلات في الشطرين والمعنى الذي يريده الشاعر في الوقت نفسه.
وفي كتابة الشطرين يكتب كل جزء من الكلمة مع ما يتناسب منها من وزن الشطر بشكل صحيح . وليست المسألة شكلية بل ضرورية لضبط الأوزان كتابة -ةدون تقطيع - في كل شطر .
مثال : لأبي العلاء المعري على وزن الخفيف : فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن

خفِّفِ الوطءَ ما أظنُّ أديمَ الـ ... أرضِ إلاّ منْ هذهِ الأجسادِ
/*//*/*//*//*///*/* ..... /*//*/*/*/*//*/*/*/*

فنلاحظ أن كلمة الـ أرض المشتركة بين الشطرين وزعت بين نهاية عروض الشطر الأول ( احتاج وزنها إلى سبب) وترك الباقي منها محققاً جزءاً من التفعيلة الأولى في الشطر الثاني.
وكما لا حظنا في الكتابة أن (الـ) ألحقت بالشطر الأول لحاجته لها لاستكمال الوزن المناسب للشطر . ولا يجوز كتابتها مع الشطر الثاني لأن ذلك يخل بميزان الشطرين . ( لاتوزع الكلمة المدورة بين الشطرين بالتساوي بل بما يحتاجه الوزن من كل شطر).
ولذلك تختلف كتابة الشعر العمودي عن كتابة الشعر الحر الذي يحافظ على الكلمات في السطر الواحد وإذا احتاج للتدوير فإنه يدور التفعيلة الأخيرة إلى السطر التالي.
فالتدوير في الشعر العمودي في الكلمات بين الشطرين بما يحقق ثبات الأوزان. بينما التدوير في الشعر الحر يكون للتفعيلات بما يحقق موسيقى المعنى في كل سطر.
أرجو أن يكون في ذلك فائدة.