منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 10 من 13 الأولىالأولى ... 89101112 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 91 إلى 100 من 124
  1. #91

  2. #92
    أضواء على الصحافة الاسرائيلية 23 أيلول 2014
    الاحتلال يقتل شابين في الخليل يتهمهما باختطاف وقتل الفتية الاسرائيليين
    ذكرت المواقع الالكترونية، الاسرائيلية، صباح اليوم، ان قوات الاحتلال والشاباك الاسرائيلي، قتلت في مدينة الخليل، الليلة الماضية، مروان القواسمة وعامر أبو عيشة، المشبوهين باختطاف وقتل الفتية الثلاثة في منطقة الخليل، في حزيران الماضي.
    وكتبت المواقع الاخبارية ان قوات الشاباك والجيش وصلت، بعد عملية استخبارية واسعة ومعقدة، الى المكان الذي اختبأ فيه مروان القواسمة وعامر أبو عيشة، وحاولت اعتقالهما، لكنهما ردا بإطلاق النيران، فتم قتلهما بعد فشل محاولة اعتقالهما. ونقل موقع "هآرتس" عن مصادر فلسطينية انه تم قصف المنزل بصاروخ وبدأت جرافة عسكرية بعد ذلك بهدم المنزل على من فيه.
    الى ذلك اشار موقع المستوطنين، (القناة السابعة) ان الشاباك الإسرائيلي اعتقل خلال العملية ابناء عرفات القواسمة الثلاثة، بشار ومحمد وثائر، بتهمة تقديم المساعدة لمروان وعامر، علما انه سبق اعتقال والدهم عرفات، في تموز الماضي، بالتهمة ذاتها. كما اعتقل الشاباك مؤخرا عدة نشطاء من حماس، يشتبه قيامهم بتقديم المساعدة للقواسمة وابو عيشة، من بينهم حسام القواسمة شقيق مروان، الذي يتهم بقيادة عملية الاختطاف.
    عباس لنتنياهو: "ضع حدا للاحتلال واصنع السلام"
    يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في نيويورك، اليوم، وزير الخارجية الامريكي جون كيري، ويناقش معه الخطة السياسية التي سيطرحها امام الهيئة العامة للأمم المتحدة في الخطاب الذي سيلقيه يوم الجمعة، والذي سيدعو من خلاله مجلس الأمن الى دفع قرار يحدد بأن حدود الدولة الفلسطينية العتيدة ستقوم على اساس خطوط 1967، وان يتم الانسحاب الإسرائيلي خلال ثلاث سنوات.
    وتتحفظ واشنطن من الخطوة الفلسطينية ويتوقع ان تفرض الفيتو على مشروع القرار في مجلس الامن. وكتب موقع "واللا" ان الرئيس عباس صرح، امس، بأنه سيعرض امام الأمم المتحدة جدولا زمنيا لاستئناف العملية السلمية مع إسرائيل. وتوجه الى رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو قائلا: "ضع حدا للاحتلال، اصنع السلام".
    جاء ذلك خلال خطاب القاه ابو مازن امام الطلاب الجامعيين في نيويورك، حيث دعا المجتمع الدولي الى "اتخاذ تدابير مسؤولة للدفاع عن شعبنا الذي يعيش تحت تهديدات المستوطنين وجيش الاحتلال".
    وقال ابو مازن، امام الطلاب الجامعيين: "نحن لا ننجح بالفهم كيف لا ترى الحكومة الإسرائيلية بأن القصف العشوائي في قطاع غزة، وقتل آلاف النساء والأطفال يؤدي فقط الى زيادة الكراهية".
    نتنياهو سيصل متأخرا الى نيويورك ويتوجه للقاء اوباما في واشنطن
    في السياق ذاته، كتبت صحيفة "هآرتس" ان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، سيلتقي يوم الاربعاء القادم، الاول من تشرين الأول، الرئيس الامريكي باراك اوباما، في البيت الأبيض، حسب ما ذكرت الناطقة بلسان مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، كايتلين هايدن. وكتبت "هآرتس" ان هذا اللقاء سيكون الاول بين نتنياهو واوباما بعد سبعة أشهر من آخر لقاء بينهما، ويأتي على خلفية التوتر الكبير في العلاقات بين البلدين، خلال حملة "الجرف الصامد" في قطاع غزة.
    واوضحت انه بسبب حلول عيد رأس السنة العبري، لن يشارك نتنياهو هذا الأسبوع، في المداولات الجارية في الأمم المتحدة على مستوى القادة، وسيسافر الى نيويورك يوم الاحد المقبل فقط، لإلقاء خطاب امام الجمعية العامة. وسيصل نتنياهو الى نيويورك بعد ان يكون غالبية قادة العالم قد غادروها، ولذلك سيسافر من نيويورك الى واشنطن للقاء اوباما. ويسود التكهن بان اللقاء سيتناول العملية الامريكية ضد "داعش" في العراق وسوريا، والمفاوضات حول المشروع النووي الايراني. كما يتوقع ان يناقشا الخطوة الفلسطينية الجديدة في الأمم المتحدة.
    اليوم: استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القاهرة
    تبدا في القاهرة اليوم، المحادثات المتعلقة بوقف اطلاق النار في غزة. وقال موسى ابو مرزوق، ان المحادثات ستركز على مسائل تقنية، وتحديد جدول زمني للمفاوضات التي ستستأنف بعد عيد الأضحى، وستتناول آنذاك، مسائل الميناء البحري والمطار والمعابر وادخال مواد البناء ومنطقة الصيد، حسب ما ذكرته صحيفة "هآرتس". لكن صحيفة "يسرائيل هيوم" كتبت ان إسرائيل ترفض أياً من مطالب حماس.
    وأضافت الصحيفة المقربة من نتنياهو، ان اسرائيل اوضحت بأن المفاوضات ستتناول القضايا الأمنية وليس السياسية، ولذلك فان الوفد الإسرائيلي يضم عناصر امنية فقط وليس قادة سياسيين. وتسعى إسرائيل الى التركيز على موضوعين: الحفاظ على الهدوء وامكانية ادخال المساعدات الانسانية وترميم الدمار من اجل سكان غزة. كما ترفض اسرائيل مطلقا مطالب حماس بإنشاء ميناء بحري او مطار جوي، او دخول البضائع والناس بدون مراقبة.
    وفي هذه المرحلة يعتبر المطلب الرئيسي لإسرائيل بنزع اسلحة القطاع، مطلبا غير ممكن، لكن القيادة السياسية تأمل ان يحظى الموضوع بدعم دولي ويتم تحقيقه.
    وقالت الصحيفة ان الوفود الفلسطينية وصلت الى العاصمة المصرية ، وبدأت التداول حول تطبيق اتفاق المصالحة الداخلي. وقالت مصادر في رام الله، انه خلافا لجولة المحادثات السابقة، فان الوفد الفلسطيني لن يكون موحدا هذه المرة.
    الكنيست ستصوت على قانون منع اطلاق سراح الاسرى في بداية الدورة الشتوية
    كتبت صحيفة "يسرائيل هيوم" انه سيتم في بداية الدورة الشتوية للكنيست التصويت على مشروع القانون الذي سيمنع اطلاق سراح الأسرى في اطار صفقات تبادل او كبادرة سياسية. وسيطرح مشروع القانون للتصويت بعد مصادقة لجنة القانون والدستور البرلمانية عليه، خلال جلسة عاصفة يوم امس.
    وحسب القانون يسمح للقضاة التحديد في اطار النطق بالحكم بأنه نظرا لأسباب خاصة لا يمكن العفو عن القتلة، قبل ان يمضوا 40 سنة في السجن على الأقل، ولا يتم تقليص محكوميتهم قبل مرور 15 سنة على اعتقالهم. وبالإضافة الى ذلك، يمكن للقضاة ان يحددوا بأن من ينفذون عمليات قتل على خلفيات امنية لا يمكن اطلاق سراحهم في اطار صفقات تبادل الأسرى او المبادرات السياسية.
    النيابة العسكرية تنوي محاكمة الجندي الذي قتل القاضي رائد زعيتر
    ذكر موقع "واللا" انه تبين من التحقيق العسكري في مقتل القاضي الفلسطيني – الأردني، رائد زعيتر بنيران جندي اسرائيلي على معبر الشيخ حسين، في آذار الماضي، حدوث اخفاق في سلوك وحدة الهندسة التي عملت على المعبر.
    وتكهنت مصادر عسكرية، امس، بأن النائب العسكري العام، الجنرال داني عفروني، سيأمر بتقديم لائحة اتهام، ضد الجندي القاتل. وكان الجندي الذي قتل القاضي قد ادعى ان زعيتر حاول انتزاع سلاحه منه وهدد حياته اثر نقاش حاد جرى بينهما.
    وفي اعقاب المظاهرات التي جرت في الضفة الغربية والأردن، اعربت إسرائيل عن اسفها بشكل رسمي امام ممثلي الحكومة الأردنية. واستدعى وزير الخارجية الأردني ناصر جودة المسؤول عن السفارة الإسرائيلية في عمان، آنذاك، ووبخه وطالب إسرائيل باجراء تحقيق جدي وعميق حول تسلسل الاحداث ومقتل القاضي.
    محكمة امريكية تتبنى دعوى تعويضات ضد البنك العربي بزعم دعمه لعمليات حماس الانتحارية
    كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان المحكمة الفدرالية في بروكلين، تبنت امس، الدعوى التي رفعها ضحايا العمليات في اسرائيل ضد البنك العربي، وقررت هيئة المحلفين بأن البنك "كان يعرف عن تحويل الاموال الى حركة حماس لتمويل العمليات الانتحارية في إسرائيل". وبموجب القرار سيكون على البنك العربي تعويض عائلات الضحايا الذين سقطوا في 29 عملية تتهم حماس بتنفيذها في اسرائيل خلال الانتفاضة الثانية.
    وكتب موقع "واللا" ان هذا القرار يعتبر سابقة قانونية كونه اول قرار يدين طرفا ثالثا بتمويل الارهاب، من خلال تحويله للأموال الى الجهة المتهمة بتنفيذ العمليات. وبعد ادانة البنك ستعقد المحكمة جلسة اخرى لتحديد حجم التعويضات. وادعت هيئة المحلفين ان البنك مول عن سابق معرفة حركة حماس، و"شكل "دعمه" عاملا هاما في تنفيذ العمليات"!
    ويمكن لهذه السابقة ان تترك تأثيرا على الدعوى التي تم رفعها ضد بنك الصين وشركة الاعتمادات Credit Lyonnais بتهم مماثلة. كما ان هناك 200 دعوى اخرى تم اعدادها ضد البنك العربي وكان اصحابها ينتظرون قرار المحكمة في هذه القضية. وقال محامي البنك شاند ستيبنس انه سيلتمس ضد القرار.
    نتنياهو يصنف ايران وداعش في بوتقة واحدة تهدد العالم!
    يشن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في لقاء منحه لصحيفة "يسرائيل هيوم" وسيتم نشره كاملا في عدد يوم غد، عشية رأس السنة العبرية، هجوما شاملا على الاسلام ويصنف ايران وداعش في بوتقة واحدة تهدد العالم. وقال للصحيفة ان "العالم كله يواجه مخاطر الاسلام المتطرف، ومن واجبي كرئيس حكومة إسرائيل التوضيح بأن التهديد الذي نتعرض له، يتعرض له العالم كله".
    وتطرق نتنياهو الى الوضع الأمني لإسرائيل حاليا، مقارنة بوضعها قبل "الجرف الصامد"، وقال: "نحن في وضع افضل، أمام واقع أسوأ بكثير. في الواقع الذي يتطور من حولنا، في الوقت الذي يخطو فيه الإسلام المتطرف على كل واحدة من الجبهات، هذا واقع يضعنا امام تحديات، بل يتحدى العالم كله. ومن مهامي كرئيس للحكومة التوضيح للعالم بأن حربنا ضد التنظيمات والدول الاسلامية، وفي مقدمتها الجمهورية الاسلامية الايرانية، هي حربه ايضا".
    وقال نتنياهو "ان ما يحدث بين ايران وداعش هو ليس مسألة هرطقة في موضوع الخلافة، وانما يريد هؤلاء الخلفاء، واولئك يريدون المهدي. فأين الفارق الكبير؟ هذه مجرد جماليات أصولية. رغبة هؤلاء وهؤلاء، كما هي رغبة كل قادة الاسلام المتطرف، هي السيطرة على المجاورين لهم ومن ثم السيطرة على العالم كله. خطر التنظيمات ذات الايديولوجية المهووسة هو انه يمكنها ان تملك سلاح الدمار الشامل".
    وقال نتنياهو انه يشعر بالقلق ازاء الاتفاق بين القوى العظمى وايران، واوضح ان هناك دلائل على ان القوى العظمى ستوافق على تقبل ايران كدولة على حافة التسلح النووي.
    وحول القرارات التي اتخذها خلال عملية "الجرف الصامد"، اوضح نتنياهو: "لقد قررت بأن الطريق الصحيحة لضرب مجمل هذه المشاكل هي توجيه ضربة صارمة لحماس في غزة، من دون الانجراف الى هناك، والا لما كنا حاربنا 50 يوما فقط، بل ربما 500 يوم، وبثمن باهظ جدا، لا يتوقف على حياة البشر".
    لجنة الداخلية البرلمانية تطالب الشرطة بضمان دخول المصلين اليهود الى الرحم القدسي خلال الاعياد العبرية
    قال موقع المستوطنين (القناة السابعة) ان لجنة الداخلية البرلمانية، عقدت امس، جلسة خاصة تم خلالها مطالبة الشرطة بضمان دخول المصلين اليهود الى الحرم القدسي خلال الاعياد العبرية. وشنت رئيسة اللجنة ميري ريغف، هجوما على قيادة الشرطة واتهمتها بالفشل بأداء مهامها وعدم تطبيق قرارات الحكومة. وطالبت بفتح محطة للشرطة داخل الحرم القدسي بدل تلك التي تم احراقها.
    وقالت ريغف انه "عندما يتم اغلاق الحرم امام اليهود فقط، بعد خرق النظام، فان المسلمين يحققون بذلك اهدافهم، ويتم منحهم جائزة. لقد اقمنا لجنة فرعية لفحص الموضوع برئاسة النائب دافيد تسور، ومن بين قراراتها كان اغلاق الحرم امام المسلمين واليهود في حال خرق النظام". واضافت: "اذا كان المسلمون يشعرون بأنه يمكنهم احراق محطة للشرطة في الحرم القدسي، ونحن نتجاوز ذلك، فهذا يدل على عجز الشرطة. لا يمكن ان لا تتمكن إسرائيل من تحقيق النظام في الحرم وان يتم تحديد عدد الزوار اليهود بناء على عدد المسلمين المشاغبين. الشرطة فشلت في مهامها وهذه حقيقة".
    وقال ضابط الشرطة ابي بيطون انه تم اعتقال عشرات المسلمين في مسألة حرق محطة الشرطة والتحقيق لم ينته بعد. كما أشار الى اغلاق المؤسسة التي دعمت "يوم الاقصى" ومصادرة اموال ادعى انها كانت مكرسة لهذا النشاط. وقال ان "الشرطة تستعد بقوات كبيرة خلال ايام الأعياد العبرية لتمكين اليهود من دخول الحرم، ولكنه سيتم اتخاذ القرار في هذا الشأن بعد تقييم الأوضاع كي لا يتم التعرض الى حياة البشر".
    اسرائيل تستقبل اليوم الغواصة الرابعة
    كتبت "يديعوت احرونوت" و"يسرائيل هيوم" ان إسرائيل ستستقبل اليوم، الغواصة الإسرائيلية الجديدة، "أحي تنين" التي تصل الى ميناء حيفا، بعد توقف في عرض البحر، قبل يومين، للمشاركة في مراسم احياء ذكرى قتلى غواصة "أحي دكار" التي غرقت في كانون الثاني 1968، في طريقها من بريطانيا الى اسرائيل.
    واقيمت المراسم على مسافة 500 كلم من شواطئ اسرائيل، بمشاركة القائد العام للجيش بيني غانتس، وقائد سلاح البحرية الجنرال رام روطبرغ. وقال غانتس خلال المراسم ان "حكاية الغواصة "دكار" هي حكاية كل جندي بحري، ويتواصل تدوينها بعمل قادة وجنود البحرية. لقد مضت اكثر من اربعة عقود على الرحلة الأخيرة لغواصة "احي دكار"، والهدف الذي غادر طاقمها ميناء جبل طارق باتجاه إسرائيل، لا يزال قائما، رغم ان نسيج التهديد تغير. الآن لديكم الأسلحة الأكثر تطورا، والتكنولوجيا المتقدمة في العالم وافضل الوسائل، والمهمة الملقاة عليكم هي ذات المهمة التي القيت على طاقم "احي دكار"، الدفاع عن شواطئ إسرائيل، عن مجالها البحري، والعمل مع كل الأذرع العسكرية لتحقيق الأهداف ذات الصلة بأمن اسرائيل".
    وتصل "احي تنين" الى حيفا اليوم، بعد رحلة بلغت 7400 كلم، وسيتم استقبالها في حفل رسمي. وهذه هي الغواصة الرابعة التي يمتلكها سلاح البحرية، وستليها غواصة خامسة تحمل اسم "احي راهب"، والتي يفترض وصولها الى اسرائيل بعد نصف سنة. كما ينتظر وصول غواصة سادسة الى إسرائيل في نهاية العقد الحالي.
    مراقب الدولة سيحقق في الزيارة السرية لليبرمان الى فيينا
    كتبت صحيفة "هآرتس" ان مراقب الدولة، القاضي المتقاعد يوسف شبيرا، قرر التحقيق في الزيارة السرية التي قام بها وزير الخارجية افيغدور ليبرمان الى فيينا، والتي التقى خلالها برجل الأعمال مارتين شلاف، ورئيس الجمهورية الصربية ميلوراد دوديك الذي يتنكر للمذبحة التي نفذها الصرب ضد المسلمين في البوسنة.
    وجاء قرار شبيرا في اعقاب شكوى قدمتها عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش (العمل) اثر كشف صحيفة "هآرتس" عن الزيارة. وطلبت يحيموفيتش فحص ما اذا كان ليبرمان قد استغل اموال دافع الضرائب الاسرائيلي لهذه الرحلة الخاصة، ولماذا تم اخفاء الموضوع عن كل المسؤولين الكبار في الوزارة.
    وفي رسالة بعث بها شبيرا الى ليبرمان، امس الاثنين، طلب منه توضيحات بشأن الزيارة والادعاءات التي طرحتها يحيموفيتش، وتفاصيل السفر الى النمسا ودول اخرى شملتها الرحلة واللقاءات التي اجراها خلالها. وكان مكتب وزير الخارجية قد ادعى في البداية بأن ليبرمان اجرى في فيينا لقاءات سياسية حساسة، واكد اجتماعه برجل الأعمال اليهودي النمساوي مارتين شلاف، الذي وصفته الوزارة بأنه "صديقا جيدا لليبرمان".
    لكن الوزارة سبق واعلنت قبل الرحلة، في العاشر من ايلول، ان ليبرمان سيسافر الى فيلنا، عاصمة ليتوانيا، ومن هناك سيسافر في 14 ايلول الى الولايات المتحدة. ويستدل من البيان ان الرحلة تشمل دولتين فقط، ولم يوضح انها ستشمل دولة ثالثة وان ليبرمان سيقضي نهاية الأسبوع في فيينا، ومنها سيغادر الى لوس انجليس للمشاركة في مؤتمر لتنظيم يهودي.
    وتبين بعد يومين ان ليبرمان التقى في مطعم فاخر في فيينا مع صديقه المقرب وحليفه ميلوراد دوديك، القومي والانفصالي الصربي، الذي يترأس جمهورية صرب البوسنة. وليس من الواضح لما وصف مكتب ليبرمان اللقاء بالحساس من ناحية سياسية، ولماذا اخفاه عن رجال الوزارة. وكشف رجال الخارجية النمساوية ان ليبرمان أجرى، ايضا، لقاء غير رسمي مع وزير الخارجية سبستيان كورتس، لكن الخارجية الإسرائيلية وليبرمان لم يذكرا أي شيء عن هذا اللقاء، ايضا.
    وكان مكتب الرئيس الصربي دوديك هو الذي كشف عن اللقاء بين دوديك وليبرمان، حيث اشار في بيان رسمي الى ان "ليبرمان ودوديك اكدا العلاقات الجيدة بين صربيا واسرائيل، وعدم وجود خلافات بين الجانبين، واشارا الى ضرورة تمتين التعاون الاقتصادي".
    ولم يشارك سفير اسرائيل في البانيا دافيد كوهين، والذي يشغل، ايضا، منصب السفير في البوسنة والهرسك، في اللقاء بين ليبرمان ودوديك. لكن من شارك كان بالذات الكسندر نيكولوفيتش، وهو إسرائيلي من أصل صربي، يعمل رئيسا للمفوضية الصربية في القدس. ويعتبر نيكولوفيتش من رجال دوديك، ولكنه مقربا لليبرمان. وحسب المعلومات فان ليبرمان ينوي تعيينه سفيرا لإسرائيل في البانيا والبوسنة والهرسك، بدل كوهين.
    يشار الى ان دوديك ينفي دور الصرب، وجيشها بشكل خاص، في المذابح وجرائم الحرب التي ارتكبها ضد المسلمين البوسنة خلال الحرب الأهلية. وفي نيسان 2010 أمر باعادة فحص تقرير للحكومة الصربية يعود الى سنة 2004، ويتمحور حول المذبحة التي وقعت في حزيران 1995 والتي قتل خلالها سبعة آلاف مسلم بوسني بأيدي القوات الصربية التي قادها راتكو ملاديتش. وقد اعتبرت محكمة الجنايات الدولية تلك المذبحة بمثابة ابادة شعب، واعلن تقرير الحكومة الصربية تحمله للمسؤولية عنها، لكن دوديك تنكر لها وادعى تضخيم عدد القتلى.
    ووصف مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الاسرائيلية دوديك قائلا: "انه عمدة محلي تماما كما يحب ليبرمان، زعيم قومي يحكم بقبضة حديدية ولا يولي اهمية زائدة لمصطلحات مثل حقوق الانسان وحرية التعبير او الصحافة الحرة. وهو مضياف من اعماق القلب، مع كثير من الطعام والنبيذ، تماما كما يحب ليبرمان".
    وجاء من مكتب ليبرمان انه "فور عودته من زيارة الولايات المتحدة، يوم الجمعة الماضية، اجرى ليبرمان اتصالا مع مكتب مراقب الدولة، وطلب منه فحص زيارته السياسية الى فيينا، كي يمنع أي ثرثرة من قبل شعبويات لا تفهمن شيئا في السياسة الخارجية، مثل شيلي يحيموفيتش".
    المحكمة العليا تلغي للمرة الثانية قانون محاربة طالبي اللجوء، وتأمر بإغلاق معسكر الاعتقال في النقب
    ركزت الصحف العبرية كافة، اليوم، على الضربة التي وجهتها المحكمة العليا، للمرة الثانية خلال سنة، بقرارها، يوم امس، تبني الالتماس الذي قدمته تنظيمات لحقوق الانسان، ضد التعديل القانوني المتعلق بمنع التسلل والذي صادقت عليه الكنيست قبل تسعة أشهر. وامرت المحكمة، بغالبية سبعة قضاة، مقابل اثنين، بالغاء القانون وباغلاق معسكر "حولوت" الذي اقيم لاحتجاز المتسللين الأفارقة، خلال 90 يوما. وتحتجز اسرائيل في هذا المعسكر قرابة 2200 لاجئ من السودان واريتريا.
    وقالت صحيفة "هآرتس" انه سيتم منذ اليوم، بموجب قرار المحكمة، الغاء الاجراء الذي يفرض على المتواجدين في هذا المعسكر، اثبات وجودهم ظهر كل يوم، والابقاء على اثبات الوجود في الصباح والمساء، الى ان يتم اغلاق المعسكر. والغت المحكمة بغالبية ستة قضاة ضد ثلاثة، البند الذي يسمح باعتقال كل من يتسلل الى اسرائيل لمدة سنة، بدون محاكمة. وسيستبدل هذا البند بما يحدده قانون الدخول الى إسرائيل والذي يسمح باعتقال المتسلل لمدة 60 يوما فقط.
    وهذه هي المرة الأولى التي تلغي فيها المحكمة صيغتين لقانون واحد، علما انها الغت، قبل سنة، الصيغة الاولى لهذا القانون. وسبق للكنيست ان سنت هذا التعديل القانوني بشكل عاجل، بعد ثلاثة أشهر من قرار المحكمة الغاء التعديل السابق. وقلص التعديل فترة اعتقال طالبي اللجوء الجدد الى سنة، وسمح باعتقال طالبي اللجوء القدامى في معسكر "حولوت" لفترة غير محددة.
    يشار الى ان وزير الداخلية غدعون ساعر، الذي بادر الى تعديل القانون وحارب طالبي اللجوء، خرج امس لمهاجمة قرار المحكمة العليا، وطالب بتقييد صلاحياتها في المسائل المتعلقة بالتسلل غير القانوني الى اسرائيل. وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" انه فور صدور قرار المحكمة اجرى ساعر اتصالا مع نتنياهو، فتبنى الاخير اقتراحه بالمبادرة الى اجراء مداولات طارئة والاستعداد لسن قانون عاجل يلتف على المحكمة العليا، ويمنع تدخلها في كل ما يتعلق بالمتسللين الى إسرائيل.
    وحسب رأي الوزير ساعر، يجب فحص تعديل قانون اساس "كرامة الانسان وحريته" بشكل يقيد تدخل المحكمة العليا في قوانين الكنيست التي تهدف الى مواجهة ظاهرة التسلل الى إسرائيل. وقال: "ان التعديل الاول للقانون، الذي الغته المحكمة قبل سنة، صد الدخول غير القانوني الى إسرائيل بشكل تام، والتعديل الثاني الذي الغته المحكمة، امس، ساهم كثيرا في تشجيع المتسللين على المغادرة طواعية. وليس من المعقول ان يتم الغاء القوانين التي اثبتت نفسها وفاعليتها في مواجهة ظاهرة التسلل، من قبل المحكمة".
    وقالت "هآرتس" ان ساعر اعتبر ان "المسؤولية عن حدود الدولة تتحملها الحكومة وليس المحكمة، وان الحكومة ستخون مهامها اذا وافقت على قرار المحكمة، لأن ذلك يعني انه لن تكون هنا دولة يهودية وديموقراطية وانما خرق الحدود الاسرائيلية".
    كما هاجم الوزير نفتالي بينت المحكمة العليا، واعتبرها "تنتزع صلاحيات الحكومة". واعتبر قرار المحكمة "يبث رسالة مفتوحة الى عشرات آلاف المتسللين كي يأتوا الى اسرائيل في الايام التي تواجه فيها ضائقة امنية".
    وادعى النائب داني دانون ان قضاة المحكمة العليا "فضلوا مصلحة المتسللين على مصلحة سكان جنوب تل ابيب". ودعا الى نقل نزلاء "حولوت" الى الكيبوتسات وليس الى جنوب تل ابيب، معتبرا قرار المحكمة "مفصولا عن الواقع".
    وأشارت "يديعوت احرونوت" الى ان عضو الكنيست اييلت شكيد قدمت مشروع قانون، قبل نصف سنة، يمكنه ان يساعد على تقييد صلاحيات المحكمة العليا في الغاء قوانين تسنها الكنيست. وحسب شكيد فان الآلية القانونية تتيح للكنيست سن قانون حتى اذا لم يتجاوب مع الشروط الواضحة للقانون الأساس: كرامة الانسان وحريته. وقالت "ان الحل المقترح يشبه النموذج المعمول به في كندا، والذي صادقت عليه إسرائيل في اطار قانون حرية العمل". واشارت بذلك الى القانون الذي صادقت عليه إسرائيل عام 1993 والذي منع استيراد اللحوم غير المحللة.
    لبيد يجس نبض المعارضة حول امكانية تسلمه لرئاستها اذا استقال من الحكومة!
    كتبت صحيفة "هآرتس" ان وزير المالية يئير لبيد، قام، امس، بجس نبض احزاب المعارضة وفحص معها امكانية دعمه لتسلم منصب رئيس المعارضة في حال استقالته من الحكومة على خلفية الأزمة المتعلقة بالميزانية. واضافت "هآرتس" انه ليس من الواضح ما اذا كانت خطوة لبيد هذه جدية، او انها مجرد اسفين يهدف الى ممارسة المزيد من الضغط على رئيس الحكومة كي يتبنى صيغة التسوية التي طرحها لبيد بشأن الميزانية، ويعمق التعاون بين الليكود ويوجد مستقبل.
    واكدت حركة ميرتس توجه لبيد اليها بهذا الشأن، لكنها اوضحت انها لا تنوي دعم ترشيحه لرئاسة المعارضة بدلا من زعيم حزب العمل يتسحاق هرتسوغ. واعتبرت ميرتس خطوة لبيد هذه مجرد اسفين. كما اجرى الوزير يعقوب بيري اتصالا مع احد النواب العرب وابلغه نية لبيد الاستقالة بسبب الفجوات الواسعة بينه وبين رئيس الحكومة في موضوع الميزانية. لكن بيري رفض التعقيب.
    في هذا الاطار، يتضح انه رغم التوصل الى تفاهمات بشأن خطوط الميزانية، الا ان الخلافات بين لبيد ونتنياهو لا تزال كبيرة. وانتهى لقاء اخر بينهما، امس دون التوصل الى نتائج. وعلى الرغم من تصريح لبيد، يوم السبت، بأنه تم التوصل الى تفاهمات مع نتنياهو بشأن ميزانية الأمن، الا ان نتنياهو يواصل تصريحاته الحربية الداعية الى زيادة ميزانية الامن بنسبة كبيرة. واعلن خلال مشاركته في اجتماع المنتدى الاقتصادي في المجلس الاقليمي اشكول، امس، انه يصر على موقفه "لأن التهديدات الامنية لإسرائيل تحتم زيادة ميزانية الأمن".
    والمح نتنياهو الى لبيد بأنه يفحص امكانية اجراء تغيير في الائتلاف بعد انتهاء عهد "يوجد مستقبل". والتقى نتنياهو، للمرة الثانية، خلال اسبوعين، مع النائبين موشيه غفني ويعقوب ليتسمان من "يهدوت هتوراة". وسارع ليبرمان الى تبريد الأجواء، امس، وقال انه لن يسمح لنتنياهو بضم الأحزاب الدينية الى الحكومة، او للبيد بترك الائتلاف. وقال لنواب حزبه: "اما يبقى الائتلاف الحالي واما التوجه للانتخابات".
    لكن صحيفة "يديعوت احرونوت" تنشر خبرا مناقضا لخبر "هآرتس" حيث كتبت انه بعد ثلاثة ايام من الاتفاق على زيادة 6 مليارات شيكل الى ميزانية الأمن، يبدو ان وزير المالية يئير لبيد سيقدم على خطوة اخرى لصالح الجهاز الأمني، وسيوافق على اضافة مليارين آخرين على حساب العجز المالي للدولة.
    وكان وزير الامن يعلون قد طالب بعد انتهاء الحرب على غزة بإضافة تسعة مليارات شيكل الى ميزانية الأمن. وبعد مفاوضات بين وزير المالية ورئيس الحكومة، وافق لبيد على زيادة ستة مليارات، لكن رئيس الحكومة نتنياهو يدعم طلب يعلون، ويطالب بزيادة ميزانية وزارته. ومن المتوقع ان يوافق لبيد على اضافة 8 مليارات الى ميزانية الأمن، شريطة عدم فرض ضرائب جديدة، وتمرير قانون ضريبة القيمة المضافة بنسبة صفر لمن يمتلكون اول بيت لهم من مقاول بناء، وعدم اجراء تقليص في الميزانيات المدنية التي يديرها وزراء من حزبه (التعليم والصحة والرفاه).
    وبناء عليه فان الزيادة ستأتي من تعميق العجز المالي الى نسبة 3.6%. وتعارض عميدة بنك إسرائيل د. كرنيت بلوج، زيادة العجز المالي وتدعم رفع الضرائب، الامر الذي يعارضه لبيد بشدة. في المقابل تطالب وزارة الأمن بأن تكون هذه الزيادة ثابتة، وان يتم رفع ميزانية الأمن بشكل دائم من 51 مليار شيكل الى 60 مليار شيكل سنويا، بينما تطالب وزارة المالية بأن تكون الزيادة لمرة واحدة، وان يتم في ميزانية 2016 رفعها الى 56 مليار شيكل.
    مقالات
    أين اختفى محمد؟
    تحت هذا العنوان تكتب صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها عن فضيحة اخفاء اسم محمد من قائمة الأسماء الأكثر شيوعا بين مواليد السنة العبرية المنصرمة، والتي نشرتها دائرة تسجيل السكان. وتقول: هل يعتبر اسم يوسف هو اكثر الأسماء الشائعة في إسرائيل؟ ظاهريا، الجواب نعم، هكذا على الأقل حسب قائمة "الأسماء الشائعة لمواليد هذه السنة (العبرية)"، التي نشرتها دائرة تسجيل السكان والهجرة. ولكن الفحص الذي أجرته "هآرتس" يبين انه تم شطب اسماء عربية شائعة من القائمة.
    ويستدل من فحص الصحيفة انه فيما يتعلق بالمجموع الكلي للسكان، فان اسم محمد بالذات هو الاسم الأكثر شيوعا خلال السنة العبرية الحالية، والاسم احمد، يفترض ان يحتل المرتبة التاسعة. وبالنسبة لدائرة تسجيل السكان فان شطب الأسماء العربية هو مسألة مفهومة ضمنا، حيث ادعت الناطقة بلسان الدائرة سبين حداد "ان المعطيات المنشورة هي المطلوبة في السنوات الأخيرة من قبل كل من يتوجه لطلبها، ولهذا تم نشر القائمة المذكورة". ان حداد محقة في طرحها، فلماذا تكلف سلطة حكومية، يفترض بها خدمة كل السكان، نفسها وتنشر قائمة بأسماء كل السكان؟ لماذا تأخذ في الاعتبار 20% من الجمهور، بينما تطلب البقية، التي تشكل الهيمنة الحاكمة، معطيات حولها فقط؟
    المثير ان اسماء مثل يوسف، لدى الأولاد، او ليان ومريم ومايا، لدى البنات، هي اسماء منتشرة لدى اليهود والعرب. في هذه الحالة احصت الدائرة كل السكان لأن هذه الأسماء ليست محصورة على العرب. وتدعي الدائرة "عدم وجود مؤامرة للتستر" وكدليل على ادعائها تقول انه "عندما كتبتم عن الموضوع كانت هناك توجهات للحصول على كل القائمة وتم تسليمها بعد دقائق". ولكن هذا يذكر بطريقة نشر معطيات الرواج من قبل لجنة التصنيف. فهذه اللجنة ترسل نوعين من القوائم: قائمة لكل السكان، وقائمة لليهود فقط. وعادة تتعامل وسائل الاعلام ومكاتب الاعلان مع قائمة اليهود فقط، لأن العرب خفضوا نسبة المشاهدة، ولأن فرع الاعلانات لا يتوجه الى الجمهور العربي.
    تماما كما يجري تجاهل الاحزاب العربية عندما يتم تشكيل ائتلاف حكومي جديد، وكما لا يتم اتخاذ القرارات السياسية الهامة بدون الغالبية اليهودية، هكذا تعتبر قوائم الأسماء الشائعة التي تنشرها لجنة التصنيف شكلا من اشكال العنصرية التي تمأسست وتحولت الى مسألة مفهومة ضمنا في اسرائيل. ليس المطلوب ان يتوجه احد الى دائرة تسجيل السكان لطلب قائمة بأسماء كل المواطنين، لأن هذه هي القائمة الوحيدة التي يفترض بدولة المساواة والديموقراطية نشرها.
    لن نزعجكم، المهم أن تدمروا
    تحت هذا العنوان يكتب يتسحاق ليئور، في "هآرتس" ان الحرب ضد داعش كادت تبدأ، والعالم، أي الغرب، يهيننا مرة اخرى. فالرؤساء يرسلون الطائرات والكوماندوس، ويتجاهلوننا نحن بالذات الذين نعتنا بالإرهاب كل عصابة في جنوب لبنان، وكل حجر يتم رشقه على دبابة وكل رفع للعلم الفلسطيني، واعتقلنا الأطفال، وربينا الارهاب الاسلامي في سجوننا، وفي أقبية التحقيق، وعلى الحواجز، وهدمنا المساجد منذ عام 48.
    كم من السنين سنبقى بمثابة "الزوجة غير القانونية" للغرب، فنصل إلى حفلاته في الظلام، وندخل من الباب الخلفي، لأن حضورنا ليس لطيفا؟
    لقد وصلت الاهانة الى قمتها في الهجوم الأمريكي على العراق في كانون الثاني 1991، ذلك الهجوم الذي بدأ بتخريب العراق باسم الحرية، طبعا. لقد اظهرت صحفنا تأييدها للهجوم الذي بدأ تنظيمه منذ صيف 1990، دون طرح اسئلة اخلاقية او مفيدة. وانقسم المحللون، في كل الصحف، كما يليق بالديموقراطية، بين المتفائلين الذين وعدونا بأن بوش (الأب) سيهاجم، والمتشائمين الذين حذروا، منذ ذلك الوقت، من غروب امريكا. كم فرح اهم الكتاب والفنانين لدينا، باسم العداء لصدام وهتلر، حين بدأ الهجوم. وكم هاجموا اليسار الأوروبي الذي كان يتظاهر آنذاك ضد العدوان الأمريكي.
    لكن الغرب أمرنا بالصمت والهدوء، حتى اذا تعرضنا الى القصف، خلافا لأسطورة البطولة، واستراتيجية بذل الجهد للمشاركة في النظام العسكري الغربي بكل ثمن. وزعوا علينا الأقنعة، وجلسنا في غرف مغلقة، وشعرنا كضحايا عراقيين. وعندما انتهى الهجوم، بدأت العقوبات على العراق. ولم تنشر صحفنا الا عن خرقها. 12 عاما امضتها في نشر عناوين عن خرق العقوبات.
    لقد مات محررو الأخبار جراء الملل، ولكننا نشرنا التقارير وطالبنا بتشديد العقوبات، وخلافا لصحف الغرب المنافقة، لم ننشر عن موت الأطفال الذي وصل الى ارقام قياسية في العراق بين 1991 وحتى خرابها النهائي في 2003. لم نسأل عن الفظائع ولم نحذر من كون تفكك الدول القومية لا يصب في مصلحة امننا. لقد دعمنا حرية الامريكيين بقصف وتخريب الشرق الأوسط، وصناعة الأسلحة وتنمية التنظيمات المتوحشة، من القاعدة، مرورا بجبهة النصرة، وحتى داعش. وثقنا بالدولار الالاهي وباستعداد الشباب لتخريب غزة باسم الغرب، لأن الغرب هو نحن. ونحن، الذين صلينا لانتصار فرنسا في الجزائر، وانتصار الولايات المتحدة في فيتنام، تمنينا انتصار بوش (الابن) على صدام في 2003.
    هل كان يمكننا المعرفة بأن داعش ستنهض من خرائب العراق؟ هل كنا نعرف بأنه لم يكن أي وجود "لسلاح الدمار الشامل" الذي اتخذ ذريعة لقتل الآلاف في احتلال العراق؟ هل كنا نعرف ان صناعة الأسلحة الامريكية لا تخسر أبدا، ولا حتى في الحرب ضد الولايات المتحدة؟ كنا نعرف، فنحن لسنا حمقى حقا، ولكننا سكتنا، فقد احببنا سيدنا المفجر.
    والآن، عشية قصف داعش، نجلس خنوعا امام التلفزيون، منبوذين، محرجين، وعلى استعداد للاكتفاء، مرة اخرى، بصور الفظائع الشخصية لهذا التنظيم، بدل صور الفظائع الجماعية في الفالوجة او غزة. ويشرح لنا تسفي يحزقيلي (صحفي إسرائيلي يهتم بالشؤون العربية) كم نعتبر اوروبا اكثر من اوروبا: في مدنهم العمياء يوجد مسلمون اكثر مما لدينا في تل ابيب، بما في ذلك يافا. كما تسبب لنا تنبؤات ايهود يعاري (صحفي في التلفزيون الاسرائيلي)، الشعور برجفة المشاركة، كما في 1991، وكما في 2003، فليخربوا العراق مرة اخرى، وسوريا، وربما ايران، ان شاء الله. بشكل عام، تعلمنا احناء رؤوسنا والقول: "لن نزعجكم، المهم ان تدمروا"، وليكن ما سيكون.
    وللتوثيق فقط، تذكروا: لقد كنا اول من احتل ودمر عاصمة عربية، في عام 1982، والوحيدين الذين اسمينا شارعا باسم البنتاغون، لمدة شهر، بعد 11 ايلول، ولدينا شوارع تحمل اسماء الملك جورج الخامس، واللورد بلفور، الذي وعدنا بدولة من قبل الامبراطورية. قد يكون سكان لاوس وايسلاندا يعرفون هامشيتهم، ولكن نحن؟ مركز العالم، رأس الحربة ضد الاسلام. لن يمروا! فالتوراة هي لنا وللمسيحيين.
    4 دروس من الجرف الصامد
    تحت هذا العنوان يكتب موشيه ارنس، في "هآرتس"، انه آن الأوان لتحليل عملية "الجرف الصامد" (في غزة) واستخلاص العبر الملائمة، لأنه كما يبدو، تنتظرنا جولة أخرى خلف الزاوية، فحماس لم تهزم، ولا تنوي التخلي عن سلاحها. لا شك انها ستعيد ملء مستودعات الصواريخ، كي تطلقها في اللحظة المناسبة، وعلينا ألا ننسى ان هناك 100 الف صاروخ لدى تنظيم ارهابي اخر – حزب الله – موجهة الى إسرائيل. فما هي العبر التي يجب ان نستخلصها؟
    أولا: انه لا يمكن ردع الارهابيين، لا الارهابي الوحيد ولا القاعدة وداعش وجبهة النصرة وحزب الله او حماس. ذلك ان أفق تخطيطهم يمتد الى مئات السنين، ومعتقداتهم غير قابلة للتغيير، وضربة واحدة لن تردعهم عن مواصلة العمل الارهابي، لأنهم متأكدون من الانتصار النهائي. كان يتحتم على إسرائيل ان تفهم بعد "الرصاص المصبوب" و"عامود السحاب" ان هذه العمليات لن تردع حماس عن استئناف اطلاق الصواريخ على إسرائيل بعد عامين.
    هناك من يريدون التصديق بأن الضربة القاسة التي تلقتها حزب الله في حرب لبنان الثانية تمنعها من استفزاز إسرائيل مرة اخرى. لكن عليهم الفهم، بأن حزب الله استغل الفترة الماضية لجمع اكثر من 100 الف صاروخ دقيقة وطويلة المدى، وانها مستعدة لمهاجمة إسرائيل عندما تقرر ذلك او تتلقى امرا من طهران.
    العبرة الثانية ترتبط بسلاح الارهابيين. الانفاق التي حفرتها حماس تشكل خطرا على سكان البلدات المجاورة للقطاع، ولكن يجب ان نتذكر بأن الصواريخ الموجهة الى اهداف اسرائيلية تشكل خطرا اكبر. الانفاق تشكل خطرا محليا، بينما الهجمات الصاروخية المتواصلة يمكنها ان تشوش الحياة في الدولة، ولن تنجح حتى "القبة الحديدية" باعتراض غالبيتها، رغم التكاليف الباهظة. ولذلك، يجب ان تطرح في مقدمة اولويات كل عملية عسكرية، مهمة تدمير الصواريخ. فهذا اهم من كشف الانفاق، التي يمكن معالجتها من خلال طرق لا تحتم ارسال قوات برية. هذه الطرق كان يجب تطبيقها منذ زمن، ويجب تطبيقها الآن. ولكن الهدف الاول يجب ان يكون ازالة تهديد الصواريخ.
    العبرة الثالثة تتعلق بجبهتي الارهاب: على اسرائيل التي تواجه تهديدات حماس في الجنوب، ومخاطر حزب الله في الشمال، الطموح الى منع وقوع حرب متزامنة على الجبهتين، ومعالجة كل تهديد على حدة. حزب الله منهمكة الآن في الحرب السورية، ولذلك من الواضح من هي الجهة التي يجب ضربها اولا. هناك امثلة كلاسيكية لادارة حرب على جبهتين، من خلال معالجة كل طرف على حدة، كالمعركة الشهيرة خلال الحرب العالمية الأولى، التي اضطرت المانيا خلالها الى مواجهة الروس في الشرق والفرنسيين والانجليز في الغرب. فقد الحق الجنرال فون هايندنبورغ الهزيمة اولا بالروس، وسمح بذلك لألمانيا بالتفرغ للجبهة الغربية. ومن نسي هذا الحدث يمكنه قراءة كتاب الكسندر سولجنيتسين "اب 1914".
    العبرة الرابعة والأخيرة هي ان حروب اسرائيل يجب ان تكون قصيرة. نحن لسنا مبنيون للحروب الطويلة. وكلما طالت الحرب، كلما ارتفع عدد الضحايا في الجانبين، وهكذا يتزايد عدم صبر العالم امام حرب تبدو وكأنها لا تقود الى أي مكان. ولذلك يجب عمل ما يجب عمله عاجلا.
    الملاذ الأول للوغد
    تحت هذا العنوان تكتب نيفا لنير، في "هآرتس": كيف نتأكد من صحة بيان رئيس الحكومة بأن "الجيش الإسرائيلي هو اكثر الجيوش اخلاقية في العالم"؟ هل نشكل لجنة تحقيق رسمية وننتظر نتائجها؟ هل نستدعي اجراء استطلاع في جيوش الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي ودول OECD؟ او ربما نجري استفتاء عاما بين فلاسفة الاخلاق والمؤرخين الجدد في 20 جامعة رائدة في العالم؟ لا تبذلوا جهدا في التكهن. هذه ليست احجية فكرية، وانما لعبة الصبية "قال هرتسل"، وفي صيغتها الجديدة : "قال نتنياهو ان الجيش الإسرائيلي هو اكثر الجيوش اخلاقية في العالم". وهذا يعني ان الجيش الإسرائيلي هو اكثر الجيوش اخلاقية في العالم!
    "قال هرتسل" اصبحت الآن "قال نتنياهو" و"قال بينت" و"قال يعلون" و"قال شمير". يجب عدم التفتيش في كل مسألة. يقول السياسي لنفسه: "انا أقول وهذا يعني انني موجود واحكم على التاريخ". هذا هو طريق الوطنيين. فعملهم لا يتم بأيدي الآخرين.
    لقد كانت السنة الماضية جيدة للسياسيين الوطنيين، السياسيون وليس رجال الدولة، فلا وجود لرجال الدولة لدينا. وهكذا في انجيل الأخلاق، اطاح رئيس الحكومة برافضي الوحدة 8200، وتنكر لمحاولتهم اجراء نقاش حول مسائل الجيش والأخلاق، الاحتلال والأخلاق، والجيش الاسرائيلي كجيش محتل. شكرا انكم كنتم معنا ايها الأصدقاء من الوحدة 8200. وداعا وشكرا على الأسماك. والآن ايها الأعزاء (في الاحتياط) عودوا الى البيت. انتم تذكرون بالتأكيد ان يدنا الطويلة ستصل اليكم في كل مكان.
    حتى وزير الزراعة يئير شمير سمع اجنحة التاريخ وساهم في محاكمة التاريخ عندما وبخ سكان ناحل عوز، "الذين رقصوا على دماء رجال غوش قطيف خلال الانفصال"، تلك الرقصة "التي الحقت ضررا بالتضامن". شكرا لكم يا سكان محيط غزة، الطبق الفضي الذي احضر لنا دولة اليهود، وشكرا مضاعفا لي، الذي اذكر لكم انكم انتم اول من بدأ! انتم اول من ضرب التضامن الإسرائيلي، "ورغم ذلك سنساعدكم"، سنلقي نحوكم بقطعة شهية من ميزانية الدولة، سنستثمر فيكم، واذا وقعت جولة اخرى بعد ان يزهر الجنوب ويفرح المسن، سنذكركم دائما اين كنتم ايام الانفصال – انكم رقصتم على الدم.
    يصعب علي تذكر متى صادفت لأول مرة مقولة صموئيل جونسون "الوطنية هي الملاذ الأخير للوغد". هذا الأسبوع فتحت "كنز الاقتباسات" الذي حرره ايتان بن ناتان، كي اشحذ ذاكرتي. ولشدة سعادتي عثرت على ملاحظة امبروز بيرس، الكاتب والصحفي الامريكي، على مقولة جونسون: "في القاموس الشهير لجونسون، يتم تعريف الوطنية كملاذ اخير للوغد، مع كل الاحترام لمحرر القاموس المتنور ولكن الضعيف، اريد التحديد بأن هذا هو ملاذه الأول". سنة مباركة، وفي حال سماعكم لصافرة الانذار تذكروا ان الجيش الاكثر اخلاقية في العالم الى جانبنا.
    محادثات القاهرة: ترميم مقابل نزع السلاح
    تحت هذا العنوان يكتب ايلي حزان، في "يسرائيل هيوم"، ان المفاوضات في القاهرة ستبدأ اليوم، على خلفية قرار مجلس الشيوخ الامريكي تبني قانون يعمق التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة واسرائيل. وهذا الأسبوع صادقت الحكومة الإسرائيلية على ميزانية خاصة قيمتها 1.3 مليار شيكل لبلدات محيط غزة، وفي المقابل تقرر السماح بتقديم تسهيلات مدنية واقتصادية لسكان قطاع غزة.
    هذه مسألة ليست مفاجئة، فتمييز إسرائيل بين الجمهور المدني وبين قوات الارهاب في حماس، انعكس بشكل واضح خلال الحرب، عندما امتنعت إسرائيل، قدر المستطاع، عن اصابة الأبرياء، بينما واصلت حماس محاولات اصابة المدنيين الابرياء، دون ان تحقق النجاح. وهذا استمرار لطابع العمل في الجانبين منذ اللحظة التي رسخت فيها حماس مكانتها كتنظيم ارهابي فاعل.
    حسب رأيي لقد انتصرت اسرائيل في المواجهة الأخيرة مع حماس. هناك محللون يسعون الى طرح انطباع مضلل، كما لو أننا خسرنا لأننا لم ننجح بهزم التنظيم الدموي. لكن الامر ليس كذلك. يكفي ان ننظر الى الصور: مناطق كاملة في غزة تم تخريبها حتى الأساس. 2200 غزي قتلوا وهناك الكثير من الجرحى الذين سيضطرون الى تأهيل انفسهم، اختفاء قادة حماس تحت الأرض طالما تواصلت حالة الحرب كانت رمزا لشكل انتهاء المواجهة. ولذلك فان إسرائيل تتوجه الى المحادثات وهي متفوقة على الجانب الثاني، ويتحتم عليها وضع كل آمالها من اجل تحقيق معادلة الاتفاق التالية: "الترميم مقابل نزع السلاح" – اشتراط نزع سلاح غزة في كل اتفاق على التسهيلات والترميم التي تطلبها حماس. تصريحات الجانب الفلسطيني بشأن رفض تفكيك القطاع من السلاح، لن تقابل هذه المرة بساق مكسورة. فمطلب إسرائيل بتفكيك السلاح يحظى بدعم دولي.
    الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي تنظران الى سيناريو الرعب الذي تبثه داعش وتفهمان ان إسرائيل تملك قاعدة راسخة لمطلبها. لقد اقترحت الكثير من الدول، بما فيها المانيا وبريطانيا وفرنسا، تشكيل قوة منها في اطار معين للإشراف على ترميم القطاع وتفكيك السلاح. ويمكن ان نضيف الى ذلك حقيقة انه اذا سيطرت في مصر سابقا، حركة الاخوان المسلمين، التي تماهت بشكل تظاهري مع حماس، فان من يسيطر على مصر الآن يتحفظ من طرق عمل التنظيم وقيادته، كما تعلق المملكة العربية السعودية كل آمالها على هذه المسألة، بينما تقف في الجانب الثاني قطر التي ستحول في كل الاحوال ملايين اليورو والدولارات لترميم القطاع.
    علينا عدم التخوف من طرح حلول ابداعية، كاقتراح وزير المواصلات يسرائيل كاتس، الانفصال التام عن قطاع غزة واقامة جزيرة اصطناعية، تشمل مطارا وميناء بحريا للفلسطينيين. ولكن في الوقت ذاته، علينا الاصرار على مصالحنا. سكان الجنوب يعرفون ذلك اكثر من أي شخص آخر، لكنه يتحتم على كل سكان اسرائيل فهم ذلك. هذا الأمر سيحتم اقامة جبهة اسرائيلية موحدة تفهم الحاجة الى نزع السلاح الفلسطيني في غزة. لكن للأسف لا يفهم الجميع ذلك، والبعض يطالبون بنزع شرعية هذا المطلب. في كل الأحوال، اذا اضطررنا الى حرب اخرى في غزة فسنصمد فيها. هذه هي ساعة الاختبار التي تواجهنا وكلنا سنتحمل النتائج مهما كانت.

