هذا تعليق كتبته على الرابط الذي وضعته عن إسقاطات اللغة وجدت كما أوضحت فيه أن له علاقة بهذا الموضوع ومن الفائدة إضافته هنا أيضاً مع بعض التعديل ليطون سياقه منسجماً مع الموضوع:
رابط جميل فيه الفائدة وإن كان لا بد لي من إضافة هنا على أكثر من نقطة وردت فيه وسأحاول ربط إضافاتي بموضوع العابثين بالتاريخ ومقالتي في الرد عليهم بعنوان "نظريات عبثية عن تاريخ اليهود واليهودية":
بداية مع احترامي لِما تفضل به كاتب المقالة ليس بن غوريون هو الذي اتخذ قرار جعل اللغة العبرية هي اللغة الرسمية في كيان العدو الصهيوني ولكن ذلك كان من ضمن مقررات المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في بال بسويسرا عام 1897!
أما استفادة اللغة العبرية من اللغة العربية فذلك لأن اللغة العبرية هي إحدى فروع اللسان العربي وهي لغة القبائل الكنعانية في فلسطين اقبسها منهم بني إسرائيل وهم عرب أيضاً بعد هجرتهم واستقرارهم في فلسطين، وقد سبق في ردي على أحد التعليقات على مقالة لي في المنتدى أو وعدت بنشر أربعة حلقات موثقة عن ذلك ولكن لأني أشعر أنه لا يوجد قراءة متابعين ومتفاعلين بالمعنى الأمر لا يشجع مع الانشعالات التي لدى الإنسان!
أما العلاقة بين اللغة وموضوع النظريات المزعومة عن أن موطن اليهود واليهودية ونشأتها ومسرح أحداثها هو جنوب غرب الجزيرة العربية، ومنهجية الكتابة لدى أصحاب هذه النظرية هو اعتماد الأسماء الواردة في التوراة اليهودية المحرفة هي المرجع ومقابلتها مع ما ورد في المراجع العربية وخاصة الإكليل وصفة جزيرة العرب لأبو الحسن الهمداني، لأن تلك الأسماء التي وردت والأحداث التي حثت على أنها في فلسطين وبلاد الهلال الخصيب غير صحيح ولكنها حدثت في اليمن وجنوب غرب السعودية، أن أصحاب تلك النظريات، غفلوا عن قوة ارتباط العربي القديم بموطنه الأصلي وفقر اللغة العربية إلى سعة المفردات فكان أينما مر أو نزل وحل وأقام يطلق نفس الأسماء التي تعلمها في موطنه الأول، وبيئته الجغرافية والحياتية على كل مجالات حياته في موطنه الجديد، لأنه لم يكن لديه وقت للترف الفكري أو اللغوي ليبحث عن مسميات جديدة تتناسب وموطنه وبيئته الجديدة، إضافة إلى محدودية الحياة والجوانب الحضارية فيها كل ذلك أثر على فقر اللغة وقد كانت في بداية عهدها
فلذلك نجد نفس الأسماء لكل شيء مكررة على تفاوت في سعة استعمالها من مكان لآخر على مساحة الوطن العربي ما يعني أن نجد نفس الأسماء في فلسطين والهلال الخصيب في جنوب الجزيرة العربية لا يعني أن تلك الأحداث جرت فيها وليس في فلسطين ونشكك في ديننا وتاريخنا! ولكن ذلك يعني أنه قد تطون القبائل التي سكنت في منطقة الهلال الخسيب ومن ضمنها فلسطين أصولها تعود إلى تلك المناطق جنوب غرب الجزيرة العربية، خاصة وأن هناك دراسات قديمة وحديثة تؤكد أن اليمن وجنوب غرب الجزيرة العربية وشرقها أيضاً وخاصة اليمن كانت هي الخزان البشري الذي هاجرت منه القبائل العربية التي غطت مساحة وطننا من المحيط إلى الخليج وليس فقط بلاد الهلال الخصيب، لأني كما أوضحت في تعليق سابق أني وجدت في المغرب العربي ومصر نفس أسماء مدن أو قرى في فلسطين، وتشابه في العادات والتقاليد والزي والنمط المعماري للبيوت وغيره في بلاد المغرب العربي ...
هذه الحقيقة المفترض أن بحاثة مثل أصحاب النظريات الجديدة عن موطن اليهود واليهودية أنهم يعرفونها ويستحضرونها ولا تغيب عنهم، وذلك ما يضفي مزيد من الشكوك حول إطلاقهم تلك النظريات وفي هذه المرحلة التاريخية التي سادها الهزيمة والتراجع أمام العدو الصهيوني وأطماعه في وطننا كله!
أما بعض الأسئلة التي وردت في تعليقكِ اعلاه سأجيب عليها في وقت آخر
تحياتي