اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور ضياء الدين الجماس مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
والحُرُّ كالشمْعِ اللطيفِ قِوامه = باللين دونَ أذيَّـة يتقوَّم
مخُّ العنيد كضلعه مُتقَوِّس= إن رُمْتَ تقويماً له يتكدَّم
ما كلُّ مُعْوَجٍ يُقَوَّم صُلْبُه = بعض العظام بدائها تتهشَّم
والعقل أولى بالسلامة ينعَم = فَدعِ العقول بنورها تتنعَّم
الحر الذي امتلك إرادته وأخضعها لعقله السليم، فهذا الصنف سهل التقويم إذا كان فيه عوج ويكون تقويمه بلا أذى .
وأما العنيذ المصرّ على رأيه فلا يُجادل ولا يُقوَّم فتقويمه فاشل وقد يتهشم ، مثل الأضلاع المعوجة لو قومتها فقد تكسرها أو تهشمها ، والحل بتليينه إذا دخله نور الإيمان . وكثير من العظام تتهشم تلقائياً إذا أصيبت بداء هشاشة العظام ولذلك تأتي الحكمة أنه ليس كل معوج يقوم ، ولذلك لابد من حكمة من يقوم على التقويم في اختيار الشخص ودراسته واختيار طريقة التقويم وزمانها ومكانها.
ثم يأتي الختام بإظهار أهمية العقل في حياة الإنسان ولذلك يجب الاهتمام بهذا العقل لكي ينعم صاحبه بمعرفة ربه والتقرب إليه. وبعد ذلك دع هذا العقل لا تخش عليه فقد عرف الله تعالى حافظه وواقيه.