خواطر الأبناء عن الأباء (1)
تقول زينب الرافعي عن والدها (مصطفى صادق الرافعي) :
كان أبي ملهمًا، لا في أدبه فقط بل في كل نواحي حياته الأخرى. ولقد تنبأ بدنو وفاته وهو سليم معافى، فصحت نبوءته!
وكثيرًا ما كان يشترك في أحاديثنا العائلية، كأنما يسمعها، برغم الصمم الذي كان يشكوه.
فقد حدث يومًا ونحن نتناول الطعام في منزلنا بطنطا، أن دار الحديث حول اختيار المصيف الذي نصطاف فيه في ذلك العام، وراح كل منا يدلي برأيه، وإذا بوالدنا يقترح علينا قائلًا: «خير لكم أن تصطافوا في الاسكندرية«.
أما أدبه فهو ثمرة الموهبة النادرة مع البحث المنظم المتواصل و الإطلاع الغزير. وعنه ورثت الصبر و الجلد، و الشغف بالأدب القديم الرصين. وما تزال نصيحته لي باجتناب المظاهر و العمل لذات العمل، ترن في سمعي، فأعمل بها مطمئنة راضية البال.اهـ
من مقال بعنوان (أبناء يتحدثون عن أبائهم الأدباء)
مجلة الاثنين و الدنيا(كانت تصدرها دار الهلال) بتاريخ 11 / 11 / 1940م.صـ 16.