  3. #93
    أضواء على الصحافة الإسرائيلية 28 أيلول 2014


    عباس: اسرائيل ارتكبت جريمة ابادة شعب في غزة


    نقلت صحيفة "هآرتس" ابرز ما تضمنه خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (الجمعة) امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وابرزت اتهامه لإسرائيل بارتكاب جريمة ابادة شعب في الحرب الأخيرة على غزة، واعلانه بأن الشعب الفلسطيني لن ينسى ولن يصفح عن ذلك، وسيعمل على محاكمة المسؤولين.


    وهاجم عباس في خطابه الحكومة الإسرائيلية وسلوكها خلال الأشهر الأخيرة، بدء من المفاوضات السياسية التي استغرقت ثمانية أشهر وحتى حرب غزة، واوضح بأن الفلسطينيين لن يعودوا الى المفاوضات العقيمة وعديمة الجوهر والتي لا تتعامل مع لب القضية الفلسطينية. واكد عباس انه بالذات في السنة التي كان يجب ان تكون سنة الدعم الدولي للشعب الفلسطيني، اختارت إسرائيل القيام بحرب ابادة جديدة ضد الشعب الفلسطيني، وبدل الاعلان عن قيام الدولة الفلسطينية الى جانب اسرائيل وتصحيح الغبن التاريخي منذ نكبة 1948، اختارت إسرائيل تحدي العالم واعلنت الحرب على غزة. وقال انها استخدمت الطائرات والدبابات للتعرض بشكل وحشي للحياة والبيوت والمدارس واحلام آلاف الاطفال والنساء والرجال، وتدمير كل ما تبقى من آمال السلام.


    وذكّر عباس بخطاباته السابقة امام الجمعية العامة وبتحذيره من نكبة جديدة ضد الشعب الفلسطيني، في حال عدم قيام دولة فلسطينية مستقلة فورا. وقال: "في عام 2012 قلت اننا لا نحتاج الى حرب مدمرة جديدة كي نفهم انه لم يتحقق السلام بعد". وأشار الى ان حجم الجريمة هذا العام اكبر بكثير، وان قائمة القتلى والجرحى المعوقين باتت اطول، وكل هذا الى جانب عشرات العائلات التي تمت ابادتها والدمار الذي سببته الحرب والذي لا مثيل له في التاريخ الحديث، كما اكد ذلك المفوض الأعلى للأونروا.


    واتهم عباس إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في بث مباشر وامام عيون العالم. ورفض كل محاولة للتقليل من حجم الكارثة، وتجاهل الحقائق او تبرير ما حدث بحق اسرائيل في الدفاع عن النفس. واعلن ان الشعب الفلسطيني يحتفظ لنفسه بالدفاع عن النفس امام آلية الدمار الإسرائيلية، وبحق مقاومة الاحتلال والاستيطان، ولكن في اطار القانون الدولي. وقال: "لن نفقد انسانيتنا واخلاقنا".


    وتطرق عباس الى العملية السياسية وقال ان الفلسطينيين دخلوا مسارا صعبا من المفاوضات بقلب مفتوح وباخلاص، بهدف التوصل الى اتفاق برعاية ادارة اوباما. وقال: "واجهنا المسائل بشكل ايجابي، ولكن إسرائيل لم تترك أي باب للاتفاق وواصلت خرقه بواسطة البناء في المستوطنات ومصادرة الأراضي وهدم البيوت واعتقال وطرد الفلسطينيين". واوضح: "في المقابل واصل المستوطنون ارتكاب جرائمهم ضد المدنيين والأرض والمساجد والكنائس واشجار الزيتون. لقد فشلت إسرائيل مرة اخرى في امتحان المفاوضات وخرقت اتفاق تحرير قدامى الأسرى. انها تعارض كل اتفاق يقوم على اساس دولة فلسطينية في حدود 67".


    وقال عباس ان افضل اقتراح قدمته إسرائيل خلال المفاوضات كلها، هو مناطق معزولة لا تخلق تواصلا اقليميا وتفتقد الى السيادة على الأرض والماء والموارد الطبيعية، التي ستبقى عرضة لاعتداءات المستوطنين.. وذكّر عباس في خطابه، بازدياد التحريض والعنصرية ضد الفلسطينيين من خال استخدام الحوار الديني المتطرف وسن قوانين عنصرية. وهذا ينعكس في الجريمة الرهيبة لمقتل الفتى محمد ابو خضير من شعفاط في تموز الماضي. واتهم عباس الحكومة الإسرائيلية بمحاولة التعرض للسلطة الفلسطينية وعملها على بناء مؤسسات الشعب الفلسطيني، الامر الذي برز في موقفها ضد حكومة الوحدة والمصالحة الفلسطينية، التي كان من نتائجها تشكيل حكومة حظيت بتأييد العالم كله.


    وتساءل عباس في خطابه عن توجه الشعب الفلسطيني وقيادته، وقال انه لا ينوي العودة الى طاولة مفاوضات من اجل المفاوضات فقط دون التعامل مع لب القضية الفلسطينية. "لا فائدة من المفاوضات التي تحدد إسرائيل نتائجها مسبقا من خلال الاستيطان والقوة". واوضح عباس بأنه تحتم على الفلسطينيين دائما اتخاذ خطوات النوايا الحسنة في الوقت الذي عملت فيه الحكومة الإسرائيلية على افشال الجهود. وغمز باتجاه رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو قائلا "انه يتذمر دائما من ان كل خطوة يمكنها ان تفكك ائتلافه".


    وامتنع عباس في خطابه عن طرح مبادرة محددة بجدول زمني معرف، وانما تحدث عن اقتراح قرار سيتم تقديمه الى مجلس الأمن، وفي مركزه انهاء الاحتلال على أساس حل الدولتين داخل حدود 67، بما في ذلك القدس الشرقية، وحل كل المسائل الجوهرية في اطار زمني محدود على أساس مبادرة السلام العربية. وحسب اقواله فان المفاوضات المباشرة ستركز على مسألة الحدود. ولم يوسع عباس في حديثه بشأن الخطوات التي سيتم اتخاذها اذا فشلت هذه الاتصالات، ولم يوضح خطواته القادمة.


    وتحدث عباس عن ترميم القطاع، والحاجة الملحة الى مساعدة الفلسطينيين في غزة. وختم خطابه بدعوة المجتمع الدولي الى العمل من اجل المصادقة على مبادرته وانهاء الاحتلال.


    وقال مسؤولون فلسطينيون تحدثوا الى "هآرتس" بعد الخطاب ان عباس امتنع عن المواجهة المباشرة مع الادارة الامريكية بشأن مبادرته، ولذلك طالب بجدول زمني محدد لانهاء الاحتلال دون طرح تاريخ محدد. ويسود التقدير بأن هذا التغيير جاء في اعقاب اللقاءات التي اجراها عباس في الأيام الأخيرة مع الكثير من القادة في الأمم المتحدة، بينهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وقال مسؤول فلسطيني رفيع ان الوفد الفلسطيني سمع رفضا واضحا من قبل الولايات المتحدة لخطوة احادية الجانب، وانها ستفرض الفيتو على أي اقتراح كهذا اذا حظي بتأييد الغالبية.


    إسرائيل تحرض على ابو مازن وتعتبره "ليس شريكا"!!


    شن قادة إسرائيل بيمينهم ويسارهم، وبعض المحللين في الصحف، الذين أخرجتهم الحقيقة عن اطوارهم، واصابتهم بالجنون، هجوما مشبعا بالتحريض على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على خلفية خطابه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي اتهم فيه اسرائيل بارتكاب جريمة ابادة شعب وجرائم حرب في غزة.


    وفيما اشارت صحيفة "هآرتس" في عنوانها الرئيسي الى تعمق الأزمة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في اعقاب خطاب عباس، ودافعت عنه في افتتاحيتها الرئيسية، متسائلة عما اذا كانت اسرائيل تتوقع منه تهنئتها باللغة العبرية في عيد رأس السنة العبرية، وامامه جثث 2200 فلسطيني في غزة، (انظر الافتتاحية لاحقا)، فقد تبنت صحيفة "يسرائيل هيوم" المقربة جدا من رئيس الحكومة، خطاب الهجوم الصهيوني وتوجت صفحتها الرئيسية بعنوان "خطاب الأكاذيب" واعتبر محللها السياسي، اليميني دان مرغليت ان ابو مازن وضع حدا "لعملية السلام". ولم يختلف موقف "يديعوت احرونوت" التي توجت صفحتها بعنوان "حطم كل الآليات" وزعم محللها السياسي الرئيسي ناحوم برنياع ان عباس ردد الاكاذيب، وان خطابه يهدد بإنهاء العملية السلمية (انظر مقالته لاحقا).


    ونشرت الصحف تصريحات لعدد من المسؤولين الاسرائيليين، هاجموا فيها الرئيس عباس وزعموا انه يفتري على اسرائيل. فقد اعتبر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، عشية سفره، اليوم، الى نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، خطاب عباس بمثابة "تحريض واكاذيب"، وقال في بيان نشره مساء امس السبت: "بعد خطاب الخداع الايراني، وخطاب التحريض الذي القاه ابو مازن، سأقول الحقيقة التي يريد قولها كل مواطن إسرائيلي امام العالم كله. وسأمثل في خطابي وفي كل لقاءاتي مواطني اسرائيل، وأصد باسمهم التشويه والأكاذيب التي توجه ضد دولتنا".


    اما وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، الذي سافر مساء امس الى نيويورك، فقد اعلن انه ينوي "تبليغ كل وزراء الخارجية الأجانب الذي سيلتقي بهم خلال الأسبوع الجاري، ان القيادة الفلسطينية الحالية هي قيادة رافضة، لا تتيح التقدم نحو اتفاق، وانما تعيد العلاقات بين الجانبين الى الوراء"، حسب ما اقتبسته "هآرتس". وأضاف: "على المجتمع الدولي استخلاص الدروس في كل ما يتعلق بالدعم الذي يقدمه لأبي مازن وللسلطة الفلسطينية بقيادته". زاعما انه: "لم يكن انضمام ابو مازن الى حكومة مشتركة مع حماس مجرد صدفة، فهو يكمل حماس عندما يعمل في الارهاب السياسي ويفتري كذبا على إسرائيل. وطالما بقي رئيسا للسلطة فانه سيواصل قيادة الصراع. ويثبت في كل مرة مجددا انه ليس رجل سلام وانما مكمل درب عرفات بطرق أخرى".


    كما هاجم وزير الأمن موشيه يعلون، الرئيس الفلسطيني وخطابه في الأمم المتحدة وقال ان عباس "هو شخص ينشر الأكاذيب ويعمل في التحريض وذر الكراهية ضد دولة اسرائيل". واعتبر يعلون ان عباس ليس شريكا لاتفاق يقوم في جوهره على انهاء الصراع ووضع حد للمطالب، وقال: "للمرة التي لا نعرف كم عددها، يثبت لنا ان كل نقاش حول الحدود امام شخص ينشر الأكاذيب مثل ابو مازن، والذي لم يسلم فعلا بوجودنا هنا، ويعتبر كل تنازل إسرائيلي بمثابة خطوة اخرى في اطار خطة المراحل الفلسطينية، يصبح هذا النقاش مفصولا عن الواقع".


    من جهتها ردت الناطقة بلسان الخارجية الامريكية جين ساكي على قول محمود عباس بأن "إسرائيل ارتكبت جريمة ابادة شعب مخطط في غزة وتخطط لنكبة ثانية"، وقالت "ان خطاب الرئيس عباس تضمن خصائص مضرة، كانت مخيبة جدا ونحن نرفضها. مثل هذه التصريحات الاستفزازية لا تفيد وتقوض الجهود المبذولة لخلق اجواء ايجابية واعادة الثقة بين الجانبين".


    وهاجم مسؤولون في ديوان نتنياهو خطاب عباس بشدة، وقالوا "انه خطاب تحريض يعج بالأكاذيب، ليس هكذا يتحدث من يريد السلام".


    كما هاجم رئيس كتلة العمل، النائب ايتان كابل، خطاب عباس ووصفه بأنه "اكاذيب مشينة وكان من المفضل عدم قولها، وتستحق الشجب من قبل نصير سلام حقيقي. وحتى اذا كانت لديه احتياجات سياسية داخلية تحتم عيله غمز حماس، فانه لا يوجد أي مبرر لتصريحات كهذه، ولا يمكن لأي إسرائيلي يطمح الى السلام الحقيقي تقبلها". واعتبر كابل خطاب عباس "مخيبا للآمال ويدعم رافضي السلام ولا ينطوي على أي أمل". وقال: "آمل جدا ان لا يقفز نتنياهو على الخطاب كما لو عثر على غنيمة كبيرة، وانما أن يبدأ، كما وعد عدة مرات، عملية سياسية جدية تعتبر الفرصة الوحيدة لتحقيق الهدوء في منطقتنا".


    كما هاجم رئيس حزب العمل يتسحاق هرتسوغ خطاب ابو مازن واعتبر ما قاله "صعبا ومخيبا للأمل وكاذبا ولكنه ليس مفاجئا، فأبو مازن ليس صديقا وليس مؤيدا". واضاف هرتسوغ: "اتحفظ من تصريحاته ولكنني لا انسى ما هي المصلحة الإسرائيلية، ولكن من المهم التذكير: من المناسب ان تعمل إسرائيل مع السلطة في غزة وليس مع جيش حماس، ومواصلة التنسيق الأمني في الضفة كما كان قائما في السنوات الأخيرة. انا لست شريكا في سياسة "قلت لكم" التي يديرها نتنياهو بدعم من بينت وليبرمان. على اسرائيل طرح جدول اعمال يحقق الهدوء والأمن في المنطقة".


    اما وزير الاقتصاد نفتالي بينت فقال معقبا "ان ابو مازن يجد دائما مكانا دافئا في القلب للقتلة ومطلقي الصواريخ وبشكل عام لأعدائنا. فكرة الدولة الفلسطينية تطايرت هذا العام مع الصواريخ التي تم اطلاقها على مطار بن غوريون قبل شهرين، وجيد ان نعرف بأن من اطلقها هم اصدقاء ابو مازن. يجب على إسرائيل الآن ان تقود نحو اتجاهات جديدة وخلاقة تتيح لنا العيش هنا. وقيام دولة فلسطينية الى غرب نهر الأردن لا يعتبر احدها".


    واستغل وزير الاسكان اوري اريئيل الفرصة للدعوة الى البناء في المستوطنات، وقال: "خطاب ابو مازن هو ارهاب سياسي ضد إسرائيل. ويجب الرد على هذا الارهاب ليس من خلال خطاب في الأمم المتحدة فقط، وانما على الأرض. آن الأوان لوقف تجميد البناء الهادئ الذي يعتبر جائزة للإرهاب السياسي، والعودة الى البناء في القدس والضفة كما في كل انحاء البلاد".


    واعتبرت رئيسة حركة ميرتس، زهافا غلؤون، ان "خطاب عباس الموجه الى الحلبة الدولية، يعبر عن الفقدان المطلق لثقة الفلسطينيين بنتنياهو كشريك للمفاوضات السلمية. وما المفاجئ، سيما ان نتنياهو أظهر طوال خمس سنوات الرفض السياسي، وكانت المفاوضات التي ادارها برعاية امريكية هي مفاوضات لا تهدف الوصول الى أي مكان، حيث واصل خلالها البناء الجامح في المستوطنات. نتنياهو يريد الآن مواصلة سياسة "ادارة الصراع" بدل الانتقال الى سياسة حل الصراع".


    اتفاق فلسطيني على تسلم حكومة المصالحة للسلطة في غزة


    كتبت صحيفة "هآرتس" نقلا عن مصادر في وفدي فتح وحماس الى محادثات القاهرة ان الطرفان اتفقا على سيطرة حكومة المصالحة على غزة. وحسب ما قاله رئيس وفد فتح، عباس الاحمد، فان الاتفاق يتضمن دفع رواتب مستخدمي حكومة حماس في غزة "لأنهم جميعا فلسطينيون وهذه حكومة كل الفلسطينيين".


    وقال رئيس وفد حماس موسى ابو مرزوق ان الامم المتحدة ستناقش مسالة المعابر الحدودية وغيرها من المسائل الرئيسية وكذلك موضوع حكومة المصالحة في غزة. وأضاف ان الامم المتحدة ستتوصل الى اتفاق مع إسرائيل وحكومة الوحدة بشأن ادارة المعابر الحدودية. وقال المسؤول في فتح حسين الشيخ انه تم الاتفاق في محادثات المصالحة على دعم مخطط القيادة الفلسطينية لانشاء دولة مستقلة على حدود 67، وتحمل حكومة المصالحة للمسؤولية عن ادارة قطاع غزة وترميمه وعودة الطواقم الفلسطينية الى المعابر. وسيدخل الاتفاق حيز التنفيذ فورا.


    نتنياهو سيكرس زيارته لواشنطن، لعرقلة الاتفاق الدولي مع ايران


    توقعت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان يكرس نتنياهو زيارته الى الولايات المتحدة، هذا الأسبوع، لهدف واحد: عرقلة الاتفاق المتبلور بين القوى العظمى وايران حول المشروع النووي الايراني، الذي وصفته بمشروع "آيات الله"!. وكتبت ان نتنياهو يعارض بشدة تخفيف الضغط الدبلوماسي على ايران او رفع العقوبات الدولية عنها. ومن المتوقع ان يتهم خلال خطابه في الامم المتحدة، ايران بمواصلة جهودها السرية لانتاج مواد مشعة للسلاح النووي والعمل بشكل منهجي على اخفاء خطواتها.


    وقال المقربون من رئيس الحكومة انه يعد "خطابا قويا" سيحتل عناوين الصحف في العالم. وليس من الواضح ما اذا كان نتنياهو يطبخ لعبة جديدة كخطاب "القنبلة" الذي القاه قبل عامين والذي عرض خلاله رسما لقنبلة نووية كي يثبت التهديد النووي الايراني.


    واضافت الصحيفة انه من المتوقع ان يهاجم نتنياهو في خطابه، غدا، "الاخلاق المزدوجة التي ينتهجها العام ازاء اسرائيل، حيث يعترف من ناحية بحقها في الدفاع عن النفس في مواجهة عناصر الارهاب، ولكنه من جهة ثانية يريد تقييد اياديها كي لا تتمكن من تطبيق هذا الحق".


    ومن المقرر ان يجتمع نتنياهو، يوم الاربعاء، بالرئيس الامريكي في واشنطن. ولا يتوقع ان يكون اللقاء سهلا. فيوم الخميس الماضي، لم يخف اوباما خلال خطابه امام الأمم المتحدة، خيبة امله ازاء غياب أي افق سياسي للتوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. ورغم تركيزه على تهديدات داعش، بشكل خاص، الا انه وجد من المناسب الربط بين محاربة الارهاب وحل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. وقال اوباما "ان الوضع الراهن في غزة والضفة لا يمكن ان يتواصل ولا يمكننا السماح لأنفسنا بالتخلي عن جهود التوصل الى سلام، خاصة عندما تطلق الصواريخ على الاسرائيليين الابرياء او يدفع اطفال فلسطين حياتهم ثمنا في غزة."


    واوضحت مصادر في واشنطن ان اوباما ينوي الضغط على نتنياهو لاستئناف المفاوضات مع ابو مازن. وكان قد صرح في خطابه امام الأمم المتحدة قائلا: "طالما كنت رئيسا سنبذل كل جهد وسنصر على مبادئنا بأن إسرائيل والفلسطينيين والشرق الاوسط والعالم سيكونون اكثر عدلا وأمانا عندما تعيش الدولتان جنبا الى جنب بسلام وامان".


    ونشرت "يسرائيل هيوم" تصريحات لوزير الاستخبارات الاسرائيلية يوفال شطاينتس، يعقب فيها حول ما ذكرته الانباء عن السماح للايرانيين بالاحتفاظ بنصف كمية اجهزة الطرد المركزي التي يملكونها، مع تقليص امكانية اليورانيوم الذي يسمح لاير ان بتخصيبه. وقال شطاينتس ان "إسرائيل تعارض بشدة بقاء آلاف أجهزة الطرد المركزي بأيدي ايران، لأن ذلك يعني الابقاء على قرابة 4700 جهاز فاعل وآلاف الاجهزة التي يمكن تفعيلها من جديد خلال عدة أشهر. واعتبر هذا الاتفاق يذكر بما اسماه "الاتفاق الفاشل" الذي تم توقيعه عام 2007، مع كوريا الشمالية، التي تملك اليوم عشرة رؤوس نووية. وتبرز خطورة الامر امام اعلان إسرائيل هذا الأسبوع فقط، عن امتلاكها لمعلومات مؤكدة حول قيام ايران باجراء تجارب في مفاعل بارشين، على مصدر النيوترون الداخلي، الذي يتم استخدامه فقط لإشعال سلسلة التفاعل في السلاح النووي".


    رفض مشروع عربي ضد القدرات النووية الإسرائيلية


    كتبت صحيفة "هآرتس" ان المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة النووية، رفض خلال اجتماعه في فيينا مساء الخميس الماضي، مشروع قرار بادرت اليه الجامعة العربية، تحت عنوان "القدرات النووية الإسرائيلية". ويشجب القرار إسرائيل ويطالبها بالتوقيع عن معاهدة حظر انتشار السلاح النووي واخضاع منشآتها النووية للمراقبة الدولية. وصوتت الى جانب القرار 45 دولة، فيما عارضته 58 دولة، بينما اختارت الكثير من الدول التغيب عن التصويت.


    وقال مسؤول في الخارجية الإسرائيلية ان دول الجامعة العربية قررت هذه السنة بذل جهود خاصة في محاولة لتمرير مشروع القرار الذي تم رفضه السنة الماضية. ويعود سبب ذلك الى المفاوضات غير المباشرة الجارية بين إسرائيل والدول العربية بوساطة نائب وزير الخارجية الفنلندي في موضوع عقد مؤتمر "الشرق الاوسط بدون سلاح نووي".


    وكانت إسرائيل قد بذلت طوال الأشهر الثلاث الماضية جهودا دبلوماسية واسعة لإحباط مشروع القرار العربي. وتجندت كل سفارات إسرائيل في العالم لهذه المهمة، وطرح السفراء الموضوع من على كل منبر ممكن. وتجند رئيس الحكومة ووزير الخارجية ووزير الامن لهذه المهمة، وتقاسموا الاتصالات مع دول العالم واجروا محادثات هاتفية مع قادتها كي يصوتوا ضد القرار.


    كما ارسلت وزارة الخارجية مبعوثين الى عدة دول رئيسية كي تقنعها بالتصويت ضد مشروع القرار او التغيب عن التصويت. ومن بين الدول التي استهدفت بشكل خاص دول امريكا اللاتينية: البرازيل والارجنتين وتشيلي والبيرو. كما بذلت إسرائيل جهودا خاصة لاقناع دول افريقية بالتصويت الى جانبها، ومنها كينيا ونيجيريا واثيوبيا والتي صوتت ضد مشروع القرار فعلا.


    وقال مسؤول في الخارجية الإسرائيلية ان الادارة الامريكية تجندت ايضا الى جانب اسرائيل وعملت على افشال القرار العربي. وسعى سفير واشنطن في الوكالة طوال الاشهر الماضية الى تجنيد الدول لمعارضة مشروع القرار العربي، كما شاركت سفارات امريكا في العالم في الحملة الإسرائيلية لافشال مشروع القرار. واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي، افيغدور ليبرمان، اسقاط القرار بمثابة انتصار للدبلوماسية الإسرائيلية. وقال ان رفض المشروع العربي ينقل رسالة هامة مفادها ان المجتمع الدولي لا يوافق على المحاولة الفارغة المضمون لتوجيه اصابع اتهام الى إسرائيل، فيما يعلم الجميع، بما فيها الدول العربية صاحبة القرار، ان الخطر على استقرار الشرق الاوسط والسلام الدولي لا يصل من إسرائيل وانما يكمن في الجهد الايراني المتواصل للحصول على سلاح نووي".


    ليفني تتناول العشاء في نيويورك بمعية عدد من وزراء الخارجية والمسؤولين العرب


    كشف موقع "واللا" العبري، ان وزيرة القضاء الإسرائيلية، ومسؤولة ملف المفاوضات مع الفلسطينيين، تسيبي ليفني، زارت نيويورك، قبل اسبوعين، وتناولت العشاء مع مجموعة كبيرة من وزراء الخارجية والمسؤولين السياسيين العرب، بما في ذلك وزراء ومسؤولين من دول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وتم التركيز خلال اللقاء حول مسائل اقليمية مختلفة، بدء من محاربة الارهاب وحتى الاتصالات بين الاسرائيليين والفلسطينيين.


    وقد وصلت ليفني الى نيويورك في زيارة استغرقت 24 ساعة فقط، بدعوة من الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون وعقيلته هيلاري للمشاركة في حدث رسمي. ولكن الجانب المثير من زيارة ليفني تمثل في دعوتها لتناول العشاء المحدود والمغلق امام وسائل الاعلام، مع عدد من القادة والدبلوماسيين العرب الذين تواجدوا في نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكان من بين الحضور الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، وزير الخارجية اللبناني جبران بسيل، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة، ووزير خارجية الكويت الشيخ خالد صباح، ووزير خارجية الامارات العربية عبدالله بن زايد، والامير السعودي تركي الفيصل.


    وشارك الى جانب المسؤولين العرب، عدد من الدبلوماسيين الأجانب، بينهم وزير خارجية كندا، وموفد الامم المتحدة السابق الى الشرق الاوسط تريا لارسن. وكانت الوزيرة ليفني الإسرائيلية الوحيدة المدعوة الى الحدث. ورفض مكتب ليفني التعقيب على توجه "واللا".


    مقالات


    لهجة يائسة


    تحت ها العنوان تكتب صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان إسرائيل تعاملت مع الخطاب الهجومي للرئيس عباس امام الجمعية العامة، كدليل قاطع على عدم رغبة عباس بالسلام واتهمته "بالافتراء الكاذب على إسرائيل" ولذلك اعتبرت انه لا يمكنه ان يكون شريكا لأي سلام "منطقي" معها. وحسم رئيس الحكومة قائلا: "ليس هكذا يتحدث من يريد السلام".


    فما الذي توقعته إسرائيل ممن طرح امامه 2200 قتيل فلسطيني؟ هل توقعوا سماع تهنئة "سنة سعيدة وحلوة" باللغة العبرية؟ إسرائيل التي جاهدت منذ تعيين عباس للرئاسة قبل عقد زمني، من اجل الاثبات بأنه ليس شريكا مستحقا للمفاوضات، لأنه "ضعيف جدا" او "متطرفا اكثر من اللزوم" او "لا يسيطر على حماس" او شريكا مخلصا لها – لا يمكنها التذمر. فسياستها، وفي مقدمتها الاستهتار المتواصل بمطالب عباس المتعلقة بتجميد الاستيطان، هي التي قادت الى خطابه امام المجتمع الدولي.


    اللهجة العلنية تنطوي على اهمية كبيرة في خلق اجواء ودفع سياسات، ولكن يجب عدم الخلط بينها وبين السياسة. فعباس، الذي اتهم إسرائيل بابادة شعب وبارتكاب جرائم ضد الإنسانية، لم يدر ظهره للعملية السياسية، التي بقيت مرساة رئيسية لسياسته. لقد قال "ان هدف جهودنا هو التوصل الى سلام من خلال انهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق حل الدولتين: دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وكل الاراضي التي تم احتلالها عام 67، الى جانب دولة اسرائيل". وفي الوقت ذاته، اوضح عباس للجمهور الفلسطيني، لإسرائيل ولدول العالم، انه سيطمح الى اجراء المفاوضات القادمة مع إسرائيل، كرئيس لدولة معترف بها وليس كرئيس لتنظيم او حركة او سلطة.


    ان نيته مطالبة الامم المتحدة تحديد تاريخ لانهاء الاحتلال واستئناف المفاوضات مع إسرائيل في مسألة ترسيم الحدود، تعكس سياسة صحيحة، تهدف الى محاصرة الاحتلال بجدول زمني، بعد 47 عاما نجح الاحتلال خلالها بترسيخ وجوده وتفكيك حدود دولة اسرائيل. الحكومة الإسرائيلية تتمسك الآن بتصريحات ثاقبة اطلقها عباس كتمسكها بخشبة النجاة، على امل ان يساعدها ذلك على تسويق معارضتها لاستئناف المفاوضات السياسية، ومواصلة التمسك بسيطرتها على المناطق الفلسطينية. ولكن الاختباء وراء خطاب عباس ورشق الشعارات ضده لا تعكس الا الجبن السياسي والعجز القيادي، ذلك لأنه امام الاجزاء السياسية التي عرضها عباس في خطابه، فان إسرائيل لا تملك ردا استراتيجيا.


    سيد الوضع الراهن يسافر الى الأمم المتحدة. ما الذي ينتظرنا في خطاب نتنياهو؟


    تحت هذا العنوان يكتب براك ربيد في "هآرتس" ان خطاب "ابادة شعب" الذي القاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ساهم بشحن خزان الوقود الخاص برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي سيغادر صباح اليوم إسرائيل، متوجها الى نيويورك. فلدى نتنياهو، كما لدى نتنياهو، تشحن الأزمات البطاريات، وخطابه الذي هدد بأنه سيكون محاضرة مملة حول الارهاب الاسلامي، تحول الآن، من ناحيته، الى عملية رد صهيونية ملائمة.


    ولكن، وعلى الرغم من التطور المفاجئ في المخطط، سيصل نتنياهو الى الأمم المتحدة وهو لا يزال يفاخر بلقب "سيد الوضع الراهن" الذي يلائمه تماما. وسيقف نتنياهو على منصة الأمم المتحدة، بعد سنة قلل خلالها من المبادرة الى خطوات، وفضل الانجرار او الرد على الأحداث. انه لم يتجه اكثر نحو اليسار، لكنه لم يتحول بحدة نحو اليمين. فمن جهة، لم يصنع نتنياهو السلام، ولم يدفع أي خطوة سياسية ملموسة. وفي المقابل، لم يقدم على الحرب. فالهجوم الذي هدد بشنه ضد المنشآت النووية الايرانية، ازيل عن جدول الأعمال، ومقابل حماس اختار الردع قبل الحسم.


    وبكلمات أخرى، فقد تم جر نتنياهو، يوما بعد يوم، واسبوعا بعد اسبوع. في الصباح تم جره الى اتجاه معين، وفي المساء نحو اتجاه آخر، بدون أي توجه واضح، بدون استراتيجية وبدون رؤية واضحة ومضمونة، باستثناء الشيء الوحيد الذي امتاز فيه أكثر من أي شيء آخر: البقاء في منصبه.


    من يبحث عن أدلة على ذلك، يمكنه العثور عليها في اللقاءات التي منحها نتنياهو بمناسبة عيد رأس السنة العبرية، كعادته، لصحف اليمين فقط. كل كلمة خرجت من فمه اطلقت صرخة سلبية، وتحصنا وجمودا. لقد سأله المحرر السياسي لصحيفة "جيروساليم بوست"، هارب كانون، عما اذا كان من الصحيح ان تطرح اسرائيل مبادرة سياسية ما، ولو في سبيل محاولة تقليص الضرر الذي لحق بصورتها جراء الحرب في غزة. لكن نتنياهو رفض ذلك بشكل مطلق، واستل الحل السحري الكلاسيكي، الحرب الاعلامية، وقال: "ما يجب عمله الآن هو خلق المقارنة بين حربنا ضد حماس وحرب الغرب ضد داعش". ويعتقد نتنياهو انه اذا واصل الغرب محاربة الدولة الاسلامية، فانه سيزداد عدد الناس الذين يفهمون التهديد الذي تواجهه إسرائيل، وكنتيجة لذلك، سيتقلص الانتقاد الدولي الشديد ضدها بسبب حرب غزة او الاحتلال في الضفة الغربية.


    كما ان حديث نتنياهو في نهاية الحرب عن "الأفق السياسي الجديد" او عن التحالف مع الدول العربية السنية، تبخر كما لو انه لم يكن له أي وجود. فأقصى ما وافق نتنياهو على قوله في لقاءات العيد هو انه "يستحق فحص ذلك". وفي المقابل ادعى نتنياهو ان مبادرة السلام العربية – السعودية أصلا – ليست ذات صلة بالنسبة له. لا شك ان ذلك سيساعد على نجاح ذلك الفحص.


    لبالغ السخرية، فان الرئيس الفلسطيني الذي غادر نيويورك، امس، يشبه نتنياهو اكثر مما يعتقد. فهو، ايضا، يحب الوضع الراهن، ويعمل، في الأساس، على تحصين سلطته الفردية، بما يبدو كنسخة فلسطينية عن حسني مبارك. في خطابه الذي تضمن مقاطع وهمية وجنونية، لم يعرض عباس أي خطة عملية جديدة. وعلى الرغم من ذلك، فان خطاب عباس يطرح تحديا بل تهديدا ملموسا على عتبة نتنياهو ودولة إسرائيل.


    التوجه الذي أشار اليه الرئيس الفلسطيني كان المواجهة – القضائية، الدبلوماسية، الشكلية، بل وحتى الانتفاضة الثالثة. وفي المقابل فان نتنياهو، ولبالغ الأسف، لا يملك أي استراتيجية من شأنها نقل المبادرة الى أيدي إسرائيل. ويكمن الخطر في ان يقوم نتنياهو، في هذه المسألة، أيضا، بالرد والانجرار فقط.


    الأزمة بين إسرائيل والفلسطينيين ستحتل مكانة ليست قليلة خلال المحادثات التي سيجريها نتنياهو واوباما، في البيت الأبيض، يوم الاربعاء. وسيكتشف نتنياهو انه رغم الحرب ضد داعش، الا ان العملية السلمية لا تزال تهم اوباما. لقد قال الرئيس الامريكي في خطابه امام الأمم المتحدة، وبشكل مبرر، ان الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني ليس مصدر المشاكل في الشرق الوسط، الا انه اكد بأن مشاكل المنطقة ليست ذريعة لعدم حله. واكد اوباما انه "لا يمكن للوضع الراهن أن يستمر".


    لقد تذمر اوباما من ازدياد عدد الاسرائيليين الذين يتمسكون بالعنف الجامح في انحاء الشرق الأوسط، كسبب للتخلي عن جهود التوصل الى سلام مع الفلسطينيين. وقال: "هذه مسألة يجدر بالإسرائيليين التفكير فيها". وكان يقصد بذلك شخصا اسرائيليا واحدا.


    احدى الرسائل الرئيسية التي طرحها نتنياهو في لقاءات العيد قوله "قلت لكم". لقد شرح نتنياهو بأن رؤية المستقبل تعتبر صفة هامة لدى القائد. ربما يكون هذا صحيحا. فهناك من يقول بالذات ان صياغة المستقبل تعتبر صفة لا تقل اهمية بالنسبة للقائد. نتنياهو يفضل كما يبدو توثيقه في كتب التاريخ كأوراكل (قارئ بخت في الأساطير اليونانية) اكثر من كونه جرافة.


    في خطاب نتنياهو امام الأمم المتحدة، سنسمع الكثير عن الخداع الايراني، واكاذيب ابو مازن، والتشابه بين حماس وداعش. ولكننا، كما يبدو، لن نحصل على أي جواب حول السؤال الذي نطرحه منذ خمس سنوات: باستثناء المنصب الوزاري، الضيافة والبقاء، لماذا يريد نتنياهو ان يكون رئيسا للحكومة؟ ما الذي يريد عمله؟ والى أين، اذا كان يقصد ذلك فعلا، يريد قيادة دولة إسرائيل؟


    ربما استصعب الفهم.


    تحت هذا العنوان يطرح اوري افنيري في "هآرتس" رؤيته للسلام بلغة مبسطة، ويكتب: "السلام هو ان تتمكن مجموعة من المهندسين من تل ابيب من بناء أعلى برج في العالم في دبي، والسلام هو ان تظهر مغنية من الرملة في الرياض، وان يتمكن رجل اعمال من نتانيا، مع شريكه من رام الله، من بناء شبكة اسواق تجارية في بغداد، فكل سلام اسرائيلي – فلسطيني سيشمل مقاييس اقليمية".


    "لقد كان ذلك واضحا لي دائما. ومنذ طرحت لأول مرة، في صيف 1949، مع مجموعة من الاصدقاء، فكرة اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل، فكرنا ليس فقط باقامة دولتين تكون الحدود بينهما مفتوحة والقدس عاصمة مشتركة لهما، وانما، ايضا، بفتح الحدود بيننا وبين الدول العربية. في عام 1957 ظهر "المنشور العبري"، اول خطة مفصلة لتغيير وجه الدولة في كل المجالات. وكان من بين واضعيها، بالإضافة إلي، ناتان يلين مور وبوعاز عبرون وعاموس كينان وغيرهم. وتحدث المنشور عن اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل، وعن الاتحاد بين البلدين، وكونفدرالية إسرائيلية مع جميع دول المنطقة.


    "اتذكر ذلك الآن لكي أقول ان فكرة " الحل الاقليمي" التي أصبحت موضة اليوم، ليست جديدة علي، بل اعتبرها مفهومة ضمنا. ولذلك استغربت قليلا ما طرحه ديدي تسوكر (هآرتس 21.9) حول "الحل الاقليمي" كأنه اكتشاف جديد ونظرية مضادة "للحل الفلسطيني". حسب اقواله فقد "تمسكنا طوال السنوات بالسلام الإسرائيلي – الفلسطيني وفشلنا، ولذلك علينا انتهاج استراتيجية جديدة والعمل من اجل السلام الاقليمي". لم افهم، ولربما يصعب علي الفهم. لم افهم ما هو الفرق، سيما ان خطة السلام العربية التي صودق عليها في عام 2002 في قمة الجامعة العربية، بناء على مبادرة العاهل السعودي، تشبه اقتراح السلام الفلسطيني المطروح على الطاولة منذ عشرات السنين. وابو مازن يحرص على نيل مصادقة الجامعة العربية على كل خطوة ملموسة يقدم عليها، والجامعة العربية، من جانبها، لا تقوم بأي خطوة في هذا الاتجاه دون الحصول المسبق على موافقة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.


    السلام الإسرائيلي – الفلسطيني سيقود بشكل مباشر، تقريبا، الى سلام مع العالم العربي كله، والعكس كذلك، فأين هو الفارق الكبير؟ اذا كان المقصود لعبة تسويق، وتبني لعلامة تجارية جديدة بدل الفاشلة، يمكن الترحيب بكل فكرة جديدة، والدماغ اليهودي يخترع لنا كل انواع الاختراعات، ولكن هل سيحقق ذلك الاعجوبة؟ هل سيؤدي ذلك الى خلق معسكر سلام جديد، قوي وناجع؟ هل سيؤدي الى انتصار معسكر السلام في الانتخابات؟ وهل سيؤدي الى انشاء حكومة سلام؟


    أخشى ان هذه اللعبة ليست الا محاولة اخرى لتجاوز الفيل الذي يقف في منتصف الغرفة: رفض حكومات إسرائيل اعادة الاراضي المحتلة للفلسطينيين، هذا الرفض الذي افشل كل جولات المفاوضات السياسية، ولن يتغير في اعقاب تبني شعارا (او "استراتيجية") جديدين. لا يمكن الهروب من الواقع، ولا مفر من النضال. على معسكر اليسار اقناع الجمهور الاسرائيلي، بكل قطاعاته، بأن السلام ممكنا ومناسبا، وان السياسة الحالية ستحول إسرائيل الى دولة أبرتهايد (القائمة جزئيا) من خلال تلويحها بالعلم الصهيوني وهي تدفن بقايا الحلم الصهيوني كما يدفن الحمار.


    خطاب عباس في الأمم المتحدة: احراج للولايات المتحدة واحتفال لليمين


    تحت هذا العنوان يكتب حامي شليف، في "هآرتس" انه يمكن اعتبار خطاب عباس امام الامم المتحدة، يوم الجمعة، تاريخيا، فقد دفن عباس، كما يدفن الحمار، العملية السلمية التي قادتها الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، وطرح طريقا سياسية جديدة للفلسطينيين: ليس للمصالحة وانما للمواجهة، لا للمحادثات الثنائية وانما للمنتديات الدولية.


    الحكومة واليمين في إسرائيل يظهرون كغاضبين ولكنهم في الواقع يرقصون، فقد منحهم عباس هدية سياسية ثمينة مع بداية السنة العبرية الجديدة. فعلى عكس الخطاب المتسامح المشبع بالروابط الأمريكية الذي القاه عباس الاسبوع الماضي امام طلاب الجامعات في نيويورك، لم يكن جمهوره المستهدف هذه المرة في القدس أو واشنطن، وانما في غزة ورام الله أولا. انه لم يتوجه الى المشجعين للمفاوضات في الرأي العام الغربي، وانما الى "القاعدة الانتخابية" العالمية للفلسطينيين في العالمين العربي والاسلامي، والعالم الثالث، جنبا إلى جنب مع المتعاطفين معهم في أوروبا.


    لقد حاول التخلص من صورته كبطباط (نوع من الكلاب) لكيري وأوباما، كي يظهر كبلدوغ (نوع من الكلاب) يمكنه تمثيل هنية ومشعل. يعكس خطاب عباس الغضب الفلسطيني على الدمار في غزة وايمان عباس بأن نتنياهو ليس شريكا، ولكنه كان ينطوي على معاني واضحة من الاحباط: فبرابرة الدولة الاسلامية، كما سماهم في خطابه السابق، سرقوا منه الاضواء. وبدل ان يقف على منصة الأمم المتحدة كلاعب مركزي يركب على ضعف السياسة الإسرائيلي في اعقاب الجرف الصامد، وجد عباس نفسه يندفع الى الهامش، يستجدي الانتباه. لقد طلب العودة الى العناوين من خلال لهجة شديدة، يرافقها التهديد بتحطيم كل الآليات.


    من المؤكد انه قال لنفسه انه لم يعد لديه ما يخسره في هذا الجيل. لقد ناقش عباس الادعاء الذي طرحه اوباما من على المنصة ذاتها، قبل 24 ساعة من خطابه، وهي ان "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ليس مصدر المشاكل في المنطقة". ولكي يواجه تطرف تنظيم الدولة الاسلامية وامثاله، رد عليه عباس انه من الحيوي معالجة "ارهاب الدولة" الإسرائيلي الذي ينمي "التحريض والتوتر والكراهية". وسيتعمق هذا الادعاء في الحوار الاعلامي في حال تحقق المخاوف التي تغرق الجمهور الامريكي والاوروبي حاليا، من نشاطات انتقامية للجهاديين الذين يتعرضون للهجوم في سوريا والعراق.


    من ناحية عملية، ربما ذهب عباس الى ابعد مما توقع المستمعون اليه: انه لم يطرح تاريخا محددا للانسحاب الإسرائيلي من المناطق، ولم يهدد بتفكيك السلطة الفلسطينية، ولكنه عوض النقص في الخطوات العملية، بلهجة حربية، بل متطرفة، مستمدة من قاموس كارهي اسرائيل: عنصرية وأبرتهايد وابادة شعب وجرائم حرب. ومثل الكثيرين من ساسة إسرائيل، فضل عباس، ايضا، العزف على مشاعر الغضب والكراهية المتراكمة لدى ناخبيه في اعقاب حملة غزة، والتنازل عن التصريحات المعتدلة التي كانت ستمنحه النقاط على الحلبة الدولية.


    لقد اوضح عباس انه سيتوجه الى مجلس الامن ويطالبه بتبني مبادئ مبادرة السلام العربية، بما في ذلك الانسحاب الى حدود 67 واعادة اللاجئين وتحديد جدول زمني للتوصل الى اتفاق. لقد ابلغت الادارة عباس بأنها ستستخدم الفيتو ضد اقتراح كهذا، ولكن عباس يعرف ان الادارة ستفضل الامتناع عن الوقوف الفظ الى جانب اسرائيل والدخول في مواجهة واضحة مع جزء كبير من العالم العربي، خاصة في الوقت الذي تحاول فيه الحفاظ على التحالف المحارب ضد داعش، بل وتوسيعه. ربما يكون عباس قد اعتقد انه في أسوأ الحالات، سينجح باستخلاص انجاز سياسي ملموس من الامريكيين، على صورة تليين او رفض مطالبه. لكن الادارة الأمريكية تحمل شيئا آخر على رأسها الآن: في الواقع الشرق اوسطي العاصف، يعتبر عباس ازعاجا في اقصى حد، وربما مسألة محرجة، ولكنه بالتأكيد ليس مخربا. في المقابل سيسهل خطاب عباس على نتنياهو تجاوز الفصل الفلسطيني في محادثاته مع اوباما يوم الاربعاء، بعد يومين من الرد عليه كما يجب امام الجمعية العامة.


