أمي الحبيبة :
ما زلت كلما دخلت إلى البيت أحس بأني أراكِ . . .
ما زلت يا أمي أرى وجهك الضاحك البسام في جنبات البيت . . . ومازلت أسمع رنين صوتك بين ثناياه .
ما زلت ألمح أطراف ثوبك وأنت تسيرين في أرجاء البيت . . .
وما زلت أرى يديك الحنونة تصنع كل شيء . . . مازلت أرى يدك الحنونة تؤمن لنا كل متطلباتنا من طعام وشراب ومونة .
من لنا ، من لنا بعدك يا أماه .
أكنت تجلسين هنا . . .
أكنت تمشين هنا . . .
هل هذا هو مكانك . . .
هل كنت تسيرين في هذا الشارع . . . والله إني لأشتهي أن أقبل التراب الذي كنت تدوسين عليه بقدميك .
كيف أنسى ذكرياتي
وهي في قلبي حنين

كيف أنسى ذكرياتي
وهي في سمعي رنين

كيف أنسى ذكرياتي
وهي أحلام حياتي

إنها صورة أيــا
مي على مرآة ذاتي

عشت فيها بيقيني
وهي قرب ووصال

ثم عاشت في ظنوني
وهي وهم وخيال

العام الماضي في مثل هذا اليوم كانت بيننا . . . أين هي الآن . . .
هي ليست هنا ، كيف نعيش بدونها . . . كانت تجلس بيننا ، تبتسم دوماً لتحيل الجلسة إلى غاية في السعادة ، فنشعر جميعاً وكأننا نملك قطعة من الجنة . . .
من لنا بعدك يا أماه . . . من لنا بعدك يا أماه