هام واضافة اخرى:
لو أن سهم المؤلَّفة قلوبهم كان نوعاً من الرشووة كما يعده بعض المنصرين اليوم، لما أُعطيه من دخلوا في الإسلام لتغلبه، وكان واضحاً أن خروجهم منه بعيد لأنه يزداد قوة، وهم عامة من كانوا يأخذونه أيام النبي صلى الله عليه وعلى آله.
ثم إن الرشوة تكون على تأكد إتيان الحاجة منها، أما المؤلّفة قلوبهم فلو لبثوا حياتهم كلها يأخذون هذا السهم فلم يسلموا أو لم يُطمَأَن إلى إخلاصهم للإسلام فلا شيء يجبرهم عليه.
وحال هذا السهم معروفة من تخصيصها بجمع من الأشراف ولا سيما أجلاف الأعراب ممن لا يصرفهم عن عصبيتهم ويخضد شوكة عنجهيتهم لطف الأخلاق ودماثتها ونبل المبادئ وحقيقة العقيدة، مثلما يفعل شيء من المال الذي استحوذ على عقولهم وقلوبهم.
ولذا نلقى النبي صلى الله عليه وعلى آله يصرف هذا السهم إلى أشخاص بأعينهم ، ولا يصرفه إلى بعض أمثالهم قوة وسلطاناً ومنعة، فالفيصل في هذه القضية طباع النفس وما يغلب عليها ، لا تشابه المراكز والمكانات.
ذلك مفهوم العلماء لهذا السهم، أولئك الذين ربطوا قوة الإسلام بزوال هذا الصنف من مصاريف الزكاة أو تقليله، فهو على هذا إطفاء نار عداوة من يمكن إطفاء نار عدواتهم بالمال، وتطييب خاطر من زال سلطانه بعلو سلطان الإسلام، ومحاولة تقريبه من إخوته الجدد المؤمنين ، وذلك المعنى الحرفي لتأليف القلوب أي تجميعها.
والف الصلاة على النبي