    وداعا لعملية السلام. تحت هذا العنوان يعتبر ناحوم برنياع في "يديعوت احرونوت"، خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأمم المتحدة "ينطوي على اكاذيب لا تختلف عن نهج الاكاذيب التي تضمنتها خطابات المتحدثين من على منبر الامم المتحدة، والتي استقبلت بالتصفيق"! ويزعم ان "اتهام عباس لإسرائيل بخوض حرب الجينوسايد، الابادة الجماعية في غزة، هي اكذوبة وان ابو مازن يعرف ذلك، وعلى الرغم من ذلك فقد قالها على امل ان تترسخ الاكذوبة". وحسب رأيه فان الجينوسايد هو مصطلح يمنع النطق به بسهولة. ففي المسارين الدبلوماسي والقضائي يعتبر كإعلان الحرب.


    ويضيف: "في مفهوم معين يعتبر ليبرمان محقا في قوله بأن ابو مازن ليس شريكا. انه ليس شريكا منذ شباط الماضي، عندما اوضح لطاقم السلام الامريكي انه يئس من فرصة التوصل الى اتفاق في المفاوضات. وتبقى امامه خياران، الاول: استئناف الارهاب، وهو ما رفضه بشكل مطلق، والثانية: فتح هجوم دبلوماسي على إسرائيل، عبر مؤسسات الأمم المتحدة، رغم عدم الرضا الأمريكي، وهو ما يفعله الآن.


    ان خطوة ابو مازن تنطوي على ثلاثة أهداف: اولا، محاولة فرض اتفاق على إسرائيل لا ترضى به، من خلال العقوبات الدولية. ثانيا، على افتراض ان الأول لن ينجح، فليتم على الأقل معاقبة إسرائيل من خلال اضعافها على الحلبة الدولية، وثالثا، الاثبات للشارع الفلسطيني بأنه ليست حماس وحدها تحارب اسرائيل وانما هو ايضا يحاربها بطريقته. وقد ازدادت الحاجة الى ذلك بسبب القوة الحربية التي اظهرتها حماس خلال الحملة على غزة.


    ينوي عباس مطالبة مجلس الأمن بطرح موعد ملزم لتحقيق الاتفاق وتحديد نتائجه مسبقا – دولة فلسطينية على حدود 67، وعاصمتها القدس. واذا فرضت الولايات المتحدة الفيتو على مشروع القرار فانه سيرجع به الى الجمعية العامة. والقرار هناك لن يكون ملزما، ولكنه سيدفع الدعوة الى مقاطعة اسرائيل في غرب اوروبا، وستكون المرحلة القادمة على حلبة محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. لقد التزم ابو مازن في السابق بالتوجه الى هناك، ولكنه بعد قيامه بفتح الحملة، سيكون من الصعب عليه التراجع. وهذا هو ما يحدث عندما يتهم غيره بالجينوسايد.


    بشكل شخصي يعتبر ابو مازن شخصية لطيفة، ولكنه عدوا مريرا لسياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية- وفي الواقع لسياسة غالبية الحكومات الإسرائيلية منذ 67. في الضفة وغزة يغضبون عليه، ولكنه في العالم يعتبر بطلا. الهدوء الذي ساد الضفة خلال عملية "عودوا ايها الاخوة" كان بفضله، كان هذا هو استثماره وعليه يستحق المقابل.


    المخاوف الغربية ازاء الارهاب الاسلامي الجديد، من قبل مجموعات داعش وجبهة النصرة وغيرهما، لا يعمل بالضرورة لصالح إسرائيل. وبالذات عندما يتم تشكيل تحالف غربي – عربي ضد الاعداء الجدد، تزداد الحاجة الى موازنة الصورة بمساعدة قضية كل عربي وكل مسلم. واين تتم الموازنة؟ على الجبهة الإسرائيلية – الفلسطينية. لقد تم تسجيل نشاط مماثل عشية التوغل الأمريكي في العراق عام 2003.


    لقد رد ديوان نتنياهو على خطاب ابو مازن بالشجب، وقالوا ان ابو مازن يحرض، يقذف ويكذب. لقد افترضوا ان المقصود حملة اعلامية: ابو مازن يقول اننا نبيد شعب، وعنصريون وابرتهايد، ونحن سنقول انه يقذف ويحرض وبذلك ينتهي الأمر. اخشى انهم على خطأ، وليس هم فقط: فالتغيير الذي يحدث امامنا اكثر عمقا. ما يسمى عملية السلام او عملية اوسلو، او المفاوضات السياسية، ازيل عن جدول الأعمال. الفجوة بين الطرفين كبيرة جدا، القوى الداخلية التي تعارض التنازلات قوية جدا، وبقيت حلبة الصراع بين الحكومة الإسرائيلية التي تتمسك الى الابد بالوضع الراهن، وبين السلطة الفلسطينية اليائسة التي تحارب هذا الوضع، بدعم دولي متزايد. وهذه وصفة للانفجار.


    لقد انتهى سريان مفعول خطاب بار ايلان. وعندما سيتحدث نتنياهو امام الامم المتحدة، غدا الاثنين، لن يصدقه احد باستثناء اعضاء الوفد الاسرائيلي. ومن المشكوك فيه انهم سيصدقونه ايضا. نتنياهو يحتاج الى ابو مازن، ان لم يكن كشريك حقيقي، فكورقة تين. لقد هربت ورقة التين ولم يعد هناك ما يخفي الاكذوبة.


    لم يعد هناك من نتحدث معه


    تحت هذا العنوان يكتب سفير إسرائيل السابق في واشنطن، مايكل اورن، في "يديعوت احرونوت" ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اثبت في خطابه انه ليس شريكا للسلام، وان الزعيم الفلسطيني الذي يتهم إسرائيل التي قامت من رماد المحرقة، بإبادة شعب في غزة وممارسة الأبرتهايد والتطهير العرقي، لا ينوي ان يكون شريكا للسلام.


    في خطاباته السابقة امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، نفى ابو مازن العلاقة التاريخية بين الشعب اليهودي وارض إسرائيل والقدس، ولكن هذه المرة كانت الرسالة التي طرحها غير مسبوقة: انه لا يريد المفاوضات، حتى بوساطة امريكية، وليس معنيا بالسلام الثابت القائم على اسس الامن والاعتراف المتبادل.


    لقد استوعب غالبية الجمهور الإسرائيلي حقيقة عدم وجود شريك للسلام، لكنه يتحتم علينا الآن الاعتراف بحقيقة جديدة، وهي ان ابو مازن يشكل خطرا يمكنه ان يتبين من ناحية استراتيجية أنه اكثر خطورة من المخاطر التكتيكية لحركة حماس. تصريحات ابو مازن في الأمم المتحدة تشكل الطلقة الاولى لمبادرة سياسية فلسطينية تهدف الى عزل إسرائيل على الحلبة الدولية، ونزع شرعيتها وفرض عقوبات عليها. وعمليا تطرح خطة ابو مازن انذارا مستحيلا امام إسرائيل: انه يطلب من مجلس الامن تحديد تسعة اشهر للمفاوضات، يجري خلالها التداول في القضايا الجوهرية على أساس حدود 67، بدون ترتيبات امنية، وحل مشكلة اللاجئين. واذا لم توافق إسرائيل على هذه الشروط، ولا توجد حكومة إسرائيلية، حتى في اليسار، يمكن ان توافق عليها، فانه سيتوجه الى المحكمة الدولية كي تفرض عقوبات على إسرائيل كقوة محتلة لدولة عضو في هيئة الأمم المتحدة.


    سيتم تقديم خطة ابو مازن الى مجلس الامن، وقد تتم المصادقة عليها، بشكل جزئي على الأقل. وتنطوي هذه الخطوة على آثار بعيدة المدى، اذ يمكن للمجتمع الدولي ان يفرض العقوبات على إسرائيل والتي ستسبب اضرار بالغة للاقتصاد ولقدرة الاسرائيليين على التجوال في العالم. ومن المهم ان نفهم ان هدف العقوبات هو ليس الحصول على شروط افضل لبدء المفاوضات المستقبلية وانما لوضع حد للمشروع الصهيوني.


    صحيح ان المقصود خطوة تشكل تهديدا استراتيجيا لإسرائيل، ولكن هذا لا يعني اننا لا نملك الوسائل لمواجهتها. يمنع على إسرائيل الجلوس بصمت امام الخطر الاستراتيجي الذي يطرحه ابو مازن. وكما يخلق رئيس السلطة مسارا يلتف على المفاوضات، ويحتم على إسرائيل الدفاع عن نفسها امام العالم، يجب على إسرائيل خلق عملية فاعلة من جانبها، مسارا يلتف على ابو مازن، ويتم بموجبه دفع مبادرة سياسية تحافظ على المصالح الحيوية لإسرائيل وتشمل ترسيم حدود تضمن مستقبلنا وطابعنا كدولة ديموقراطية يهودية. ويمكن ترك الباب مفتوحا للمفاوضات المستقبلية حول الاتفاق الدائم مع الفلسطينيين، ولكن فقط عندما تقوم قيادة فلسطينية مسؤولة، تبدي استعدادها للتوصل الى اتفاق.


    يجب علينا ألا ننسى اننا لا نعمل في فراغ. الولايات المتحدة ورئيسها تواجه تهديدات كبيرة في منطقتنا وعلى رأسها داعش. في خطابه امام الأمم المتحدة قال اوباما ان قيام الدولة الفلسطينية يعتبر جزء من النضال ضد داعش، والمح بذلك عمليا الى كيفية مساهمة التحديات الاقليمية بممارسة الضغط على إسرائيل. هذا كله يحتم الحاجة الإسرائيلية الى العمل على الحلبة الدولية عاجلا.


    اعتمادا على الاتصالات التي اجريها مع مسؤولين كبار في الكونغرس الامريكي ودبلوماسيين اوروبيين، اعتقد ان مبادرة كهذه ستقابل باهتمام كبير، بل ستحظى بالدعم. يمنع انتظار اللحظة التي نفقد فيها السيطرة على مستقبلنا. التوجه الصهيوني هو المبادرة من اجل مستقبلنا.


    أبو مازن هو المشكلة وليس الحل

  4. #94
    أضواء على الصحافة الاسرائيلية 29 أيلول 2014
    نتنياهو يتوعد عباس برد "حاد كالسكين"
    ركزت الصحف الإسرائيلية عناوينها الرئيسية للخطاب المرتقب لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من على منبر الامم المتحدة، مساء اليوم، الاثنين، والذي سيكون "حادا كالسكين" في الرد على خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على حد تعبير المقربين من نتنياهو.


    وكتبت "يسرائيل هيوم" ان الادعاءات القاسية التي تم توجيهها الى اسرائيل من على منبر الأمم المتحدة ستحظى اليوم برد "حاد كالسكين"، في خطاب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي سيركز على مسألتين اساسيتين: ايران والصراع مع الفلسطينيين. وتم اختيار التركيز على هاتين المسألتين بسبب خطابي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والرئيس الايراني حسن روحاني.


    واشارت الى بدء زيارة نتنياهو الى نيويورك، امس، بلقاء مع رئيس الوزراء الهندي، ثم مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري، وقالت انه سيناقش، غدا، مع الامين العام للأمم المتحدة قراري التحقيق في عملية "الجرف الصامد" من قبل الجيش الإسرائيلي والأمم المتحدة. ويوم الأربعاء سيلتقي الرئيس اوباما.


    وكتبت "هآرتس" ان نتنياهو وكيري ناقشا حول مائدة العشاء، خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، واعرب نتنياهو عن شجبه الشديد لتصريحات ابو مازن الذي اتهم اسرائيل بتنفيذ جريمة ابادة شعب خلال الحرب في غزة، واعلن ان الفلسطينيين سيعملون على الحلبة الدولية من أجل محاكمة الاسرائيليين المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب. وقال مسؤول اسرائيلي رفيع ان نتنياهو ووزير الخارجية ليبرمان اوعزا الى السفارات الإسرائيلية في العالم بالعمل امام وزارات الخارجية ورؤساء الحكومات والدول التي يعملون فيها، كي تصدر بيانات شجب لخطاب عباس.


    اما صحيفة "يديعوت احرونوت" فكتبت انه عندما القى خطاباته من على منصة الأمم المتحدة، لم يتردد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، باستخدام، كل الألاعيب للفت انتباه العالم. وكما فعل عندما عرض خارطة معسكر اوشفيتس، ورسم القنبلة النووية الإيرانية، سيقف نتنياهو، مساء اليوم على منصة الأمم المتحدة حيث من المنتظر ان يركز على مسالة أخرى: خطاب ابو مازن الذي اتهم اسرائيل بارتكاب ابادة جماعية في غزة.


    واضافت: كان ينوي نتنياهو التركيز هذه المرة، ايضا، على التهديد الايراني، لكنه اضطر الى تعديل خطابه في اللحظة الأخيرة في اعقاب خطاب "اني اتهم" الذي القاه ابو مازن. وسيخرج نتنياهو ضد الادعاء بارتكاب اسرائيل للقتل المتعمد في غزة، وسيؤكد ان حماس هي التي ارتكبت جرائم حرب واضحة عندما خبأت مستودعات الصواريخ داخل مناطق مأهولة، واستخدمت الجمهور كدرع بشري. وسيحاول نتنياهو في خطابه الربط بين حماس وداعش وسيعلن بأن ترميم غزة يجب ان يشترط بنزع السلاح من القطاع وعدم تمكين حماس من التسلح مجددا.


    وتضيف الصحيفة: لقد فوجئوا في اسرائيل بقوة الكراهية والتحريض التي انطوى عليها خطاب ابو مازن، لكن القيادة السياسية تختلف في تفسيرها له. فهناك من يعتقدون بأن عباس بدأ حربا دبلوماسية تهدف الى عزل إسرائيل على الحلبة الدولية وفرض عقوبات عليها. وهناك من يعتقدون ان عباس يريد ارضاء الرأي العام الفلسطيني، وانه ليس معنيا باستئناف المفاوضات.


    وحسب "يديعوت" فانه على الرغم من ذلك، وبعد ان طلبت الادارة الامريكية من نتنياهو عدم اغلاق الباب امام استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، كما فعل ابو مازن في خطابه، سيؤكد رئيس الحكومة ان إسرائيل لا تزال معنية بالسلام وسيدعو الفلسطينيين الى استئناف الاتصالات بدون شروط مسبقة.


    وفيما ركز قادة العالم على الخطر الآتي من جهة داعش، سيحاول نتنياهو حرف الانظار مرة اخرى الى ايران، وبذل جهود، ربما تكون الاخيرة، لمنع توقيع اتفاق معها، يتركها على حافة التسلح النووي. وتنظر اسرائيل بقلق الى تحول ايران لجزء من الصراع الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية، وتخشى ان تسمح الولايات المتحدة لإيران بالاحتفاظ بحوالي 4000 جهاز طرد مركزي، ما سيسمح لايران بتخصيب الكمية المطلوبة لانتاج قنبلة نووية خلال سنة. وقد بعثت الولايات المتحدة برسائل تطمئن اسرائيل الى ان مشاركة ايران في الحرب ضد داعش لن تؤثر على الاتفاق بينها وبين القوى العظمى حول المشروع النووي. ومن المتوقع ان يقول نتنياهو في خطابه، ان ايران لا تزال تعمل سرا من اجل تحقيق القنبلة.


    ليبرمان يقود حملة التحريض على عباس في نيويورك


    بالإضافة الى نتنياهو، يتواجد وزير الخارجية افيغدور ليبرمان في الجمعية العامة، حيث يعمل منذ وصوله الى نيويورك امس، على قيادة حملة التحريض ضد عباس. وكتبت الصحف الإسرائيلية ان ليبرمان اجتمع، امس، مع وزراء خارجية كندا وجمهورية التشيك واليونان والنمسا ورواندا. وشكر ليبرمان الدول الخمس على تصويتها الأسبوع الماضي ضد القرار المعادي لإسرائيل في وكالة الطاقة النووية.


    واشارت "يسرائيل هيوم" الى مهاجمة ليبرمان لخطاب الرئيس الفلسطيني امام الجمعية العامة، حيث اعتبره "يحوله الى شخص غير ذي صلة في كل ما يتعلق بمحاولة التوصل الى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين".


    وبشأن المفاوضات بين القوى الغربية وايران، قال ليبرمان انه يشعر بالتشاؤم ازاء امكانية التوصل الى اتفاق يتقبله الوعي. واضاف: "لا يمكن للايرانيين مواصلة برنامجهم النووي الذي يهدد بتقويض ما تبقى من استقرار في الشرق الاوسط".


    الوفد الفلسطيني يعمل على تجنيد الدعم لمبادرة ابو مازن


    كتبت صحيفة "هآرتس" ان أعضاء الوفد الفلسطيني الذي رافق الرئيس محمود عباس في زيارته الى نيويورك، يعقدون لقاءات مع ممثلي كافة الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، بهدف فحص مواقفهم ازاء مشروع القرار الذي ينوي الفلسطينيون عرضه امام المجلس. ويقوم مشروع القرار على المبادرة السياسية التي طرحها الرئيس عباس لانهاء الاحتلال والاعتراف بالدولة الفلسطينية داخل حدود 67، خلال فترة زمنية محدد وبناء على جدول اعمال يتم تحديده مسبقا.


    وقالت مصادر فلسطينية ان الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا اعلنت معارضتها المطلقة للمشروع، بينما اعلنت روسيا والصين والأردن دعمها له، فيما لم تعلن بقية الدول موقفها حتى الآن. وليس واضحا متى سيتم طرح مشروع القرار امام مجلس الأمن، لكنه من المشكوك فيه انه سيتم طرحه في حال عدم ضمان غالبية تؤيده.


    وقال مسؤولون كبار في الوفد الفلسطيني لصحيفة "هآرتس" امس، ان غالبية مندوبي الدول ابدوا تفهما للخطوة الفلسطينية. وحسب اقوالهم فان المندوبين يعرفون الوضع الصعب الذي يعيشه الفلسطينيون في غزة بعد الحرب وبسبب الجمود السياسي مع إسرائيل. مع ذلك اضافت المصادر الفلسطينية ان بعض المندوبين طلبوا مهلة للتشاور مع حكوماتهم قبل اعلان موقفهم الرسمي.


    وقال احد المسؤولين الفلسطينيين "اننا نكرس جهدنا حاليا للحصول على موافقة تسع دول على الأقل، وحتى اذا فرض الامريكيون الفيتو، سيتمتع الفلسطينيون بمكانة مريحة تساعدهم على اتخاذ خطوات اخرى، كالتوجه الى الجمعية العامة والتنظيمات الدولية". وحتى يوم أمس، لم يتمكن الفلسطينيون من الحصول على غالبية مؤيدة للمشروع، وتتواصل حاليا الاتصالات مع الدول الأعضاء.


    وعلمت "هآرتس" ان الولايات المتحدة مارست، في الأيام الأخيرة، الضغط على الدول العربية كي تؤخر طرح المشروع الفلسطيني لعدة أشهر. وقال مسؤول فلسطيني رفيع، امس: "سمعنا في الأروقة تصريحات تحثنا على الموافقة على التأجيل بادعاء أن الأمر سيلحق ضررا بالحرب ضد الارهاب العالمي، وانتخابات منتصف الدورة في الولايات المتحدة، ولذلك قرر عباس صد الضغط الأمريكي، وعقد اجتماع لمندوبي المجموعة العربية وسماع دعمهم للخطوة".


    في هذا السياق اعربت السلطة الفلسطينية عن غضبها، امس، على الرد الامريكي ازاء الخطاب الفلسطيني والذي جاء فيه ان "خطاب عباس تضمن خصائص مضرة، كانت مخيبة جدا للآمال ونحن نرفضها، لأن تصريحات استفزازية كهذه لا تفيد وتقوض الجهود المبذولة لخلق اجواء ايجابية واعادة الثقة بين الجانبين". وقال صائب عريقات معقبا على الموقف الامريكي: "ان هذا التصريح لا يناسب وغير مسؤول ويرفضه الفلسطينيون بشدة". واضاف ان عباس تطرق في خطابه الى عدة مواضيع وعلى رأسها شجب "حرب الابادة" التي قادتها اسرائيل.


    وذكرت "يسرائيل هيوم" في هذا الصدد ان وزارة الخارجية الفلسطينية في رام الله شجبت بشدة الانتقاد الامريكي لخطاب ابو مازن. واعربت في بيان لها، عن اسفها للرد الامريكي "الذي يدل على وقوف الولايات المتحدة بشكل اوتوماتيكي للدفاع عن إسرائيل، حتى بعد قيامها بارتكاب جرائم في غزة يمكن ان يتم اعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية".
    حكومة المصالحة ستعقد اول اجتماع في غزة بعد اسبوعين


    ذكرت صحيفة "هآرتس" انه من المنتظر ان تعقد حكومة المصالحة الفلسطينية اول جلسة لها في غزة بعد اسبوعين، حسب ما قاله، في نهاية الأسبوع، نائب رئيس الحكومة زياد ابو عمرو، وستكون هذه هي المرة الأولى التي تنعقد فيها الحكومة التي تمثل الضفة وغزة منذ عام 2007. ولم يوضح ابو عمرو ما اذا كان وزراء الضفة سينتقلون الى غزة عبر إسرائيل، او سيضطرون للوصول الى القاهرة ودخول القطاع عبر معبر رفح.


    وكانت الأطراف قد اتفقت خلال محادثات القاهرة، الأسبوع الماضي، على تسليم حكومة المصالحة السيطرة على القطاع، اضافة الى السيطرة المشتركة على المعابر. ولم يتم حتى الآن ترتيب المسائل الأمنية، الا ان لجنة خاصة ستناقش دمج قوات شرطة حماس في قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية. ونشرت وسائل اعلام فلسطينية، امس، ان قوة من الأمن الرئاسي الفلسطيني وصلت الى القاهرة للتدرب على تفعيل المعابر في قطاع غزة، خاصة معبر رفح.


    وقال مسؤول حماس، محمود الزهار، ان حماس لا تعارض دخول قوات السلطة الى غزة، ولكن المهمة الأولى هي ترميم القطاع. ويشمل الاتفاق الذي تم التوصل اليه في القاهرة بين الفصائل الفلسطينية، دفع رواتب مستخدمي سلطة حماس في قطاع غزة. وحسب ابو عمرو فان هؤلاء سيتلقون رواتبهم قبل حلول عيد الاضحى، في نهاية الأسبوع الجاري، بعد موافقة عدد من الدول العربية على تقديم التبرعات لهذا الغرض.


    وسيتم خلال الأسابيع القريبة اجراء فحص لقوائم المستخدمين، كي يتم تحديد الموظفين الذين يتحتم مواصلة تشغيلهم، واولئك الذين يمكن اخراجهم الى التقاعد او فصلهم، سيما وان هناك الكثير من الوظائف التي يشغلها موظفان او اكثر، من فتح وحماس وسلطة رام الله. وتدرك حماس وفتح ان الجهود الأساسية يجب ان تبذل الآن لترميم القطاع وادخال مواد البناء المطلوبة. واعرب التنظيمان عن أملهما بأن ينجح مؤتمر الدول المانحة بتجنيد المبلغ المطلوب خلال انعقاده في القاهرة في 12 اكتوبر المقبل.


    قادة حماس يتحدثون عن عمليات لاختطاف جنود


    ادعت صحيفة "يسرائيل هيوم" ان قادة حماس لا يكتفون بما تسببت به عملية الجرف الصامد من خراب لغزة، ويدعون مجددا الى اختطاف جنود واستغلالهم للمساومة على اطلاق سراح الأسرى. وكتبت الصحيفة: "يدعي قادة في حماس انه يمكن من خلال اختطاف الجنود ان يتم تحرير الاسرى الفلسطينيين المعتقلين في إسرائيل. وفي لقاء اجري مع عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة حماس، مشير المصري، قال امس: "نتمنى تنفيذ عملية اختطاف تقود الى صفقة شليط ثانية. لقد تم في صفقة شليط اطلاق سراح اكثر من 1000 من اخواننا الفلسطينيين من سجون الاحتلال الصهيوني، ويمكن من خلال عمليات مشابهة التوصل الى صفقات مثل صفقة شليط واطلاق سراح الأسرى".
    وقال اسماعيل هنية خلال زيارته الى بيت أسير فلسطيني ان "قيادة حماس تدرس وتناقش الطرق الكفيلة باطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي. وكل عملية تؤدي الى اطلاق سراح الأسرى، رمز عدالة النضال الفلسطيني ستكون مباركة".
    من جانبه هدد الناطق بلسان كتائب عز الدين القسام، خلال "احتفال بانتصار الشعب الفلسطيني" في غزة، باستئناف الكفاح المسلح ضد إسرائيل. وقال "ان المحتل الصهيوني فشل في محاولة تصفية المقاومة الفلسطينية، وسيكون ردنا: الدم مقابل الدم، الدمار مقابل الدمار". وقال ان الذراع العسكرية لحماس "ستكشف خلال الأيام القريبة ما يثبت استسلام الاحتلال الصهيوني لمطالب الفلسطينيين وقبوله بها كلها تقريبا". ودعا الأسرى "الى التحلي بالصبر لأن أيامهم في السجن انتهت وبات اطلاق سراحهم قريبا".
    تخوف من وقوع مواجهات في البلدات المختلطة يوم السبت


    كتبت "هآرتس" ويديعوت احرونوت" انه يسود التخوف في المدن المختلطة في إسرائيل، من اندلاع مواجهات بين اليهود والمسلمين، يوم السبت القادم، الذي يصادف اول ايام عيد الأضحى المبارك وعيد الغفران العبري. وبناء عليه تم تدعيم مراكز الشرطة في هذه المدن بقوات كبيرة، وسيجتمع قادة الوية الشرطة، غدا، ليقرروا كيف سيتم التعامل في حال اندلاع مواجهات.


    وكتبت "هآرتس" انه في مدينة عكا التي اعتادت وصول آلاف الزوار الى المطاعم ليلة العيد، سيتم نشر قوات كبيرة من الشرطة والمنظمين للحؤول دون وقوع احتكاك ومواجهات محتملة. وتعمل الشرطة على تنظيم مسارات سير خاصة للعرب في المدينة، لمنع وصول السيارات الى المناطق التي تقوم فيها الكنس اليهودية.


    ويأتي هذا الاستعداد الخاص في عكا على خلفية المواجهات الدامية التي وقعت في يوم الغفران في عام 2008، بعد مهاجمة اليهود لسائق سيارة عربي وصل الى شارع بن شوشان. وسيجتمع في عكا، اليوم، عدد من الشخصيات الرسمية والشعبية في محاولة للاستعداد معا لأحداث العيدين. وتعهد رجال دين يهود ومسلمين بنقل رسائل الى جمهورهم تحث على احترام مشاعر كافة سكان المدينة.


    وفي مدينة القدس الشرقية تستعد الشرطة بشكل غير مسبوق لهذا الحدث. وحسب تقييمات قادة اللواء فان الشرطة تحتاج الى المئات من افرادها للفصل بين المصلين الذين سيؤدون صلاة بالاضحى في الاقصى، واليهود الذي سيحيون الغفران في حائط المبكى. ويتوقع ان يتم نشر اربعة اضعاف ما يتم نشره من قوات الشرطة في ايام الغفران الاعتيادية. وستركز الشرطة على ضمان وصول المسلمين الى الحرم القدسي لأداء صلاة العيد، ووصول اليهود الى حائط المبكى لأداء صلاة الغفران دون وقوع احتكاكات بينهم.


    شمير يريد تحديد نسل البدو!


    نقلت الصحف الرئيسية الثلاث، اليوم، تصريحات وزير الزراعة الإسرائيلي يئير شمير، الذي يترأس اللجنة لترتيب توطين البدو في النقب، والذي يسعى الى "تحديد نسل المواطنين البدو في النقب" حسب ما قاله لراديو الجنوب، امس.


    وحسب اقواله فانه "يجب اخذ كل البدو واخراجهم قليلا من الصحراء وتقريبهم من الدولة الطبيعية من ناحية القانون وطابع الحياة والمعيشة والتعليم، وربما حتى معالجة ظاهرة تكاثر النساء لتقليص الولادة ورفع مستوى الحياة، ولذلك فإننا نركز الآن على حلول اقتصادية في اطار الترتيب".


    وكان شمير يتحدث الى "راديو الجنوب" خلال زيارة قام بها الى النقب، امس، وقال ان عدد البدو سيصل في سنة 2035 الى حوالي نصف مليون نسمة. ورأى انه "يمكن للدولة الانتحارية فقط ان لا تلاحظ مشكلة البدو. ونحن نعمل بطريقة مختلفة عن لجنة برافر، فانا اتوجه بطرق اقل قانونية واكثر اقتصادية".


    ورد فادي مسامرة، المدير العام للمجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها، على تصريح شمير قائلا: "من ناحية نسوية أنا اؤيد وقف مسألة تعدد الزوجات ولكن معالجة الإنجاب هو مسألة جنونية. لا يمكن لأي شخص في العالم ان يقول شيئا من هذا القبيل دون خلفية أيديولوجية، وهو لا يختلف عن الأجندة التي تديرها الحكومة - الحكومة اليمينية التي تعتبر البدو بمثابة تهديد ديموغرافي". وأضاف أن شامير "يعتقد بأن المشكلة تكمن في الولادة ولكن المشكلة تكمن في التمييز المتعمد من قبل الحكومة وفي قلة الاستثمار في الخدمات على مر السنين."


    اعتقال فلسطيني تسلل من غزة


    كتب موقع "واللا" ان الجيش اعتقل يوم امس، شابا فلسطينيا (18 عاما) بعد اجتيازه للشريط الحدودي في شمال قطاع غزة، ودخوله الى إسرائيل وفي حوزته سكينا ومعولا لتكسير الثلج. ويستدل من التحقيق ان الشاب قام بقص السياج، ما ادى الى تفعيل اجهزة الانذار العسكرية. ووصلت قوة الى المكان وقامت بتعقب آثره. وتم القبض على المتسلل في غابة "شوكدا" الى الغرب من سديروت، على ايدي ضابط الأمن في احدى بلدات المجلس الاقليمي "سدوت نيغف".


    وقال رئيس المجلس الاقليمي تمير عيدان انه "تم القبض على المتسلل بفضل يقظة ضابط الأمن. وعلى الرغم من ذلك فان سيف التقليصات ملقاة على عنق هذا الضابط وامثاله. عملية اليوم تثبت الحاجة الى ضباط الامن، ومساهمتهم الكبيرة للجهاز الأمني في البلدات. انا متأكد بأنهم على ضوء عملية الجرف الصامد وهذا الحدث سيعيدون النظر في قرار الغاء وظيفة ضباط الأمن في بلداتنا".


    ويشير موقع "واللا" الى ان الجهاز الأمني يتخوف من وقوع عمليات يستغل منفذوها الضرر الذي اصاب السياج الامني خلال الحرب، والمماطلة في اصلاحه، لأسباب امنية ومالية. ويدعي ضباط يعملون في المنطقة ان الفجوات التي اصابت السياج جراء القصف الصاروخي والحرائق ودخول الدبابات الى القطاع، تحتم فرض حراسة مشددة، الامر الذي يزيد من ضغط العمل العسكري.





    مقالات


    لديه سياسة.
    تحت هذا العنوان تكتب صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يقلل من المبادرة ويفضل الرد او استغلال الفرص السياسية. ويتم وصف سلبيته، عادة، كتكتيك يتيح له مواصلة ولايته بأقل ما يمكن من المخاطرة، وكبديل للسياسة الحقيقية. ولكن يجب عدم الارتباك، فلدى نتنياهو سياسة يدفعها بلا كلل، وتقوم في جوهرها على تعميق وترسيخ السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية.
    ويتم التعبير عن هذه السياسة بثلاثة طرق: التهرب من المفاوضات المفصلة حول مستقبل المناطق، تسريع البناء في المستوطنات ومصادرة الأراضي لصالحها، وطرد الفلسطينيين من المناطق "c" الى داخل جيوب السلطة الفلسطينية. والنتيجة هي الضم التدريجي للضفة من خلال ترسيخ الصراع ومنع الحقوق المدنية الكاملة للفلسطينيين.
    ان نتنياهو الذي يحب المفاخرة بقيادته في المسائل الأمنية والاقتصاد واخماد الحرائق، يمتنع عن المفاخرة بسياسته في المناطق الفلسطينية، فهو يعرف ان المجتمع الدولي موحدا في معارضته للاحتلال والاستيطان والمس بحقوق الانسان الفلسطيني، ولذلك يمتنع عن تصريحات من شأنها اثارة الانتقاد والدعوة الى مقاطعة اسرائيل.
    ويتم ادارة الاحتلال من قبل ادارة مدنية وعسكرية، بواسطة اوامر الجنرالات والاعلانات المتعلقة بالتخطيط والبناء، وحملات الاعتقالات والتنسيق بين الشاباك ونظرائه الفلسطينيين. وفي الأشهر الأخيرة، بعد وقف المفاوضات مع الفلسطينيين، نزع نتنياهو بعض الاقنعة. فقد قال ان اسرائيل ستضطر الى مواصلة السيطرة على الضفة كلها، وليس على غور الأردن وحده. وحسب رأيه فانه لا توجد طريقة اخرى لضمان أمن إسرائيل الا انتشار الجيش والشاباك في كل المنطقة.
    من المشكوك فيه ان نتنياهو سيقول الحقيقة عن سياسته، خلال خطابه مساء اليوم امام الجمعية العامة للأمم المتحدة. فلديه رواية ثابتة لمنتديات كهذه: العرب وايران هم ورثة النازية، الغرب لم يتعلم بعد الدرس من اتفاق ميونخ، وسياسته ازاء اسرائيل تقوم على الدمج الخطير بين اللاسامية والصواب السياسي. وسيركز هذه المرة على مقارنة حماس بداعش والرد على الادعاء الكاذب الذي طرحه الرئيس الفلسطيني بشأن قيام اسرائيل "بابادة شعب".
    وعلى غرار خطابات السلام التي تخلى عنها، فان حربه الاعلامية الحالية تخفي سياسته الحقيقية، وتمنع اجراء نقاش حول نتائجها الحتمية: التدمير الاخلاقي لإسرائيل، تقويض مكانتها الدولية والتصعيد الدامي في المناطق. لقد اثبتت حرب الصيف ضد حماس، مرة اخرى، ان إسرائيل تحتاج الى قيادة لحل الصراع، وليس ترسيخه. لكن نتنياهو في تمسكه بالاحتلال والاستيطان، يعمل ضد المصالح القومية.
    يحطمون المرآة
    تحت هذا العنوان يكتب عودة بشارات في "هآرتس" انه عدا كالمجنون، محاولا الاحتماء من الزلزال الذي سببه خطاب محمود عباس (أبو مازن) في الجلسة العامة للأمم المتحدة، يوم الجمعة. ويتساءل ساخرا: "ما الذي فعله محمود عباس، المعروف بتهوره وتطرفه، كي يجعل الإسرائيليين، من اليسار واليمين، يهجمون على الفلسطينيين".
    ويضيف: فحصت بين سطور الخطاب، بحثت تحت الكلمات، حلقت فوق العبارات، ولم اعثر على القنبلة المذكورة. وبعد ذلك فهمت. فقد اتضح ان سبب غضب الاسرائيليين يكمن في حقيقة ان الرجل وضع مرآة أمام أعينهم. الرجاء عدم الشعور بالذعر، فهذا هو العارض المعروف للمرآة: انت تعتقد بأنك رب الجمال، تشبه مارلون براندو، وفجأة، عندما تقف امام المرآة، تتمنى الهرب من الصورة غير المشجعة التي تقف امامك، خاصة اذا تجاوزت جيل السابعة والستين، ولا تزال تتصرف كطفل شقي.
    فعلا، ان ابو مازن هو رجل قاس. فبدل ان يداعب الذات، ويخفي التجاعيد، ويخبئ الكرش المدور، يأتي ويقول للإسرائيليين، مباشرة، انه تم في غزة ابادة شعب. وهنا قامت الصرخة: لقد قتل 2200 شخص فقط، فهل يسمى هذا ابادة شعب؟ حقا يا أبا مازن، يمكن لإسرائيل ان تتهم الفلسطينيين بخوض حرب ابادة ضدهم، وانهم يكملون طريق هتلر، ولكن انت يمنع عليك الغضب امام مشهد الدم الجاري. وهكذا، يطل وجه المجتمع الإسرائيلي فقط من داخل المرآة، وها هي تندلع صرخات القوزاق المسلوبين: رجاء يا ابا مازن، حطم المرآة، دعنا ننام بهدوء بدون صخب الأنين واقتلاع الشعر. فالدولة تسبب موت 2200 غزي ليس كي تذكرها بذلك بعد شهر. فقد انتهى الأمر. 48 انتهى، "عامود السحاب" انتهى، فلماذا يكون مصير "الجرف الصامد" مختلفا. حتى بالعربية يقولون "اللي فات مات".
    لقد كان التعقيب الأمريكي اكثر التعقيبات مثيرة للسخرية، حيث وصف الخطاب بأنه "استفزازيا". يمكن تفهم مثل هذا الرد، لأن المقصود فعلا خطابا استفزازيا. فوزير الخارجية الامريكي جون كيري اصبح مبللا جراء بصاق نتنياهو عايه، ولكنه يصر على ان هذا مجرد مطر. ثم يأتي ابو مازن القاسي ليذكر، بصفاقة، بأن إسرائيل خرقت اتفاقا مع الولايات المتحدة بشأن تحرير الأسرى. حقا يا ابا مازن، هذه ضربة من تحت الحزام، ستدفع ثمنها غاليا.
    لو تفحصنا خطاب الرئيس الفلسطيني فسنجد انه لم يقل أي شيء غير صحيح. ما المرفوض في مقولة "لن نسمح بأن يفلت مجرمو الحرب من العقاب". سيما ان على إسرائيل ان تطالب بذلك، ايضا. لقد قال انه ليس مستعدا للعودة الى الأسلوب السابق للمفاوضات، ويجب ان يدعم ذلك كل نصير سلام في العالم. وقال انه لا يريد لابناء شعبه ان يكونوا اسرى لاشتراطات الأمن الاسرائيلي، سيما ان كل كارثة المستوطنات بدأت "كمطالب امنية". والمهم، ان نذكر في هذه المناسبة، انه هنا في إسرائيل، تعتبر الذرائع الأمنية الأب الروحي للتمييز ضد الاكاديميين العرب.
    وما السيء في قول ابو مازن بأنه ليس مستعدا لأن تبقى إسرائيل دولة فوق القانون الدولي؟ لقد وقف العالم كله ضد العراق عندما احتلت الكويت، اما إسرائيل فتواصل منذ 48 عاما السيطرة على شعب كامل تحت الاحتلال، والعالم يواصل الصمت.
    هذه هي ساعة الحقيقة في اسرائيل: العدو على الأبواب، وشعب إسرائيل، من اليمين واليسار، على وشك الانفجار. أ. ب. يهوشواع، الحمامة البيضاء، يستبق الخطاب بنبوءة الاهية، ويطالب الفلسطينيين "بالموافقة على طلب نتنياهو الاعتراف بإسرائيل كدولة للقومية اليهودية، ووقف المطالبة المتكررة بتطبيق حق العودة، الذي لن يتحقق ابدا. وعليهم الموافقة على تبادل الأراضي، خاصة في منطقة غوش عتسيون، والموافقة حتى على بقاء أقلية يهودية صغيرة كمواطنين في الدولة الفلسطينية".
    وينهي بشارات مقالته ساخرا: "بالإضافة الى كلمات يهوشواع التي يسيل منها السلام، اقترح ان يتم تعيين إسرائيلي من اصل شرقي، يفهم اللغة المحلية، رئيسا للجنة المعينة التي ستدير شؤون الدولة الفلسطينية العتيدة"!
    نفاق على المنبر المركزي. تحت هذا العنوان يهاجم حاييم شاين في "يسرائيل هيوم" خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الجمعية العامة، ويكتب "ان الشعب اليهودي يحب السلام ويسعى اليه. وانبياء اسرائيل أرسوا رؤيا السلام العالمي للبشرية: "ويطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل، لا ترفع أمة على أمة سيفا ولا يتعلمون الحرب في ما بعد".
    لقد دفع اليهود على مدار التاريخ، بأجسادهم، ثمن الحرب والكراهية والعدوان ضدهم. في القرن العشرين فقدنا ثلث ابناء شعبنا خلال الابادة الجماعية التي هدفت الى "الحل النهائي" لمشكلة اليهود. يحتاج المرء الى قدر كبير من الشر، والانغلاق، والخبث لاتهام دولة إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية. تكرار الكذب مرارا وتكرارا لا يحوله إلى حقيقة.
    دولة إسرائيل، التي تشكل بيتا للاجئين والناجين من الكارثة ولليهود الذين اجتمعوا من جهات العالم كله، تضطر منذ ولادتها في عام 1948، المرة تلو المرة، الى المحاربة على حقها بالوجود بسلام وأمن في وطنها التاريخي. طوال سنوات وجودها، لم يتمتع سكانها بالهدوء والسكينة: الحروب غير المتوقفة، وابل الصواريخ على المواطنين الأبرياء، اطلاق الصواريخ المضادة للدبابات على حافلات نقلت طلاب المدارس، اطلاق النار على رياض الاطفال وقاعات الأفراح، اختطاف الفتية، انتحاريون في شوارع المدن ومئات العمليات التي يمكن للخيال الشيطاني فقط التفكير بها.
    منذ اسقاط برجي التوأم، بدأ العالم كله فهم التحديات الوجودية والأمنة التي تواجه اسرائيل، بما في ذلك محاولات تطوير سلاح نووي من قبل ايران، التي تعلن نيتها تدميرنا. لقد بذلت إسرائيل جهودا حقيقية لدفع اتفاقيات سلام مع جاراتها. وولدت تلك الجهود اتفاقيات سلام مع مصر والأردن. وفي سنوات التسعينيات تم توقيع اتفاقيات اوسلو على أمل التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين. لكن الأمل خاب، وقتل قرابة الف إسرائيلي بعد الاتفاقيات. وفي عام 2005، اضطر آلاف اليهود الى ترك بيوتهم، وهذه المرة، أيضا، على أمل التوصل الى اتفاق، ومرة اخرى كانت النتيجة تحويل الدفيئات المزهرة الى مناطق لإطلاق الصواريخ من قبل مخربي حماس.
    وفي حزيران 2009، اقترح على الفلسطينيين في خطاب بار ايلان التفاوض حول اتفاق سلام في اطار حل الدولتين، وذلك من خلال الفهم بأن اليهود والفلسطينيين سيضطرون الى العيش متجاورين الى الأبد. كنا نأمل ان يتم بذلك اطلاق مفاوضات سلام حقيقية. ولكن، وكما في الماضي، تم صد هذه اليد الممدودة، ايضا.
    لقد اختارت السلطة الفلسطينية بقيادة ابو مازن التعاون مع مخربي حماس بدلا من التعاون مع دولة إسرائيل. وفي لحظة الحقيقة ادار ابو مازن ظهره للسلام واقام حكومة وحدة مع حماس ومنحها الدعم الفعلي لاطلاق الصواريخ على مواطني إسرائيل. وتعرض ملايين الاسرائيليين الأبرياء الى آلاف الصواريخ، وبدون مفر اضطرت إسرائيل الى خوض حرب للدفاع عن مدنها وسكانها.
    لقد تم استغلال مئات ملايين الدولارات التي تم تحويلها من قبل الدول وتنظيمات الاغاثة، لحفر انفاق مفخخة، لا هدف لها الا قتل مئات الاسرائيليين بدم بارد. الاسمنت الذي استخدم لتغطية جدران الأنفاق كان يمكن استخدامه لبناء آلاف البيوت لسكان غزة. المبالغ الضخمة التي وصلت من قطر ساعدت على تحويل غزة الى قاعدة ارهاب خطيرة وقاسية.
    السلطة الفلسطينية وبقيادة ابو مازن ومخربي حماس يتحملون المسؤولية الوحيدة عن معاناة الفلسطينيين. يجب توفر مقدار كبير من عدم النزاهة كي تقف على منصة هامة في الأمم المتحدة وتدعي ان دولة اسرائيل هي التي تتحمل مسؤولية احداث الصيف الأخير. لقد انضمت السلطة الفلسطينية الى مسار الشر، وابو مازن يتظاهر بالبراءة ويتهم إسرائيل بأعمال يتحمل هو مسؤوليتها. يتطلب الأمر الكثير من النفاق من قبل الشخص الذي يلوح بحمامة وغصن زيتون في يد واحدة، وفي الأخرى ينضم الى قوى الظلام.
    لقد اكتشف العالم كله، مؤخرا، الخطر الكامن في المتطرفين الاسلاميين. لم يعد المقصود مشكلة محلية شرق اوسطية، وانما تهديدا حقيقيا للحضارة الغربية ولكل البشرية. من المؤسف جدا ان الفلسطينيين يقادون من قبل قيادتهم الى الحرب بدل السلام. اليوم، ايضا، تمد إسرائيل يدها نحو السلام، ولكن بعد التجربة التاريخية التي تعود الى آلاف السنين، لن تسمح بالمراهنة على أمنها.
    العالم لن يرغب بالإصغاء.
    تحت هذا العنوان يكتب ايتان هابر، في "يديعوت احرونوت" انه من شبه المؤكد ان قلة من الناس، ستجلس مساء اليوم، امام التلفزيون، او شاشة الحاسوب او "السمارت فون" او اجهزة الراديو، لسماع ما سيقوله نتنياهو في الأمم المتحدة. وكما يبدو فان اقل من هؤلاء فعلوا ذلك، ايضا، يوم الجمعة، اثناء خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
    لقد قال الزعيم الفلسطيني ما قاله، وسيقول رئيس الحكومة الإسرائيلية، اليوم، ما سيقول، لكن التصريحات وقائليها لم تعد تهم احدا. ففي إسرائيل وكذلك في السلطة الفلسطينية شبع الناس من التصريحات والوعود التي لا يتم تنفيذها، والاحلام التي لا تتحقق. والسؤال هو: هل ما كان سيبقى كما هو؟ والجواب هو: كما يبدو، نعم، حاليا.
    منذ حوالي 150 عاما ونحن نتصارع على ذات الأرض. انها ذات الأرض التي تغطي سماؤها اسرائيل والسلطة الفلسطينية، انها اشجار الزيتون ذاتها التي تزرع في جبال الجليل وجبال الضفة. لقد دفع الآلاف بحياتهم ثمنا لهذا الصراع الصعب والمرير. شعبان يريدان الجلوس والعيش معا على ذات الأرض. لا شيء يحقق الحسم لصالح هذا الجانب او ذاك، كي يجلس احد الاطراف، ويفضل الطرفان، تحت شجيرات التين والعنب.
    اولئك الذين يؤمنون بـ"يمين الله تحقق الخير" لا يؤمنون بطبيعتهم بأي حل سياسي، وسيفعلون الكثير، ان لم يكن كل شيء، لافشاله. واولئك من بين الفلسطينيين الذين يؤمنون بإمكانية طرد مواطني اسرائيل مرة اخرى من اراضيهم، يواصلون الايمان بتزمت بهذه الامكانية. ابو مازن ينضم في هذه الأيام الى من يعتقدون ذلك، ولو لأسباب تكتيكية. انه يحارب على حياته السياسية، ان لم يكن على حياته الجسدية.
    نتنياهو سيتطرق اليوم من على منبر الأمم المتحدة الى الخطر الذي يواجهنا جميعا، اذا حاول الفلسطينيون تحقيق احلامهم. كما ان نتنياهو يحارب على حياته السياسية، وليس في هذه الأيام فقط. ولذلك يتحتم عليه قول الامور بشدة من اجل الجمهور، حاصة جمهوره، الذي لم يعد يصدق أي شيء. الحل، الآن على الأقل، في اعقاب تأزم الحوار السياسي، وقبل استلال الحجارة والكلاشينكوف، يبدو بعيدا ولكنه ليس مستحيلا. سيرفضه الطرفان ولكننا نقترب من تحقيقه.
    انه الحل القسري الذي سيطرحه العالم الغربي الذي مل السماع عن حماس وقتلى الارهاب والعمليات العسكرية الناجحة للجيش الاسرائيلي. عالم نهاية 2014 يريد الهدوء وأن لا يربكوا رأسه. نتذكر في هذه اللحظات محاولات التوصل الى سلام بين الشعبين، ونتذكر الجهود غير العادية التي تم بذلها لتفجيره. وكما يبدو سنشتاق الى تلك اللحظات.






