الأديبة الناقدة الشاعرة الكريمة نورا.
الحمد لله تعالى أن وجدت من يتوقف ناقداً متأملا في شعر الحكمة، وهذا ما يثري القصيدة ويوضح بعض خفاياها لتكون واضحة الدلالة للجميع.-
لعل هذه القصيدة معارضة لقصيدة أخي الشاعر لحسن عسيلة في البحر والقافية دون المضمون.
http://www.rabitat-alwaha.net/moltaq...ad.php?t=76461
وما أثارني في قصيدته الفكرة الدارجة عند بعض الشعراء عندما يفتخر بشعره يقول بأن الشطر أو البيت عنده يعادل كذا وكذا من أبيات الشعراء وقصائدهم ، مع أن الكلام لايقاس وزناً وقيمة بصورة صياغته الشعرية ولكن بوزن قيمة مضمونه. ولذلك فإن كلمة التوحيد الصادقة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله) سترجح في الميزان يوم الحساب على ملايين الكتب والأشعار.
وأما باقي استفساراتك في القصيدة فأبين لك ما قصدته كما يلي:
1- أردت من مطلع القصيدة أن يكون الإنسان الحكيم آسراً للسانه متحكماً بحروفه ويجعلها كالعبد المطيع له وليس العكس أن تكون حرة بلا رقابة فتنفلت منه وبذلك يكون هوعبدا لها . ومن هذه الفكرة نبعت صورة البيت :
وعبدي كؤود بشعر الهوى = ولكن بشعر السماء يطير
فعبدي هنا كناية عن لساني أو حرف قصيدي ، وهنا أردت الاعتراف بانني كؤؤد بشعر الغزل والحب المثير للشهوات ولكن شعري المتعلق بشعر أحكام السماء حر طليق متمكن إن شاء الله تعالى.
وإنْ رمت مدحاً فكن صادقاً = فلا يستحقُّ المديح حقير
وإياك من مدح نفسٍ لترضى = ومدحِ الملوك ولو باليسير
البيت الأول يبين أن المدح الصادق مطلوب ، ولذلك يدخل مدح الملك العادل وغيره ممن يستحق المدح بصدق في هذا البيت ويبقى المدح المذموم مدح النفس وذوي السلطان كذباً وزوراً للتقرب أو الانتفاع.
وإياك حرفاً يثير الهوى = فيرديك ناراً كموج السعير
هنا تحذير من الشعر بل كل كلام يثير هوى النفس الذي يردي في غضب الله تعالى.
ويا شاعرَ الحب مهلا وحاذر= فشعرُ الهوى من رياح الغَرور
وهنا تحذير مخصص لمن يتخصص بشعر الغزل فسيتعرض لرياح الشيطان التي تتدرج به صعوداً لترديه في الهاوية.
وبسملْ إذا رمت شعراً طهوراً = لينبعَ دفقاً كنهر غزير
وهنا نصيحة لكل شاعر يريد صياغة قصيدة أن يبدأها ببسم الله الرحمن الرحيم لآن هذه البداية ستطرد شيطان شعره ليحل محله إلهام ملاك الشعر فينجو من الزلل . وكم تساءلت لماذا لا يبدأ الشعراء قصائدهم بالبسملة ؟ هل لأنهم سيخجلون أمام ضمائرهم مما يقولون؟
لعل في هذه العجالة إيضاح لتساؤلاتك المحقة أيتها الناقدة الكريمة. وأنت بهذا مشاركة بالأجر.
لقد ضممت هذه القصيدة إلى أشعار الحكمة من أشعاري
أرجو الله تعالى أن يتقبلها من صالح التناصح مع الأخوة الشعراء.
وجزاكم الله خيراً