    Nida Younis
    Director of the Press Office and Public Relations Unit
    Ministry of Information, Ramallah
    T. +972 2 2988 040
    F. +970 2 2954 043
    M. +970 (0) 599 856 053
    @: pressoffice@minfo.ps
    @: karmel2010@yahoo.com
    URL. www.minfo.ps

  5. #95
    أضواء على الصحافة الاسرائيلية 5 تشرين الأول 2014
    إسرائيل تهاجم السويد وتقرر توبيخ سفيرها بسبب نيتها الاعتراف بفلسطين
    كتبت صحيفة "هآرتس" ان وزارة الخارجية الإسرائيلية، ستستدعي السفير السويدي لدى إسرائيل لمحادثة توبيخ على خلفية اعلان رئيس حكومة يسار الوسط الجديدة، في السويد ستيفان لوبين الاعتراف بدولة فلسطين.
    وقال لوبين في خطاب القاه في البرلمان السويدي ان حل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني يمر عبر حل الدولتين، الذي ستقود اليه المفاوضات، وهذا يتطلب من الدولتين اعترافاً متبادلاً ورغبة في التعايش السلمي. ولذلك ستعترف السويد بدولة فلسطين".
    وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" ان وزير الخارجية افيغدور ليبرمان ابدى أسفه ازاء مسارعة رئيس الوزراء السويدي الى اعلان الاعتراف بدولة فلسطين، "قبل ان يتمكن من التعمق في الأمور والفهم بأن الفلسطينيين هم من يعيقون منذ 20 عاما التوصل الى اتفاق" على حد زعمه.
    وقال ليبرمان ان "على لوبين ان يفهم بأنه لا يمكن لأي اعلان او أي خطوة خارجية ان تشكل بديلا للمفاوضات المباشرة بين الأطراف والحل الذي سيكون جزء من اتفاق شامل بين إسرائيل والعالم العربي كله. كان من المفضل ان يركز على مشاكل اكثر الحاحا في المنقطة، كالقتل الجماعي واليومي الذي يحدث في سوريا والعراق".
    من جهتها اعتبرت الناطقة بلسان الخارجية الأمريكية التصريح السويدي "خطوة مبكرة جدا"، وقالت: "اننا ندعم بشكل مطلق اقامة دولة فلسطينية، لكننا نعتقد انه يمكن الوصول اليها فقط كنتيجة لمفاوضات بين الجانبين".
    يشار الى ان الخطوة السويدية قد تجر خطوات مماثلة من قبل دول اوروبا، وفي حال تنفيذ الاعلان ستكون السويد اول دولة اوروبية تعترف بالدولة الفلسطينية، من خلال عضويتها في الاتحاد الاوروبي، علما ان بعض الدول الأوروبية اعترفت بفلسطين قبل انضمامها الى الاتحاد.
    الاتحاد الاوروبي يطالب إسرائيل بإلغاء قرار الاستيطان الجديد في القدس
    ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان الاتحاد الاوروبي شجب قرار إسرائيل انشاء حي استيطاني جديد في القدس الشرقية، وقال ان البناء في "غبعات همطوس" يهدد حل الدولتين ويثير الشك الجدي بالتزام إسرائيل في التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
    وطالب الاتحاد الاوروبي إسرائيل بالغاء مخططات البناء وراء الخط الأخضر. وقال ان "الحل يمكن أن يتوفر فقط اذا امتنعت الأطراف عن عمليات من جانب واحد من شأنها تغيير الواقع". واكد ان "الاتحاد الأوروبي لن يعترف باي تغيير يتم في المناطق الواقعة وراء حدود 67، وبشكل خاص في القدس، الا اذ تم الاتفاق عليه بين الجانبين". وحذرت الخارجية الأوروبية من ان مستقبل العلاقات بين الاتحاد الأوروبي واسرائيل يتعلق بالتزامها باتفاق السلام وحل الدولتين.
    ضابط استخبارات سابق: توفر لدينا ما يكفي من المعلومات التي جعلتنا نشك بامكاينة اندلاع حرب يوم الغفران لكن القيادة رفضت تجنيد الاحتياط
    كتبت صحيفتا "هآرتس" و"يسرائيل هيوم" انه بمناسبة الذكرى الحادية والأربعين لحرب يوم الغفران (اكتوبر 1973)، التي صادفت امس السبت، حسب التقويم العبري، وتصادف غدا حسب التقويم الغربي، كشف ارشيف الجيش الإسرائيلي والجهاز الأمني النقاب عن افادات ادلى بها ضباط في الجيش الإسرائيلي امام لجنة "اغرانات" التي حققت في ظروف اندلاع الحرب واخفاقاتها، ومن بينها افادة الكولونيل يوئيل بن افرات، قائد وحدة الاستخبارات 848، التي تولت جمع المعلومات من خلال تحليل الاشارات الالكترونية (Signals Intelligence)، والذي ابلغ اللجنة انه توفر لدى إسرائيل ما يكفي من المعلومات، لانذار الجيش في الموعد المناسب، بامكانية اندلاع حرب يوم الغفران، ولذلك ولم يكن هناك أي مبرر للمفاجأة.
    وعرض بن فورات امام اللجنة عدة معلومات اثارت الشك في حينه بأن التحركات المصرية تخرج عن اطار التدريبات، ومنها المعلومات المتعلقة بوجود معدات حربية كثيرة في منطقة قناة السويس، او نشاطات عسكرية جرت بشكل متزامن في مصر وسوريا. وقال ان تلك المعلومات اثارت لديه الشك، بأن ما يحدث ليس مجرد مناورات. وكشف امام اللجنة تفاصيل محادثة اجراها مع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ايلي زعيرا، في حينه، وقال ان زعيرا قال له بأن تقييمات قسم الأبحاث تقول ان الاحداث التي جرت في منطقة القناة كانت في اطار التدريبات. وقال بن فورات لزعيرا، حسب ما ابلغه للجنة التحقيق لاحقا: "انا اتقبل تقييمات الأبحاث بأن ما يحدث في مصر هو تدريبات، ولكن امام امكانية ان يكون ذلك خاطئا، وبما انني اشعر بعبء المسؤولية في موضوع التحذير، فانني اطلب منك السماح لي بتجنيد بين 100 و150 جندي احتياط بهدف تحسين غطاء التحذير ونفي او تأكيد كون ما يحدث هو تدريبات".
    ولكن زعيرا رفض الطلب وقال لبن فورات: "ان مهمة الاستخبارات هي الحفاظ على عصب الدولة وليس تقويض المجتمع والاقتصاد. لا اسمح لك بالتفكير حتى بتجنيد ربع شخص واحد من الاحتياط".
    وفي افادة اخرى للعقيد يوسف زعيرا، ابن شقيق رئيس شعبة الاستخبارات، والذي كان رئيسا لقسم تحليل المعلومات الاستخبارية في الوحدة 848، قال انه في الرابع من اكتوبر اتصل بعمه زعيرا، وابلغه وجود عدة أدلة مثيرة للقلق، وطلب منه التصديق على تفعيل وسيلة اخرى بالغة السرية. وابلغ اللجنة انه تجاوز المسؤولين عنه في هذا التوجه، لأنه شعر بالحاجة الى ذلك. وكما يبدو فان الحديث عن تفعيل تدابير خاصة، لكن الرقابة تمنع حتى اليوم كشف تفاصيل الافادة المتعلقة بذلك. وحسب يوسف زعيرا فقد رد عمه قائلا: "يجب علينا، أيضا، حماية (مقطع ممنوع من النشر) ولكننا لن نفتحه الآن من اجل أمننا". وواصل العقيد زعيرا قائلا انه بالنسبة له لا يمكن للمصريين تحريك الجيش واعداده للحرب سرا، "وما يتحتم عليهم عمله هو توفير تمويه، ولذلك اعتقد انه كان من المهم الحصول على صورة ملموسة للبحث".
    وتطرق بن فورات في افادته الى اتهام قسم التصنت، بأنه لم يوفر معلومات ذكرت مصطلح الحرب. وعرض امام اللجنة معلومة معينة وصلت في الثالث من اكتوبر، ووصف تسلسل عملية ترجمتها: "اخذت على نفسي مهمة ترجمتها، واحضروها إلي مباشرة، من خلال تجاوز كل السلسلة، وقمت باعادتها بالعربية وابلغت عنها هاتفيا.. وقلت بحضور نائبي في الغرفة، ان المقصود " Casus belli" (سببا للحرب). لا اعرف ان كان استخدام مصطلح " Casus belli" هنا هو الصحيح، ولكنه كان من الواضح لي ان المقصود الحرب". واضاف: "لقد ادعيت بشأن هذه المعلومة انه حسب رأيي كان يمكن تجنيد الجيش بعد ساعة من وصول هذه المعلومة". وسأله احد اعضاء لجنة التحقيق عن الأمر الجديد والهام في هذه المعلومة، فقال بن فورات: "أمران، الأول الحرب، والثاني يربط اخلاء المستشارين الروس بالحرب. وهكذا كان يمكننا في الليل الافتراض بأن هذا الأمر شاذا، ولكنهم يفسرون هنا (مقطع ممنوع من النشر) انه يتم الاخلاء لأن الحرب ستقع. وبما اننا عرفنا ذلك وكان مؤكدا، فانه كان يجب علينا في تلك الساعة الافتراض بأنه ابتداء من هذه اللحظة، كان علينا توقع اندلاع الحرب".
    مقالات
    الدولة ثنائية القومية اصبحت هنا
    تحت هذا العنوان يكتب غدعون ليفي في "هآرتس" ان اليسار الإسرائيلي يحذر من الدولة ثنائية القومية، كما لو أن المقصود كارثة قومية، او شبه محرقة، بينما لا يستعد اليمين حتى للاعتراف بامكانية وجودها. فالدولة اليهودية تحظى بالاجماع الأكبر، وتشكل البقرة المقدسة، وسبب الوجود، حتى وان لم يكن أحدا يعرف ما هو المقصود، وحتى ان كانت "اليهودية" تعتبر قومية. فبالنسبة لكل الاسرائيليين، تقريبا، تعتبر ثنائية القومية آخر المطاف. وقد انضم الى حملة التخويف من الكارثة المحدقة روغل الفير الذي كتب في "هآرتس" في 3/10: "افصلوا كل الهواتف، اوقفوا كل الساعات وانظروا جيدا الى الواقع. إسرائيل ستصبح دولة ثنائية القومية، فما الذي تنوون عمله؟".
    ويكتب ليفي: "هاتفي لم يتم فصله بعد، وساعتي لم تتوقف، وقد حاولت النظر جيدا الى الواقع، فوجدت ان الدولة ثنائية القومية قائمة هنا منذ زمن. انها ليست مفزعة كما يرسمونها، وما تبقى هو الصراع على طابعها.
    يصعب التصديق كيف نجحت آلية الانكار والاقصاء الى هذا الحد. الدولة ثنائية القومية كمسالة مستقبلية، لم تعد هنا منذ زمن: قرابة ستة ملايين يهودي، وقرابة خمسة ملايين فلسطيني (في إسرائيل و الضفة) يعيشون تحت سلطة واحدة، في دولة واحدة، وهي ليست "ثنائية القومية". فما هي اذن؟ "احادية القومية؟ شعبان، سلطة واحدة – وليست ثنائية القومية؟
    منذ 47 عاما وهي ثنائية القومية بشكل واضح. وهي ليست ثنائية القومية مستقبلا او ثنائية القومية مؤقتا، وانما هي دولة ثنائية القومية بكل ما يعنيه ذلك. اذا كانت تبدو مثل ثنائية القومية، وتثير الحنين كثنائية القومية، فما هذا اذن؟ بما ان إسرائيل لم تقصد أبدا الانفصال بشكل جدي عن المناطق التي تحتلها، فقد قامت هذه الدولة الثنائية القومية بإنشاء جيلين من المدنيين والخاضعين من قوميتين. صحيح ان إسرائيل لم تتجرأ ابدا على ضم كل المناطق التي تحتلها، ومنح الحقوق المدنية لسكانها غير اليهود، ولكن هذا لا يقلل من ثنائية القومية فيها. بل اختفى منذ زمن الادعاء بأن الأمر مؤقتا.
    صحيح ان هناك فجوات رهيبة بين حقوق الشعبين، ولكن هذا لا يقلل من كون إسرائيل ثنائية القومية. فالفلسطيني في الخليل واليهودي في تل ابيب، يخضعان الى السلطة ذاتها، في نهاية الأمر، حتى لو كانت احدى السلطتين مدنية والثانية عسكرية، فان مصدر الصلاحيات واحد: حكومة القدس اليهودية هي التي تقرر مصير الشعبين. وحرية عمل السلطة الفلسطينية تقل عن حرية عمل مجلس اقليمي.
    ما الذي كان لدينا؟ دولة واحدة، شعبان. طوال سنوات حاول اليسار عرض بديل: دولتان. والآن، حين بات من الواضح ان فرصة تحقيق ذلك اختفت، كما يبدو نهائيا – وربما لم تكن قائمة اصلا – لم يتبق الا الانشغال في طابع الدولة ثنائية القومية القائمة منذ جيلين، والتي لم تكن متساوية أو ديموقراطية حتى للحظة واحدة.
    لقد بقي النقاش حول الدولتين مجرد وسيلة لتضييع المزيد من الوقت في سبيل ترسيخ الاحتلال بشكل اكبر. فمع وجود نصف مليون مستوطن، وصفر من الثقة يعتبر الموضوع مسألة مفقودة، ويتحتم على الاسرائيليين والفلسطينيين والعالم استخلاص العبر من ذلك. المسالة الوحيدة التي لا تزال مفتوحة هي نوعية هذه الدولة، ثنائية القومية وديموقراطية، او ثنائية القومية مع سلطة أبرتهايد. يتحتم على كل من يعتبر الدولة اليهودية مسألة مقدسة – غالبية الاسرائيليين – سؤال أنفسهم اين كانوا عندما كانت لا تزال هناك فرصة للدولتين. ولكن الآن، عندما انتصر اليمين والمستوطنين، لا فائدة من الانشغال في ذلك. صحيح ان حل الدولة الواحدة، المتساوية والديموقراطية وثنائية القومية، يبدو الآن ككابوس، ولكن ما هو البديل المتبقي بالضبط؟ ولذلك افصلوا الهواتف، اوقفوا الساعات، وانظروا جيدا الى الواقع: اشرعوا في النضال من اجل دولة (ثنائية القومية) عادلة.
    كأن الحرب لم تقع
    تحت هذا العنوان يكتب حامي شليف، في "هآرتس" ان نتنياهو اعتقد بعد "الجرف الصامد" بأن الحرب التي اعلنها اوباما ضد داعش، تضع إسرائيل في الجانب الصحيح من المتراس، وتشطب من الوعي الغضب الذي تراكم في البيت الأبيض خلال حرب الصيف. وكدليل على مقولة فولتير، بأن الدماغ البشري يملك القدرة الكبيرة على السماح للإنسان بالعثور على سبب لتصديق ما يريد تصديقه، تصرف نتنياهو كما لو أن سحر معادلة حماس = داعش، سينسي الامريكيين انهيار العملية السياسية التي قادها جون كيري، والمواجهة الشديدة التي اندلعت قبل حرب غزة حول الاعتراف بحكومة المصالحة الفلسطينية، والهجمات الشخصية الجامحة على كيري اثناء محاولته التوصل الى وقف لاطلاق النار، وخاصة بالنسبة للرئيس اوباما، وكذلك الدمار الضخم الذي خلفه هجوم سلاح الجو على غزة، رغم مناشدة اوباما لنتنياهو بتخفيفه.
    هكذا غاص نتنياهو في الثناء على اخلاقيات الجيش، كما لو ان ذلك يلغي الانطباع الذي خلفته صور الدمار في غزة. لقد رد على خطاب محمود عباس شديد اللهجة في الأمم المتحدة كشخص ظهر وكأنه نسي الى أي حد تم اعتبار عباس مسؤولا وموزونا خلال حرب الجرف الصامد. وهو لم يطلق النصائح علانية لأوباما واظهاره كأبله يصدق كل ايراني، فحسب، وانما دس اصبعا وسطى في عينه عندما التقى شلدون ادلسون في مطعم نيويوركي، رغم معرفته، او يفترض بأنه يعرف، بأن ادلسون يعتبر في البيت البيض بمثابة بساط احمر. وهكذا أدى البيان المتعلق بالبناء في "غبعات همطوس" سوية مع صور المستوطنين في سلوان بحماية الشرطة، الى غليان طنجرة الضغط التي ولدت اللهجة الشديدة، وغير الاعتيادية، لبيان الشجب الذي اصدره البيت البيض بعد انتهاء لقاء نتنياهو –اوباما.
    لقد امتزج العداء التاريخي الذي يعود الى احداث سابقة، بالغضب المتراكم خلال عملية غزة، وتغذى كلاهما من الدم السيء الذي يجري بين الزعيمين. لقد استنتجت الولايات المتحدة ان نتنياهو لم يتعلم شيئا ولم ينس شيئا، واشتد غضبها، ولم يمنعها حتى المعيار الانتخابي بشأن الحفاظ على الهدوء عشية انتخابات الكونغرس، من صب جام غضبها. وساهم تعقيب نتنياهو الذي قال ان الأمريكيين لا يعرفون عما يتحدثون، بإضافة عود حطب آخر الى النار.
    وهذا ليس لأن نتنياهو أخطا التقدير: صحيح ان الوتيرة المتسارعة لتيار الأخبار والتدخل الأمريكي في الحرب ضد الجهاديين والجبهة المشتركة ضد السلام المتطرف، ادت الى تعتيم الذكريات القاسية من غزة، وخلقت قاعدة لتوسيع التعاون الإسرائيلي – الأمريكي، ولكنه كان يجب رفع هذه المتغيرات بشكل موزون وربما من بعيد، بدل الحضور الى الولايات المتحدة مع شحنة استثنائية من الضجيج والاستفزاز والتي ذكرت الجميع بما أراد لهم نتنياهو نسيانه.
    مع ذلك يجب عدم المبالغة في وصف الضرر: الاعلام الأمريكي يتجاهل بشكل شبه مطلق، تقريبا، المواجهة الجديدة بين نتنياهو واوباما، لأن المقصود اخبار قديمة، على نمط الكلب عض الانسان، وايضا لأن تهديد الدولة الاسلامية وفيروس الايبولا اكبر وأكثر آنية. في هذا المفهوم، على الأقل، هناك تبادلية: نتنياهو وصل الى امريكا كأن الحرب لم تقع، وامريكا ترد عليه كأن الزيارة لم تتم.
    السلطة الفلسطينية وانكار القومية اليهودية
    تحت هذا العنوان يكتب اوري هايتنر، في "يسرائيل هيوم" انه في اعقاب خطاب بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة، والذي عرض خلاله التشابه الحقيقي بين داعش وحماس، هاجمه صائب عريقات بشدة وقارن بين إسرائيل وتنظيم الدولة الاسلامية. وحسب ادعائه فان نتنياهو يشجب الدولة الاسلامية في وقت يقود فيه الدولة اليهودية.
    يمكن الاعراب عن الغضب والاحتجاج على المقارنة التي لا تثير الاستفزاز فقط، وانما السخيفة، أيضا. فمن يمثل شعبا، تعتبر القوة الرئيسية والمؤثرة والشعبية فيه هي حماس، شبيه داعش، يسمح لنفسه باتهام دولة ديموقراطية وليبرالية بأنها تشبه الدولة الاسلامية.
    يمكن التحدث عن السلطة الفلسطينية التي يدافع قادتها عن حماس التي حاولت قبل اسابيع فقط اسقاطها بانقلاب، وقذف إسرائيل التي انقذتها من الانقلاب. ولكن تصريح عريقات ينطوي على اهمية كبيرة، لأنها تركز النقاش حول جوهر الصراع وتدل على المزاج الفلسطيني الذي يرسخ الصراع. الفكرة المرفوضة بالنسبة لعريقات، والتي يقودها نتنياهو هي فكرة الدولة اليهودية، وهي دولة إسرائيل. وعندما يعرض عريقات فكرة الدولة اليهودية كمشابهة للفكرة التي يحاربها العالم الآن، فانه يوضح ما هي ايديولوجيته – انكار قيام إسرائيل، وما هو هدفه – انهاء وجودها كدولة.
    ان انكار حق وجود إسرائيل هو المسبب الوحيد للصراع والسبب الوحيد لاستمراره اللامتناهي. لكن مقارنة إسرائيل بالدولة الاسلامية توضح طبقة اعمق من الأيديولوجية الفلسطينية. فتنظيم الدولة الاسلامية ينكر دول القومية العربية ويريد الغائها او اخضاعها للخلافة الاسلامية التي تقوم على الدين وليس القومية. ومعنى مقارنة عريقات بين فكرة الدولة اليهودية وفكرة الدولة الاسلامية هو انكار القومية اليهودية. ويعني ادعاء عريقات هذا ان اليهودية هي ديانة فقط. اذا كانت هناك قومية يهودية، فكيف يمكن معارضة تطبيق حق تقرير مصيرها؟ كيف يمكن تفسير تمتع كل شعب بحق تقرير المصير في دولة سيادية باستثناء شعب واحد، الشعب اليهودي؟
    يمكن ذلك، بل انه مسألة سهلة. بكل بساطة يتم انكار وجود الشعب اليهودي، والشرح بكل بساطة بأنه لا توجد قومية يهودية وانما ديانة يهودية فقط، وهذا هو ما كتب في الميثاق الفلسطيني. وبذلك يقول عريقات للعالم انه كما يتحد ضد من يحاولون انشاء الخلافة الاسلامية، هكذا عليه التجند ضد قيام الدولة اليهودية.
    ان هدف الدولة الاسلامية هو فرض سيطرتها على العالم كله. وعندما يشبهها عريقات بإسرائيل، فانه يلمح الى كتاب أسس اللاسامية "بروتوكولات حكماء صهيون" الذي تعتبر ترجمته الى العربية اكثر الكتب رواجا في العالم العربي. هذا الكتاب المتآمر يزور بروتوكول "حكماء صهيون" – ويتحدث عن تحالف (لم يكن ولم يقم ابدا) لقادة الديانة اليهودية التي تتآمر للسيطرة على العالم. وفي تصريحه يشهد عريقات بأن هذا الكتاب بلور افكاره.
    تصريحات عريقات اللاسامية تندمج جيدا مع سلسلة تصريحات لاسامية لقيادة السلطة الفلسطينية. في بيان لوزارة الخارجية، بعد خطاب نتنياهو، جاء ان إسرائيل تستغل الكارثة لتبرير جرائمها ضد الانسانية، وهذا ادعاء يميز ناكري الكارثة.
    منذ الكارثة، وخاصة منذ قيام الدولة، تركز اللاسامية على الدولة اليهودية. ويعتبر انكار الكارثة احد مركباتها الأساسية. ما هو جوهر انكار الكارثة وما هو هدفه؟ نزع شرعية إسرائيل. فالادعاء هو ان إسرائيل قامت كنتاج للكارثة، في اعقاب شعور شعوب اوروبا بالذنب. ومن خلال انكار الكارثة، وتقزيمها والتشكيك بوقوعها، ستفقد إسرائيل شرعيتها.
    ومن المركبات البالغة الأهمية في الحملة ذاتها، نزع انسانية إسرائيل وعرضها كنازية، والمقارنة بين "جرائمها" المخترعة وجرائم النازية التي يجري تقزيمها، والادعاء بأن إسرائيل تستخدم الكارثة كوسيلة لتشريع جرائمها.
    ليس من المفاجئ ان السلطة التي عينت على رأسها ناكرا للكارثة بكل ما يعنيه الامر (رسالة الدكتوراه التي اعدها ابو مازن تتمحور حول بحث ينكر الكارثة)، تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وتعرضها كنازية. فهذه الأمور تتفق مع بعضها بشكل دائم.
    لا أحد يتحدث عن السلام
    تحت هذا العنوان يكتب سيبر فلوتسكر، في "يديعوت احرونوت" ان مواليد عام 1973 اصبحوا اليوم في جيل 40 عاما، امورهم جيدة ويحتفلون بأعياد ميلادهم، ولا ينتظرون تنفيذ الوعد الذي قطعناه على انفسنا بعد عودتنا من حرب يوم الغفران، بأنها ستكون الأخيرة. فهي لم تكن الأخيرة وليس قبل الأخيرة، وليس قبل ما قبل الأخيرة. فاليأس من السلام يتزايد ويتفشى، وكلمات اغنية الاحتجاج "كلهم يتحدثون عن السلام، ولا احد يتحدث عن العدالة" انقلبت، فاليوم كلهم يتحدثون عن العدالة ولا احد يتحدث عن السلام.
    عندما اندلعت الحرب، كنت صحفيا في "عل همشمار"، جريدة لحزب يساري صهيوني صغير وعاقل – "مبام". صحيح ان وزيران من "مبام" جلسا في حكومة غولدا مئير آنذاك، ولكن تأثيرهما عليها كان يساوي الصفر. لقد صوتا مرارا ضد قرار الغالبية، واديا دور المعارضة الداخلية في الحكومة. وحثت "عل همشمار" وملحقها المميز "حوتام" حزب "مبام" على ترك الحكومة بعد رفضها لوساطة السلام الأمريكية. لم نشارك في مهرجان العربدة الذي اصاب الكثيرين بالهوس. حذرنا من الطموح الجامح لموشيه ديان، ونشرنا سيناريو خيالي لسيطرة ديان على الدولة. وقد غضب ديان وهدد بابعاد "مبام" من الحكومة. واصيبت غولدا وشمعون بيرس بالصدمة جراء تقرير نشرته "حوتام" حول انشاء "جيتو يهودي جديد في الخليل". ونشرت لدينا مقاطع من كتاب "حوار المحاربين" الذي يعتبر اكثر الكتب اهمية التي كتبت حول الحروب. وقدم ملحق "حوتام" للجمهور الإسرائيلي مسرحية حانوخ ليفين "انت وانا والحرب القادمة" التي عرضت في مبنى مستأجر قرب بناية الصحيفة. ورفضت حركة "الحرس الفتي"، حركة الشبيبة الرائدة التي نشأ منها حزب "مبام"، توطين البؤر الاستيطانية في سيناء، وتظاهرت ضد اقامة مدينة "يميت".
    لم نكن يساريين بل كنا واقعيين. في "عل همشمار" لم نمنح منبرا لمشاعر الغطرسة القومية المبهرة للنظر. واتهمنا مرارا بكوننا عقلاء اكثر مما يجب، جافون اكثر مما يجب، نعتمد على الرأس أكثر مما على البطن. ولذلك لم نفاجأ، أنا ورفاقي، بوقوع حرب يوم الغفران. لم نشعر بأي مفاجأة، فقد حدث ما خشينا منه.
    اذكر الغضب الذي سببته في هيئة تحرير "عل همشمار" و"حوتام" تلك المقالات المنافقة التي ظهرت في صحف أخرى تحت عنوان "كلنا مذنبون". وكتبنا ان الاتهام الجماعي يشطب التهمة الخاصة بمن أصر على عدم رؤية الواقع. فقد دفنا رؤوسنا في الرمال الساخنة لشواطئ سيناء.
    في وقت لاحق تولد الاتفاق العام على ان إسرائيل وقعت ضحية لنظرية (كما كتب في تقارير اللجان التي حققت في الحرب واخفاقاتها) تقول ان الجيشين المصري والسوري لن يبادرا ابدا الى مهاجمة إسرائيل لأن القوة المتفوقة للجيش الإسرائيلي ستردعهم الى الأبد. لكنه كان لدينا تعريفا آخر لنظرية الاخفاق القومي، كما تكشف في حرب يوم الغفران: رفض صيغة "الأرض مقابل السلام". لقد ألغى قادة الائتلاف والمعارضة في حينه، باستهتار، فكرة الأرض مقابل السلام. لقد رفضها قطعا كل من غولدا مئير ومناحيم بيغن وموشيه ديان وسمحا ايرليخ ويسرائيل غليلي، بينما اعتبرتها "مبام" و"الحرس الفتي" و"عل همشمار" و"حوتام" الطريق الوحيد لمنع الحرب القادمة، الطريق التي رفضت إسرائيل المضي فيها.
    بعد 41 عاما: لم يتم استخلاص الدروس من حرب يوم الغفران
    تحت هذا العنوان تكتب رئيسة حركة ميرتس، زهافا غلؤون، في موقع "واللا" ان 41 عاما مضت على حرب يوم الغفران التي كانت من اكثر حروب إسرائيل فظاعة، وبالتأكيد اكثرها مثيرة للصدمة. كانت هناك حروب اقصى منها ولكنها لم تكن بقسوتها. حرب جبت حياة قرابة 3000 إسرائيلي، واكثر من خمسة آلاف جريح، ومئات الجنود الأسرى. لقد خلفت تلك الحرب امة بأكملها تعاني صدمة الحرب.
    لقد كتبوا الكثير عن تلك الحرب، عن الفشل الاستخباري، عن ضلال القيادة السياسية، عن حكايات البطولة وقصص الفظائع، ولكنه كما يبدو، لا يكفي ذلك كله، وعلينا، اليوم، خاصة بعد حرب الصيف الأخير الدامية، اعادة فحص الدروس، وما الذي يربط بين تلك الحرب وبين واقع حياتنا اليوم. علينا أن نسأل عن القيادة الإسرائيلية، التي تستغل في لهجتها السياسية الصدمات التاريخية كي تجعلنا نعتقد أنه كتب علينا مصير العيش على حد السيف، وعلينا ان نستوعب، ما الذي يجب ان نتعلمه من أخطاء الماضي لبناء مستقبل مختلف، مستقبلا أفضل لا ينبئ بمزيد من الحروب القاتلة.
    ان اول درس، بالنسبة لي، هو الادراك بأن التفوق العسكري وحده لا يحقق الاستقرار والأمن. لم نكن ابدا اقوياء اكثر امام جيراننا كما كنا في حرب الأيام الستة وفي السنوات التي تلتها. هزمنا واحتللنا وأهنا وحسمنا، وروينا لأنفسنا تحت تأثير نشوة الانتصار بأننا حققنا الهدوء للبلاد. ولكن الهدوء لم يتحقق، بل جاءت صواريخ الكاتيوشا وسكاد وقذائف الهاون والعمليات والأنفاق.
    لقد صدت حكومة غولدا – ديان، بغطرستها، اكثر من مرة، رسائل السادات التي طالب فيها باعادة سيناء الى مصر مقابل السلام الكامل مع اكبر واهم دولة عربية. لقد اقترح السلام مقابل الانسحاب، لكن الحكومة الإسرائيلية ردت بالسخرية والانغلاق الاجرامي.
    بعد حرب يوم الغفران، ايضا، التي فقدنا خلالها السيطرة على قناة السويس والردع الذي حققته حرب الأيام الستة، لا يزال قادتنا يحكون اننا نحن الذين انتصرنا في الحرب. لقد كتبت غولدا نفسها بعد الحرب "اننا انتصرنا في حرب يوم الغفران، وانا مقتنعة بأن القيادتين السياسية والعسكرية في سوريا ومصر تعرفان بأنهما منيتا بهزيمة ثانية".
    بعد عملية الجرف الصامد قال رئيس الحكومة نتنياهو انه "مع وقف اطلاق النار يمكنني القول بأنه تم هنا تحقيق انتصار عسكري كبير وانجازا سياسيا كبيرا". هكذا يسمع التنكر للواقع. هذا هو غياب القيادة، هذا هو غياب المسؤولية. نعم، لا نزال حتى اليوم، نتواجد في فترة مضللة تظهر وكأن الهدوء والاستقرار تحقق بعد سنوات من المواجهة الدامية مع الفلسطينيين.
    لقد مرت عدة اسابيع فقط على الحرب القاسية في غزة، ويبدو كأنه لم تحدث الحرب هنا. لقد انتقلنا الى جدول الاعمال العادي. سكان الجنوب الشجعان سمعوا بأننا انزلنا ضربة قاسية بحماس، ورممنا الردع. ولكن الاتفاق الحالي لنتنياهو مع حماس يضمن لنا العودة الى الامر ذاته بعد عام او عامين.
    الكثير من قادتنا يقولون لنا ان الثمن الدامي الذي كبدناه للفلسطينيين في الانتفاضة الثانية والجرف الصامد يسمح لنا بادارة الصراع، وان امساكنا بخناق الفلسطينيين يتيح لنا تجاهل طموحهم العميق والأساسي لتقرير المصير والاستقلال، وان الهدوء النسبي يسمح لنا بادارة ظهرنا مرة اخرى للمحاولات الدولية والاقليمية لدفع اتفاق دائم مع الفلسطينيين. ولكنه يتضح لنا الآن بأن الجرف الصامد فرضت علينا بسبب حكومة عديمة التفكير السياسي والتخطيط للمدى البعيد، وان التفاهمات التي تلت الحرب كان يمكن التوصل اليها تماما قبل عدة اشهر امام السلطة الفلسطينية وعدم منح انجاز لحماس.
    حرب يوم الغفران تشكل تذكيرا مؤلما لعدم وجود أي فراغ للانغلاق والرفض السياسي، ويعلمنا الحقيقة المرة: ان من لا يتحلى بالشجاعة على المصالحة أثناء الهدوء، سيضطر الى التحلي بالشجاعة في ساحة الحرب. امن الأمس لا يضمن مستقبلنا غدا وبعد غد، وخلافا للتهديد العسكري الذي حلق فوق رؤوسنا قبل 41 سنة، فان تفكك امكانية التوصل الى تسوية في ايامنا، تعني التفكيك المطلق لفكرة الدولة الديموقراطية الاسرائيلية وتحولها الزاحف والخطير الى دولة منغلقة، قومية ودينية متطرفة. هناك بديل لهذا الجنون، وكلنا، باستثناء نتنياهو وبينت والكين نعرف ذلك: هذا البديل يقف على باب رئيس الحكومة منذ خمس سنوات، ولكنه يختار عدم التفكير الاستراتيجي، وعدم المبادرة والشجاعة لتغيير الواقع السياسي.

  6. #96
    أضواء على الصحافة الإسرائيلية 10 تشرين الأول 2014
    حكومة المصالحة الفلسطينية تعقد اول جلسة لها في غزة
    · كرست صحيفة "هآرتس" عنوانا رئيسيا على صدر صفحتها الاولى لتغطية انعقاد اول جلسة لحكومة المصالحة الفلسطينية، امس الخميس، في قطاع غزة، والتي كرستها، في الأساس، لمناقشة الخطط الفلسطينية لترميم القطاع بعد عملية "الجرف الصامد".
    · وقد وصل اعضاء الحكومة من رام الله الى غزة، عبر معبر ايرز، بعد حصولهم على التصاريح من إسرائيل. وقال الحمدالله في مؤتمر صحفي عقده قبل افتتاح الجلسة، ان ترميم قطاع غزة وعودة الحياة الى مسارها الطبيعي سيحتل مقدمة جدول اولويات الحكومة، مضيفا "ان سنوات الخلاف والانقسام بين الفصائل الفلسطينية أصبحت من ورائنا والحكومة تبدأ فورا مهمة اعادة الحياة في القطاع الى مسارها".
    · وحسب الحمدالله فإن للحكومة مخططات شاملة سيتم عرضها امام الدول المانحة في المؤتمر الذي سينعقد في القاهرة يوم الأحد القريب. والتقى رئيس الحكومة رامي الحمدالله، برئيس الدائرة السياسية في حركة حماس، اسماعيل هنية. وخلال مؤتمر صحفي مشترك قال هنية ان "التحديات التي تواجهنا كبيرة جدا، خاصة بسبب الدمار الهائل في القطاع والأوضاع الصعبة التي يواجهها السكان. نريد جدا للحكومة ان تنجح في مهامها، ونهتم بتطبيق خطوط المصالحة التي تشمل ترميم القطاع واطلاق سراح الأسرى ورفع الحصار بشكل شامل".
    · وقال الحمدالله "اننا نقول للإسرائيليين بأن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن تحقيق حلمه بإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حدود 67 وقرارات المجتمع الدولي والاعتراف بهذه الدولة".
    · وزار اعضاء الحكومة المواقع التي تعرضت إلى التدمير الأساسي خلال الحرب، والتقوا خلال جولتهم برجال الأعمال الذي سيشاركون في مشروع ترميم القطاع والاستثمار على المدى الطويل. ويواصل الحمدالله، اليوم، جولاته في قطاع غزة، ومن هناك سيغادر الى القاهرة عبر معبر رفح للقاء ممثلي الدول المانحة.
    · يشار الى أن اسرائيل اعلنت بعد تشكيل حكومة المصالحة انها لن تسمح لأعضائها بالوصول الى غزة عبر أراضيها، لكنه بما أن مهمتها الرئيسية ترميم القطاع، ولأن الدول المانحة وخاصة الولايات المتحدة واوروبا والأمم المتحدة حددت بشكل واضح بأن حكومة المصالحة هي المسؤولة عن الترميم، فقد امتنعت اسرائيل عن منع مرور اعضاء الحكومة عبر اراضيها وصادق منسق شؤون الحكومة على تصاريح العبور.
    · وقالت مصادر فلسطينية في القطاع لصحيفة "هآرتس" انه لن يغادر كل وزراء الحكومة الى القاهرة، اليوم، وانما سيغادر رئيسها والوزراء المعنيين فقط بمهمة الترميم. وحسب المخطط سيرجع الوزراء بعد انتهاء مؤتمر الدول المانحة في القاهرة، الى غزة لمباشرة تطبيق خطة الترميم، وخاصة بناء البنى التحتية والبيوت كما اعلن الحمدالله. وحسب تقديرات الحكومة فان اعمال الترميم ستكلف بين سبعة وثمانية مليارات دولار، وستتراوح مدة العمل بين خمس وست سنوات، اذا كانت المعابر مفتوحة.
    · يشار الى ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيترأس الوفد الفلسطيني الى مؤتمر الدول المانحة في القاهرة، ومن المقرر ان يلتقي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال المؤتمر. وسيناقشان معا مشروع القرار الذي تنوي السلطة الفلسطينية طرحه للتصويت في مجلس الأمن بشأن انهاء الاحتلال حتى عام 2016 ونيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية داخل حدود 67.
    · ويعارض الامريكيون بشدة هذا الاقتراح ويهددون باستخدام حق النقض اذا نجح الفلسطينيون بتجنيد غالبية مؤيدة للقرار. وقال مسؤول في ديوان الرئاسة الفلسطينية انه يجري التخطيط لزيارة عباس الى غزة، لكن ذلك يتعلق بتطبيق خطوط المصالحة. وأوضح: "الأجواء السياسية غير ناضجة لتنفيذ الزيارة الآن، وحضور الرئيس الى القطاع يجب ان يجسد عنوان تطبيق المصالحة".
    · عباس: "الاقتحامات المتكررة الى الاقصى هدفها السيطرة على الحرم القدسي"
    · نقلت صحيفة "هآرتس" عن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، تحذيره امس الأول، من الاقتحامات المتكررة لقوات الأمن الاسرائيلية الى المسجد الأقصى وقوله انها "تهدف الى محاولة فرض وقائع على الأرض والسيطرة على الحرم القدسي". وحذر عباس من أن السياسة الإسرائيلي ستحول الصراع الى مواجهة دينية.
    · جاء تصريح عباس على خلفية المواجهات التي وقعت، امس الأول، في الحرم القدسي مع دخول اليهود للزيارة. واتهم مدير الأوقاف الشيخ عزام الخطيب، إسرائيل بالمسؤولية عن الأحداث في الحرم القدسي، وقال: "لقد حذرنا من ابعاد فتح باب المغاربة". وفي السياق ذاته، طالب الناطق بلسان الحكومة الاردنية، محمد المومني، إسرائيل بالتوقف عن سياسة المس بالمسجد الأقصى.
    · في السياق ذاته، وبعد المواجهات التي وقعت صباح اليوم الجمعة في الحرم، نشر موقع المستوطنين (القناة السابعة) تصريحا لنائب وزير الأديان، ايلي بن دهان (البيت اليهودي) هاجم فيه دائرة الاوقاف الاسلامية في القدس، وقال انه "ثبت عدم الاعتماد على الاوقاف، وعلى شرطة إسرائيل فرض النظام والقانون على الجبل، فمن حق اليهود ايضا نيل حرية العبادة في الهيكل" (الحرم القدسي).
    · وطالب بن دهان الحكومة بتسريع المصادقة على الانظمة التي اعدها لمنح اليهود "حق الصلاة في الهيكل"!
    · حماس تجري اتصالات مع مصر لمفاوضة إسرائيل على صفقة تبادل
    · ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان حركة حماس تجري اتصالات مع مصر من اجل فتح مفاوضات مع اسرائيل حول اعادة جثتي الجنديين هدار غولدين واورن شاؤول، حسب ما اعلنه احد قادة حماس في الخارج، محمد نزال.
    · وقالت الصحيفة ان حماس لم تعلن، حتى الآن، الثمن الذي تطالب به، ولكنه يسود التكهن بانها ستطلب اطلاق سراح أسرى من السجون الاسرائيلية.
    · واضافت: "سواء كان مصادفة ام لا، فقد جاء اعلان نزال، بعد أيام قليلة من تعيين الكولونيل (احتياط) ليؤور لوطن، منسقا لشؤون الأسرى والمفقودين وبعد بيان الناطق بلسان حماس في غزة، بأن التنظيم على وشك تنفيذ صفقة تبادل مع اسرائيل. وحسب نزال فان المفاوضات ستبدأ قريبا. وستجري المفاوضات حول التبادل بشكل غير مباشر، وبوساطة مصرية. وقد اوضحت مصر لحماس انها ستجري بدون أي علاقة بالمفاوضات حول وقف اطلاق النار الدائم وما سيترتب عنها من تفاهمات.
    المستوطنون يدشنون تلة على اسم الفتية الثلاثة المقتولين ويطلقون دعوة لتوسيع الاستيطان
    · كتب موقع "القناة السابعة" ان آلاف المستوطنين ومؤيدي الاستيطان، شاركوا صباح اليوم الجمعة، في احتفالات "فرح صب المياه" (المرتبط بتقاليد عيد العرش العبري) في تلة "عوز فيغاؤون" القريبة من مفترق غوش عتصيون، وهي التلة التي اقيمت لذكرى الفتية الثلاثة الذين تم اختطافهم وقتلهم في حزيران الماضي.
    · وقد بادرت الى احتفال جمعية "نساء بالاخضر" الاستيطانية، واستضافت عضوي الكنيست اوفير اوكونيس وايلي يشاي. وهاجم اوكونيس المقالات والمواقف الدولية المضادة للجيش الاسرائيلي بعد حملة "عودوا ايها الاخوة" في الضفة وحرب "الجرف الصامد" في غزة، وقال: "نحن لا نرتدع من هذه المقالات والتصريحات ضد الجيش الإسرائيلي، فهو افضل الجيوش واكثرها اخلاقية في العالم".
    · واضاف: "بعد فترة وجيزة من مقتل الفتية انطلقت اصوات تدعو الى الرد على ذلك بإنشاء مستوطنات جديدة، ومن على هذه التلة تنطلق الدعوة الى انشاء مستوطنات في ارض إسرائيل طوال الوقت بموجب حقنا الطبيعي والتاريخي، كما جاء في وثيقة الاستقلال، وانطلاقا من هذا الحق سنواصل البناء ليس فقط في غوش عتصيون وانما في كل ارض إسرائيل ولن نترك هذا المكان او أي مكان آخر".
    · ودعم ايلي يشاي تصريح اوكونيس، وقال في كلمته: " ادعو الحكومة الى مواصلة البناء في كل انحاء البلاد. في اوروبا وامريكا قد يمكن تجميد البناء ولكن ليس هنا."
    · في السياق ذاته، ذكر موقع "واللا" ان قادة المجالس الاقليمية لمستوطنات الضفة الغربية، يعدون لاطلاق حملة ضد ما يسمونه "سياسة رئيس الحكومة نيامين نتنياهو التي تمنع دفع البناء في الضفة الغربية". وحسب موقع "واللا" فقد عقد رؤساء هذه المجالس عدة لقاءات لفحص طرق العمل ضد "التجميد"، وطرحت عدة افكار لبدء المعركة بعد الاعياد اذا لم يتغير الوضع.
    · وحسب المعلومات فانه على الرغم من تعهد نتنياهو لقادة المستوطنين بدفع البناء في الضفة، وامره بنشر مناقصات لتسويق 2500 وحدة اسكان، ردا على اختطاف وقتل الفتية الاسرائيليين الثلاثة، في حزيران الماضي، الا انه اوعز لاحقا بالامتناع عن دفع خطة البناء وتعليقها.
    · ومن بين البرامج التي يخطط لها قادة المستوطنات، اطلاق حملة اعلامية ضد سياسة نتنياهو، لكن القرار النهائي لم يتخذ بعد. كما من المتوقع مضايقة الائتلاف الحكومي من خلال امتناع نواب المستوطنات عن المشاركة في التصويت وتشويش سن القوانين في الكنيست والحكومة. كما يتوقع المبادرة الى انشاء بؤرة استيطانية جديدة. وتقف وراء هذه المبادرة مديرة حركة "نحلاه" المستوطنة دانئيلا فايس التي تدير نشاطا مكثفا لانشاء بؤر استيطانية في الضفة.
    مقالات وتقارير
    · فلتدفع إسرائيل ثمن الدمار في غزة
    · نشرت الباحثة في علم الاجتماع، الدكتورة مايا روزنفلد، مقالة جريئة في صحيفة "هآرتس" طالبت من خلالها تحميل إسرائيل المسؤولية عن ترميم قطاع غزة، واتخاذ اجراءات تكفل عدم تكرار الهجمات الاسرائيلية المدمرة على القطاع.
    · واستعرضت الكاتبة باسهاب، عدة محطات ترتبط بالمفاوضات والاتفاقيات بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل، وقيام إسرائيل بسلب الفلسطينيين ما تم الاتفاق عليه في اوسلو وغيرها من الاتفاقيات.
    · وتكتب روزنفلد "ان المسائل السياسية التي طرحتها المواجهة الحالية بين إسرائيل وحماس، وحجم اعمال القتل والدمار الذي سببه الهجوم الإسرائيلي على غزة، تمثل ثلاثة مركبات رئيسية للسياسة الاسرائيلية في المناطق المحتلة خلال الـ14 عاما الأخيرة: جهود منهجية لسلب ممتلكات الفلسطينيين - البنى التحتية والموارد القومية التي تم تحصيلها في اتفاقيات اوسلو، تكرار شن الهجمات العسكرية المكثفة من خلال الاعتماد المتزايد على سلاح الجو والمدفعية، والتنكر للمسؤولية عن اصابة المدنيين كنتيجة لهذه الهجمات ولاستمرار السيطرة العسكرية".
    · وأضافت: "الى جانب سلب الأراضي والبناء في المستوطنات، هذه هي ركائز النهج العسكرية الإسرائيلي الذي يسعى الى اخضاع الفلسطينيين ومنع اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".
    · وترى الكاتبة "ان المطالب الأساسية التي يطرحها الوفد الفلسطيني الى مفاوضات القاهرة حول الاتفاق طويل المدى، والتي تشمل فتح المعابر من والى القطاع والعبور الآمن بين القطاع والضفة وانشاء الميناء البحري واعادة فتح المطار الجوي في غزة ليست الا مطالب تهدف الى استعادة ما سبق وحصلوا عليه او تم الاتفاق عليه في اتفاقيات اوسلو. فلقد تم الاتفاق على انشاء الميناء البحري في غزة، لأول مرة، في اطار "اعلان المبادئ" الذي وقعته حكومة إسرائيل مع منظمة التحرير الفلسطينية في أيلول 1993، وتم الاتفاق على المعبر الحر بين القطاع والضفة وتطوير بنى تحتية للمواصلات تتيح تطبيق الاتفاق، في اطار "اتفاق غزة واريحا" في أيار 1994. وتم التطرق بشكل مفصل الى انشاء مطار دولي في غزة في "اتفاق اوسلو ب" في أيلول 1995.
    · "صحيح ان إسرائيل وضعت الكثير من العراقيل لتقليص مساحة السيادة الفلسطينية المنصوص عليها في هذه الاتفاقيات، ولكنه بدء بتطبيقها عشية انتهاء الفترة المرحلية التي تم تحديدها في اتفاقيات اوسلو. وتم في تشرين الثاني 1998 تدشين مطار غزة الدولي، فيما تم تفعيل المعبر الآمن بين القطاع والضفة لأول مرة في تشرين الأول 1999، وفي تموز 2000، في أعقاب قرارات مؤتمر شرم الشيخ، المنعقد في ايلول 1999، بدأت اعمال البناء في ميناء غزة، والتي قامت إسرائيل بعرقلتها المرة تلو المرة.
    · "لقد كانت هذه الممتلكات الاستراتيجية هي اول ما سلبته اسرائيل للفلسطينيين في ردها على الانتفاضة الثانية. فقد تم قصف موقع البناء في الميناء البحري في مطلع تشرين الأول 2000، وتم اغلاق المطار ووقف المعبر الآمن، وفرض حصار شامل على سكان الضفة والقطاع. وبعد وصول اريئيل شارون الى السلطة في شباط 2001، تحولت العقوبات الى سياسة هدفها المعلن تدمير السلطة الفلسطينية وصد الباب امام الاستقلال الفلسطيني. ومن بين الخطوات البارزة التي بشرت بهذا التوجه، كان تدمير مطار غزة الدولي من خلال عمليات القصف الجوي لمسار الاقلاع، في كانون الأول 2001. وفي أعقاب ذلك جاء احتلال المدن الفلسطينية مجددا وتشديد القيود على تحركات الفلسطينيين ومحاصرة ياسر عرفات في المقاطعة، والفصل التام للقطاع عن الضفة.
    · "ولم يغير "الانفصال" عن غزة السياسة الاسرائيلية بل ساعد على تضخيمها. صحيح ان اسرائيل اضطرت الى ابتلاع الضفدع المتمثل في اتفاق المعابر (تشرين الثاني 2005) والذي التزمت بموجبه بإنشاء الميناء البحري وفتح المطار، لكنها لم تنفذ التزامها هذا ابدا، وتنكرت له علانية بعد وقوع غلعاد شليط في الأسر. ووفر انتصار حماس في انتخابات 2006 وسيطرتها على قطاع غزة في حزيران 2007، ذريعة لتشديد الحصار الذي فرض على القطاع قبل ذلك بسنوات.
    · " لقد نجحت اسرائيل بعرقلة تحقيق السيادة الفلسطينية من خلال تفعيل القوة المكثفة التي قادت الى ازدياد المقاومة الفلسطينية المسلحة، بما في ذلك ازدياد عمليات الارهاب بين 2001 و2004. وردا على ذلك صعدت اسرائيل من تفعيل القوة، وتم استبدال بنادق "ام 16" وامثالها من الأسلحة التي استخدمت ضد الانتفاضة الأولى، بطائرات "اف 16" و"الأباتشي" والدبابات وجرافات دي 9 المدمرة والقاتلة مئات الأضعاف.
    · "في غياب جيش معاد وساحة حرب، تم تفعيل هذه الآليات القوية في قلب الجمهور المدني وضد بيوته ومؤسساته وشوارعه وحقوله. وقامت قوات المدرعات بإعادة احتلال المدن الفلسطينية وتم اغتيال القادة السياسيين بالصواريخ والقذائف الجوية التي قتلت ضحايا آخرين. وقامت الجرافات بسحق آلاف البيوت في غزة وتحويلها الى رماد، لخلق "منطقة عازلة معقمة"، كما تم تمشيط آلاف الدونمات الزراعية في القطاع، واطلقت المدفعية النيران على كل من دخل الى "المناطق الممنوعة".
    · "لقد كانت هذه هي السياسة الإسرائيلية منذ مطلع سنوات الألفين، وسبقت بسنوات سيطرة حماس على القطاع وتحويلها للقصف الصاروخي لبلدات الجنوب الى مسار مركزي في المقاومة الفلسطينية المسلحة.
    · "ومع استكمال هذه التطورات، في النصف الثاني من العقد الأول لسنوات الألفين، ألغت إسرائيل بقية القيود المفروضة على استخدام القوة في قطاع غزة، كما دل على ذلك حجم اعمال القتل والتدمير خلال عملية "الرصاص المصبوب" في 2008 -2009، ووصل التصعيد الى قمته (حاليا) في قوة النيران الوحشية التي اطلقت على غزة خلال 50 يوما من حرب "الجرف الصامد".
    · "لقد تم خلال هذه الحرب شن 4850 هجوما جويا، تم في كل واحد منها القاء مواد متفجرة بوزن طن واحد (قرابة 100 طن من المواد المتفجرة يوميا في الحد المتوسط)، بالإضافة الى اطلاق 50 الف قذيفة مدفعية (قرابة 1000 قذيفة يوميا)، والتي زرعت الموت والدمار غير المسبوق منذ بداية الاحتلال.
    · "ما الذي اتاح لإسرائيل الخروج، المرة تلو المرة، لشن هجمات عسكرية على الجمهور المدني في منطقة محتلة خاضعة لسيطرتها؟ الجواب يكمن في المهمة التي يتولاها المجتمع الدولي في "ادارة" الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، او للتدقيق اكثر، في ترسيخ الاحتلال. منذ تشرين الأول 2000 وحتى اليوم، يمتنع المجتمع الدولي بشكل متواصل عن الزام اسرائيل بتحمل المسؤولية عن اصاباتها الواسعة للبشر والاملاك والبنى التحتية التي سببتها هجماتها العسكرية، وعن الأضرار الضخمة التي سببتها سياسة الاغلاق والحصار للاقتصاد والمجتمع الفلسطينيين. وبدل ذلك اختار المجتمع الدولي انشاء قنوات "مساعدات طارئة" للسلطة الفلسطينية ولسكان المناطق، والتي يتم تمويلها من الدول المانحة. إسرائيل لم تمتنع عن تعويض المصابين فحسب، لا بل خربت، المرة تلو الأخرى، عمليات الترميم التي تقوم بها الأونروا، عندما منعت ادخال مواد البناء الى القطاع.
    · "ان الثمن الوحيد الذي جباه المجتمع الدولي من إسرائيل مقابل "اعفائها" من دفع التعويضات هو موافقتها على مواصلة التعاون طوال السنوات الماضية في المفاوضات الواهية مع ممثلي منظمة التحرير والسلطة. وعلى ضوء هذه الصفقة المفيدة جدا، ليس صدفة ان إسرائيل اختارت مواصلة الاعتماد على الهجمات العسكرية كعنصر مهيمن في سياستها.
    · "خلال أيام سينعقد المؤتمر الدولي للدول المانحة لترميم غزة. سيكون من الجيد اذا قرر ممثلو الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الانحراف عن سياستهم ومطالبة اسرائيل بتعويض سكان القطاع، على الأقل، عن جزء من الدمار الذي سببته في "الجرف الصامد". خطوة كهذه قد تثير استياء الجمهور الإسرائيلي وقيادته، ولكنها قد تحقق، في نهاية الأمر، فائدة: فدفع التعويضات سيردع إسرائيل عن شن هجمات عسكرية على المناطق في المستقبل المنظور، ولن يترك حسم الأفق العسكري أمامها أي مفر من السعي الى انهاء الاحتلال وتحقيق اتفاق سلام مع الفلسطينيين".
    · سلام آري شبيط الوهمي
    · يناقش الكاتب ديميتري شوماسكي، في "هآرتس"، جانبا من الافكار المزورة للحقائق التي يطرحها أري شبيط من خلال مقالاته المتعلقة بفشل المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وهجومه المتكرر على اليسار بسبب تمسكه بحل الدولتين. ويكتب شوماسكي ان المؤرخين للشرق الأوسط الذين سيسعون في المستقبل الى التعرف على مصطلح "العملية السلمية" بين الاسرائيليين والفلسطينيين، على أساس مقالات آري شبيط في صحيفة "هآرتس"، سيفركون اعينهم كلما قارنوا ما يكتبه بالواقع، خاصة في مقالته "السلام مات – يحيا السلام" (المنشور في 22 أيلول 2014).
    · فيف تلك المقالة يحدد شبيط ان الخطأ الفادح الذي ارتكبه اليسار الإسرائيلي في اواخر القرن العشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين، يكمن في الاعتقاد الساذج بأنه "يمكن انهاء الاحتلال من خلال الوعد الميتافيزيقي للسلام الآن". والمنطق يقول ان شبيط يقصد اتفاقيات اوسلو. لكن العملية السلمية لأوسلو – كما يليق بمصطلح "العملية"، الذي يقصد "ليس الآن" وانما "بعد ذلك" – كانت ابعد ما يكون عن التعبير عن السعي الى "السلام الآن".
    · لقد كانت عملية اوسلو، أولا وقبل كل شيء، بمثابة اختبار خاص من نوعه للانسان الفلسطيني، في جوهره: نحن سنمنحهم الحكم الذاتي الجزئي في بعض الجيوب في الأراضي المحتلة، ونواصل السيطرة عليكم والاستيطان على اراضيكم في الأجزاء الأخرى من ارضكم، وسنرى كيف سيكون ردكم. هل سترضيكم التنازلات المؤلمة؟
    · ربما يوافقون على التخلي عما اصبح ميراثنا عمليا (الكتل الاستيطانية)؟ او هل سننجح بإنهاء الصراع دون ازالة غالبية مستوطناتنا؟
    · لقد تواصل اختبار الانسان الفلسطيني هذا حتى في الأيام التي يسميها شبيط "مبادرات السلام التي طرحها كلينتون وبراك واولمرت". فاليد الأولى واصلت تعزيز وتوسيع مشروع الاستيطان برعاية السلطة العسكرية، فيما رسمت اليد الثانية خرائط تقسيم البلاد حسب رؤية الحكام، وتقديمها الى الشعب المسيطر عليه كي يصادق عليها. والى جانب ذلك كله، كان ترقب نتائج الاختبار: هل سيقدر الفلسطينيون حجم سخاء السيد الإسرائيلي، الذي تكرم بمقاسمتهم ارض وطنه التاريخي، او انهم سيفضلون مرة اخرى "الكرامة العربية" ويفوتون الفرصة التاريخية للسلام؟
    · ان صورة المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين، كما يطرحها شبيط، ابعد ما يكون عن الحقيقة كبعد السلام المنشود. ما يعتبره شبيط جهودا صادقة وبريئة من قبل إسرائيل لدفع تقسيم البلاد، لم يكن الا محاولة للتجارة مع الفلسطينيين حول الأرض التي سلبت منهم بقوة الذراع، وتعميق السيطرة والاستيطان عليها بصفاقة خلال المفاوضات. ولكن، اذا استخلص مؤرخو الشرق الأوسط في المستقبل، ان عرض العملية السلمية من قبل شبيط ليس الا اكذوبة فظة، فسيكون ذلك مجرد تحديد بسيط. ذلك ان وصف الواقع السياسي في مقالات شبيط ابعد ما يكون عن الحقيقة. انه يعكس بدقة، شكل فهم الكثير من الاسرائيليين لعملية اوسلو وما بعدها. فالكثير من الاسرائيليين يعتبرون عملية اوسلو تعبر عن قمة سخاء إسرائيل وطموحها الى السلام الحقيقي، وليس غطاء سياسيا لمواصلة سلب اراضي الفلسطينيين، على أمل ان تحتفظ إسرائيل في نهاية الأمر بأكثر ما يمكن من الكتل الاستيطانية.
    · لا شك انه عندما يطالب محمود عباس، المتمرس في تجربة الاستيطان برعاية السلام، بالتجميد المطلق للبناء في المستوطنات كشرط للتفاوض، ويطلق صرخة الشعب المضطهد في الأمم المتحدة، يتم التعامل معه من قبل الكثير من الاسرائيليين، وفق الصورة الملتوية والسخيفة التي يعرضها نتنياهو وشبيط – كرافض للسلام الحقيقي، وليس كرافض لمهزلة السلام.
    · ان جذور العمى الاسرائيلي الذي لا يتيح الرؤية الصحيحة للعملية السلمية – كمقايضة على الأملاك الفلسطينية المسلوبة، من خلال مواصلة السلب – تكمن في كون الكثير من الاسرائيليين لا يريدون اعتبار الاحتلال والاستيطان بعد 1967، بمثابة عمليات سلب وسرقة. وهذا ليس لأنهم يؤيدون بالضرورة ارض إسرائيل الكاملة، ويعتقدون ان السيطرة الإسرائيلية على البلاد تنبع عن قوة الوعد الالاهي الذي يمنع خرقه. فهم ليسوا كذلك. ولكن، وبما ان الاحتلال والمشروع الاستيطاني يستمتعان بالحصانة الهادئة من قبل القوة العظمى العالمية الديموقراطية وحلفائها الأساسيين، الذين لا يحركون اصبعا من اجل وضع حد له ومعاقبة إسرائيل المحتلة – فان الاسرائيليين البسطاء يميلون الى التصديق بأن الاحتلال والاستيطان ليسا غير قانونيين. واذا كان الأمر كذلك، فان التخلي عن ثمارهما لا يعتبر تصحيحا مفهوما ضمنا للاعوجاج، وانما "تنازلا مؤلما" من جانب سيادة قانونية، تحدد شروط التنازل وحجمه وطابعه.
    · يجب الاعتراف انه بدون التوضيح للإسرائيليين بشكل مطلق، بأن سجن شعب بأكمله يعتبر عملا لا خلاف على عدم قانونيته، وان تحرير شعب لا يمكن ان يخضع للتفاوض – لا يمكن توقع أي تقدم ملموس في العملية السلمية. ويمكن ان يتم تحقيق ذلك بواسطة فرض عقوبات دولية على إسرائيل، على الأقل بحجم تلك التي فرضت على روسيا بعد ضم شبه جزيرة القرم.
    · هنا، عمليا، تكمن الحكاية المحزنة والحقيقية لليسار الإسرائيلي: من جانب واحد، اذا دعا المعارضون الإسرائيليون للاحتلال علانية الى مقاطعة دولة إسرائيل، سيتم وصمهم بالخيانة ومعاداة الصهيونية وسيفقدون بقية الشرعية بين ابناء شعبهم، ومن جهة أخرى، لا توجد طريقة واقعية لدفع إسرائيل الى تحرير نفسها من اعباء استعباد الشعب الفلسطيني واعادة الهوية الأصلية للصهيونية كحركة تحرر قومي، باستثناء تفعيل الضغط الدولي الشامل وغير المساوم على إسرائيل المحتلة.
    · اعلان نوايا فقط
    · يعتبر الصحفي جاكي خوري في مقالة تحليلية نشرها في "هآرتس" ان الجلسة التي عقدتها حكومة المصالحة في غزة، يوم الخميس، "هدفت في جوهرها الى العلاقات العامة وفحص النوايا، اكثر من كونها تعبيرا عن رغبة الحكومة الفلسطينية بفحص الأوضاع على الأرض وجلب حلول فورية لسكان القطاع، الذين يحلمون باليوم الذي يختفي فيه الدمار الكبير وتبدأ عملية الترميم الفعلية".
    · ويكتب خوري: "لقد استقبل رئيس الحكومة رامي الحمدالله ووزرائه بترحيب كبير في قطاع غزة، وعقدوا الجلسة الأولى في منزل الرئيس عباس، المهجور منذ سبع سنوات، كخطوة ترمز لعودة السلطة الى غزة. ومن ثم انتقل الوزراء الى بيت اسماعيل هنية لسماع المباركة من السيادة الفعلية في القطاع.
    · لقد تحدث الحمدالله بشكل عملي، وتطرق الى المخططات العملية لترميم القطاع التي تقدر تكلفتها بمليارات الدولارات، وعن الأيام الصعبة المتوقعة له ولحكومته حتى انتهاء العمل.
    · لقد قال هنية في الخطاب الذي القاه في بيته انه لا يزال يعيش في مخيم اللاجئين وليس في قصر وانه لا يريد أي مال لترميم بيته. وقال ان ترميم القطاع ورفع الحصار هي احتياجات فورية، ولكن تطبيق المصالحة يجب ان ينتهي بانتخابات الرئاسة والبرلمان وادارة شؤون السلطة الفلسطينية او الدولة بشراكة كاملة.
    · لقد تحدث الحمدالله الى سكان القطاع المحبطين، الذين تدهورت اوضاعهم جدا منذ الحرب. اما هنية فتحدث الى رئيس السلطة ابو مازن والى المجتمع الدولي، واوضح ان حماس تقف وراء الحكومة ومستعدة لأن تكون جزء من الاتفاق السياسي الشامل حتى داخل حدود 67.
    · يواجه الجانبان الآن اصعب اختبار منذ الانقسام في عام 2007. والسؤال هو هل سيتمكنان من التغلب على الخلافات وعلى جشع السلطة والسيطرة والعمل معا. في ادراج الجانبين اكوام من الأوراق والاتفاقيات المتعلقة بالمصالحة، لكنهما فشلا بتطبيق القرارات والنوايا، لأسباب داخلية، في مركزها عدم الرغبة بالتخلي عن السيطرة والسلطة. وهناك اسباب خارجية – خاصة الضغوط التي تمارس عليهما كي لا يدفعا المصالحة قدما. فإسرائيل والولايات المتحدة تضغطان على ابو مازن، وتركيا وقطر وايران تضغط على حماس.
    · في الوضع الراهن، وصل الجانبان الى ازمة، زادتها الحرب الأخيرة حدة. حماس وحلفائها لا يستطيعون الالتزام برفع الحصار وترميم القطاع ويحتاجون الى المجتمع الدولي، والسلطة لم يعد بمقدورها تسويق حكاية العملية السياسية والراعي الامريكي المستعد لدعم قيام دولة فلسطينية.
    · لدى الجانبان منظومة علاقات هشة مع الشارع الذي ينتظر الأجوبة. يصعب في هذه المرحلة توقع مدى نيل الحكومة للتعاون من قبل السكان. والتعاون مطلوب بشكل خاص من قبل الموظفين الذين ينتمون بغالبيتهم الى حماس، ولا يمكن معرفة حجم المجال الذي ستسمح به السلطة وابو مازن لرجال حماس والى أي حد سيتم اشراكهم في آلية صنع القرار.
    · الغرب يطالب بالاشراف الدولي على ادخال مواد البناء وتحويل الأموال واهدافها. انه يسأل عن الجهة التي ستحمي المشاريع ولمن ستخضع الأجهزة الأمنية. وهذه اسئلة لا تتوفر عليها اجوبة واضحة حتى الآن. ولذلك يرحبون في غزة بالحكومة، ولكنهم يحذرون ولا يبالغون في الاحتفالات. في القطاع ينتظرون النتائج على امل ان تتضح الأجوبة خلال الأيام والأسابيع القريبة.
    · "كان يمكننا احتلال كل القطاع"
    · قال قائد الفرقة 162 في الجيش الاسرائيلي، العميد نداف فدان، في لقاء يجريه معه عاموس هرئيل في "هآرتس"، "ان الجيش الاسرائيلي بدأ الاستعداد لمعالجة الأنفاق قبل بدء العملية العسكرية في غزة، وانه تم تطوير بعض المناورات الحربية قبل ذلك، وكان من المخطط في منتصف تموز اجراء تدريب في كتيبة غزة، بقيادة لواء غبعاتي، حول الحرب في باطن الأرض، ولكن الحرب اندلعت قبل اسبوع من الموعد المحدد، وفي نهاية الأمر تم الانتقال الى التدريب الحقيقي امام حماس".
    · ويصف فدان الذي قاد احدى الفرق الثلاث للجيش خلال الحرب، ما يعتبره هو والضباط الذين عملوا تحت إمرته، مشاعر انجاز حقيقي: ضرب حماس، تدمير الانفاق الهجومية والتقدير بأنه لو القيت على الجيش مهمة احتلال القطاع لكان قد نفذها كما يجب.
    · ويقول فدان: "وصلنا الى الحرب مع مستوى متوسط من النضوج لمعالجة الأنفاق. وقد نضجت العملية خلال الحرب وتعلمنا خلالها الكثير. انت تتعلم كيف تفخخ حماس فتحة النفق، وكيف تدافع عن مجالها. هذا العالم لم يكن غريبا علينا. فمستوى دقة المعلومات الاستخبارية حول مواقع فتحات الأنفاق كان عاليا. لكننا لم نعرف كل شيء. احيانا انت تكتشف منظومة كاملة من خلال نقطة البداية. كان ينقصنا المسار الدقيق في بعض الأنفاق.
    · خلال الحرب على غزة قتل سبعة جنود من الفرقة خلال المعارك التي دارت في شمال القطاع – منطقة بيت حانون، جباليا والعطاطرة. وقامت الفرقة التي اشرفت على تفعيل ثلاثة طواقم حربية من الوية "ناحال" و"المدرعات 401" و"بهاد 1"، بتدمير عدة انفاق هجومية وقتلت المئات من نشطاء حماس المسلحين. وكان الاحتكاك بالمدنيين الفلسطينيين قليل نسبيا، لأن اخلاء السكان في شمال القطاع تم بنجاعة وترك غالبيتهم المنطقة قبل بدء المعركة البرية. ويدعي فدان ان "بيت حانون كانت خالية من المدنيين عندما دخلنا". كما يدعي انه شاهد طوال الحرب جثة مواطنة واحدة، مسنة قتلت جراء القصف. وينفي ما نشره الفلسطينيون عن مقتل 15 مدنيا جراء قصف المدرسة، ويدعي انه لم يتم اصابة المدرسة، وان حماس "الصقت" الحادث بقتلى من اماكن أخرى!
    · ويقول "ان حماس استخدمت بشكل دائم المدارس ومنشآت الأونروا. وخرجت الخلايا من هذه المنشآت واطلقت النار على قواتنا وعادت الى الداخل. وقد بذلنا جهدا كبيرا لمنع اصابة المدنيين، بما في ذلك وقف اطلاق النار في عشرات الحالات. عندما اقارن بين ما حدث في العراق، اجد بأننا نعمل بشكل اكثر مراقبة. هناك نقاش كبير حول ذلك لدينا. هناك من يدعون انه ليس من الأخلاقي جعل الجنود يواجهون الخطر كي نقلص اصابات المدنيين الاعداء. ولكن من الواضح لنا انه يجب ان نطبق على انفسنا هذه القيم، لا أن نثرثر".
    · خلال الحديث مع فدان اكد ان تدمير الأنفاق "لم يكن مشمولا في الخطة الأصلية. ففي لواء 401 مثلا، كنا نستعد لمناورة اعمق تشمل احتلال وتدمير مواقع منصات الصواريخ. وشملت الخطة معالجة نفق. لكن مركز الثقل في المهمة تغير بعد فترة وجيزة من دخولنا الى القطاع، وتحولنا من المناورة البرية الى معالجة الانفاق وتدميرها".
    · كما في الحروب السابقة، في لبنان وغزة، تخبطت القيادات السياسية والعسكرية كثيرا قبل الأمر بشن الهجوم البري. وحسب فدان "فان المناورة البرية هي وسيلة لتحقيق الأهداف، وليست هدفا بحد ذاته. اذا حققت ذلك بشكل يقلص الخطر على حياة الجنود فهذا جيد. هذا هو التخبط الذي ساد في القيادة العامة وفي لواء الجنوب. لقد نبع تدمير الأنفاق من خلال عملية برية، عن الادراك بأنه لا يمكن تدمير الانفاق من خلال القصف الجوي، بسبب عمقها وطريقة حفرها". لقد جرى نقاش عاصف حتى عندما كان الجيش على وشك الانتهاء من تدمير الأنفاق، وتمحور حول ما اذا يجب توسيع العملية. وكالعادة تقريبا، تم التبليغ عن قادة الألوية الذين يطالبون بالسماح لهم بالضغط على الدواسة والتوغل.
    · وحسب اقوال فدان فان "النقاش مع قائد المنطقة الجنوبية كان مثيرا ومنفتحا. لقد تواجد رئيس الحكومة ووزير الأمن والقائد العام عددا كبيرا من المرات لدي في الفرقة. وقد عرض قادة الألوية امام رئيس الحكومة كيفية معالجتهم للأنفاق وما الذي ينوون عمله. لم يتحدثوا عن مسائل سياسية. دور قائد اللواء هو الدفع قدما، عرض بدائل عسكرية، اما اتخاذ القرارات فيتم على المستويات الأعلى منا.
    · "عندما تخبطت القيادة السياسية في مسألة التوغل اكثر في القطاع، كنا ننشغل في اعداد خطة توسيع العملية. لقد انشغلنا جدا الى حد عدم تفر

  7. #97
    أضواء على الصحافة الإسرائيلية 8 تشرين الأول 2014
    المستوطنون يقطعون مئات اشجار الزيتون في الضفة
    كتب موقع "واللا" العبري، صباح اليوم الاربعاء، انه مع بدء موسم قطاف الزيتون في الضفة الغربية، عادت لتظهر معه كالمعتاد في السنوات الاخيرة، اعتداءات المستوطنين وعصابة بطاقة الثمن التي قامت بقطع مئات اشجار الزيتون القريبة من المستوطنات.


    واشار الموقع الى انه تم يوم الاثنين الماضي، قطع 16 شجرة زيتون تابعة لسكان قرية بورين، القريبة من بؤرة "جبعات رونين". وبعد فترة وجيزة تم العثور على 60 شجرة تم قطعها في اراضي قرية "ياسوف" المجاورة لبؤرة "تفوح الغربية". ويوم امس تم التبليغ عن قطع 16 شجرة في اراضي قرية عقربة المجاورة لمستوطنة "ايتمار".


    وقال محمود رجا محمود عيد، من سكان بورين، ان هذه الاحداث تتكرر كل عام، موضحا انه كان يملك 300 شجرة زيتون ولم يتبق منها الا العشرات. ويوم امس وصل محمود الى ارضه لقطف الزيتون، وقال لموقع "واللا": عندما اقتربت من الأرض شاهدت المستوطنين يتجولون هناك ولم يسمحوا لي بدخول الأرض. وبعد ذلك وصلت الى المكان قوات الجيش وبدأت باقناع المستوطنين بالسماح لي بالدخول!


    ويتحدث محمود عن القيود المفروضة عليه والتي تسمح له بالوصول الى ارضه فقط لحراثتها في آذار ولقطف الثمار في الشتاء. وقال: "باستثناء ذلك يمنع علي الوصول الى هنا رغم انها ارضي وتقع في المنطقة b. هذا ليس منطقيا. جدي زرع هذه الأشجار وانا لا يمكنني الوصول الى هنا للاهتمام بها. واشار الى ان قلة الاهتمام بالأشجار تتسبب بجفافها وبعدم نمو ثمار الزيتون، ناهيك عن سرقتها.


    ويضيف انه في السابق كان يجمع ثمانية اكياس زيتون في اليوم، اما الآن فيكاد لا يجمع نصف كيس يوميا، فالجيش لا يسمح للسكان بجني المحصول الا حتى الساعة الرابعة، بل يبدأ عمليا بطرد الفلاحين الساعة الثانية ظهرا.


    وقال محمود ان هذه القيود تهدف الى تمكين المستوطنين من السيطرة على اراضي الفلسطينيين: "كل شيء مخطط، فمع مرور الوقت يتقلص حضورنا، وفي النهاية سيستولي المستوطنون على أرضنا".


    في هذا السياق توجهت جمعية "يش دين" الى المستشار القضائي للحكومة وشرطة لواء السامرة، وقدمت شكاوى بشأن قطع اشجار الزيتون وطالبت التحقيق فيها. وقالت الجمعية ان وجود الجيش في المنطقة يحتم عليه ضمان عدم تكرار هذه الاعتداءات وضبط المجرمين.


    "حرب لبنان الثالثة باتت مجرد مسألة وقت"!


    أشارت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم، الى حالة التوتر السائدة على الحدود الاسرائيلية – اللبنانية، اثر حادث تفجير عبوتين، بالقرب من موقع اسرائيلي في منطقة جبل روس، امس، اصيب جراء احداهما جنديين اسرائيليين بجراح بين طفيفة ومتوسطة. واشارت الصحف الى اعلان حزب الله لمسؤوليته عن العمليتين، وكون هذا الاعلان هو المرة الاولى التي يعلن فيها التنظيم مسؤوليته رسميا.


    وكتبت "هآرتس" ان الجيش الإسرائيلي قام بقصف موقعين للتنظيم في المنطقة الحدودية في جنوب لبنان. فيما اعلنت قوات اليونيفيل الدولية انها ستحقق في الحادث.


    وهذا هو الحادث الثاني الذي يقع في الشمال هذا الأسبوع، بعد قيام الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على وحدة من الجيش اللبناني، كانت قد اجتازت الخط الأزرق يوم الأحد الماضي. وينتمي الجنديان الإسرائيليان الى وحدة لازالة الغام، وكما يبدو فانهما لم يصابا خلال احباط عبوة وانما كانا يقومان بعمل يرتبط بتسلل الوحدة العسكرية في مطلع الأسبوع. كما يحتمل ان يكون حزب الله قد قام بتفعيل العبوة بعد تشخيص القوة العسكرية خلال قيامها بدورية في المنطقة.


    واعلن الجيش اللبناني حالة تأهب في المنطقة، فيما ذكرت وسائل الاعلام اللبنانية ان القصف الإسرائيلي استهدف قرية شوبا وبلدة الهبارية في منطقة مزارع شبعا. وقام الجيش الاسرائيلي في أعقاب الحادث بابعاد المزارعين من من منطقة السياج الحدودي، الممتدة من المطلة وحتى قرية الغجر.


    وقال وزير الأمن موشيه يعلون، امس: "ان حزب الله يتحمل المسؤولية عن زرع العبوات وتفعيلها ولذلك تمت مهاجمة مواقعه. توجد هنا ظاهرة دولة داخل دولة، ونحن نعتبر الحكومة اللبنانية مسؤولة عن الحادث".


    وحدد الجيش الاسرائيلي بأن الحادث "يشكل خرقا فظا وعنيفا للسيادة الاسرائيلية". وجاء في بيان الناطق العسكري ان "الجيش يحتفظ لنفسه بحق العمل بكل الطرق وفي أي وقت يراه مناسبا للدفاع عن سكان دولة اسرائيل".


    وذكرت قناة "المنار" التابعة لحزب الله، ان "خلية الشهيد علي حسن حيدر نفذت العملية ضد دورية اسرائيلية". وابلغت عن وقوع اصابات اسرائيلية. وقال نشطاء من حزب الله ان الشهيد حيدر قتل في الخامس من ايلول الماضي، عندما فجرت طائرة اسرائيلية بدون طيار، منشأة اسرائيلية للتجسس في جنوب لبنان. واعلنوا ان حزب الله سيرد على كل عملية تستهدفه.


    حدود 2014 ليست كحدود 2006


    في السياق ذاته كتبت "يسرائيل هيوم" ان الجيش الإسرائيلي كان يملك معلومات استخبارية سابقة حول العبوات التي تم زرعها في قطاع جبل روس، وكما يبدو فان حالة التأهب في المنطقة لم تأت صدفة. وذكرت قناة الجزيرة، امس، ان إسرائيل تخوفت من قيام حزب الله بمحاولة تنفيذ عملية في منطقة مزارع شبعا بالذات في اليوم الذي تصادف فيه ذكرى اختطاف الجنود الاسرائيليين الثلاثة عيدي ابيطان وعمر سواعد وبيني ابراهام قبل 14 عاما.


    وفي إسرائيل اثنى رئيس الحكومة نتنياهو على الجاهزية العسكرية التي احبطت تنفيذ عملية في الشمال، وقال ان إسرائيل اثبتت بأنها ترد بقوة على كل محاولة للتعرض لها. واعتبرت قوات اليونيفيل العملية تخرق قرار مجلس الامن 1701، ودعت الجانبان الى التحلي بالانضباط.


    ويرى مصدر امني إسرائيلي انه لا توجد علاقة بين ما حدث امس وما حدث يوم الاحد الماضي، عندما اطلق الجيش الإسرائيلي النار على وحدة من الجيش اللبناني ادعى انها اجتازت الخط الأزرق. وقال المسؤول الأمني ان حالة التأهب العالية التي تم اعلانها يوم الأحد، نجمت عن التخوف من محاولة حزب الله تنفيذ عملية في منطقة جبل روس.


    ويتعامل حزب الله بخطورة مع العمليات الإسرائيلية في السنة الأخيرة، ومن بينها اتهامه لإسرائيل باغتيال حسن اللقيس في بيروت، ومهاجمة قافلة صواريخ متطورة كانت في طريقها من سوريا الى لبنان.


    واضافت الصحيفة: "كما يبدو لا مفر من الاستنتاج بأن الحدود الإسرائيلية اللبنانية لعام 2014، ليست كما كانت عليه بعد حرب لبنان الثانية في 2006. وتشير مصادر اسرائيلية الى ان حزب الله انتقل في الأشهر الأخيرة الى استراتيجية "كسر الصمت"، أي "خلق الردع مجددا امام إسرائيل رغم الاستثمار الكبير على الحلبة السورية. ويسود التقدير في إسرائيل بأن التنظيم لا يملك مصلحة حاليا في الدخول في حرب مع إسرائيل، ولكن اذا اعتقد حزب الله ان عليه الرد على عمليات إسرائيلية فسيفعل ذلك. ولذلك، كما يبدو، فاننا لا نسمع في الآونة الأخيرة عن هجمات خفية ضد قوافل الأسلحة في لبنان.


    موت الردع


    وفي الاتجاه ذاته كتبت "يديعوت احرونوت" انه اذا كان لا يزال هناك ضباط في القيادة العامة يؤمنون بأن الردع الذي ساد منذ حرب لبنان الثانية لا يزال قائما، فان تفجير العبوات في جبل روس، امس، من قبل حزب الله، يثبت ان هذه النظرية انهارت، وان الردع قد مات. فالامين العام لحزب الله يواصل صياغة شروط اللعب على الحدود الشماليةن وحسن نصرالله يطرح علامة تساؤل كبيرة على ما قاله القائد العام للجيش بيني غانتس، خلال اللقاء الذي منحه لصحيفة "يديعوت احرونوت" عشية يوم الغفران، من أن "حزب الله يفهم ثمن الحرب وتم ردعه". فالتنظيم الارهابي الذي تم ردعه لا يسمح لنفسه بالعمل بحرية شبه كاملة امام أقوى جيش في الشرق الاوسط، كما يفعل حزب الله في السنة الأخيرة، وبشكل اكبر، خلال الأيام الأخيرة.


    واضافت الصحيفة: "لأول مرة منذ عام 2006، اعلن حزب الله مسؤوليته عن العملية التي بادر اليها ضد إسرائيل، واعلن انه فجر العبوات ردا على التسلل المكثف للطائرات الاسرائيلية الى الأراضي اللبنانية. بل اعلن نائب الامين العام لحزب الله، الشيخ نعيم القاسم، امس، "ان منطقة جبل روس هي منطقة محتلة ومن حقنا تنفيذ عمليات لتحريرها، ورغم انشغالنا في سوريا الا اننا على استعداد لمحاربة العدو الاسرائيلي".


    وتضيف الصحيفة: "لقد بدا التدهور الحالي في السادس من ايلول، ويمنع مواصلة دفن الرؤوس في الرمل. حزب الله لا يلعب وانما يحدد شروط لعب جديدة على الأرض. وليس صدفة ان القائد العام للجيش اللبناني الجنرال وليد سليمان، حذر امس، حزب الله من انه قد يجر الجيش الإسرائيلي الى حرب لبنان الثالثة. ان مسالة اندلاع النيران التي ستجري كما يبدو على جبهتين، سوريا ولبنان، باتت كما يبدو مجرد مسألة وقت".


    انخفاض حجم الصادرات الامنية الإسرائيلية


    كتبت صحيفة "هآرتس" انه طرأ في العام 2013، انخفاض على حجم الصادرات الأمنية الاسرائيلية مقارنة بالعام الذي سبقه، لكنه تضاعف في السنة ذاتها، حجم الصفقات التي تم توقيعها مع دول افريقية مقارنة بالعام 2012، حسب ما يستدل من معطيات حصلت عليها "هآرتس" من قسم المساعدات الأمنية في وزارة الأمن.


    ويستدل من المعطيات انه طرأ منذ عام 2005 ارتفاعا في حجم الصادرات الأمنية الاسرائيلية، (باستثناء الانخفاض الذي حدث في 2011). وفي سنة 2013، وقعت اسرائيل على عقود لبيع السلاح والمعدات الأمنية بقيمة 6.5 مليار دولار، بينما تم في 2012 توقيع عقود بقيمة 7.4 مليار دولار.


    ويستدل من تحليل معطيات 2013، حدوث ارتفاع في حجم الصادرات الأمنية الى الدول الافريقية. وتم في هذه السنة توقيع عقود لبيع السلاح والتكنولوجيا الإسرائيلية لدول القارة الافريقية بقيمة 223 مليون دولار، أي ضعفي ما تم بيعه لها في العام الذي سبقه. وحسب المعطيات فان حجم الصفقات في عام 2009 بلغ 71 مليون دولار، وارتفع في السنة التالية الى 77 مليون دولار، وطرأ الارتفاع الكبير في عام 2011، حيث بلغ حجم العقود 127 مليون دولار، الا ان انخفاضا طرأ في عام 2012، حيث بلغ حجم الصفقات 107 ملايين دولار.


    وقالت "هآرتس" انها توجهت قبل قرابة اسبوعين الى وزارة الأمن بطلب الحصول على معطيات الصادرات الأمنية، بعد قيام وزير الأمن يعلون بعرضها في منتدى الصناعات الأمنية. وقد تخوفت الصناعات الأمنية في العام الماضي، من تقلص مكانة اسرائيل كقوة في مجال الطائرات بدون طيار، بعد خسارتها للمنافسة على مناقصات لبيع هذه الطائرات، لصالح الصناعات الأمنية الامريكية.


    وحسب وزارة الأمن الاسرائيلية، فان الصادرات الامنية في السنة الماضية تمحورت حول تحسين الطائرات وبيع منظومات محوسبة للطائرات، وذخيرة وطائرات بدون طيار واجهزة رادار.


    ويستدل من المعطيات ان دول اسيا والباسفيك هي اكثر الدولة المستهلكة للسلاح الإسرائيلي، حيث بلغ حجم الصادرات الأمنية اليها 3.9 مليار دولار. ووقعت الولايات المتحدة وكندا على عقود لشراء اسلحة إسرائيلية بحجم مليار دولار تقريبا، فيما وقعت دول امريكا اللاتينية على صفقات بحجم 645 مليون دولار.


    في المقابل طرأ انخفاض على حجم المبيعات لأوروبا، حيث بلغ حجم الصفقات في عام 2013 مع دول القارة الاوروبية 7.5 مليون دولار، مقابل 1.6 مليار دولار في 2012. ويرجع الانخفاض الكبير الى الصفقة الايطالية التي تم توقيعها في 2012، والتي تم بموجبها تزويد إسرائيل بطائرات حربية ايطالية لتدريب الطيارين الشبان (m346) المعروفة في إسرائيل باسم "لافي"، مقابل بيع ايطاليا طائرات تجسس وقمرا اصطناعيا.


    ولا تكشف إسرائيل اسماء الدول التي تبيعها الأسلحة، وانما تكتفي بالاشارة الى المناطق الجغرافية، حسب نشاط قسم المساعدات الأمنية في وزارة الأمن. مع ذلك ابلغت كوريا الجنوبية الأمم المتحدة بأنها اشترت في عام 2013، 67 صاروخ "سبايك" واربع راجمات للصواريخ من اسرائيل.


    حسب المعطيات فان الحد المتوسط للأسلحة والتكنولوجيا العسكرية التي باعتها اسرائيل الى الدول الأجنبية بلغت اكثر من ستة مليارات دولار سنويا. وتدعي وزارة الأمن ان سنة 2013 تعتبر سنة معقدة بالنسبة للصناعات الأمنية، لأن ميزانيات الأمن في دول العالم تتقلص. كما اوضحت الوزارة ان انسحاب قوات التحالف من العراق وافغانستان قلص الطلب على المنظومات الدفاعية وهو المجال الذي تعتبر إسرائيل رائدة فيه. مع ذلك اشارت الى ان هذا التوجه يتواصل منذ عدة سنوات، ولا يميز السنة الماضية فقط، ويؤثر على مجمل الصناعات الأمنية في العالم. ورغم هذا التوجه فان اسرائيل لا تزال تعتبر احدى الدول العشر الأولى المصدرة للسلاح.


    المحكمة العسكرية برأت فلسطينيا والنيابة العسكرية تعيد اعتقاله اداريا بالتهمة ذاتها


    كشفت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم، انه على الرغم من تبرئة محكمة الاستئناف العسكرية للمواطن الفلسطيني محمد صدقة من تهمة بيع السلاح، الا ان النيابة العسكرية امرت باعادة اعتقاله على اساس ادلة ترتبط بالتهمة ذاتها. ولمنع المحكمة من مناقشة "الأدلة" لجأت الى استخدام نهج الاعتقال الاداري، كونه يمنع المتهم من حق الدفاع عن نفسه.


    وكان قاضي محكمة الاستئناف العسكرية تسفي ليكاح قد برأ في 29 نيسان 2014، محمد صدقة من تهمة بيع السلاح، وحدد القاضي في قراره وجود شوائب في قرار قاضي المحكمة العسكرية شلومو كاتس الذي سبق وأدان صدقة في 2013. وحدد ليكاح حدوث اخفاقات خلال التحقيق لم تنجح النيابة العسكرية بتفسيرها، كما وقعت تناقضات جوهرية في الصيغ الثلاث التي قدمها الشاهد الوحيد امام الشرطة والشاباك، ولم يتم توفير ادلة اخرى، ولم يوضح القاضي كاتس، المنطق الكامن وراء الادانة.


    وفور اعلان قرار ليكاح، قال المدعي العسكري اشير سيلبر انه قد يتم فورا اصدار امر اعتقال اداري ضد صدقة، ما يعني امر اعتقال لا يحتم فحص الأدلة في المحكمة. وهكذا، حسب قول المحامي لبيب حبيب، كشف المدعي العسكري نية النيابة العسكرية البحث عن مسار يلتف على المحكمة كي تواصل اعتقال موكله. ولم يتم في حينه اصدار امر اعتقال اداري، وتم اطلاق سراح صدقة بعد اربع سنوات من الاعتقال. وفي ايار الماضي، قدم حبيب دعوى لدفع تعويضات لموكله.


    لكن النيابة العسكرية برئاسة موريس هيرش، بدأت باتخاذ اجراءات لاعتقال صدقة اداريا، في اطار لجنة عسكرية لالغاء تخفيف العقوبات، علما ان صدقة هو اسير سابق تم اطلاق سراحه في 2008 في اطار لفتة إسرائيلية ازاء السلطة الفلسطينية ومحمود عباس والتي شملت اطلاق سراح 198 اسيرا.


    وكانت اسرائيل قد اعتقلت صدقة لأول مرة في عام 2002، خلال الانتفاضة الثانية وحكم عليه بالسجن لمدة 14 سنة بتهمة النشاط في تنظيم فتح. وتم اطلاق سراحه المبكر وفق شرط عدم ارتكاب مخالفة تصل العقوبة عليها الى ثلاثة أشهر، حيث يتيح خرق هذا الشرط اعادة اعتقاله حتى انتهاء فترة العقوبة الأصلية، بناء على مواد سرية، لا يمكن للمعتقل ومحاميه الاطلاع عليها او نفيها بالطرق القانونية.


    وعندما اعيد اعتقال صدقة مرة اخرى في 2010، تخلت النيابة العسكرية عن امكانية احضاره امام اللجنة العسكرية لالغاء تخفيف العقوبة، وقدمت ضده لائحة اتهام وفق اجراء قانوني اعتيادي يحتم عليها عرض كافة الادلة التي تدعيها امام الدفاع وليس امام القاضي فقط. وفي آب الماضي، عادت النيابة الى العمل من اجل اعتقال صدقة وتسعى الى عرض المواد العلنية التي رفضتها محكمة الاستئناف العسكرية ومواد سرية اخرى امام لجنة الغاء تخفيف العقوبات.


    وحسب النيابة فان سقف الادعاءات في الاجراء الجنائي اعلى من سقف الادعاءات في اللجنة الادارية، وما لا تتقبله المحكمة العسكرية تتقبله اللجنة، ولذلك فانها لا تعتبر احضار صدقة امام الجنة بمثابة اهانة لقرار القاضي ليكاح. وطالب المحامي حبيب اللجنة بإطلاق سراح موكله بكفالة، وقال انه يرفض مبدئيا حق النيابة بالالتفاف على قرار البراءة واعادة صدقة الى السجن لاستكمال فترة عقوبته الاولى.


    هل تستعد إسرائيل لصفقة تبادل مع حماس؟


    هذا السؤال تطرحه صحيفة "يديعوت احرنوت" في اطار تساؤل عما اذا كان الامر يرتبط بقرار نتنياهو تعيين الكولونيل (احتياط) ليؤور لوطن، احد الذين قادوا المفاوضات في صفقات مع حزب الله، لمنصب منسق شؤون الأسرى والمفقودين؟


    وكتبت الصحيفة ان لوطن خدم في دورية النخبة "سييرت متكال" وكان قائدا لاحد الطواقم بعد اجتيازه لدورة ضباط. وانضم بعد انهاء خدمته العسكرية الى جهاز الشاباك. وفي عام 1993 عاد الى الخدمة الدائمة في الجيش في "سييرت متكال"، وشارك في عملية اختطاف الشيخ مصطفى ديراني من لبنان. كما شارك في محاولة تحرير الجندي نحشون فاكسمان من أيدي حماس، وتمكن من اقتحام البيت الذي تم احتجاز فاكسمان فيه وقتل خاطفيه رغم اصابته.


    وقد طور مهارته في المفاوضات خلال السنوات الأخيرة من خلال شغله لعدة مناصب حساسة ومعقدة، من بينها رئيس طاقم المفاوضات العسكري مع المعتصمين في كنيسة المهد في بيت لحم، خلال عملية "السور الواقي". كما كان نائبا للجنرال ايلان بيران في المفاوضات مع حزب الله في صفقة اعادة جثث الجنود الثلاثة الذين اختطفوا في مزارع شبعا، وكذلك في صفقة الكولونيل (احتياط) الحنان تننباوم. كما تولى ادارة المفاوضات خلال فترة الانفصال عن غزة.


    الزعبي تلتمس الى العليا ضد قرار ابعادها عن جلسات الكنيست


    ذكرت صحيفة "هآرتس" ان عضو الكنيست حنين زعبي (التجمع) قدمت يوم امس، التماسا الى المحكمة العليا ضد قرار اقصائها لمدة نصف سنة عن جلسات الكنيست، في اعقاب سلسلة من التصريحات المختلف عليها بشأن حماس وخاطفي الفتية الاسرائيليين الثلاثة في حزيران الماضي.


    واعتبرت زعبي القرار يمس بحرية التعبير السياسي وتم بدون نوايا حسنة. وقال المحامون ميسانا موراني وحسن جبارين من عدالة، ودان يكير من جمعية حقوق المواطن، ان لجنة الأخلاق البرلمانية اتخذت القرار بدون صلاحيات، كون الحديث عن تصريحات سياسية لا تعتبر مخالفة اخلاقية.


    ويشير المحامون الى ان المستشار القضائي للحكومة حدد بأنه لا مكان لفتح تحقيق جنائي ضد الزعبي بشبهة التحريض، لكونها تحفظت من عملية الاختطاف. كما ادعى الملتمسون ان قرار لجنة الأخلاق ضد الزعبي يعتبر اشد عقوبة تم فرضها بسبب تصريح ما، وان هذه هي المرة الاولى التي يعاقب فيها عضو كنيست بسبب تصريح لا يشكل تهديدا او تحريضا او اهانة. ويوضح الملتمسون ان فحصا اجروه لقرارات لجنة الأخلاق البرلمانية يوضح ان اللجنة امتنعت عن معاقبة نواب ادلوا بتصريحات اشد خطورة من تصريحات الزعبي، وكان بعضها تصريحات ضد الزعبي نفسها.





    مقالات


    هذا، أيضاً جينوسايد





    تحت هذا العنوان يكتب ب. ميخائيل في "هآرتس" حول تصريح وزير الزراعة الإسرائيلي، يئير شمير، الذي قال انه "يجب فحص معالجة كثرة النساء بين البدو، لتقليص الولادة". ويقول انه لم يصدق عندما قرأ العنوان في الصحيفة. وزير في الدولة التي تسمي نفسها "ديموقراطية" يقترح بجدية تقليص الولادة لدى مجموعة اثنية معينة، ومن المهم التدقيق: الوزير شمير لم يقترح سن انظمة تسري على المواطنين جميعا، ولا على كل العائلات كثيرة الأولاد في المجتمع الإسرائيلي، وانما عن "تقليص الولادة" لدى مجموعة اثنية واحدة يهتم بها.


    "بعد قليل سيصبح عددها نصف مليون"، يقول الوزير القلق، ويقترح "معالجة كثرة النساء" لتقليص عدد المواليد، ويبدو انه منذ ايام الفراعنة لم يصدر مثل هذا الحديث العنصري عن حنجرة أي حكومة عاقلة.


    ويقارن الكاتب هذا العنوان بعنوان اخر قرأه في الصحيفة ذاتها في اليوم نفسه، والذي ولّد مع عنوان شمير وجبة لامعة من مفارقة اللاوعي. فقد تحدث العنوان الثاني عن مبادرة في سويسرا لتقليص عدد القطط. وجاء فيه ان في سويسرا 1.48 ملون قطة مقابل 8.1 مليون نسمة، وانه طرحت خلال الأشهر الأخيرة عدة افكار لتقييد حرية حركة هذه الحيوانات الأليفة وامثالها. هذا يعني اننا لسنا وحيدين، يضيف الكاتب، فسويسرا، ايضا، كما في إسرائيل، تعاني من الحيوانات المتكاثرة بشل سريع. هناك قطط وهنا بدو. قاعدة رائعة لتعزيز العلاقات بين البلدين، وتبادل المعلومات والأفكار: يمكن لإسرائيل استيراد الطرق المتبعة في سويسرا (الخصي والتعقيم) مقابل تصدير افكار شمير الى سويسرا: السماح لكل قط بزوجة واحدة. كما يمكن اقتراح اختراع اسرائيلي آخر عليهم: الامتناع عن انشاء غرف حماية للقطط، في حال تعرض سويسرا الى القصف بقذائف الهاون.


    لكن عند هذه النقطة من المناسب التوقف عن السخرية لأن حقيقة تصريح وزير إسرائيلي بأنه ينوي العمل لتقليص الولادة بين مجموعة اثنية معينة، دون ان يجد نفسه في اليوم ذاته يطرد الى بيته او يزج به في المعتقل حتى انتهاء الاجراءات ضده، يعتبر تدنيا جديدا للتعفن والعار.


    قد تساعد المعلومات التالية على فهم خطوة الأمر: الافكار التي يطرحها الوزير شمير، لها اسم في القانون الدولي، بل وفي الحقيقة، في القانون الاسرائيلي، وتسمى "جينوسايد". وهي لا تعتبر كذلك بشكل التفافي او بالتذاكي او بمساعدة تحليل يساري مثير للاشمئزاز، وانما بشكل دقيق، ومفصل.


    معاهدة الأمم المتحدة لمنع الجينوسايد والمعاقبة عليها، والتي تم توقيعها والمصادقة عليها من قبل إسرائيل، تحدد معنى الجينوسايد. وقد تم سن قانون إسرائيلي مقابل في عام 1951، تبنى هذا التعريف بكامله (مع خطأ صغير في الترجمة اعتقد انه تم بخبث). وتحدد المعاهدة ان من بين الأعمال التي تعتبر "جينوسايد" ازاء مجموعة اثنية، قومية، عرقية او دينية (او الحث على ارتكابها) جاء ما يلي في المادة الثانية: "تحديد وسائل تهدف الى منع الولادة داخل المجموعة". وتم في السوابق القانونية الجنائية الدولية التحديد بأن فرض قيود على الزواج، كوسيلة لتقليص الولادة، يعتبر احد تلك الوسائل الممنوعة. هكذا ورد بشكل واضح. ويبدو وكأن الوزير قرأ المعاهدة وموادها وقرر العمل تماما حسب كل ما تمنعه (من المناسب ان يقرأ بنيامين نتنياهو كامل تعريف مصطلح "الجينوسايد" في تلك المعاهدة. ومن المضمون انه سيبدأ الشعور بعدم الارتياح على كرسيه).


    وشيء آخر: حسب القانون الإسرائيلي فان من يتم ادانته بارتكاب الجينوسايد، يحكم عليه بالإعدام. لكن السيد شمير لن يشعر بالقلق. ففي إسرائيل لم يتقرر صدور احكام بالإعدام عن المحاكم الإسرائيلية. وانما يتم ذلك خارج المحاكم فقط.


    نتنياهو، يتحتم عليك التقدم


    تحت هذا العنوان يسأل يارون ازراحي في "هآرتس" رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عما اذا كان يمكن ان يتوقع منه المخاطرة بشيء من قوته السياسية في صفوف ناخبيه، كي يستغل الفرصة المناسبة بعد حرب غزة من اجل التقدم نحو ما وصفه نتيناهو بنفسه "الافق السياسي الجديد"؟


    ويسأل الكاتب رئيس الحكومة: هل كانت مقولتك هذه كخطاب بار ايلان – غطاء آخر لمراوحة المكان، نوع من الغطاء المسرحي لغياب الخيال وغياب شجاعة التحرك ودفع الثمن؟ انت تفاخر في كل العالم بشبان امة الهايتك، وبينهم الكثير من جنود الوحدة 8200، بما في ذلك اولئك الذين سئموا الفشل السياسي ووحشية الاحتلال. الا تملك الجرأة على خلق التحرك السياسي المطلوب وبناء خطة تحرك عجلات التاريخ الأعوج لأيام سلطتك باتجاه مكان افضل للجمهور الإسرائيلي كله؟


    في دولة إسرائيل التي تواجه صراعا داميا يقضي على حياة الآلاف ويمس بآمال وبجودة حياة الملايين، لا يمكن للقوة السياسية يا سيادة رئيس الحكومة ان تستخدم فقط لمراكمة المزيد من القوة السياسية. ففي دولة إسرائيل يجب على القوة السياسية ان تدفع السلام والرفاهية والاستقرار الحقيقي. حتى رجال الأعمال الذين يجمعون المليارات يضطرون الى التخلي، احيانا، عن جانب صغير من رأسمالهم – قوتهم، كمتبرعين، من اجل متحف او تبرع آخر لصالح الجمهور، في سبيل نيل الشرعية لقوتهم الاقتصادية الضخمة، فما بالك برئيس الحكومة، السياسي الذي يطمح الى انتخابه للمرة الرابعة، والذي يعتمد كرسيه على القوة التي منحه لها الجمهور. هل ستكون مستعدا للتخلي عن جزء من رأسمالك السياسي كي تتبرع من اجل السلام، الذي يطمح اليه الجمهور كله؟


    على مدار سنوات كثيرة، تمسكت النخبة العسكرية الفرنسية برأي يقول انه يجب عدم تجنيد الشبان فوق جيل العشرين، لأنهم يبدؤون عندها بالتفكير. هذا الأمر يحدث في البلاد عندما يشجب ممثلو الدولة والجيش جنود الاحتياط الذين بدأوا التفكير. ليس صدفة ان التفكير أصاب جزء من جنود الوحدة 8200 ووحدات اخرى بعد اداء الخدمة الالزامية. "لقد اجتزنا خطوة" قال احد المتحدثين باسم مجموعة الرفض 8200، وانت يا سيادة رئيس الحكومة، بعد ثماني سنوات من مراوحة مكانك، ألن تجتاز خطوة؟


    أنت تريد التفوق على دافيد بن غوريون في عدد سنوات خدمتك كرئيس للحكومة، ولكن انظر الى ما فعله هو خلال هذه السنوات. بأي شجاعة وجرأة بنى دولة وقادها عسكريا وسياسيا. يثور لدي الفضول لمعرفة ما اذا اخترت مصطلح "الجرف الصامد" للعملية العسكرية، من منطلق رؤيتك لنفسك كجرف صامد سياسا – لا تلين ولا تتحرك نحو أي مكان. رئيس حكومة كالجرف الصامد يمكنه ان يتحرك من مكانه فقط بفعل هزة أرضية تجبي حياة الآلاف.


    الانتفاضات والحروب مع غزة تعلمنا ان الجرف الصامد السياسي هو نوع من الكارثة وليس وصفة للاستقرار. لا يوجد أي مكان، بما في ذلك في مجال الحياة الزوجية والمجتمع والدولة، الذي يمكنه العيش لسنوات طويلة كجرف صامد يحاط بالأسوار والأسيجة، بدون تحرك، وبدون مبرر، وبدون اصغاء ومصداقية وتسوية، وخاصة بدون عملية عقلية ونفسية مصححة ومحسنة.


    المجتمع الإسرائيلي هو مجتمع حيوي ويعج بالطاقة، ولكنه ظالم، ايضا ازاء مئات آلاف الفقراء والمدنيين الذين لا تحسبون لهم انت ووزرائك أي حساب، خاصة في الجنوب. هل تريد مواصلة تجفيف هذا المجتمع من خلال تكريس ميزانية أمن مبتلعة؟ وأخيرا، هل ستصد كل من يطرح تساؤلات كهذه بوصفه كيساري؟ هل تعتبر جرفا صامدا ضد كل انتقاد وتحليل موضوعي للأوضاع؟


    الحنكة الأخلاقية تعتبر سياسة يمكنها خلق بدائل وتجربتها. هكذا يتصرف القادة الديموقراطيين الذين لا يمثلون قطاعهم الضيق فقط. وخلال فترتك المتواصلة لم نشاهد حتى تلميحا الى مثل هذه العظمة.


    يلعبون بالنار


    تحت هذا العنوان يكتب اليكس فيشمان في "يديعوت احرونوت" ، ان العبوات التي انفجرت امس، وضعها حزب الله بالقرب من السياج الحدودي في منطقة جبل روس، داخل الاراضي الإسرائيلية. والتوقيت ليس صدفة. فقد انفجرت العبوات على مقربة من النقطة التي اختطف فيها حزب الله الجنود الثلاثة بيني ابراهام وعمر سواعد وعدي ابيطان في السابع من تشرين الاول 2000، تماما قبل 14 سنة.


    لقد خطط حزب الله لتنفيذ عملية كبيرة ضد جنود الجيش الاسرائيلي الذين تحركوا على المسار ذاته الذي سار عليه الجنود المخطوفين في عام 2000. وكأن وزير التاريخ عاد ليذكرنا بأن علينا عدم تكرار الاخطاء التي أدت بالتدريج الى تدهور الأوضاع الأمنية على الحدود الشمالية، حتى وقع الانفجار الكبير خلال حرب لبنان الثانية في عام 2006.


    صحيح ان خلفية زرع العبوات التي تم كشفها امس، تختلف جوهريا عن الظروف التي رافقت اختطاف الجنود الثلاثة، ولكن لكل تدهور نقطة بداية. لقد شكل موقع العبوات التي انفجرت، امس، نقطة النهاية لقضية امنية تواصلت منذ اسابيع طويلة وهددت بتفجير الهدوء النسبي على الحدود الشمالية، السائد منذ عام 2006. تجري بين إسرائيل وحزب الله حرب منخفضة نسبيا، مقارنة بالماضي، ولكنها ليست اقل عنفا. لقد اتهم حزب الله إسرائيل بقتل عدد من نشطائه خلال الأشهر الأخيرة، وتم فتح حساب بين الجانبين، واسرائيل انتظرت الآتي. ولذلك فان المناطق التي تم زرع عبوات فيها هذا الاسبوع لم تفاجئ الجيش.


    الجنود الذين اصيبوا ينتمون الى وحدة ازالة الالغام في سلاح الهندسة، ويمكن الافتراض بأنهم اصيبوا خلال تمشيط منطقة جبل روس مع جنود جولاني، بحثا عن الغام. كما ان وحدة جولاني التي فتحت النار على جنود الجيش اللبناني قبل ثلاثة ايام، واصابت احدهم، فعلت ذلك لأنها افترضت ان المسلحين هم رجال حزب الله الذي يسعون الى زرع او تفعيل عبوات. واتضح لاحقا ان الجنود اللبنانيين تواجدوا في المنطقة لسبب آخر تماما، والذي قد يقود العلاقات بين إسرائيل – حزب الله والجيش اللبناني، الى نقطة غليان. ففي منطقة جبل روس يمر مسار المهربين بين سوريا ولبنان. وعبر هذا المسار مر خلال الأشهر الأخيرة آلاف اللاجئين الذين هربوا من سوريا وسكنوا في البيوت والخيام في منطقة شبعا. ويقوم جنود الجيش اللبناني وقوات حزب الله بالتأكد من عدم تسلل رجال جبهة النصرة مع اللاجئين . وخلال هذه الدوريات بدأ رجال الجيش اللبناني وحزب الله يجتازون خط الحدود الدولي (الزرق) في اماكن لا يقوم فيها السياج او العوائق والتسلل الى الجانب الاسرائيلي. ويسبب هذا التسلل حالة عصبية ونشاط استخباري اسرائيلي متزايد.


    تساهم كل هذه الأحداث بتحويل منطقة جبل روس – التي تعتبر منطقة حرب تاريخية بين إسرائيل وتنظيمات الارهاب منذ ايام فتح – الى ورم لا يتوقف عن التضخم والتهديد بالانفجار. قبل عدة ايام اطلق الجيش الإسرائيلي النار على رعاة اقتربوا من السياج، وفي اجواء المنطقة تحلق طوال الوقت طائرات اسرائيلية بدون طيار. ويوم امس، في هذا التاريخ الرمزي لعملية الاختطاف في السابع من اكتوبر، قرر حزب الله تفجير عبوات. لقد كانت الاضرار طفيفة، فقد اصيب جنديان بجراح طفيفة جراء انفجار اللغم الأول، اما الانفجار الثاني فتم تفعيله حين كانت القوة العسكرية الإسرائيلية بعيدة عنه. لا يمكن معرفة ما اذا كانت هنا مشكلة مهنية لدى رجال حزب الله، او انهم قرروا الاكتفاء مسبقا، بالتلميح وعدم التسبب بحادث خطير يحتم على إسرائيل الخروج لعملية عسكرية واسعة.


    لقد ردت إسرائيل كما فعلت في السابق، بإطلاق عشرات القذائف على ما تعتبره مواقع لحزب الله، كأنها تقول: تعالوا ننهي بذلك هذا الحدث ولا نفتح جولة عنف جديدة. لا يملك أي طرف من الاطراف، لا إسرائيل ولا لبنان ولا حزب الله، مصلحة في اشعال الحدود. حزب الله يشعر بقلق اكبر بسبب تقدم قوات جبهة النصرة في البقاع اللبناني باتجاه بعلبك. وحسب احد التقارير لقد فقد نصرالله في المعارك هناك 120 جنديا في الأسابيع الأخيرة. ولكن وكما حدث في "الجرف الصامد" فان فقدان السيطرة على الاحداث يحدث بسرعة أحيانا. ويكفي اطلاق قذيفة واحدة او عبوة زائدة، كي نصبح في فيلم آخر.








    أضواء على الصحافة الاسرائيلية 7 تشرين الأول 2014
    البيت الأبيض لنتنياهو: "أخلاقنا هي التي دعمت القبة الحديدية"
    ذكرت صحيفة "هآرتس" ان التصريحات بين الادارة الأمريكية ورئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو احتدت حول قرار البناء الاستيطاني الجديد في القدس الشرقية واستيلاء المستوطنين على بيوت اخرى في حي سلوان. ورد الناطق بلسان البيت الأبيض جوش أرنست، خلال المحادثة اليومية مع الصحفيين، أمس، على تصريح رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بأن الانتقاد الأمريكي للبناء في مستوطنات القدس الشرقية يتعارض مع القيم الأمريكية، قائلا انه تصريح "مستهجن، فالقيم الأمريكية هي السبب الذي يجعل الولايات المتحدة تدعم اسرائيل بشكل لا هوادة فيه، كتمويل منظومة القبة الحديدية".
    وكرر ارنست الانتقاد الأمريكي للبناء في المستوطنات وقال ان استمرارها "يبت رسالة مثيرة للقلق بشأن نوايا إسرائيل".
    وفي اعقاب تصريح ارنست، قال رئيس المعارضة البرلمانية في إسرائيل، يتسحاق هرتسوغ "ان نتنياهو لم يترك بئرا في العلاقات مع الولايات المتحدة إلا وسقط فيه. رئيس الحكومة يتسبب مرة اخرى في صدام غبي وخطير مع الادارة الأمريكية، ومرة اخرى يسبب ضررا للمصالح الجوهرية لدولة إسرائيل ومواطنيها".
    وكان نتنياهو قد ادعى خلال لقاء اجراه مع الصحفيين في نيويورك بعد انتقاد الولايات المتحدة لسياسة البناء والاستيطان في القدس الشرقية وحي سلوان، ان "معارضة البيت الأبيض لحق اليهود بامتلاك بيوت في القدس تتعارض مع القيم الأمريكية، وانا لا اتقبل هذا الانتقاد وهذا الموقف". وادعى نتنياهو ان "العرب في القدس يشترون منازل في القدس الغربية بشكل حر، ولم يقل أي احد بأن ذلك ممنوعا، وانا لا انوي القول لليهود بأنه يمنع قيامهم بشراء منازل في القدس الشرقية. هذه املاك خاصة وحقوق ملكية ولا يمكن ان تنطوي على تمييز لا ضد العرب ولا ضد اليهود. وهذا التصريح يتناقض مع القيم التي تؤمن بها الولايات المتحدة".
    واضع مبادئ الجيش الاسرائيلي يبرر قتل الفلسطينيين في غزة
    برر البروفيسور آسا كشير، احد واضعي "مبادئ الجيش الإسرائيلي" قتل الفلسطينيين الأبرياء في قطاع غزة، واعتبره مشروعا وينضوي تحت مبدأ الدفاع عن النفس. وادعى كشير في مقالة نشرها في صحيفة "جويش ريفيو اوف بوكس" ان حماس هاجمت سكان اسرائيل بدون تمييز، وانه تم اطلاق النيران احيانا من مناطق مأهولة ومن المساجد، وتم تخزين الصواريخ في المساجد ومدارس الأونروا، وان قادة حماس عملوا اكثر من مرة من داخل قبو المستشفى، وان حماس خرقت بدون أي وازع من ضمير كل المعايير."
    واضاف كشير: "علينا ادارة حربنا ضد الارهابيين بما يتفق مع قيمنا، أي النظريات والسلوكيات وأوامر فتح النيران والأوامر التي تتفق مع المبادئ الأساسية الإسرائيلية وقيم الجيش ومبادئه، والقانون الدولي".
    وحسب كشير فان "إسرائيل تملك حق الدفاع عن النفس الى جانب الواجب الأساسي في الرد اذا هاجمت حماس مواطنيها. ولكنه الى جانب ذلك يتحتم عليها الحرص على كرامة الانسان خلال الحرب".
    وادعى كشير ان إسرائيل واجهت مأزقا في التمييز بين المحاربين وغير المحاربين بسبب توجه حماس للحرب. ويحدد كشير انه في حال تواجد عدد كبير من المدنيين الى جانب مبنى استخدم للهجمات الارهابية، فان ذلك لا يوفر حصانة للمبنى، لأن إسرائيل لا تستطيع التخلي عن قدرتها على حماية مواطنيها لمجرد ان الارهابيين يختبؤون وراء غير المحاربين. فلو فعلت ذلك لكانت قد تخلت عن حق الدفاع عن النفس".
    كما يحدد كشير ان على الجيش عدم المخاطرة بحياة جنوده في سبيل انقاذ حياة غير المحاربين في الجانب الثاني، بعد تحذيرهم عدة مرات من ترك ساحة الحرب. واذا فعل ذلك فان هذا السلوك سيكون مرفوضا من ناحية اخلاقية. ويدعم مهاجمة من يستخدمون كدراع بشري (أي المدنيين) كجزء من الهجوم على "نشطاء الارهاب". كما يحدد كشير ان موت الفلسطينيين خلال الحرب تتحمل مسؤوليته حماس لأنها ضحت برفاهيتهم (ببناء الانفاق بدل المدارس وما اشبه) وبحياتهم في الحرب غير المتناهية ضد إسرائيل".
    على ذمة "يديعوت احرونوت": بدء ترميم قطاع غزة قبل التوصل الى اتفاق في القاهرة
    ادعى المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت" اليكس فيشمان، في تقرير نشره اليوم، ان "اسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر بدأت بترميم قطاع غزة، بدون مفاوضات رسمية في القاهرة، وبدون تصريحات دراماتيكية وبدون توقيع اتفاق". وكتب انه خلال عشرة ايام ستبدأ بالوصول الى غزة رواتب مستخدمي سلطة حماس، والتي كانت احد اسباب الأزمة الامنية التي قادت الى "الجرف الصامد"، وخلال شهر ستدخل الى القطاع كميات كبيرة من المواد الخام ومعدات البناء، وسيتم انشاء مباني اسكانية لقرابة 50 او 60 الف فلسطيني بقوا بدون منازل.
    وأضاف انه تم الاتفاق في الأيام الأخيرة، بين رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله ومنسق شؤون الحكومة في المناطق الجنرال يوآب مردخاي، على تفعيل آلية المراقبة الخاصة بإدخال مواد البناء الخام للقطاع الخاص، بهدف منع تسرب المواد الى الذراع العسكرية لحماس. وصادقت إسرائيل على نشر قوات أمن السلطة الفلسطينية على معبري كرم ابو سالم وايرز، فيما صادقت مصر على نشر هذه القوات على معبر رفح. ويوم الخميس المقبل، ستصل حكومة المصالحة بتركيبتها الكاملة من رام الله الى غزة لفحص حجم الضرر والتنسيق مع حكومة الظلال – حماس، التي ستواصل ادارة شؤون القطاع، بشأن الاليات التي صودق عليها لدخول رجال السلطة لتنفيذ عمليات الترميم.
    والى ان يتم ترتيب مسألة تحويل الرواتب بشكل منظم وثابت، سيتولى تحويلها حاليا، مبعوث الأمم المتحدة روبرت سري، والذي سيقوم بتحويل الاموال الى بنوك غزة كي توزعها على المستخدمين بناء على قوائم الاسماء المقبولة على السلطة الفلسطينية. وسيتم توزيع الأموال تحت اشراف رجال السلطة الفلسطينية وممثلي الاتحاد الأوروبي. اما رجال كتائب عز الدين القسام فسيتلقون رواتبهم من ميزانية حماس. والى ان يتم الاتفاق ستصل الاموال من حكومة قطر التي التزمت بتحويل 15 مليون دولار شهريا لدفع رواتب 40 الف مستخدم. وبعد مرور اربعة اشهر، يفترض بلجنة مشتركة تضم ممثلين عن الاتحاد الاوروبي والسلطة الفلسطينية فحص مدى الحاجة الى 17 الف مستخدم، كي يتم تقليص التكاليف. وسيسمح هذا الاجراء لحكومة رام الله بتحويل الاموال مباشرة الى غزة.
    في مسالة آلية مراقبة البناء في القطاع الخاص، والتي تم الاتفاق عليها بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، تم الاتفاق على اسماء 300 مقاول مرخص في القطاع، سيتم منحهم صلاحية الحصول على الحديد والاسمنت وبقية مواد البناء الاخرى بناء على المشاريع التي سيعرضونها. وسيشرف مراقبون من اوروبا والسلطة على تقدم العمل في هذه المشاريع واستخدام مواد البناء. وفي حال ظهور خلل في استغلال مواد البناء من قبل هذا المقاول او غيره، سيتم سحب رخصته. في المقابل سمحت إسرائيل لتنظيمات الغوث الدولية بمضاعفة اعمال البناء والترميم التي تقوم بها.
    وسمحت إسرائيل قبل راس السنة العبرية، بسفر 500 مواطن من غزة يوميا الى القدس والضفة. وتم البدء بتنفيذ ذلك في عيد الاضحى. وبناء على الخطوط المصرية، ايضا، تسمح اسرائيل بتصدير الفواكه والخضار من القطاع الى الضفة، الامر الذي يشكل تسهيلا اقتصاديا هاما لسكان القطاع. الى ذلك ابلغت الخارجية الامريكية اسرائيل بأن وزير الخارجية جون كيري سيبدأ بعد انتخابات الكونغرس محاولة ثانية لفتح مفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين.
    "يسرائيل هيوم" تدعي ان حماس تسعى الى اقامة خلافة اسلامية في فلسطين على غرار "دولة داعش"!
    ادعت صحيفة "يسرائيل هيوم" ان حركة حماس تريد انشاء الخلافة الاسلامية على اراضي فلسطين على غرار داعش. واعتمدت الصحيفة في ادعائها هذا على تصريحات ادلى بها محمود الزهار في مطلع الشهر في غزة، الا انها وكعادتها في تزوير تصريحات المسؤولين الفلسطينيين بما يتفق مع توجهها الداعم لسياسة الحكومة الإسرائيلية، اضافت الى تصريح الزهار ما لم يقله، حسب ما تبين من مقارنة بين ما نسبته اليه وما قاله في التصريح الذي نشرته صحيفة "الأيام".
    وكتبت "يسرائيل هيوم" انه "قبل شهر ونصف فقط، وبعد السماح بنشر قيام الشاباك بكشف مؤامرة حماس لإسقاط سلطة فتح في الضفة، ادعت حماس ان المقصود "مؤامرة اسرائيلية هدفها المس بتطبيق اتفاق المصالحة الفلسطيني الداخلي". والآن يتحدثون في حماس عن السيطرة على الضفة بشكل علني. ففي لقاء منحه لصحيفة "الأيام"، قال محمود الزهار، احد قادة حماس البارزين، ان سيطرة تنظيمه على الضفة واجهزة الأمن الفلسطينية ستسمح للذراع العسكرية للتنظيم بالعمل بشكل اسهل ضد إسرائيل حتى تدميرها. وقد عمم معهد الابحاث (الإسرائيلي) "نظرة على الاعلام الفلسطيني" هذا اللقاء.
    واضافت الصحيفة ان الزهار قال: "اذا تمكنت حماس من نقل قواتها او جزء صغير منها الى الضفة، فسنتمكن من حسم معركة "وعد الآخرة" في وقت لا يتخيله انسان، بل وتدمير اسرائيل". ويقصد الزهار بفكرة "وعد الآخرة" ما جاء في القرآن الذي يتنبأ بخراب القدس، أي شعب إسرائيل. واكد الزهار ان حماس تعمل لتحقيق ما جاء في القرآن، وان الهدف الذي تضعه صوب ناظريها هو بناء الخلافة الاسلامية على أراضي فلسطين المحتلة. وقال الزهار: "هناك من يدعون ان حماس معنية بإنشاء الامارة الاسلامية في قطاع غزة، وهذا ليس صحيحا ولا ننوي عمل ذلك، ولكننا ننوي العمل هنا كما فعلت داعش، وانشاء الخلافة الاسلامية التي ستمتد على الأراضي المقدسة لفلسطين المحتلة".
    وقد قمنا بفحص ما نسبته الصحيفة الى الزهار، وتبين ان صحيفة "الأيام" لم تجر أي لقاء مع الزهار وانما اقتبست تصريحا له أدلى به خلال مناسبة في غزة. كما ان الاقتباس لا يتضمن بتاتا أي ذكر لمصطلح "تدمير إسرائيل". ولم يذكر الزهار بتاتا داعش، ولم يتحدث عن "خلافة اسلامية كما فعلت داعش"وانما عن دولة اسلامية. وقال حرفيا: "قالوا إن حماس تريد أن تصنع إمارة إسلامية في غزة، نحن لن نفعل ذلك بل سنبني دولة إسلامية في فلسطين كل فلسطين".
    إسرائيل تفشل بتسويق "القبة الحديدية"
    كتب موقع "واللا" العبري، انه على الرغم من كون منظومة "القبة الحديدية" اثبتت نجاعتها العسكرية امام اطلاق الصواريخ من غزة ولبنان وسيناء، وحققت نجاحا بنسبة 90% في اعتراض الصواريخ، الا ان اسرائيل تفشل في تسويقها لشركات التسلح والصناعات الأمنية الدولية التي لا تسارع الى شراء هذه المنظومة المتطورة. وقال المصدر انه "في مقدمة عوامل فشل تسويق المنظومة، تقف ميزة "القبة الحديدية" التي تم تطويرها لمواجهة تهديد محدد، ولذلك فهي لا تغري الكثير من الجيوش التي تخوض الحرب التقليدية.
    واوضح ابيشاي فاتل، من معهد الابحاث البريطاني rusi المسؤول عن عقد المؤتمر السنوي للاحتماء من الصواريخ الباليستية، ان "القبة الحديدية مخصصة لتلائم التحدي الذي يواجه إسرائيل في مسالة اعتراض الصواريخ قصيرة المدى، والتهديد الصاروخي للعصابات". كما ان القيود التي يفرضها الواقع السياسي على جمهور الهدف المحتمل، تقلص ايضا، امكانية بيع المنظومة. فالكثير من الدول العربية والاسلامية لن ترغب بشراء السلاح الإسرائيلي، بما فيها دول الخليج الفارسي المعنية بالاحتماء من الصواريخ، في اعقاب التوتر مع جارتها ايران.
    مع ذلك، تم التبليغ عن قيام إسرائيل بتزويد "القبة الحديدية" لدولة اخرى، يتم التكتم على اسمها، من قبل الجانبين. واوضح يوسي دروكر، نائب رئيس سلطة تطوير الوسائل القتالية – رفائيل، ان الشركة راضية عن ذلك لأنها لا تخاطر بتسريب معلومات تكنولوجية سرية. واضاف: "لقد استثمرت "رفائيل" ملايين كثيرة لتطوير المنظومة، ولم نكن سنسمح بذلك بدون تسويق السلاح في الخارج".
    يشار الى ان الصناعات الأمنية تصدر 80% تقريبا من انتاجها، وتحقق مدخولا للدولة يصل الى 6.5 مليار دولار سنويا. ولذلك فقد تم اعتبار تسويق "القبة الحديدية" للخارج مسالة مفهومة ضمنا. لقد تم تطوير المنظومة بعد عمليات القصف الكثيف التي قام بها حزب الله خلال حرب لبنان الثانية في عام 2006، وتم اجراء اول تجربة ناجحة لها في 2009.
    وقال مصدر امني شارك في التجربة آنذاك، ان إسرائيل كانت تثق بأنها ستصدر المنظومة منذ البداية. واوضح بأن ضباطا من جيوش اجنبية حضروا تلك التجربة. لقد استثمرت واشنطن اكثر من مليار دولار في تطوير هذه المنظومة، كي تتمكن إسرائيل من نشرها واستخدامها العسكري، ولكنها رفضت امتلاكها لقواتها في افغانستان والعراق.
    وقالت ريكي اليسون، رئيسة "التحالف الأمريكي لتطوير الاحتماء من الصواريخ"، ان احدى التحفظات التي طرحها البنتاغون تتعلق بالثمن الباهظ لصواريخ تمير التي تستخدمها هذه المنظومة. فالصاروخ الواحد يكلف قرابة 100 الف دولار. كما ان وزارة الدفاع ليست معنية باستخدام المنظومة، لأنها لا توفر الحماية امام قذائف الهاون. وتعمل مصانع رفائيل حاليا على تطوير منظومة "الشعاع الحديدي" لمواجهة قذائف الهاون، بواسطة شعاع ليزر.
    وقال دروكر انه يمكن تسويق "القبة الحديدية" فقط اذا تم الانتقال الى الانتاج المكثف او التعاون مع شركة "ريثاون" الامريكية. ولكن وحتى يتم ذلك، فان التكلفة الباهظة لكل منظومة والتي تصل حاليا الى 50 مليون دولار، تشكل حاجزا امام المالكين المحتملين.
    الرئيس الإسرائيلي: القدس ستبقى عاصمة لإسرائيل
    كتب موقع المستوطنين "القناة السابعة" ان الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين اجتمع مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، امس الاثنين، لتبادل الآراء بعد عودة نتنياهو من الولايات المتحدة. وتحدث ريفلين ونتنياهو حول زيارة الأخير الى الولايات المتحدة وخطابه في الأمم المتحدة واللقاء مع اوباما.
    وقال نتنياهو ان "المنطقة تخوض الآن صراعا قاسيا ضد الارهاب، نحن ضربناه خلال الصيف في الجنوب، والولايات المتحدة تقود الصراع الدولي ضد داعش ونحن ندعم ذلك بكل الطرق الممكنة، ونمد ايدينا للسلام مع كل جاراتنا اللواتي ترغبن بالسلام، واعتقد ان هذه هي الامور التي تعبر عن التعاون الكبير ووحدة الشعب".
    وتطرق الرئيس ريفلين الى الشجب الامريكي لخطة البناء في القدس الشرقية، وقال ان "احد الامور الواضحة جدا في وحدة الشعب هي الاجماع الشامل على القدس كعاصمة لإسرائيل وعلى العالم ان يفهم ذلك. القدس عاصمتنا ولذلك يجب علينا تمكين سكانها من العيش فيها".
    وقال نتنياهو معقبا: "وعندما يحدث ذلك في عاصمة إسرائيل هل يجب علينا الاعتذار عن ذلك؟ هل يجب الغاء ذلك؟ لا افكر في ذلك، ولا تفكر انت بذلك، ولا يفكر به أي يهودي واع او أي انسان واع ومستقيم".
    الجامعات الإسرائيلية تمتنع عن اجراء حفريات اثرية في الضفة خشية مقاطعتها
    كتب موقع "القناة السابعة" ان الجامعات الإسرائيلية تمتنع عن اجراء حفريات اثرية في الضفة الغربية رغم انها تحصل على تمويل لذلك، حسب ما يقوله البروفيسور يوسي غولدشتاين من جامعة اريئيل، والذي يوضح ان سبب الرفض هو اقتصادي وسياسي. وعليه، يعمل غولدشتاين، حاليا، على انشاء فرع لعلم الآثار في جامعة اريئيل، والتي ستتولى اعمال الحفريات في الضفة كما في كل مكان في إسرائيل.
    وقال غولدشتاين، ان الجامعات تمتنع عن الحفريات في الضفة الغربية لأنها تخشى مقاطعتها، وهذه مقاطعة سياسية رغم ان الحفريات تعتبر عملا اكاديميا هاما في "سبسطية" و"شيلو" واماكن اخرى حول اريئيل.
    مقالات
    هدوء مقابل الكذب
    يتناول الاستاذ يونتان مندل في مقالة نشرها في "هآرتس" مصطلحين اسرائيليين يكثر استخدامهما في اطار الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، ويطرح تحليلا لهما يكشف حقيقة نوايا إسرائيل.
    ويكتب منذل، ان اكثر المصطلحات رواجا في اسرائيل، فيما يتعلق بغزة، كان مصطلح "الهدوء مقابل الهدوء"، والذي يبدو ظاهريا انه مطلب منطقي: نحن لن نصعب حياتهم وهم لن يصعبوا حياتنا، فتعالوا نحافظ على الوضع الراهن الذي يقول ان حياة سكان إسرائيل تنعم بالهدوء وفي المقابل يمكن لحياة سكان غزة ان تنعم بالهدوء، أيضا.
    ويضيف: كل شيء في هذه المعادلة جيد باستثناء حقيقة عدم سريان الهدوء في غزة. فمنذ سبع سنوات وحياة سكان غزة لا تعرف الهدوء. الطائرات بدون طيار لا تتوقف عن الأزيز، وسفن سلاح البحرية تقوم بدوريات امام الشاطئ. وعليه فان المعادلة الإسرائيلية هي ليست اكثر من خدعة لفظية وحيلة اعلامية من قبل القيادة الإسرائيلية. اذا كانت تقوم في جانب واحد دولة، وفي الجانب الثاني يفرض الحصار، فكيف يمكن خداع سكان إسرائيل ووعدهم بأن الهدوء سيقابل بالهدوء؟
    ففي الوقت الذي يستمتع فيه سكان اسرائيل بحرية الحركة في كل انحاء البلاد، يحاصر سكان غزة داخل مساحة 350 كلم مربع ويمكنهم فقط الحلم بزيارة رام الله او نابلس، ناهيك عن الصلاة في المسجد الأقصى. وفي الوقت الذي يخرج فيه الصيادون كل صباح من موانئ حيفا وعكا ويافا واشدود الى البحر المفتوح ونشر الشباك لإحضار لقمة العيش الى بيوتهم، يتم تقييد الصيادين في غزة لمسافة خمسة كيلومترات فقط، ويفرض عليهم العودة مع قليل من الصيد، وتعريض حياتهم الى خطر نيران الزوارق الحربية الإسرائيلية.
    وفي الوقت الذي استغل فيه مئات آلاف الاسرائيليين العطلة الصيفية خلال الحرب الأخيرة للنزهة في الخارج، لم يستطع سكان غزة الهرب الى أي مكان، لأنه لا وجود لمطار لديهم ولا لميناء بحري، ولا لمعبر آمن الى الضفة، فيما كان معبر رفح مغلقا بشكل مطلق أمامهم.
    يمكن النقاش حول من المتهم، ويمكن الغضب حول انتخاب حماس في الانتخابات الديموقراطية في السلطة، ويمكن محاولة تذكر المبررات الاسرائيلية لفرض الحصار قبل سبع سنوات، ومهما كانت الاجوبة، فانه بدون اجراء تغيير حقيقي وجوهري في غزة لن يعم الهدوء ابدا هناك. ولذلك فانه اذا تواصل الوضع الراهن، فان معادلة "الهدوء مقابل الهدوء" وفق التوجه الإسرائيلي الحالي، تعتبر كاذبة. اولا، لأنها لا تأخذ في الاعتبار انه حتى عندما يعم الهدوء اسرائيل، فان الاحباط سيبقى صاخبا في غزة، وثانيا، لأنها لا تخفي عن مواطني اسرائيل حقيقة انه طالما لم يختف ياس الغزيين من الأمل، لن ينعم أي شخص بالهدوء.
    في المقابل هناك مصطلح آخر يتعلق بالضفة الغربية، ويبلور الواقع بالنسبة للمواطنين الاسرائيليين، وهو مصطلح "خرق النظام". حسب القيادة والاعلام الاسرائيليين، فان "خرق النظام" ازداد جدا في الضفة الغربية، خاصة في القدس الشرقية، خلال الأشهر الأخيرة. مرة اخرى يمكن اعتبار هذا التعريف محايدا، وممتازا بشكل عام، في كل ما يتعلق بالتظاهر ضد جنود الجيش الإسرائيلي او الاحتجاج امام حرس الحدود او رشق الحجارة.
    ولكن هذا التعريف الذي يصف نشاط الفلسطينيين لا يحكي عنهم فقط، وانما، وفي الأساس عنا. لأن التظاهرة والحجر لا يخرقان النظام الفلسطيني، وانما النظام الإسرائيلي. والسبب هو انه في حياة الفلسطينيين اليومية – في سلوان او في مخيم اللاجئين في جنين او في جنوب جبل الخليل – لا يوجد نظام. هذا يعني ان "خرق النظام"، حسب اسرائيل، يخرق الوضع الراهن.
    وباسم هذا النظام، فانه في الوقت الذي يقتل فيه 2200 فلسطيني في غزة، بأيدي قوات الجيش الإسرائيلي، يفترض بالفلسطينيين في الضفة البقاء في بيوتهم. هذا هو النظام الاسرائيلي: ان يتقبل الفلسطينيون بهدوء، واذا أمكن بخنوع، عمليات إسرائيل. ان النظام الإسرائيلي يعني الفصل بين غزة والضفة، النظام هو الحواجز في الضفة الغربية، والنظام هو اقامة الجدار الفاصل الذي بني في غالبيته خارج اراضي إسرائيل، والنظام هو اصدار امر بإبعاد عضو برلمان فلسطينية طلبت الانتقال من مدينة في الضفة الغربية الى مدينة اخرى، والنظام هو قيام الجيش الإسرائيلي بعمليات امنية داخل مناطق فلسطينية لا تخضع للسيطرة الأمنية، والنظام هو تنفيذ الاعتقالات اليومية، ومصادرة 4000 دونم في منطقة غوش عتسيون كعقاب جماعي، واستمرار الوضع القائم وغياب المبادرة السياسية، ونقص 738 غرفة تعليم في القدس الشرقية، وكذلك سقوط المزيد من القتلى الفلسطينيين بآليات تفريق التظاهرات. والنظام، أيضا، هو التمييز الواضح والصارخ بين اليهود والعرب، والفصل بين الاسرائيليين والفلسطينيين. ومن المهم الاشارة الى ان من يُعرف معنى النظام هي إسرائيل ولذلك فان إسرائيل لا يمكنها ان تخرقه بتاتا.
    في كتاب "الزمن الأصفر" لدافيد غروسمان، والذي حظي بانتقاد مفاجئ من قبل اليمين مؤخرا، كتب عن اللغة السياسية التي تولدت في إسرائيل في سنوات الثمانينيات، حول الكلمات التي تساعد ليس على وصف الواقع فقط، وانما على شطبه: "دولة محرجة تعيد صياغة مفردات جديدة، ويتطور هنا تدريجيا، نوع جديد من الكلمات المجندة، الغادرة، الكلمات التي فقدت معناها الأصلي، كلمات لا تصف الواقع وانما تحاول اخفائه".
    كتب غروسمان عن الكلمات: "لا تقتلوا الرسول. ولكنه لم يتم فقط تجنيد كلمات مثل "مسح"، "محاصرة"، "تليين"، "تطهير" و"احباط" لغسل الواقع". كما ان المصطلحات التي تحولت الى فرضيات إسرائيلية، مثل "الهدوء مقابل الهدوء" و"خرق النظام"، اصبحت بمثابة انماط لغوية تخدم جيدا السلطة وتنقي ضمائرنا. ويتم تجنيدها صباحا ومساء، وتعتبر اسس اللهجة الاخلاقية في العالم التي تواصل تأطير مفهوم الواقع لدى مواطني إسرائيل وتبعدنا عن الفرصة الحقيقية للتمتع بالهدوء او الاستمتاع ولو للحظة بالنظام.
    جينوم الارهاب
    تحت هذا العنوان يدافع موشيه أرنس، في "هآرتس" عن مقارنة نتنياهو لحماس بداعش، ويتساءل لماذا لا يتم تجنيد تحالف دولي لمحاربة حماس وحزب الله اسوة بداعش.
    ويكتب ارنس "ان قطع الرؤوس التي نفذها جلاد تنظيم "الدولة الاسلامية" كان السبب الوحيد الذي ايقظ العالم الغربي على مخاطر الارهاب الاسلامي. فبعد بث العمل الفظيع على شاشة التلفزيون شكل الرئيس اوباما تحالفا لمحاربة الارهابيين، وعلى الفور بدأ بقصف اهداف التنظيم. من الواضح ان طائرات التحالف لم تتخذ وسائل الحذر التي اتخذها الطيران الإسرائيلي في الحرب ضد حماس في عملية "الجرف الصامد" – التحذير المسبق، "اطرق السقف"، دعوة المدنيين الى اخلاء المنطقة لتقليص الخسائر المدنية الى اقصى حد – والنتيجة غير المستحيلة لوقوع اصابات بين المدنيين الأبرياء كانت ملائمة.
    يعرف اوباما وقادة الدول التي انضمت الى التحالف ان إسرائيل تحارب الارهاب الاسلامي منذ سنوات طويلة، ولوحدها. انها تحارب حزب الله الممول والمسلح والموجه من قبل ايران – دولة الارهاب التي وصلت الى مراحل متقدمة في انتاج سلاح الارهاب البديل – القنبلة النووية، وتحارب حماس، التنظيم الذي يحمل ايديولوجية مشابهة للاخوان المسلمين والمسلح، ايضا من قبل ايران.
    في الولايات المتحدة واوروبا يعتبر حزب الله وحماس تنظيمان ارهابيان، ومع ذلك فان إسرائيل تحظى بتأييد طفيف في حربها ضدهما، بل تتعرض احيانا الى الانتقاد بسبب محاربتها لهما. هل يوجد حقا، فارق بين داعش وحماس وحزب الله، يمكنه تفسير الفارق في التعامل معها، وحقيقة عدم تشكيل تحالف لمحاربة حماس وحزب الله؟ داعش وحماس وحزب الله هي صور متشابهة للإرهاب الاسلامي. داعش وحماس هما تنظيمان سنيان، وحزب الله تنظيم شيعي، ولكن لديهم عاملا مشتركا هو ان ثلاثتهم يعتبرون الغرب عدوا ويطمحون الى تدمير دولة إسرائيل.
    هذه التنظيمات وغيرها من تنظيمات الارهاب الاسلامي، كالقاعدة وجبهة النصرة تحمل كلها ذات "الجينوم" الذي يدعو الى تدمير اسرائيل. الحرف (ش) في الاسم (داعش) يتطرق الى الشمس او سوريا، التي تعتبر اسرائيل، بالنسبة لهم، جزء جنوبيا لها. ويتواجد هذا "الجينوم" لدى الايرانيين، ايضا، الذين لا ينفون نيتهم تدمير إسرائيل. وهذا هو سبب دعمهم لحزب الله بل ولحماس، رغم كونها تنظيما سنيا. لماذا لا يشخص اوباما المركب الجيني المشترك لكل هذه التنظيمات الارهابية؟ ولماذا تعارض واشنطن المقارنة التي اجراها نتنياهو بين داعش وحماس؟ هل يرجع ذلك الى منطقة النشاط الجغرافي لهذين التنظيمين؟ داعش تركز عملها حتى الآن في العراق وسوريا، بينما تسيطر حماس على قطاع غزة، وتتعاظم قوتها في الضفة. او ربما يعود ذلك الى الرأي الخاطئ الذي يقول ان اهداف حماس تنحصر في اقامة دولة فلسطينية، بينما تنوي داعش اقامة الخلافة الاسلامية في العراق وسوريا واسرائيل؟
    يجب عدم الوقوع في الخطأ فيما يتعلق بأهداف حماس التي تعلن بأن هدفها تدمير اسرائيل. فهي لن تجد أي صعوبة في الانضمام الى دولة الخلافة التي تخطط لها داعش. واما بالنسبة لحزب الله، فهو، ايضا، اعتبر ذات مرة تنظيما له اهدافا محددة: طرد الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان. ولكن بعد انسحاب اسرائيل من الحزام الأمني في جنوب لبنان عام 2000، واصل حزب الله نشاطه الذي يهدف الى تدمير إسرائيل. ولذلك فان هدفه المحدود، ظاهريا، لم يكن الا نتاج خيال المراقبين الذين يجهلون الحقائق. التعامل مع داعش على انها الخطر الارهابي الوحيد في العالم، ينبع عن قصر نظر. فلسوء الحظ، فان هذا الخطر اكبر بكثير ويشمل القاعدة وحماس وحزب الله وجبهة النصرة، وفوقها جميعا، ايران.
    وكيف ينوي ابو مازن السيطرة على الدولة؟
    يكتب د. رونين يتسحاق في "يسرائيل هيوم" ان الدعوة الى انشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس، ليست جديدة، لكنه يبدو انها تتزايد في الأيام الأخيرة، في ضوء الضغط الأمريكي على إسرائيل وأمل الفلسطينيين بنيل الدعم الدولي. ولكنه في ضوء الاوضاع في الشرق الأوسط، يبدو انه حتى لو حصل ابو مازن على مطلبه، فليس من المؤكد انه سيتمكن من السيطرة عليها لفترة طويلة.
    ويضيف: "منذ "الربيع العربي" الذي اندلع في نهاية 2010، يواجه الحكام العرب غياب الاستقرار السياسي، وارتفاع مكانة الاسلام وازدياد الارهاب في الشرق الأوسط. وكما هو معروف فان الوضع الاقتصادي الخطير في الدول العربية وفساد المؤسسات الحاكمة كان من بين اسباب اندلاع الأحداث. ويمكن للسلطة الفلسطينية ان تجد نفسها تماما كبقية الدول العربية على خلفية ارتفاع نسبة البطالة في الشارع الفلسطيني التي تقترب من 30%، والضائقة الاقتصادية والفساد المتفشي في قيادة فتح، خاصة المقربين من الرئيس ابو مازن واولاده".
    "في السنة الأخيرة وقفت السلطة على حافة الانهيار الاقتصادي، ولم ينقذها الا المساعدات الطارئة من العربية السعودية. ولكن الحل الحقيقي للمشكلة الاقتصادية في السلطة الفلسطينية لا يبدو في الأفق، ولذلك فانه طالما كانت المساعدات الخارجية للسلطة صغيرة، وبقيت جباية الضرائب جزئية، وتواصل ارتفاع جدول غلاء المعيشة، فان خطر انهيار السلطة والاطاحة بعباس هو مسألة ملموسة".
    بالإضافة الى ذلك، فانه منذ قيام حماس حاول التنظيم عدة مرات التآمر على القيادة الفلسطينية واحتلال مكانها. في الانتخابات الحرة التي جرت في يناير 2006، حققت حماس انتصارا ساحقا واجبرت ابو مازن على تعيين اسماعيل هنية رئيسا للحكومة. وحسب تقييمات فلسطينية فان حماس تحظى حتى الآن بتأييد كبير بين الفلسطينيين ويمكنها الانتصار في كل معركة انتخابية. ولكن حتى اذا لم تتمكن حماس من الوصول الى السلطة بطرق ديموقراطية، فانها تملك قوة عسكرية وجهاز تحريض ودعاية يمكنه مساعدتها في السيطرة على السلطة الفلسطينية من خلال انقلاب، كما فعلت في قطاع غزة في حزيران 2007.
    "لقد حاولت حماس اغتيال ابو مازن عدة مرات وتنفيذ انقلاب والسيطرة على السلطة. ولو لم تنقذ إسرائيل سلطته لتم اقصاء ابو مازن عن منصبه منذ زمن بعيد. وفي نهاية المطاف فان الارهاب الاسلامي بصورة الدولة الاسلامية (داعش) والتنظيمات السلفية الأخرى التي تطمح الى انشاء خلافة او دولة اسلامية، تهدد السلطة الفلسطينية بشكل لا يقل عن تهديد إسرائيل.
    "صحيح انه يبدو في هذه المرحلة بأن التهديد لا يزال بعيدا عن الضفة الغربية، ولكنه توجد حاليا جهات مؤيدة لهذه التنظيمات في الضفة. وفيما نجحت حماس في غزة، بالقضاء على ظاهرة التضامن مع الدولة الاسلامية والتنظيمات السلفية، فان الأجهزة الأمنية في السلطة لم تنجح بالقضاء عليها في الضفة. ولذلك يسود التقدير بأنه كلما مرت الأيام، كلما ازداد تأييد الدولة الاسلامية والحركات السلفية الأخرى، الأمر الذي قد يقود الى صدامات بسبب عدم شرعية السلطة الفلسطينية التي تعتبر كافرة وعلمانية من وجهة نظر السلفيين.
    "طالما بقيت السلطة الفلسطينية قائمة تواصل إسرائيل مساعدتها، بموجب الاتفاقيات الدولية، على مواجهة هذه المشاكل او تلك، ولكن اذا اقيمت دولة فلسطينية، هل سيتمكن قادتها من مواجهة هذه التحديات لوحدهم؟"
    السويد: الأعمال ستساعد اكثر من التصريحات
    يرفض يوسي بيلين في مقالة نشرها في "يسرائيل هيوم" قرار الحكومة السويدية الاعتراف بالدولة الفلسطينية ويعتبره لا يحقق أي منفعة، ويدعو السويد الى العمل من اجل تحقيق الاعتراف من خلال المفاوضات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني.
    وكتب بيلين "ان رئيس الحكومة السويدية الجديد، ستيفان لوبين، يشعر بالالتزام ازاء حل القضية الفلسطينية. وهو يؤمن بأن الحل الكامن في انشاء دولة فلسطينية تعيش بسلام الى جانب اسرائيل يعتبر مصلحة إسرائيلية، ويشاركه في ذلك الكثير من الاسرائيليين وحتى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. لقد أراد الاظهار بأنه فور دخوله الى منصبه سيغير الخط السابق، ولذلك اعلن في خطاب توليه للمنصب ان السويد ستعترف بالدولة الفلسطينية.
    بالنسبة لي هذه مسالة جيدة تماما. فبعد اكثر من 21 عاما على توقيع اتفاق اوسلو لم نتوصل الى اتفاق دائم، ومن غير الجدي، بعض الشيء، الاعتقاد بأنه يمكن جر الاتفاق المرحلي الى الأبد والامتناع – باسمه – عن خطوات من هذا النوع. غالبية دول العالم تعترف بالدولة الفلسطينية، واثبتت ذلك من خلال تصويتها في الأمم المتحدة. كما تعترف بعض دول الاتحاد الاوروبي بالدولة الفلسطينية ولن تحدث أي كارثة اذا انضمت اليها السويد ايضا. ولكن، ما الذي اسفرت عنه هذه الاعترافات بالنسبة للفلسطينيين؟
    الى حد كبير، يجري الحديث عن الحل الأسهل، الاعتراف بدولة غير قائمة، والتي لن تقوم ايضا، كنتيجة لهذا الاعتراف، الذي لا يعتبر الا نوعا من الضريبة الشفوية التي يدفعها من يقولون للقيادة الفلسطينية انهم يدعمون رغبات الفلسطينيين، وبشكل عام، يكتفون بذلك. هذا هو بالذات سبب امتناع الفلسطينيين طوال سنوات كثيرة عن طرح طلب الاعتراف بدولتهم غير القائمة في الامم المتحدة. فرغم الغالبية الكبيرة المضمونة لهم في كل لحظة الا انهم تخوفوا من اكتفاء العالم باللفتة والشعور بأنه ادى دوره، ويتوجه لمعالجة قضايا اخرى، من خلال شعور مزيف بأنه تم حل المشكلة.
    ان الخطوة التي اقدم عليها عباس ورفاقه خلال العامين الأخيرين هي نتاج اليأس الذي أصابهم، وليس نتاج امل كبير. صحيح ان الدعم السويدي لخطوة اليأس الفلسطينية يحظى بالترحيب الفلسطيني، والانتقاد من قبل حكومة إسرائيل، ولكنه لن يغير الواقع. اذا ارادت حكومة السويد مساعدة الاطراف التي لا تنجح بالخروج من مستنقع الصراع منذ سنوات طويلة، فان عليها ان تفهم بأنه يتحتم عليها القيام بعمل ما.
    لقد ساعدت السويد بين 1993 و1995، بشكل فاعل القناة التي صاغت، ولأول مرة، مسودة اتفاق دائم بين الجانبين، (يقصد وثيقة جنيف) والتي شكلت قاعدة للخطوط التي طرحها كلينتون بعد خمس سنوات. الوضع السياسي الحالي لا يسمح، كما يبدو، بالتوصل الى الاتفاق الدائم المرغوب فيه، ولذلك فان مبادرة السويد الى قيام الرباعي الدولي بعمل حثيث لفحص امكانية التوصل الى اتفاق تدريجي، على طريق الاتفاق الدائم، والذي ستقوم في اطاره، فورا، دولة فلسطينية داخل حدود مؤقتة، سيكون اكثر نجاعة من مجرد لفتة الاعتراف بدولة وهمية. من المؤكد ان إسرائيل ستكون اول من سيعترف بالدولة الجديدة، ويمكن للسويد ان تنضم اليها.
    نتنياهو جبان ولا يملك أي مبادرة
    يكتب ابيعاد كلاينبرغ في "يديعوت احرونوت" وجهة نظر يكشف من خلالها حقيقة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الجبان والذي يمتنع عن القيام بأي مبادرة سياسية ولا يجيد الا الوعظ للعالم حول ما الذي يجب عمله في وقت يمتنع فيه عن عمل أي شيء.
    ويكتب كلاينبرغ "ان الشاعر الامريكي أوجدن ناش، يجري في قصيدته: "صورة الفنان كرجل هاجمته الشيخوخة"، مقارنة بين اخطاء العمل واخطاء عدم العمل (أو الاخفاق). فالأخطاء من النوع الأول، حسب ناش، تسبب لنا المتعة على الأقل أثناء الخطيئة، والا، يمكن الافتراض، ما كنا سنخطئ. لكن المشكلة تكمن في عدم العمل – فالكسل والجبن اللذان يمنعانا عن عمل ما يجب، لا يسببان لنا المتعة. فحيث لا توجد القوة ولا الشجاعة، لا نعمل. وهذا ليس متعة كبيرة. وحكومة نتنياهو ترتكب هذين النوعين من الأخطاء، ولكنها في الأساس ترتكب خطأ عدم العمل.
    احيانا يمكن للكسل الفكري والجبن ان يحققا فائدة، كما اتضح في الحرب الأخيرة. فنتنياهو الذي يتخوف دائما من العمل، رغب بالتحرر من الحالة التي تورط فيها، وحظي بالثناء على اعتداله وبلوغه. لكن نتنياهو ليس بالغا وليس معتدلا، بل هو جبان. والانجراف المفاجئ في العمل فرض عليه الرعب، فسارع الى التخلي عن مبادئه المتطرفة كي يرجع الى طابع العمل المحبب اليه، دعوة الآخرين الى العمل، فورا وبإصرار، من خلال مراوحة مكانه في عدم العمل وعدم اتخاذ قرارات وعدم تحمل المسؤولية.
    لقد تحولت مراوحة المكان لدى رئيس الحكومة الى ايديولوجيا لتقديس الوضع الراهن. المتغيرات الدرامية في العالم المحيط بنا، تحتم على نتنياهو عدم العمل، لأن كل عمل يعتبر مخاطرة. ليس من الجيد المخاطرة، بل جيد، ولكن ليس بالنسبة لنتنياهو. صحيح ان لديه خطة عمل لكل العالم، ولكنه شخصيا بفضل الانتظار لرؤية ما يحدث. إسرائيل بقيادته تعرف كيف تشير فقط الى اسباب عدم اقتراح أي خطة سياسية، وعدم اقتراح أي استراتيجية. ففيها مخاطرة، وليس من المناسب المخاطرة، على الأقل بالنسبة لنتنياهو.
    بطرق خفية، يعمل الزمن لصالحنا. انه الحليف الأساسي وربما الوحيد لإسرائيل بقيادة نتنياهو. لكن مشكلة الزمن انه لا يعمل من اجل نتنياهو. انه لا يعمل من اجل أحد. الزمن يعيد تنظيم الشرق الأوسط، انه يخلق مخاطر جديدة وفرص جديدة. لكن الامر ليس ملحا بالنسبة لنتنياهو.
    قد تثمر الخطة السياسية، ولكنها قد لا تنجح أيضا. الأمر المضمون هو انها يمكن ان تغضب مجلس المستوطنات. ولذلك من المفضل فحص الأمور بشكل جدي. يمكن في هذه الأثناء اعلان الالتزام بفكرة الدولتين – الأغيار يحبون هذا الهراء. ولكن حتى هذه المقولة الفارغة استنزفت نتنياهو. والان يجب الانتظار. حتى متى؟ حتى لا تصبح بتاتا ذات صلة. وعندها سندير ظهرنا بارتياح.
    "لقد سكب هذا الحليب، فلماذا تبكون. واجهوا الواقع. صحيح انه كان يمكن منع هذا الواقع، صحيح انكم حاولتم التحذير والتغيير، ولكن هذا كان في الماضي. اتركوا ذلك للمؤرخين. من ناحية سياسية يعتبر عدم العمل قوة. كل خطوة تثير ردة فعل، واحيانا حثيثة. وعندما لا يتم عمل شيء، يدخل الجهاز في حالة استرخاء. يصعب التظاهر ضد الوضع الراهن. فالوضع الراهن هو الموجود. فما الذي يمكن عمله ضد ما هو موجود؟ يمكن الاحتجاج ضد خطوات سياسية وعسكرية، الصحف تتحدث عنها، الخبراء يدلون بآرائهم، الجانب الآخر يرد. وماذا بالنسبة لغياب الخطوات؟ ان غياب الخطوات هو بكل بساطة الواقع اليومي، طريق العالم.
    في كل يوم يمر يتم تفويت فرصة أخرى. في كل يوم يمر بدون عمل، يتقلص مجال عمل إسرائيل. في كل يوم يمر تترسخ الحقائق على الارض، اراضي الضفة تحديدا. وهذا لا يحتاج الى قرارات كبيرة. ما الذي تريده "سلام الآن" من رئيس الحكومة؟ كل ما حدث هنا هو قرارات ادارية، تدعيم. دونم آخر وماعز اخرى وفرا مساهمتهما المتواضعة، الخفية، لتحويل إسرائيل الى دولة أبرتهايد. ما العمل. لا شيء، كما يتضح."

  8. #98
    أضواء على الصحافة الاسرائيلية 6 تشرين الأول 2014
    السويد تؤكد تمسكها بقرار الاعتراف بفلسطين ووسائل اعلام اسرائيلية تدعي تراجعها
    ادعت وسائل اعلام اسرائيلية، خاصة "يديعوت احرونوت" و"يسرائيل هيوم" ان التوضيح السويدي بشأن قرار الاعتراف بدولة فلسطين، وقولها بأنها تدعم ذلك في اطار حل الدولتين والمفاوضات الثنائية، يعني "تراجعا سويديا عن القرار" امام العاصفة الدبلوماسية التي سببها.
    وكتبت "يديعوت احرونوت"، انه بعد يوم من العاصفة الدبلوماسية التي اثارها تصريح رئيس الحكومة السويدية ستيفان لوبين، بشأن نيته الاعتراف بالدولة الفلسطينية، اوضح سفير السويد لدى اسرائيل، انه "لم يتم فهم تصريح رئيس الحكومة بالشكل الصحيح في إسرائيل، وان السويد تدعم حل الدولتين لكن الاعتراف بالدولة الفلسطينية مشروطا بالمفاوضات مع اسرائيل بشكل يضمن امنها".
    مع ذلك تصر وزارة الخارجية الإسرائيلية على توبيخ السفير السويدي، الذي استدعته للحضور الى السفارة، اليوم، لتسليمه الاحتجاج الإسرائيلي الرسمي على تصريح لوبين. واوضحت الصحيفة ان إسرائيل تخشى بأن تقود الخطوة السويدية الى جر دول اوروبية اخرى نحو الاعتراف بفلسطين.
    وقال لوبين لوسائل الاعلام، امس، انه يصر على موقفه الا ان الحديث عن خطوة مستقبلية وليست فورية. لكن المسؤول في الخارجية السويدية روبرت رايدبرغ، كتب على صفحته في تويتر، امس، ان دعم قيام الدولة الفلسطينية سيتم في القريب وبدون أي علاقة بالمفاوضات. الا أنه تم في وقت لاحق شطب هذه التغريدة، حسب "يديعوت احرونوت"
    وقال السفير السويدي لصحيفة "يديعوت احرونوت" امس، "ان رئيس الحكومة تحدث عن سلسلة من القضايا العالمية، بما فيها الحرب السورية ومحاربة داعش والاعتراف بفلسطين، وقال بشكل واضح ان الاعتراف سيتم ولكنه قال ايضا ان ذلك سيتم من خلال دعم المفاوضات على اساس مبادئ القانون الدولي التي ستقود الى حل الدولتين. وهذا يصب في مصلحة إسرائيل وفلسطين".
    وأضاف: "ان حكومة السويد معينة بالحفاظ على العلاقات الجيدة والناجعة مع اسرائيل وتطويرها. وان الحزب الاشتراكي الديموقراطي اعلن بشكل دائم دعمه لفلسطين وفاز في الانتخابات، وان السويد تدفع نحو حل يعتبر جيدا للجانبين. نحن نريد المساعدة على اعادة الجانبين الى مسار المفاوضات".
    وكتبت "يسرائيل هيوم" ان حالة الرضا التي سادت في السلطة الفلسطينية بعد بيان رئيس الحكومة السويدية استبدلت بخيبة الأمل بعد تراجع السويد، واعلانها بأن الاعتراف بدولة فلسطين منوطا باستئناف المفاوضات على حل الدولتين.
    وانتقد رئيس الحكومة الفلسطينية السابق سلام فياض، التوضيح السويدي ودعا الى عدم الاستعجال في استئناف المفاوضات بصورتها الحالية. ودعا فياض الى اجراء تغييرات في اتفاقيات اوسلو التي "منيت بفشل ذريع"، وقال انه يجب انشاء اطار قيادي يوحد كل الفصائل الفلسطينية الى جانب منظمة التحرير.
    وفي هذا الصدد كتبت صحيفة "هآرتس" ان رئيس الحكومة السويدية ستيفان لوبين، ووزيرة الخارجية مارغوت فولستروم، ابلغا رئيس حزب العمل الاسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، امس، ان بلادهما لن تتراجع عن قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لأن هذه المسألة تشكل جانبا من الخطوط الأساسية للحكومة الجديدة. مع ذلك قالا خلال محادثة هاتفية ان موعد تنفيذ القرار لم يتحدد لأن السويد معنية بفتح حوار في الموضوع مع اسرائيل.
    وقال هرتسوغ لصحيفة "هآرتس" امس، ان لوبين ابلغه بأن الاعتراف بفلسطين هو جزء من الخطوط الأساسية لحكومته وان الكثير من الدول، بما فيها الاوروبية اعترفت بفلسطين منذ عدة سنوات، وقال ان بلاده "لن تعترف بفلسطين صباح الغد، وانما تريد اولا اجراء اتصالات مع كل الجهات المعنية بما في ذلك إسرائيل والفلسطينيين والولايات المتحدة ودول اخرى في الاتحاد الأوروبي".
    اما وزيرة الخارجية السويدية فقالت ان السويد "لا تريد مفاجأة أي من الأطراف المعنية". مع ذلك اوضحت فولستروم ان الحكومة الجديدة تؤمن بأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيساعد على تحقيق اتفاق بين إسرائيل وفلسطين، وقالت: "نريد الاعتراف بفلسطين لأننا نعتقد ان المفاوضات يجب ان تجري بين دولتين".
    وابلغ هرتسوغ رئيس الحكومة السويدية ووزيرة خارجيته بأن حزب العمل يدعم اقامة دولة فلسطينية مع تبادل للأراضي، على اساس حدود 67، ولكنه يعتبر ان ذلك يجب ان يتم في اطار مفاوضات مباشرة بين الجانبين.
    من جهته اعتبر رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو القرار السويدي بمثابة خطوة من جانب واحد وقال ان "الخطوات الاحادية الجانب تتعارض مع الاتفاقيات ولن تقرب السلام، بل تبعده. فالسلام يتحقق فقط بالمفاوضات بين الجانبين".
    محكمة اسرائيلية تقرر أن "على السلطة الفلسطينية تعويض عائلات إسرائيلية"!
    ذكرت صحيفة "هآرتس" ان المحكمة المركزية في القدس، اتخذت قرارا "يلزم" السلطة الفلسطينية بدفع تعويضات لعائلات القتلى في العملية التي وقعت على شارع 443 في عام 2001، واتي اسفرت عن مقتل ثلاثة اسرائيليين.
    ويدعي القاضي موشيه دروري ان السلطة الفلسطينية تتحمل المسؤولية بزعم قيامها بتزويد "الخلايا الارهابية" بوسائل قتالية و"بتمويل لتنفيذ العملية"!
    وكانت العائلات قد رفعت الدعوى ضد السلطة ومنظمة التحرير في 2009، وتم اتخاذ القرار قبل اسبوعين، بعد سماع افادات العديد من الخبراء. وسيجري النقاش الآن حول حجم الاضرار والتعويض الذي ستطالب السلطة بدفعه.
    وحسب قرار المحكمة فان الادلة التي عرضت امامها "تبين ان احد المدعى عليهم، مروان البرغوثي، كان يعرف عن العملية وتم اطلاعه على نتائجها"، علما ان البرغوثي المعتقل في اسرائيل لم يمثل امام المحكمة ولم يتم سماع رأيه في التهم الموجهة اليه في هذه القضية.
    في الملف ذاته، قالت الصحيفة ان المحكمة رفضت طلب العائلات اتهام السلطة الفلسطينية بالتحريض على العنف. وحدد القاضي ان الأدلة المطروحة امامه لا يمكنها ان تؤكد قيام السلطة بممارسة العنف او المصادقة على عمليات ارهابية من خلال تصريحات او نشر تقارير في الصحف ووسائل الاعلام الفلسطينية.
    مطالبة نتنياهو السماح لمسؤول امني بتقديم افادته في "ملف البنك الصيني"
    في قضية مماثلة، ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان العائلات الإسرائيلية الثاكلة التي تدير دعوى قضائية ضد البنك الصيني بادعاء مساعدته على تمويل "العمليات الارهابية"، تطالب بالتقاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لمطالبته بالمصادقة على السماح للمسؤول السابق في الجهاز الامني، عوزي شعيا، بالإدلاء بافادته.
    وعلم ان هذه العائلات سلمت رسالة بهذا الشأن الى نتنياهو عشية رأس السنة العبرية، وجاء فيها ان إسرائيل اعلنت في السابق دعمها للدعوى التي تنظر فيها المحكمة منذ عام 2008، ووعدت بتقديم افادات تدعم ادعاءات العائلات، ولكن شعيا الذي تعتمد الدعوى على افادته يواجه ضغوطات كبيرة تمارسها حكومة الصين على الحكومة الاسرائيلية كي تمنعه من الادلاء بافادته.
    وتدعي العائلات ان البنك الصيني حول اموالا الى نشطاء حماس والجهاد الاسلامي رغم تحذيره من ان ذلك يعتبر ممنوعا حسب القانون الامريكي. وحسب العائلات فان منع إسرائيل لشعيا من الادلاء بافادته خلفتها عاجزة عن نيل العدالة الحقيقية.
    الجيش يعين ضابطا لتولي ملف الدفاع عن الجيش امام التحقيق الدولي بشأن حرب غزة
    ذكرت صحيفة "هآرتس" ان الجيش الإسرائيلي عين ضابطا برتبة كولونيل لرئاسة الطاقم العسكري المكلف بالاستعداد مع الطاقم السياسي لمواجهة أي تحقيق دولي ضد إسرائيل في التهم الموجهة اليها بعد حرب غزة الأخيرة، فيما قال الخبير الإسرائيلي البروفيسور مردخاي كرمينتسر ، لموقع "القناة السابعة" انه من مصلحة إسرائيل تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لكي تصد التحقيق الدولي.
    وحسب سيتولى الكولونيل عوديد غور لافي منذ الآن، الجانب العسكري في الاستعدادات السياسية بعد "الجرف الصامد"، لمواجهة التهم التي يحتمل توجيهها الى إسرائيل بشأن ارتكاب جرائم حرب في غزة. ويتولى الطاقم الذي يضم ممثلين عن الوزارات الحكومية ذات الشأن، اعداد المواجهة القضائية الإسرائيلية، وسيتولى غور تقديم الرد القانوني والاعلامي للجيش في هذه المسألة.
    ويقوم الجيش بجمع وثائق وادلة تدعم ادعاءاته باستخدام حماس للمدنيين كدراع بشري. وفي المقابل تعمل لجنة من قبل القيادة العامة للجيش، بقيادة الجنرال نوعام تيفون، على فحص 99 حادث وقعت في غزة خلال الجرف الصامد.
    في المقابل يرى البروفيسور مردخاي كرمينتسر، نائب رئيس المعهد الإسرائيلي للديموقراطية، في لقاء منحه للقناة السابعة، ان على اسرائيل الاسراع بتشكيل لجنة للتحقيق في احداث "الجرف الصامد" في غزة والاتهامات الدولية الموجهة اليها، لكي تصد بلك التوجه نحو تشكيل لجنة تحقيق دولية.
    يأتي تصريح كرمينتسر هذا على خلفية المواجهة التي وقعت بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الأسبوع الماضي، على خلفية قصف اسرائيل لمنشآت الأمم المتحدة. ويحدد البروفيسور كرمينتسر ان حقيقة وجود مواجهة بين الشخصين لا تبعث على الفرح، ومن المفضل عدم وقوع مواجهات كهذه.
    وقال ان إسرائيل تفوت فرصة معالجة الشبهات ضدها بارتكاب اعمال غير لائقة وربما جرائم في تعرضها لمنشآت الأمم المتحدة. ويدعي كرمينتسر ان على إسرائيل مواجهة هذه الادعاءات من خلال تشكيل لجنة تحقيق محايدة. وقال: لو تم تشكيل طاقم قانوني كهذا لكان موقف نتنياهو اقوى امام الامين العام للأمم المتحدة، وكان سيدعي بأن إسرائيل تحقق في الموضوع ويدعو مون الى ارسال مراقبين دوليين للمشاركة.
    واوضح: لدينا الفرصة للعمل في الخط الأول وتعيين طاقم قضاة متقاعدين لهم شهرتهم الدولية، واذا انضم مراقبون دوليون الى الطاقم، يمكننا صد لجنة التحقيق الدولية.
    واعتبر كرمينتسر ان تشكيل لجنة تحقيق إسرائيلية لن يلحق ضررا بالقادة العسكريين والسياسيين الذين قد يتهمون بارتكاب جرائم في غزة، وقال "ان الطريقة الوحيدة لمنع الجهات الدولية من عمل ذلك هي ان تعالج اسرائيل الموضوع. فهذه هي القبة الحديدية في الدفاع القانوني عن القادة ورجال الدولة. وباستثناء ذلك يجب ان نتذكر بأنه من مصلحة الجيش فحص نفسه وانه يجب ان يكون معنيا بفحص الشبهات ضده من اجله اولا".
    هل سيتم تغييب إسرائيل عن مؤتمر "ترميم غزة"؟
    هذا السؤال يطرحه موقع "واللا" العبري في اطار تقرير يتناول انعقاد المؤتمر الدولي للدول المانحة للسلطة الفلسطينية، الأسبوع المقبل، في القاهرة، والذي سيكرس جلساته لمناقشة ترميم قطاع غزة.
    وقال الموقع ان العديد من وزراء الخارجية في العالم، بما في ذلك جون كيري، سيشاركون في المؤتمر، ولكن إسرائيل بالذات، "احدى الدول الهامة جدا في موضوع غزة"، لم تتلق حتى الآن دعوة للمشاركة.
    وسينعقد المؤتمر في 12 تشرين الأول الجاري في العاصمة المصرية برعاية الحكومة المصرية. وعلم موقع "واللا" ان المصريين ارسلوا الدعوات الى كل الدول التي يفترض مشاركتها في المؤتمر، ولكن إسرائيل لم تتسلم دعوة كهذه. وقال احد المسؤولين الاوروبيين ان المسألة ليست مرتبطة، بالتأكيد، بمصر، وربما لم يتم دعوة إسرائيل لرفضها الجلوس حول طاولة واحدة مع ممثلي ابو مازن الذي اطلق حملة دبلوماسية ضدها قبل اسبوعين.
    وقال دبلوماسيون اوروبيون انه تجري وراء الكواليس اتصالات لرؤية ما اذا كان يمكن دعوة اسرائيل للمشاركة في مؤتمر القاهرة، وان الدول الاوروبية اوضحت للقاهرة بأنها ترغب برؤية مندوب لإسرائيل في المؤتمر، لأن مشاركتها ستجعل المؤتمر اكثر ناجعا.
    360 عالم أنثروبولوجيا يقاطعون الاكاديمية الإسرائيلية
    كتبت "يسرئايل هيوم" ان 360 من علماء الأنثروبولوجيا في شتى انحاء العالم وقعوا على عريضة تعتبر "سياسات ونشاطات وبرامج المؤسسات الاكاديمية الإسرائيلية شريكة في احتلال وقمع الفلسطينيين في إسرائيل والأراضي المحتلة".
    وتعهد الموقعون على العريضة بعدم التعاون مع المشاريع والفعاليات التي تمولها المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، او المشاركة في التعليم او في مؤتمرات ونشاطات تنظمها هذه المؤسسات.
    الرئيس الاسرائيلي: ارتكبنا خطايا لا يمكن ليوم الغفران التكفير عنها
    كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريبلين، اجرى في خلال خطاب ثاقب، القاه، امس، حسابا باسم جيل كامل،و قال خلال مراسم احياء ذكرى قتلى حرب يوم الغفران، على جبل هرتسل في القدس، امس، انه "لم يبق هناك ما لم يتم قوله عن حرب يوم الغفران، عن النظرية وكسرها، وعن البطولة العظيمة التي اندلعت من داخل الجنود البسطاء، بدون مفر. ولكن على الرغم من ذلك، فانه بعد 41 عاما، يتواصل التنقيب اللامتناهي في جراح تلك الحرب، ويتضح ان هناك خطايا لا يمكن ليوم الغفران ان يكفر عنها".
    وأضاف ريبلين: "لقد اخطأنا عندما أدمنا على الفرضيات واخطأنا عندما القينا بأولادنا في النار بدون استخبارات، بدون خرائط، بدون آليات. هذه اخطاء خطيرة، مصيرية، كادت تسبب لنا خرابا آخر". وقال ايضا: "لا ابحث عن متهمين، ولكنني احاول استخلاص العبر. يتحتم على القيادة الاسرائيلية ان تواجه طوال الوقت الأسئلة الثاقبة".
    من جهته قال وزير الأمن موشيه يعلون، ان "حرب يوم الغفران كانت درسا من المهم استخلاصه كل يوم. من واجبنا منع سيطرة الغطرسة وعدم المبالاة وسؤال انفسنا كل صباح عما تغير".
    لبنان يتهم إسرائيل بخرق سيادته وقصف موقع لجيشه
    ادعى الناطق العسكري الإسرائيلي ان قوة من وحدة "اجوز" اطلقت النار على خلية مسلحة من لبنان، اجتازت الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، وأصابت احد افرادها، بينما اتهم الجيش اللبناني إسرائيل بخرق سيادته واطلاق النار بالذات على موقع له واصابة احد الجنود في كتفه.
    وقالت "هآرتس" ان الجيش اللبناني أعلن حالة تأهب عالية في المنطقة وتم تقديم شكوى الى قوة اليونيفيل الدولية التي بدأت التحقيق في الحادث. ونشرت وسائل الاعلام اللبنانية بعد الحادث عن حركة طائرات بدون طيار في قطاع جبل روس والحرمون.
    واشارت الصحيفة الى وقوع عدة حوادث في الشهر الأخير على الحدود الشمالية، من بينها ما نشرته وسائل اعلام لبنانية حول قيام طائرة اسرائيلية بقصف منشأة اسرائيلية للتجسس بالقرب من مدينة صور، ما اسفر عن مقتل جندي من حزب الله واصابة آخرين.
    الى ذلك اصيب 16 ناشطا من جبهة النصرة، امس، خلال مواجهات مع حزب الله في شرق لبنان، حسب ما ذكرت وكالة رويترز. وقال مصدر مقرب من حزب الله ان مئات من نشطاء جبهة النصرة هاجموا مواقع لحزب الله في منطقة بلدة عرسال على الحدود السورية اللبنانية، فوصلت قوات معززة من حزب الله وتصدت لها.
    مقالات
    ألا يوجد عرب في كرمئيل؟
    في مقالة ثاقبة، تسخر من محاولة الجهات الاسرائيلية اخفاء الوجود العربي في مدينة كرمئيل، التي يتخذ منها الكاتب نموذجا للكتابة عن الاجراءات التي قامت بها الشرطة الإسرائيلية عشية يوم الغفران العبري، لمنع او تحديد احتفالات المواطنين المسلمين بعيد الاضحى المبارك، بسبب تزامنه مع عيد يوم الغفران العبري، يشير الكاتب كوبي نيف، في "هآرتس" الى السخرية الكامنة في المعطيات التي وفرتها عدة جهات حول توزيع السكان في كرمئيل واليت تتناقض بشكل صارخ مع الحقائق، وحتى مع المعطيات ذاتها.
    ولكن الكاتب يتناول اولا، ذلك العنوان الرهيب الذي نشره موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" (Ynet) والذي جاء فيه: "لأول مرة سيتم منع دخول سكان الخارج الى كرمئيل". ويتساءل الكاتب عما يعنيه هذا العنوان، ومن هم "سكان الخارج"؟ ولماذا؟ وما الذي حدث؟ ثم يقول ان العنوان الفرعي اوضح بعض الشيء بأن هذا القرار جاء بسبب "التخوف من وصول سكان من المنطقة الى الحدائق العامة وشوي اللحوم في اليوم المقدس لليهود ولذلك تقرر اغلاق كل مداخل كرمئيل".
    ويتساءل الكاتب: ولماذا يريد "سكان من المنطقة شوي اللحوم في اليوم المقدس بالذات في كرمئيل؟ وفي الواقع لماذا لا؟ واذا كان الجواب نعم، فما الذي يهم الشرطة في الموضوع؟ ويشير الى ما جاء في الخبر بشأن قرار اغلاق مداخل المدينة وتوجيه الشرطة للسماح بدخول سكان المدينة فقط، بعد اظهار بطاقات هوياتهم، ومحاولة منع دخول "السكان الخارجيين" بسبب تزامن الغفران مع الاضحى في يوم واحد".
    اذن، يضيف الكاتب، ليس الحديث عن "سكان من الخارج"، من اليابان او السويد، وانما عن العرب، العرب المواطنين في اسرائيل لن يسمح لهم بدخول مدينة في دولتهم. فلماذا؟ لأن لدى اليهود عيدا مقدسا. ولكن لدى العرب عيد في اليوم ذاته، لكن هذا العيد "يصطدم" (ان لم نقل "يغتال") العيد اليهودي. وفي مثل هذه الحالة من الواضح انه يتحتم على الشرطة العمل للدفاع عن اليهود، سيما واننا دولة اليهود. اليس كذلك؟
    ويستدرك الكاتب قائلا: لحظة. ولكن ماذا بالنسبة للعرب المسلمين الذين يسكنون في كرمئيل، في بيوت امتلكوها او استأجروها؟ هل ستسمح لهم الشرطة بالوصول الى الحدائق العامة وشوي اللحم في عيدهم، او ستمنعهم من ذلك؟ ام انه وقع خطأ ما هنا، ولا يوجد عرب بتاتا في كرمئيل؟ ربما منعوا هم ايضا من ذلك؟ ولكن لا، لا يمكن ان يحدث ذلك، فنحن لسنا دولة أبرتهايد، كما يدعي اعداء السامية. ولذلك من الواضح ان هناك عربا في كرمئيل، ولكن كم؟ 10؟20؟ 200؟ 2000؟
    ويأتي نيف بالتناقض في المعطيات بشأن هذه الحقيقة، ويبدأ بتنكر الموقع الرسمي لبلدية كرمئيل لوجود العرب في المدينة. فحسب الموقع يبلغ عدد سكان كرمئيل قرابة 50 الف نسمة، 60% منهم قدامى ومواليد البلاد، و40% مهاجرون.
    ويضيف الكاتب الى هذه المعطيات ما جاء في موقع ويكبيديا، الذي يتنكر نهائيا لوجود عربي في المدينة. فقد نشر الموقع رسما بيانيا يوضح تقسيم السكان في كرمئيل حسب القومية والديانة: يهود – 84.2%، عرب – مسلمون – 0%، عرب مسيحيون – 0%، دروز – 0%. اخرون 15.8%. أي انه حسب هذا التسجيل لا وجود للعرب في كرمئيل، ولكن هناك قرابة 7000 آخر، من اليابانيين، السويديين، الهنديين، الهنود، المكسيكيين وما اشبه.
    وما الذي تقوله دائرة الاحصاء المركزية التابعة لدولة إسرائيل؟ هناك، وحسب معطيات 2012، يعيش في كرمئيل 45 الف نسمة، من بينهم 37 الف نسمة يهود، و1100 عربي. ويقول نيف: اخيرا يعترف احد ما بوجود العرب في كرمئيل. جيد. ولكن لحظة، اذا جمعنا الرقمين فان عدد اليهود والعرب يصل الى 38 ألف نسمة. فأين البقية، 7000 نسمة؟ من هم؟ مرة اخرى من السويد والمكسيك او ربما مخلوقات فضائية؟
    ويذكر الكاتب بأن مدينة كرمئيل اقيمت على اراض صودرت من البلدات العربية المجاورة بطرق الخداع الصهيونية المعتادة، للاحتياجات الأمنية (حيث اطلق عليها منطقة اطلاق النيران 9). والان اما لا يسمحون لعرب المنطقة (المعروفين باسم سكان الخارج) بالسكنى فيها، او لا يحصون عددهم، او انهم "فقط" لا يسمحون لهم بالاحتفال بأعيادهم. لا تقولوا أبرتهايد. فهذا ليس أبرتهايد. انه مجرد فصل، وهذان امران مختلفان تماما.
    هل تعتبر أساليب حماس الحربية شرعية؟
    الباحثان يتسحاق بنبيجي والكسندر يعقوبسون يكتبان مقالة مشتركة في صحيفة "هآرتس" يحاولان من خلالها الرد على تساؤل يطرحانه حول ما اذا كان يمكن لأساليب الحرب التي تنتهجها حماس في صراعها مع اسرائيل ان تعتبر شرعية، دون أي علاقة بمسألة تبرير قرار الحرب؟
    ويقولان ان الكثير من الادعاءات الإسرائيلية ضد حماس يتم صياغتها بشكل جارف جدا، حتى في مسألة سلوك حماس في العمل والاختباء بين المدنيين وكذلك في مسألة التعرض للمدنيين الاسرائيليين. ويضيفان: "لكل ارهابي او محارب في العصابات، ولا يهم كيف نسميه، لا مفر الا العمل من بين المدنيين، وبسبب ذلك، بهذا المقياس او ذاك، يعرضونهم للمخاطر والاصابات. هكذا عملت كل العصابات السرية "الخيرة" و"الشريرة". والأمر ينطوي على العصابات السرية اليهودية التي عملت في إسرائيل قبل قيام الدولة.
    في قطاع غزة، وخلافا للضفة الغربية، لا تعتبر حماس عصابة سرية، وانما هي السلطة العملية. ولكن قطاع غزة هو منطقة صغيرة ومكتظة البناء، ويصعب فيها ابعاد الاهداف العسكرية عن المدنيين. حتى في الدول التي تملك قدرات اكبر على الفصل بين القوات العسكرية والجبهة الداخلية المدنية، تقيم في مدنها منشآت تعتبر اهدافا مشروعة لمهاجمتها من قبل العدو، خاصة العصابات السرية. وبذلك فهي تعرض مواطنيها للخطر. ومقر القيادة العسكرية الإسرائيلية، ايضا، يقوم في قلب مدينة، ناهيك عن ان العصابات التي تحارب دولة، تفضل مهاجمة المنشآت العسكرية داخل المدن، لأن قدرتها على النجاح بمهاجمة الوحدات العسكرية في معسكراتها، محدودة غالبا.
    من الصحيح القول عن العصابات التي تحارب دولة، وكذلك عن الدولة التي تحارب رجال العصابات، انه عندما تقتل المدنيين الأبرياء، فليس بالضرورة ان يكون ذلك جريمة حرب او عملا ارهابيا متوحشا. ربما يكون ذلك مجرد "ضرر جانبي" غير ممنوع، خلال عملية عسكرية شرعية. ويسري على الدولة وعلى العصابات السرية واجب محاولة تقليص اصابة الأبرياء في الجانب الآخر – والاستعداد بسبب معايير انسانية - لفحص الغاء العمليات العسكرية المشروعة، وكذلك محاولة تقليص مخاطر التعرض للمدنيين كنتيجة للعمل بينهم. ولكن يجب ان نأخذ في الاعتبار ان امكانية نجاح العصابة السرية بعمل ذلك محدودة بشكل اكبر.
    احيانا يمكن المجادلة حول ماهية الأهداف المشروعة في الدولة التي تحارب فيها عصابة سرية، عندما لا يكون الهدف منشاة عسكرية واضحة. مثلا، منشآت البنى التحتية الاستراتيجية او مؤسسات السلطة وقادتها وممثليها. ولكن من الواضح ان مهاجمة حافلات الركاب والاسواق والأكشاك بهدف قتل اكبر عدد ممكن من عابري السبيل – كما تفعل حماس – ليست شرعية، وليست مناطق رمادية. هذه عمليات ارهابية – جرائم حرب من قبل الجانب الذي يريد اعتباره جانبا محاربا.
    لا يوجد هنا أي اهمال في الحفاظ على حياة المدنيين او لا مبالاة بمصيرهم، وانما نية واضحة بقتلهم. وفي غزة، ايضا، تعتبر طرق حماس الحربية اجرامية. محاربة اسرائيل من داخل غزة لا يجب ان تتم بالضرورة من خلال اطلاق الصواريخ على السكان المدنيين في إسرائيل – فإسرائيل تحتفظ بقوات عسكرية في محيط غزة ويمكن مهاجمتها، كما حدث مثلا في عملية اختطاف غلعاد شليط، والتي كانت عملية حربية ولكن ليست جريمة حرب.
    لقد اختارت حماس، ولم تضطر، جعل اطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية بمثابة سلاحها الأساسي. ولكن حتى من يضطر الى اطلاق الصواريخ لا يتحتم عليه نصبها بجوار المدارس والمستشفيات، كما تم توثيق ما فعلته حماس. رغم الاكتظاظ في غزة لا تزال هناك مناطق غير مبنية، وكان يمكن اطلاق النار من هناك، بحماية منظومة الأنفاق والاستحكامات التي اقامتها حماس في القطاع. وحتى عندما يطلقون النار من داخل منطقة مأهولة، ليس بالضرورة نصب مواقع اطلاق النيران (ومواقع تخزين وصناعات المعدات الحربية) بالذات في الأماكن الحساسة من ناحية انسانية. طرق الحرب هذه تعبر عن الاستهتار المطلق بحياة الانسان، الإسرائيلي والفلسطيني على حد سواء. لكن هذا لا يحرر إسرائيل من واجب محاولة تقليص اصابة المدنيين خلال الحرب، وعلى كل نقاش مستقيم حول طرق الحرب الإسرائيلية ان يأخذ هذه الحقائق في الاعتبار.
    استيطان معاد للصهيونية
    يكتب بن درور يميني في "يديعوت احرونوت" ان النقاش يتكرر مرة كل عدة أشهر حول شراء اليهود للبيوت في القدس الشرقية او عندما يشتري العرب بيتا في بلدة يهودية صغيرة. وكل عملية شراء كهذه تسبب ضجة، وهذا ما حدث مؤخرا في مسألة شراء اليهود لبيوت في قرية سلوان. فاليمين يسأل بعد الشجب الامريكي الذي جندته "سلام الآن": لماذا يسمح لليهودي بشراء منزل في منهاتن ولا يسمح له بشراء منزل في القدس؟ واليسار واليمين يتصرفان في هذه المسألة كتوأم. فاليسار يسخر من قرار المحكمة عندما يتعلق الأمر بالشيخ جراح والبلدات البدوية او سلوان، واليمين لا يختلف عنه. فهو لن يرحب بالعرب في المستوطنات. ويجب ان نذكر، ايضا، ان الكيبوتسات لم تنشغل في استيعاب اعضاء عرب.
    لا يمكن اعتبار كل خوف من الغرباء مسالة عنصرية. احيانا، ويجب الاعتراف، يشكل غرباء مشكلة. هذا حدث في شمال البلاد عندما وصل حاخام مجنون الى بلدة مع انصاره، وسيطر عليها وحول سكانها الأصليين الى تعساء. وفي النقب رفضت بلدة "نباطيم" السماح لعائلة بدوية بالسكن فيها، لأن نساء العائلة تضعن النقاب. الأوروبيون، ايضا، يخافون من ذلك. بل ان بعض الدول سنت قوانين ضد النقاب. وهذا يخيف اكثر في بلدة صغيرة.
    ما الذي سيحدث عندما تطلب خمس عائلات اخرى من قسم النقاب الانضمام الى البلدة؟ ان الحفاظ على نمط الحياة الاجتماعية، وعلى الغالبية القومية يعتبر حقا أساسيا. اولئك الذين يتظاهرون ضد استيطان اليهود في الشيخ جراح او سلوان يتظاهرون تماما من اجل هذا الحق. لأن من حق العرب العيش بدون الغرباء، وهذه المرة المقصود اليهود الذين يسود الشك بنقاوة ايديهم. لماذا يفهم اليسار ذلك عندما يجري الحديث عن العرب ولكنه يستصعب الفهم عندما يجري الحديث عن اليهود؟ ولماذا يعتقد اليمين ان من حقه الاستيطان في كل حي عربي، ولكنه لا يحق للعرب الاستيطان في حي يهودي؟
    يمكن صياغة مبدأ يميز بين العنصرية وبين حالات يعتبر فيها الحفاظ على الغالبية مسألة مناسبة: اولا، يجب منح الحق فقط لمن يحترم حق الآخر. ثانيا، يمكن معارضة اعضاء المجموعة الغريبة الذين لا يريدون الاندماج، وانما يسعون الى التقويض والسيطرة والهيمنة القسرية.
    هل سيستقبل اليهود الذين يريدون السكن في سلوان، على بساط احمر العائلات المسلمة، من قسم النقاب، التي ترغب بالسكن في حي يهودي؟ الجواب معروفا، والسؤال يجب توجيهه ايضا الى العرب الذين طلبوا شراء منزل في بلدة يهودية. هل سيمنحون الحق ذاته لليهود. الجواب هنا أيضا معروفا. مع ذلك يجب الحذر. ان من يمنع طالبا جامعيا عربيا من استئجار بيت في تل ابيب يعتبر عنصريا، لأن هناك فرق بين الاقامة في مدينة كبيرة وبين بلدة صغيرة.
    الاستيطان اليهودي في سلوان والشيخ جراح يثير مأزقا آخر. فليس في شرقي المدينة فقط توجد املاك يهودية تعود الى ما قبل الدولة، وانما توجد املاك للعرب في غربي المدينة، أيضا. ومن يصر على حق الامتلاك والعودة يمنح مبررا لمطالب مماثلة من الجانب العربي. وهذه حماقة. من يريد دولة قومية يهودية وديموقراطية، ومن يعارض حق العودة، ومن لا يريد سماع مطالب من اللاجئين يتحتم عليه الفهم انه احيانا، لا يعتبر اصرار اليمين قوميا بل معاد للصهيونية.
    الدولة حسب ابو مازن.
    تحت هذا العنوان يهاجم د. رؤوبين باركو، في "يسرائيل هيوم" من يعتبرون "ابو مازن فرصة لن تتكرر وليس له اي بديل". ويقول: "يدعي هؤلاء انه لو وقعت إسرائيل على اتفاق سلام مه الرئيس لكان ذلك سيلزم الفلسطينيين على مر الأجيال. لكن من يتعقب الوضع في الضفة الغربية يكتشف بأن نسبة الدعم لحماس ترتفع، وان المزاج العام يدعم تدمير اسرائيل".
    ويضيف مهاجما الرئيس الفلسطيني: "السلام يعكس رغبة الشعوب. لو تم توقيع اتفاق سلام مع ابو مازن لما كان سيحترمه حتى اولاده الذين يعتبرون ان عودتهم الى داخل إسرائيل في اطار القرار 194 الدولي ساري المفعول. بعد ذلك صرح ابو مازن ان تنازله عن صفد كان تنازلا شخصيا. وحسب اقواله فان هذه المسألة تعتبر قرارا فلسطينيا جماعيا ولا يملك الرئيس حق اتخاذ قرار في هذه المسألة. فاذا لم يكن بمقدور الرئيس اتخاذ قرار باسم شعبه في مسالة "العودة" فما هي قيمة التوقيع معه على اتفاق ما، في الوقت الذي ستبقى فيه المسألة الجوهرية الفلسطينية كما هي؟
    "لقد برز الموقف الحقيقي للرئيس في مسالة "العودة" خلال خطابه في الأمم المتحدة والذي طالب من خلاله بتحقيق حق العودة حسب تفسيره للقرار 194، بالذات الى الدولة التي سماها "دولة أبرتهايد". اذا كانت "أبرتهايد" فلماذا يتم ادخال الفلسطينيين الى "دائرة المعاناة" التي تسببها إسرائيل؟
    يصر الرئيس على عدم الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية بسبب "ملكيته" لعرب إسرائيل "المظلومين" ومخططه لتصفية واغراق "دولة الأبرتهايد" بالفلسطينيين وفقا لقرار 194 الدولي. كما نذكر تم طرح مصطلح "الأبرتهايد" عندما قامت إسرائيل ببناء الجدار الفاصل بين الارهابيين الفلسطينيين وضحاياهم اليهود. فقد تسبب ذلك بتشويش الخطة.
    "لقد اكد ابو مازن في خطابه ان الفلسطينيين الذين يرفضون العمل حسب الاحتياجات الأمنية الاسرائيلية سيواصلون التمسك بالمقاومة (أي الارهاب)، "بما يتفق مع ميراث الفدائيين" (ارهابيو منظمة التحرير الذين تم "تحضيرهم" جزئيا بعد اوسلو)، حسب القانون الدولي. فبالنسبة لهم يسمح هذا القانون "بمقاومة الاحتلال" بكل الوسائل. وعندما يتجرأ "الاحتلال" على "مقاومة المقاومة" يعتبر الأمر، بالنسبة للرئيس "ابادة شعب".
    " الان يجب، حسب طلب ابو مازن، منح الفلسطينيين المعابر الحدودية والبحر والأجواء. بما ان السويد تدعم التصريح الفلسطيني، يمكن للمراقبين السويديين في قوات الأمم المتحدة الهرب عبر مطار بن غوريون قبل تفجيره.
    " لقد اتهم ابو مازن في خطابه إسرائيل بأنها تحول الصراع الى صراع ديني. فهل هذا صحيح؟ حماس، شريكته في الحكومة، هي التي تتعامل مع الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين كصراع ديني، باعتبارها ارض فلسطين "ارض وقف" يجب عودتها الى ايدي المسلمين من خلال قتل اليهود وتدمير دولتهم. ابو مازن يشارك في الحكومة التي تخطط وتنفذ الجينوسايد ضد اليهود. وفي هذه الأيام بالذات يتشارك في الحكومة مع حماس التي تلتزم بقتل اليهود حتى آخرهم، وفقا للمادة السابعة من ميثاقها، بل عملت طوال سنوات لتنفيذ هذا الالتزام القاتل.
    "والآن، ايضا، بعد هزيمة حماس، يرفض ابو مازن دعم نزع السلاح من غزة رغم التزامه بذلك في اوسلو. عندما طلب ابو مازن من الغرب مساعدته في المقاطعة وبعملية "اختطاف" قرار اقامة الدولة الفلسطينية بدون مفاوضات وسلام مع إسرائيل، اقتبس قول الشاعر الفلسطيني محمود درويش "ان الفلسطينيين يعانون من مرض عضال وهو مرض الأمل". كل الدلائل تشير إلى أن "الأمل" هو جينوسايد لـ"الأمل" اليهودي في إسرائيل. "

  9. #99
    اضواء على الصحافة الاسرائيلية 3 تشرين الأول 2014
    فرنسا : الاستيطان في القدس يهدد حل الدولتين
    شجبت فرنسا، امس، قرار بلدية القدس انشاء حي استيطاني جديد في القدس الشرقية، ودعت اسرائيل الى التراجع عن مخطط بناء الحي الذي سيحمل اسم "غبعات همطوس".
    ونقلت صحيفة "هآرتس" عن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، قوله ان فرنسا تشجب البناء الاستيطاني في القدس الشرقية وتعتبر القرار الجديد يهدد حل الدولتين. وأضاف: "إسرائيل لا يمكنها الادعاء بأنها تدعم هذا الحل وفي الوقت ذاته القيام بأعمال تمس بهذا الهدف، دون أخذ الأبعاد في الاعتبار".
    في السياق ذاته ردت وزارة الخارجية الامريكية، امس، على انتقاد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للانتقاد الامريكي لسياسة الاستيطان الاسرائيلية، وقالت ان البيان الامريكي الذي نشر بعد لقاء نتنياهو – اوباما بشأن شجب الاستيطان في القدس الشرقية يعتمد على حقائق ومعلومات وصلت مباشرة من القدس. وانضمت
    وكان نتنياهو قد اعلن في مؤتمر صحفي، عقده في نيويورك، امس الأول، رفضه للشجب الامريكي لقرار البناء في غبعات همطوس، واستيلاء المستوطنين على البيوت في سلوان. وادعى ان "العرب في القدس يشترون البيوت بشكل حر في الجانب الغربي من المدينة ولا احد يحتج على ذلك، ولا ينوي شخصيا القول لليهود بأنه يمنع عليهم شراء بيوت في القدس الشرقية، فهذه املاك خاصة ولا يمكن ان تسمى تمييزا، لا ضد اليهود ولا ضد العرب".
    وكتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" في هذا السياق ان نتنياهو، رفض خلال لقاء منحه لشبكة Univision، اعتبار البناء في القدس الشرقية بمثابة استيطان جديد، وانما "احياء في القدس". واعتبر الرد الأمريكي "مستهجنا وغير منطقي"، ونفى وجود توتر بينه وبين اوباما، واكد: "لدينا منظومة علاقات كزوجين".
    من جهته قال وزير الأمن موشيه يعلون ردا على الانتقاد الامريكي لقرار البناء في القدس الشرقية، ان القدس ستبقى بيت الشعب اليهودي، والمدينة التي سنواصل تطويرها دون الاعتذار". وكان يعلون يتحدث في مراسم لاحياء ذكرى جنود سلاح المظليين. وتطرق الى التهديدات في الشرق الاوسط، وقال: "من واجبنا قيادة إسرائيل نحو شاطئ الأمان، من خلال رؤية اقليمية ودولية. والسعي الى السلام لأننا نقدس حياة البشر، ولكن علينا ألا نوهم انفسنا، ايضا، وان نتذكر ان من حولنا دولا وكيانات حفرت على رايتها هدف ضرب اسرائيل، وعلينا ان نجيد رد الحرب عندما يتطلب الأمر ذلك".
    "سلام الآن": يمكن لنتنياهو التذمر من نفسه فقط
    في السياق ذاته نشرت "يديعوت احرونوت" رد حركة سلام الآن على تصريحات رئيس الحكومة الذي اتهمها بعدم التحلي بالمسؤولية القومية، وبتعمد المس بجهوده الرسمية امام الأمريكيين، لقيامها بنشر قرار انشاء الحي الاستيطاني الجديد خلال تواجده في واشنطن. وقالت الحركة "ان تحريض نتنياهو ضد اليسار ليس مسألة جديدة. نحن لم نسبب المواجهة مع الامريكيين، وانما هو من فعل ذلك".
    وقال الأمين العام لحركة سلام الآن، ياريف اوبنهايمر، العضو في حزب العمل، امس: "كما يبدو فان نتنياهو تعود على معارضة داعمة وليست فاعلة. ولكن ما العمل اذا كان نتنياهو لا يحظى بالدعم في مسألة البناء، ويمكنه ان يتذمر من نفسه فقط. لو كان قد أمر رفاقه بالانتظار وتأخير اقتحام البيوت في سلوان، الى ما بعد عودته، ولو كان امر بلدية القدس بعدم دفع هذه المخططات، لما كانت ستحدث هذه المواجهة".
    واضاف: "هل اعتقد نتنياهو اننا سنتجند في مجلس المستوطنات ونغض الأنظار؟ لا يمكنه القاء المسؤولية عن فشل سياسته علينا. نحن نحكي للجمهور فقط عما يفعله".
    سكان من سلوان يدعون ان فلسطينيا من إسرائيل توسط في بيع البيوت للمستوطنين
    ذكرت "هآرتس" نقلا عن مصادر فلسطينية في حي سلوان اتهامها لمواطن فلسطيني من مدينة الطيبة، بشراء البيوت وبيعها للمستوطنين. وقالت هذه المصادر ان الشخص الذي وقف وراء جزء من صفقات شراء البيوت في سلوان لصالح المستوطنين، هو فريد حاج يحيى، احد المسؤولين السابقين في الجناح الجنوبي للحركة الاسلامية. لكن حاج يحيى ينفي أي علاقة بنقل الاملاك الى المستوطنين. وقال انه اشترى منزلا فعلا، ولكنه باعه لفلسطيني من المؤكد انه ليست له أي علاقة بجمعية "العاد" او أي جهة استيطانية.
    وسارعت الحركة الاسلامية، امس، الى نفي أي علاقة مع حاج يحيى، وقال المدير العام للحركة د. منصور عباس، ان حاج يحيى عمل مع الحركة في السابق ولكنه منذ 2010 لا تربطه بها أي صلة.
    وقال حاج يحيى، في حديث مع "هآرتس" امس، انه عمل 20 سنة في الاغاثة الاسلامية ومساعدة الناس، وانه اشترى منزلا في سلوان، ولم يبعه للمستوطنين. واضاف انه اذا عرض احد أي وثيقة تبين انه باع سنتمتر واحد من الأرض للمستوطنين فانه على استعداد للسفر الى رام الله والوقوف في ساحة المنارة امام كتيبة الاعدام. وادعى انه اشترى من عربي وباع لعربي، وانه بالنسبة لسكان سلوان الذين يبيعون البيوت لليهود من المريح اتهام جهة خارجية.
    شق شارع للمستوطنين على اراضي قرية جبع
    كشفت صحيفة "هآرتس" ان المجلس الاقليمي "مطيه بنيامين" قام بشق شارع لخدمة المستوطنين على اراض تعود ملكيتها الخاصة لاهالي قرية جبع الفلسطينية، بالقرب من مستوطنة آدم. وقالت ان المجلس الاقليمي يخصص هذا الشارع لمرور المستوطنين فقط، خلال ساعات الاكتظاظ المروري على شارع 437، حيث يتيح ذلك لهم الالتفاف على الاختناق المروري في طريقهم الى شارع 60، الشارع الرئيسي في الضفة.
    ويربط شارع 437 بين حي جبعات زئيف في شمال القدس، وشارع 60. ويشهد اختناقا مروريا كبيرا في ساعات بعد الظهر، خاصة عند المحور الذي يربط بين الشارعين. وكثيرا ما تذمر المستوطنون من ذلك. وهذا الاسبوع قامت الادارة المدنية بمصادرة 5.4 دونمات من الاراضي الفلسطينية لتوسيع هذا المحور. وحسب الفلسطينيين فان هذه المصادرة قد تؤدي الى هدم عدد من البيوت القائمة على هذه الاراضي.
    وفي الأسابيع الأخيرة عمل المجلس الاقليمي على تفعيل مسار سفر بديل تم شقه بشكل غير قانوني على اراضي جبع. ويتم فتح بوابته الساعة الثالثة بعد الظهر، ويقف على مدخله حارسا يسمح بدخول الاسرائيليين فقط، بادعاء ان الشارع اقيم على ارض تابعة للمستوطنة! ولم تتم المصادقة على هذا الشارع من قبل الادارة المدنية، بل ان الادارة امرت بهدمه.
    وقال درور اتاكس، الباحث في النشاط الاستيطاني، لصحيفة "هآرتس" ان المستوطنة قامت بشق هذا الشارع بين 2002 و2003، بهدف توسيع حدودها، ويقوم في جانب منه على اراض فلسطينية خاصة تابعة لسكان قرية جبع المجاورة. واضاف اتاكس: "ان هذه الحكاية تلخص الحكاية الكبيرة لواقع الاحتلال وسلب الاراضي الذي ولدته إسرائيل في الضفة، والذي يتحول تدريجيا الى أبرتهايد علني لا يردعه احد. ويصب هذا الأبرتهايد في مصلحة المستوطنين في مختلف مجالات الحياة اليومية، ويتم دائما على حساب الفلسطينيين في الضفة الذين تعتبر املاكهم وحياتهم مشاعا بالنسبة لسلطات الاحتلال".
    وقال رئيس المجلس المحلي في جبع، عبد الكريم بشارات، انه لا يشك بأن الحديث عن شارع "أبرتهايد" تم شقه على اراض فلسطينية. واشار الى ان مستوطنة "ادم" قامت في 2003 بتسييج الاراضي التي تم شق هذا الشارع عليها بادعاء الاحتياجات الأمنية، والان تم تعبيد هذا الشارع للتسهيل على المستوطنين. وقال بشارات ان مجلس جبع سيقدم التماسا ضد قرار المصادرة الأخير، وتم التوجه الى رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد لله كي يتدخل في الموضوع. وحسب بشارات فان هناك مخططا لإقامة جسور ومحور مواصلات واسع في المنطقة الأمر الذي سيؤدي الى سلب المزيد من اراضي جبع، بينما سيخدم كل ذلك المستوطنين فقط.
    المحكمة تلزم إسرائيل على تعويض عائلة فلسطينية قتل الجيش ابنها
    ذكرت صحيفة "هآرتس" ان محكمة الصلح في الناصرة فرضت على اسرائيل دفع تعويضات مالية لعائلة زكريا ضراغمة، من بلدة طوباس، الذي قتله جندي اسرائيلي من وحدة المظليات. وحدد القاضي سهيل يوسف، ان هناك تناقضا بين الافادة التي ادلى بها الجندي "عمري" وافادة قائد الفرقة، الرقيب يارون، امام المحكمة، ولذلك لا يمكن الا التشكيك بمصداقيتهما.
    وكان الجندي عمري قد قتل في الرابع من ايار 2006، زكريا ضراغمة (37 عاما) من طوباس. وقام المحامي فراس الجبالي بتقديم دعوى الى المحكمة يطالب فيها بتعويض العائلة عن مقتل ابنها. وخلال المداولات احضرت ممثلة النيابة العامة، عمري ويارون كشاهدين على ما حدث، بينما تجاهلت جنديين آخرين تواجدا في المكان ساعة وقوع الحادث عند حاجز "عين باذان" على طريق نابلس- طوباس. وكانت الشرطة العسكرية قد قررت، اغلاق ملف التحقيق في الحادث في 28 نيسان الماضي، بناء على توصية من المدعي العسكري العام، الجنرال داني عوفروني. ويستدل من استجواب عمري ويارون في المحكمة، ان الشرطة العسكرية لم تحقق معهما من قبل في هذه القضية، ومع ذلك فقد استدعتهما النيابة في 8 كانون الثاني 2012، كشاهدين. وقالت "هآرتس" ان هذا يعني انه بعد ست سنوات من قيام عمري بقتل زكريا، لم تجد الشرطة العسكرية من المناسب استجواب المشبوه الرئيسي في عملية القتل. وبما انه لا يمكن الاطلاع على ملفات الشرطة العسكرية فانه لا يمكن معرفة ما اذا كانت قد حققت مع عمري ويارون قبل قرار عفروني اغلاق الملف.
    مقالات وتقارير
    يسمم الأجواء
    تناولت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، الانتقاد الامريكي لقرار بناء حي استيطاني جديد في القدس، وكتبت ان الناطق بلسان البيت الابيض، جوش ارنست، سارع انه بعد فترة وجيزة من انتهاء اللقاء بين رئيس الحكومة نتنياهو والرئيس الامريكي براك اوباما في واشنطن، الى نشر بيان شديد اللهجة ضد إسرائيل اعتبر فيه ان "خطة اسرائيل لمواصلة البناء في القدس الشرقية تسمم الأجواء، وتثير الشك بالتزام إسرائيل بالسلام". واضافت ان احدا لم يعد يصدق بأن نتنياهو يتجه نحو الحل، في ضوء سياسة حكومته التي تهدف الى منع تقسيم القدس.
    وكتبت "هآرتس" ان رحلة نتنياهو الى واشنطن، كشفت المكانة الدولية الحقيقية لإسرائيل والاضرار التي يسبها لها نتنياهو المرة تلو الأخرى. فلقد اجتمع نتنياهو مع الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووقع بينهما خلاف شديد حول قصف منشآت الأونروا في قطاع غزة خلال الحرب وقتل فلسطينيين لجأوا اليها. وقال بان لنتنياهو: "لا يمكن كل عدة سنوات العودة الى الحرب التي تزرع مثل هذا الدمار الكبير". وهكذا تتمزق على التوالي اقنعة نتنياهو: فهو لا يتوجه، وكما يبدو لن يتوجه بتاتا، نحو حل الدولتين، وهذا تثبته افعاله. والعالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، يفقد صبره امام سياسة الوهم الإسرائيلية التي لا تطرح أي بديل.
    واضافت الصحيفة ان الولايات المتحدة تواصل دعم إسرائيل عسكريا وسياسيا، ولكن اضرار سياسة نتنياهو تتراكم، ومصيرها ان تؤول الى التخريب على الجوانب العملية للعلاقات مع واشنطن. ان الحكومة التي يشتبه الامين العام للأمم المتحدة بارتكابها لجرائم حرب، ويقول البيت الأبيض عن سياستها بأنها سامة، هي حكومة تسبب ضررا بالغا لإسرائيل.
    بدلتك جميلة، لكن عد إلى بيتك
    كتب يوئيل ماركوس في "هآرتس" ان بنيامين نتنياهو كان يطمح الى القاء خطاب تشرتشلي في الأمم المتحدة، لكن الفارق الصغير يكمن في كون تشرتشل منح الأمل لشعبه، حتى في الأيام التي ترددت فيها الولايات المتحدة بالانضمام الى الحرب ضد المانيا، كما انه لم يكن بحاجة لالقاء الخطابات في سبيل اقناع روزفلت، وبالتأكيد لم يكن بحاجة الى عرض الصور والرسومات.
    واضاف ان امريكا تفهم جيدا ما يحدث في العالم، وهي ليست بحاجة الى انتظار العرض السحري السنوي لنتنياهو، الذي ركز هذه السنة على داعش وايران والنازية. وبالتأكيد فان براك اوباما الذي بذل جهدا كبيرا لبدء محادثات سلمية في منطقتنا هذه السنة، لا يفرحه مجيء نتنياهو الى الولايات المتحدة كي يحرض الجهاز السياسي عليه، قبل شهر من انتخابات الكونغرس، وقبل عامين من انتهاء ولايته.
    ان رؤساء حكومات إسرائيل لم يفهموا دائما لغة الرؤساء الامريكيين. فعندما يقول الرئيس الامريكي لرئيس الحكومة I see your point، فهذا يعني "انا افهم ما تريد، لكن ذلك ليس واردا في الحسبان". وعندما يحدد الرئيس "ساعة واربعين دقيقة" للقاء مع بيبي، بما في ذلك ربع ساعة لالتقاط الصور، فان هذا يعني انه "ليس لدينا ما نتحدث عنه، واذا كنت لا تتقبل رأيي، فلا تتقبله، كن بخير".
    لقد رسم نتنياهو صور المخاطر التي تتربص بإسرائيل والعالم من جانب الاسلام المتطرف. وقال ان "داعش هي حماس وحماس هي داعش، وكلاهما فرعان لذات الشجرة المسمومة". ولكن الأمر الذي كان يتحتم عليه قوله بعد هذه العبارة هو ان إسرائيل ستعمل من اجل التوصل الى اتفاق سلام كي تحبط هذا التهديد. لكن نتنياهو قال ما يجب ان تفعله امريكا و/أو العالم كله: تفكيك الإسلام المتطرف ومخططات ايران النووية. انه يعظ ولا يفهم، او يتظاهر بعدم الفهم بأن حكومة الليكود، وهو شخصيا، لا يريدون اظهار الليونة المطلوبة لتحقيق الاتفاق.
    الحقيقة هي انه بعد سنوات طويلة، لا تزال إسرائيل دولة لا يعترف غالبية العالم بحدودها، ولا تزال هدفا للكراهية والتهديد، ولا تفهم انه لا يمكن استبدال الفلسطينيين بالسعودية او الأردن. ولتلخيص وضعنا: لن تدافع أي دولة عنا قبل ان نجبر انفسنا على المضي نحو صفقة مع الفلسطينيين.
    الديموقراطي الكبير
    تحت هذا العنوان يكتب يهونتان غيفن في "هآرتس"، ان رئيس الحكومة ينفي اتهامات محمود عباس بارتكاب جريمة الابادة الجماعية للشعب، لأننا فعلا لم نقتل كل الشعب، وتبقى لديهم هناك بعض الشعب الذي يمكن قتله في العملية القادمة. كما انه يفاخر بجيشنا الأخلاقي، الذي ليس لم يبد الشعب فحسب، وانما كلف نفسه تبليغ الشعب مسبقا بأنه ينوي قتله، وان عليه ان يهرب قبل ان تقع هنا، معاذ الله، ابادة شعب.
    وقال غيفن ان خطاب نتنياهو الديماغوجي لم يطرح أي فكرة جديدة وانما يكرر المرة تلو الأخرى مقارنة العدو بالنازيين: حماس هي جزء من داعش النازية، وايران هي جزء من الرايخ الثالث. بالنسبة لي إن من يهن الكارثة في كل فرصة، لا يقل سوءا عمن ينكرها.
    ويضيف الكاتب: ليس هناك اكثر مما اتمناه من خطاب لزعيم إسرائيل ديموقراطي، انتظره منذ 60 سنة. تصوروا لو ان رئيس حكومتنا بدأ خطابه في الامم المتحدة بهذه الكلمات: اسمحوا لي أولا ان اعبر عن عمق اسفي وتضامني المطلق مع كل ام في قطاع غزة والضفة الغربية فقدت ابنها، والدها او زوجها. لا يمكن للكلمات التعبير عن الحزن الذي نشعر به لموت كل مواطن عربي بريء. الكثير من هؤلاء يتزايد تراكمهم في المزيد من العمليات الزائدة، التي تزيد من الحزن الذي يولد الكراهية، وسيولد حربا أخرى والمزيد من القتلى الأبرياء. في عيد الاضحى لديكم الذي سيتزامن مع يوم الغفران لدينا، اعرب عن ندمي على اخطائنا واطلب الصفح من الضحايا ومن كل آلاف المواطنين العرب الذين قتلوا لأنهم وقفوا في المكان غير الصحيح، وفي الوقت غير الصحيح. ولنتذكرهم جميعا، كما نتذكر موتانا، فكل الدموع متشابهة".
    لو كان نتنياهو قد بدأ خطابه هكذا في الجمعية العامة، لكنت سأصوت له في الانتخابات القادمة، بل ربما كنت سأبدأ التفكير بإمكانية ان يكون رئيس حكومتنا يعرف الرحمة، بل وربما كانت لديه أي فكرة لحل الصراع في هذه المنطقة التي يعتبر فيها الموت مقدسا وثمينا، بينما الحياة مخيفة ورخيصة. ولكن، بما ان هذا الديموقراطي الكبير، والديماغوجي ينشغل الى حد كبير بالكارثة، ولا يتبقى لديه أي لحظة للبطولة، فإنني ارغب بتذكيره بفيلم عبقري: "الدكتاتور الكبير" لتشارلي شابلن. والذي يروي باختصار ما يلي: "خلال الحرب العالمية الثانية، وبسبب خطأ في التشخيص، يعتقد الجميع ان صانع الأحذية اليهودي الذي هرب من الجيتو بملابس النازية والشارب الذي يذكر بهتلر، هو الفوهرر. ويصعد هتلر الخيالي الى المسرح كي يعلن عن احتلال آخر، ولكنه بدل ذلك، يلقي خطابا مفاجئا عن السلام والمحبة: "أنا آسف، ولكنني لا اريد احتلال او السيطرة على احد.. كنت اريد مساعدة الجميع لو كان الأمر ممكنا. يجب ان نكون سعداء لسعادة الآخر، وليس لتعاسته. في هذا العالم يوجد مكان للجميع. لقد جعلتنا معرفتنا ساخرين، وجعلتنا حكمتنا أقل سخاء. اننا نفكر اكثر مما يجب، ونشعر أقل مما يجب. ان ما نحتاجه اكثر من الفهم هو الرقة والسخاء. لقد قربتنا الطائرة والراديو من بعضنا البعض، وحقيقة طبيعة هذه الاختراعات تصرخ من اجل الخير في البشر.. الآن يصل صوتي الى الملايين في العالم، الرجال والنساء والاطفال والشيوخ اليائسين، ضحايا النهج الذي يجعل الناس يعذبون ويسجنون الأبرياء. انتم بشرـ ومحبة الانسان تنبض في قلوبكم، انكم لا تكرهون، فمن لا يحب فقط يكره. لقد وصل البلطجيون الى السلطة، لكنهم يكذبون، انهم يحررون انفسهم ولكنهم يستعبدون الشعب. ولذلك تعالوا نحارب من اجل تحرير العالم وازالة الحواجز القومية، والجشع والكراهية وعدم التسامح. تعالوا نحارب من اجل عالم حكيم، فيه يحقق العلم والتقدم سعادة البشر.. ايها الجنود، باسم الديموقراطية تعالوا نتحد!"
    ويخلص غيفن الى القول: عندما كنت طفلا شاهدت هذا الفيلم كثيرا، وبعد هذا الخطاب مسحت دموعي في الظلام. لقد عرض "الديكتاتور الكبير" لأول مرة امام الامريكيين في اكتوبر 1940، في الوقت الذي لم تستوعب فيه امريكا وشابلن بعد حجم الكارثة النازية. في هذا الشهر، مرت 74 سنة على عرض هذا الفيلم الذي لا يزال ملائما كما لو انه تم انتاجه امس. ما الذي يقوله ذلك عنا؟ ما الذي يقوله عن طبيعة البشر؟
    الفلسطينيون لا معنى لهم
    تحت هذا العنوان يكتب بيتر باينرت في "هآرتس" ان نتنياهو دعا في الأمم المتحدة الى "تعديل المبنى القديم للسلام، بشكل يأخذ الواقع الجديد في الاعتبار"، ولم يتطرق الى مصطلح "الدولة الفلسطينية" الذي يعتبره قديما، وبدل ذلك دعا إسرائيل والانظمة السنية "المعتدلة" كمصر والسعودية، الى "الاعتراف بالتهديد العالمي للإسلام المتطرف، وبأهمية تفكيك ايران من السلاح النووي". وعندما يتم حل هذه المشاكل، قد تستطيع القدس والقاهرة والرياض التوصل الى حل ما للفلسطينيين أيضا.
    هناك الكثير مما يمكن قوله عن هذا التحليل، ولكن مسألة واحدة شديدة الوضوح: "انه لا ينطوي على أي جديد، ويعبر عن الفرضية ذاتها التي توجه نتنياهو منذ دخوله الى الحلبة السياسية قبل اكثر من عقدين: لا اهمية للفلسطينيين، فهم مجرد حكاية تغطية تستخدمها القوى الهامة فعلا.
    في البداية كانوا بمثابة حكاية التغطية التي استغلها العالم العربي للحرب ضد إسرائيل. في كتابة "مكان تحت الشمس" الصادر عام 1993، يشبه نتنياهو المرة تلو الأخرى "الشعب الفلسطيني" (علامات الاقتباس وردت في الأصل) بالألمان الذين عاشوا في مقاطعة السوديت في الثلاثينيات. وحسب رأيه، فانه في اطار تفكيك تشيكوسلوفاكيا، اختلق النازيون أمة خيالية "الألمان السوديت" – والتي عاشت بالصدفة في الاراضي التشيكوسلوفاكية، وتحتاج الى النازية كي تدافع عن نفسها. وعلى غرار ذلك، كانت الدول العربية تعرف ان سيطرتها على الضفة ستحسم مصير إسرائيل، ولذلك "خرجت في حملة هدفها اقناع الغرب والسكان العرب في المنطقة الجبلية بأنهم شعب منفصل ويملكون حق تقرير المصير الذاتي" (ترجمة حرة من كتاب نتنياهو). وبكلمات اخرى ينفي نتنياهو وجود الفلسطينيين، ويعتبرهم نتاج ايدي العالم العربي، الذي يصر على ابادة إسرائيل.
    اليوم يعترف نتنياهو بوجود الفلسطينيين، لكنهم لا يزالون بدون اهمية بالنسبة له. فاليوم، حسب رأيه، بدل ان يشكلوا حكاية التغطية للقومية العربية، اصبحوا يشكلون حكاية التغطية للاسلام المتطرف.
    خلال منافسته على رئاسة الحكومة في اكتوبر 2008، قال نتنياهو "ان المسألة الرئيسية بالنسبة لي هي ليست المشكلة الفلسطينية. اعتقد ان الحرب بين الاسلام المتطرف والعالم العربي احتلت مكان الصراع". في تلك الأيام كان مصطلح "الإسلام المتطرف" يعني ايران بشكل خاص. وقال لي شخص تحدث مع نتنياهو قبل رحلته الأولى كرئيس للحكومة الى واشنطن، ان نتنياهو قال بأنه سيضغط على براك اوباما كي يركز على التهديد الايراني وتأخير عملية السلام، لأن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، يعتبر هامشيا من حيث اهميته في الصراع الحقيقي في الشرق الأوسط.
    في تموز 2009، اعترف عوزي اراد، مستشار الأمن القومي لنتنياهو آنذاك، بأن "هناك خلافات عميقة بين إسرائيل والولايات المتحدة. فإسرائيل تقول ايران قبل فلسطين، والولايات المتحدة تقول فلسطين قبل ايران". لقد اعتبر نتنياهو حتى الصراع ضد حماس بمثابة تغطية للصراع ضد ايران. وبدل الاعتراف بأن حماس هي حركة فلسطينية محلية (حتى وان كانت مضرة)، فقد وصفها نتنياهو مرة تلو اخرى بأنها "رسول" لايران.
    حاليا، وفي الوقت الذي تحارب فيه امريكا تنظيم "الدولة الاسلامية"، يدعي نتنياهو ان الفلسطينيين يستخدمون هنا، ايضا، كحكاية للتغطية. وقال في الأمم المتحدة: "في كل ما يتعلق بأهدافهم النهائية فان حماس هي داعش وداعش هي حماس"، وبما انهما "فرعان لذات الشجرة المسمومة" – الإسلام المتطرف، فان حماس وداعش هما ايران.
    بعد تعريفه للفلسطينيين بأنهم فرعا من فروع الاسلام المتطرف، اقترح في خطابه ان تتعاون إسرائيل مع مصر والسعودية وقوى سنية اخرى على قطع الشجرة. فبعد ان تتم ابادة داعش، وتبقى ايران بلا اسنان، يمكن العودة لمعالجة الفلسطينيين. هذه المقولة مفتوحة للتحليل، ولكن نتنياهو ومستشاريه الغوا عمليا امكانية اقامة دولة فلسطينية.
    يعتبر تخوف نتنياهو من "الدولة الاسلامية" والسلاح النووي الايراني وحماس مبررا. فكل جهة منهم تطرح تهديدا حقيقيا وواضحا. ولكن المشكلة العميقة التي تواجهها إسرائيل في الضفة وغزة هي ليست كيانا مبسطا يمكن وصفه بالإسلام المتطرف، وحلها لا يكمن في القاهرة والرياض او طهران. مشكلة إسرائيل هم ملايين البشر الذين يخضعون لسيطرتها، والتي ترفض منحهم الحقوق الاساسية منذ قرابة 50 عاما. ليس مهما اذا واصل نتنياهو التظاهر بأن هؤلاء ليسوا مهمين، فهم سيواصلون تذكيره بأن لهم اهميتهم.
    تغلبوا كالأسود
    يكتب ناحوم برنياع في "يديعوت احرونوت" عن النقاش الدائر في الجهاز الأمني حول نتائج حرب "الجرف الصامد". فرئيس شعبة الاستخبارات، أفيف كوخابي، عرض في منتدى للقيادة العامة الصورة التي وثقت لزيارة اسماعيل هنية الى احد احياء غزة بعد انتهاء الحرب. وقد شاهد كوخابي في الصورة الدمار، بينما شاهد آخرون فيها انتصارا لهنية. وكلما ازداد الدمار كلما ازداد فخر حماس، انها تقول اننا صمدنا حتى النهاية. انهارت البيوت ولكن حماس صمدت امام قوة عسكرية ضخمة وستواصل السيطرة على غزة.
    ان "النقاش يخرج عن مجال اهتمام ضباط الاستخبارات والمحللين الصحفيين للشؤون العربية. فهو يرتبط بجذور السياسة الامنية لإسرائيل. لقد جبت حرب الجرف الصامد ثمنا باهظا من إسرائيل: 72 قتيلا، واكثر من عشرة مليارات شيكل، وشلت جزئيا الدولة طوال 50 يوما، وتسببت بمشاكل على الحلبة الدولية. فاذا كان هذا هو ما يستطيع الجيش الإسرائيلي عمله امام تنظيم محدود، معزول، ظهره الى البحر، فما الذي سيحدث اذا رفع حزب الله رأسه.
    كما في حرب لبنان الثانية، استخدم الجيش في حرب غزة كمية كبيرة من النيران، بهدف تقليص عدد القتلى في صفوفه، وهي مسالة تحولت في السنوات الأخيرة الى حالة هوس. وتم استخدام الكثير من النيران بواسطة القنابل الذكية التي تكلف مئات آلاف الدولارات. وقد قلصت هذه القنابل مخاطر الضرر البيئي. وكل اصابة للمدنيين اعتبرت بمثابة ضرر للمصالح الإسرائيلية.
    ولكن النتائج فندت هذه الحسابات المدروسة. فقد قامت جهات في اذرع الامن بفحص قائمة القتلى في غزة، اسما بعد اسم. وحسب معطياتها فانه من بين الـ 2200 قتيل في غزة، هناك 1300 مواطن غير متورطين. وهذه المعطيات يجب ان تثير القلق. انها تعلمنا انه رغم قيمة المعطيات التي وفرتها الاستخبارات، ورغم الجهود الحقيقية التي تم بذلها لتقليص المس بالجمهور، فان اصابة المدنيين كانت بالغة، والضرر الذي اصاب إسرائيل كان ثقيلا. من الواضح انه يتحتم على الجيش التفكير بمسار جديد بعد الحرب، يجب العثور على طريقة اكثر نجاعة، وارخص، واسرع لمعالجة نوع التهديد الذي تطرحه التنظيمات الارهابية. من المشكوك فيه انه سيفعل ذلك.
    هناك اعضاء في لجنة الخارجية والامن يؤمنون بأن التغيير يجب ان يشمل الجيش كله، بما في ذلك برامج تزوده بالسلاح، حجم قواته البشرية، حصته من الميزانية. ومن المفروض باللجنة التي يترأسها الجنرال (احتياط) يوحنان لوكر، توصية الحكومة بسلسلة من الخطوات في هذا الاتجاه. ولكن الرسالة الآتية من الجهات العليا هي ان كل شيء على ما يرام، لقد انتصرنا. ولذلك فان ما كان هو ما سيكون.
    لا شيء في خطاب نتنياهو
    كتبت سيما كدمون في "يديعوت احرونوت" انه بعد خطاب بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة، يبقى السؤال: لماذا يفعل ذلك عمليا؟ فكل واحد يعرف ان المقصود مسرحية. مسرحية الممثل الواحد نتنياهو، التي يمكن ان نسميها "الامم المتحدة هي ذات الأمم المتحدة، والعرب هم ذات العرب".
    لماذا يكلف رئيس الحكومة الإسرائيلية نفسه الوصول الى هناك، سنة بعد سنة، وهو لا يملك فعلا ما يجدده، ولا يحقق أي شيء تقريبا باستثناء المكسب السياسي بين مؤيديه في اليمين. وهناك الكثير من الأمثلة.
    لقد فاخر نتنياهو في السنوات الأخيرة، وبشكل مبرر، بأنه غير نظرة العالم الى ايران. عندما دخل الى ديوان رئيس الحكومة في 2009، هاجم رؤساء الحكومة السابقين بسبب تعاملهم الضعيف مع التهديد الإيراني. وبعد خمس سنوات باتت ايران قريبة من القنبلة النووية اكثر من أي وقت سابق. فما الذي حققناه اذن، من ذلك الظهور الرائع لنتنياهو في الأمم المتحدة قبل عامين، حين عرض ذلك الرسم المثير للقنبلة النووية والخط الأحمر؟ هل ساعدت التهديدات والتخويف والضغط؟
    لقد حاول نتنياهو، هذا الاسبوع، ادارة معركة شاملة حول المسالة الايرانية، عندما ساوى بين الشيطان الحالي، داعش، وايران. ولكن وكما يحدث له في كل مرة، حاول نتنياهو الامساك بكل شيء وكانت النتيجة انه لم يمسك باي شيء. فالمساواة بين حماس وداعش وبين داعش وايران لم تقنع احد. وفي مساواته بين التنظيم القاتل وحماس تسبب باثارة السؤال: ما دامت حماس مثل داعش فلماذا عارضت حكومة نتنياهو تدمير سلطة حماس في غزة، ووقعت معها على اتفاق وقف اطلاق النار، وتجري معها مفاوضات في هذه الأيام تماما. وما الذي كان سيقوله نتنياهو لو ان الولايات المتحدة اجرت مفاوضات مع داعش كما تفعل إسرائيل مع حماس.
    واذا كان ابو مازن ينكر الكارثة وهو المسؤول عن جرائم الحرب، كما صوره نتنياهو على منصة الامم المتحدة، فكيف يمكن اننا قبل شهر فقط، توسلنا اليه كي يتسلم المسؤولية عن المعابر وان تتحمل السلطة الفلسطينية المسؤولية عن غزة.
    كان يجب الرد على خطاب الجينوسايد الذي القاه ابو مازن، فقد كان خطابا مثيرا للسخرية، وغبيا وغير صحيح. وبالنسبة لنتنياهو كان بمثابة هدية. فما الذي يمكن ان يطلبه من قيام ابو مازن "بكشف وجهه الحقيقي" من على هذه المنصة البالية. ولكنه كان يجب على نتنياهو استخدام الخطاب بحكمة، من خلال الادراك بانه سيضطر الى اجراء مفاوضات مع الفلسطينيين في نهاية الأمر.
    لا يمكن لنتنياهو نعت ابو مازن بأنه ينكر الكارثة، واستئناف المفاوضات معه غدا. كما ان فكرة استبدال السلطة الفلسطينية بدول عربية هي مسالة عديمة القيمة. فطالما لم يتم حل القضية الفلسطينية، لن توافق أي دولة عربية على التحدث مع إسرائيل.
    يمكن لمبادرة السلام العربية ان تقدم امتيازات لإسرائيل اذا تم حل القضية الفلسطينية. توقيع اتفاقيات سلام مع العالم العربي بعد اتفاق السلام مع الفلسطينيين. لكن نتنياهو قلب ظهر المجن: انه يريد صنع السلام مع العالم العربي اولا، ومن ثم مع الفلسطينيين.
    في أي عالم يعمل نتنياهو؟ ومن ذا الذي يعتقد نتنياهو انه يخدعه؟ لقد لعب في خطابه امام الامم المتحدة على الملعب كله. ولكنه خلال محادثته مع اوباما تم التوضيح له بأنه لا يمكنه الحصول على كل شيء، خاصة حين يكون جدول اعمال الرئيس الامريكي مختلفا. اوباما يريد دفع أي اتفاق مع الفلسطينيين. لقد طلب معرفة رؤية نتنياهو للسلام. من المثير معرفة كيف اجابه نتنياهو. رؤية للسلام؟ يبدو ان الامريكيين يعيشون في فيلم.

  10. #100
    أضواء على الصحافة الإسرائيلية 14 تشرين الأول 2014
    بان كي مون يزور غزة، اليوم، للوقوف على حجم الدمار
    تناولت الصحيف الاسرائيلية الصادرة اليوم، الزيارة التي بدأها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، امس، الى اسرائيل والسلطة الفلسطينية، لمناقشة مشروع اعادة إعمار غزة، مع المسؤولين الحكوميين، وذلك بعد قرار المؤتمر الدولي لإعادة اعمار غزة، المنعقد في القاهرة، تجنيد ثلاثة مليارات دولار لهذا المشروع. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مون قوله خلال اجتماعه برئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، انه "يجب الشروع فورا بعملية اعمار واسعة وبدون تأخير".
    ومن المقرر أن يزور مون، اليوم، قطاع غزة، للوقوف عن كثب على حجم الدمار وسماع تقرير حول الاستعدادات لعملية الترميم.
    وتناول الاجتماع بين مون ونتنياهو، امس، الآلية الثلاثية التي تضم اسرائيل والسلطة الفلسطينية والأمم المتحدة، والتي ستتولى العمل على اعادة اعمار القطاع والاشراف عليه أمنيا. وفي اطار الاتفاق بين الأطراف الثلاثة، سيشرف رجال الأمم المتحدة في القطاع على استخدام مواد البناء والآليات الهندسية الثقيلة التي سيتم ادخالها الى القطاع، وسيعملون على ضمان عدم استخدامها من قبل حماس لترميم الأنفاق.
    وقال مون خلال اجتماعه بنتنياهو إن "الآلية التي تم تشكيلها تأخذ في الاعتبار الاحتياجات الأمنية المشروعة لإسرائيل". ودعا اسرائيل والفلسطينيين الى تطبيق الآلية من خلال ابداء النوايا الحسنة. مع ذلك، اكد مون ان الترميم لا يكفي لتغيير الواقع الصعب في قطاع غزة. وطالب اسرائيل بالعمل بشكل أساسي على تخفيف الحصار. وقال: "اذا عاد الوضع في غزة الى ما كان عليه قبل التصعيد الحربي الأخير، فان ما سنفعله هو اعادة الساعة الى الوراء تمهيدا لاندلاع مواجهة اخرى". ودعا مون اسرائيل الى السماح بدخول وخروج الناس والبضائع بشكل منظم، من والى قطاع غزة، في سبيل تشجيع النمو الاقتصادي الذي سيغير التوجه ويعمق الاستقرار.
    نتنياهو يكرر الهجوم على الأمم المتحدة
    وأشارت "هآرتس" الى ان نتنياهو لم يتطرق في بداية الجلسة الى مشروع ترميم غزة، وانما هاجم الأمم المتحدة "على سلوكها في غزة خلال عملية الجرف الصامد"، ودافع عن الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت الأمم المتحدة في غزة، وزعم ان حماس خرقت حيادية منشآت الأمم المتحدة عندما استخدمتها لإطلاق الصواريخ على اسرائيل.
    وكتبت صحيفة "يسرائيل هيوم" حول لقاء نتنياهو ومون، وقالت ان رئيس الحكومة أبلغ مون بأن "حماس هي اساس المشكلة في غزة وليس الاحتلال الإسرائيلي، لأنه لا وجود للاحتلال في غزة". وقال نتنياهو: "لقد تركت اسرائيل كل سنتيمتر وكل انش في قطاع غزة. اقتلعنا المستوطنات واخلينا السكان، ولم يتبق وجود للاحتلال في غزة. والسبب الرئيسي لاندلاع العنف خلال الصيف الأخير هي الهجمات الصاروخية التي شنتها حماس على مدن اسرائيل. هذه الهجمات التي خرقت احيانا حياد الامم المتحدة من خلال استخدام منشآتها، بما في ذلك مدارس الامم المتحدة". وادعى نتنياهو انه "عندما تم العثور على صواريخ في مدرسة تابعة للأمم المتحدة قام رجال الأمم المتحدة بإعادتها الى حماس لتطلقها على المدن الإسرائيلية".
    واضاف نتنياهو ان "السبب الحقيقي لإطلاق الصواريخ هو معارضة حماس لحقيقة وجود اسرائيل، فهي ترفض حقيقة وجودنا. انها تلتزم بقتل كل اسرائيلي وكل يهودي، ويجب قراءة ميثاقها فقط، فهو يشمل ذلك بشكل واضح. ولذلك فان حماس هي عدونا جميعا، نحن الذين نسعى الى السلام. والخطوات الفلسطينية الاحادية الجانب في الأمم المتحدة لن تدفع السلام، بل العكس هو الصحيح، انها ستقود الى تصعيد الاوضاع فقط، الامر اذي لا يريده أحد منا".
    ودعا مون رئيس الحكومة نتنياهو الى استئناف المحادثات مع الفلسطينيين وعدم اهدار أي لحظة. وقال "ان خطوط الاتفاق واضحة – والهدف النهائي يعرفه الجميع". وأضاف: "كل عمل من جانب واحد لا يشكل قاعدة للمستقبل. فحل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام للجانبين".
    وهاجم مون سياسة البناء الاسرائيلي في القدس واعتبره يخرق القانون الدولي بشكل واضح. وقال ان هذا الأمر لا يبث الرسالة الصحيحة وانا ادعو الحكومة الإسرائيلية الى الغاء هذه المخططات، فالقدس مدينة مقدسة وانا اشعر بالقلق جراء الاستفزاز المتكرر في الاماكن المقدسة في القدس".
    والتقى مون بوزيرة القضاء تسيبي ليفني، التي قالت في اعقاب ذلك، انها قالت لمون بأن "عليه معارضة محاولات الفلسطينيين الحصول على دولة مستقلة من خلال الأمم المتحدة. فالاعتراف من جانب واحد بالدولة الفلسطينية ينقل رسالة خاطئة تقول انه يمكن الامتناع عن التفاوض واتخاذ القرارات الصعبة".
    الحمدالله: "الترميم لن يتم بدون فتح المعابر"
    والتقى مون، امس، رئيس حكومة الوحدة الفلسطينية، رامي الحمدالله في رام الله. وقال الحمدالله خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مون، انه "لا يمكن التفكير بترميم قطاع غزة من دون فتح المعابر امام البضائع ومواد البناء ومنح القطاع الخاص حرية العمل لترميم نفسه".
    وشجب مون خلال المؤتمر، استمرار البناء في المستوطنات وما اسماه "العمل الاستفزازي" الإسرائيلي في محيط المسجد الاقصى في القدس. وتطرق الى توجه الفلسطينيين الى المحكمة الدولية في لاهاي وقال انه "يمكن للفلسطينيين التوجه الى المحكمة الدولية اذا كانت لديهم مسألة تحتم ذلك، ولكنني اؤمن ان فلسطين لم تصل حتى الآن الى مرحلة كهذه".
    ريفلين: لا يمكن بقاء مليون ونصف مليون فلسطيني تحت الحصار
    كما اجتمع الامين العام للأمم المتحدة، امس، بالرئيس الاسرائيلي رؤوبين ريفلين. وقال موقع "واللا" ان ريفلين، صرح خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع بان كي مون، انه "لا يمكن لمليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة مواصلة العيش تحت الحصار. فهم يستحقون حياة أفضل وأكثر أمانا".
    واضاف ريفلين ان "الفلسطينيين في القطاع يعيشون في ظروف صعبة" مدعيا ان قيادتهم تعمل ضد مصالحهم. وقال ان "اعادة اعمار غزة هو مصلحة اسرائيلية تماما كما هو مصلحة فلسطينية. وجيراننا في غزة هم أسرى لحركة حماس، لا يوجد أي تناقض بين الحفاظ على أمن اسرائيل وتحسين الحياة في غزة، ولسنا معميين عن أوضاعهم الصعبة".
    مع ذلك اكد ريفلين الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، وقال ان رفع الحصار سيكون ممكنا فقط بعد عثور القيادة الفلسطينية والمجتمع الدولي على طريق لتفكيك قدرات حماس، وبعد ضمان قدرة الاسرائيليين على العيش في أمان. فإسرائيل لا يمكنها تحمل وضع تطلق فيه حماس النار على مواطنيها وتوسع قدراتها الارهابية" على حد تعبيره.
    وتوجه ريفلين الى الأمين العام للأمم المتحدة وشكره على الجهود التي يبذلها لتحقيق حل اقليمي، "كصديق يتمتع بمقاييس اخلاقية عالية معروفة في العالم كله، وكشخص يمكنه المساعدة على توفير حل للوضع في غزة واستئناف العملية السلمية".
    وتحدث بان كي مون عن السعي الى تحقيق اتفاق دائم بين اسرائيل والفلسطينيين، وقال: "لقد وصلت الآن من المؤتمر الدولي لإعادة اعمار غزة، والذي انعقد في مصر. ورغم ان اتفاق وقف اطلاق النار لا يزال صامدا، الا ان امامنا الكثير من العمل". وقال: "يجب اعادة بناء غزة واشفائها. صحيح ان اسرائيل قامت بخطوة في الاتجاه الصحيح، تمثلت في تخفيف القيود المفروضة على الحركة والبضائع، وهذا ايجابي، ولكننا لا نملك حق صرف انظارنا عن الهدف الأساسي وهو تحقيق اتفاق سلام. هذه مصلحة حيوية وملحة، وهذا هو الطريق الوحيد لضمان حقوق الفلسطينيين والأمن الثابت لإسرائيل".
    وشجب بان في كلمته مخطط البناء في حي غبعات همطوس في القدس الشرقية، وقال ان ذلك لا يبث الرسالة الصحيحة، وحث الحكومة على تغيير قرارها.
    رغم موقف الحكومة المعارض: غالبية ساحقة في البرلمان البريطاني تقرر الاعتراف بدولة فلسطين
    تناولت الصحف الإسرائيلية الثلاث، قرار مجلس النواب البريطاني الاعتراف بالدولة الفلسطينية، على الرغم من معارضة الحكومة البريطانية. وكتبت "هآرتس" ان البرلمان صادق بعد ست ساعات من النقاش، وبغالبية ساحقة، على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
    وابرزت "يديعوت احرونوت" القرار على صدر صفحتها الرئيسية، وكتبت ان البرلمان قرر الاعتراف بفلسطين حتى بدون التوصل الى اتفاق سياسي. واشارت الى تغيب عدد كبير من النواب، حسب ادعائها، عن الجلسة، في خطوة اثارت التشجيع لدى اسرائيل. وكتبت ان ابعاد هذا التصويت ستظهر في العام المقبل. فاذا نجح حزب العمال بتشكيل الحكومة يمكن لاعضائه مطالبتها بتنفيذ القرار والاعتراف بفلسطين من جانب واحد.
    وأضافت الصحيفة ان القرار يثير القلق خاصة بعد قرار السويد، الاسبوع الماضي، الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وتخشى اسرائيل ان يؤدي القرار البريطاني الى دفع المزيد من الدول الاوروبية على اتخاذ قرارات مماثلة.
    واشارت الصحيفة الى ان 363 مواطنا اسرائيلية، بينهم شخصيات عامة، وقعوا على رسالة تطالب اعضاء البرلمان البريطاني الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ومن بين الموقعين على الرسالة، الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد دانئيل كهانمان، والوزيرين السابقين ران كوهين ويوسي سريد، واعضاء الكنيست سابقا اوري افنيري وياعيل ديان وموسي راز ونعمي حزان، والمستشار القضائي السابق للحكومة الاسرائيلية ميخائيل بن يئير، والكتاب يهوديت كافري وسابيون ليبرخت وعاموس موكادي ويهوشواع سوبول، ونائب المدير العام لمستشفى شيبا، صهر شمعون بيرس البروفيسور رافي فلدان، وغيرهم.
    في المقابل قللت "يسرائيل هيوم" من اهمية القرار، وركزت على كونه لا يعني شيئا بالنسبة للحكومة ولا يلزمها بتغيير سياستها الحالية التي ترى ان الاعتراف بفلسطين سيتم فقط بعد تحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
    وكتبت "هآرتس" ان رئيس الجلسة جون باركو، اعلن في بداية النقاش بأنه تم رفض اقتراح تعديل القرار الذي قدمه اعضاء البرلمان المؤيدين لإسرائيل، والذي دعا الى الاعتراف بفلسطين فقط بعد توقيع اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين (تماما كما ترى الحكومة).
    وقرر السفير الاسرائيلي لدى بريطانيا، دانئيل طاوب، عدم منح تصريحات للصحف ردا على القرار، على أمل ان يساهم عدم الرد الرسمي الاسرائيلي بالتقليل من اهمية التصويت.
    وكان قد افتتح النقاش النائب غراهام موريس، الذي بادر الى تقديم الاقتراح باسم اصدقاء فلسطين في حزب العمال البريطاني. وقال "ان الاعتراف بفلسطين لا يجب ان يمس بإسرائيل، فهو لمصلحتها ايضا".
    وعرض موقف الحكومة وحزب المحافظين المعارض للقرار، وزير شؤون الشرق الاوسط، طوبياس الوود، الذي قال "ان الحكومة ستقرر الاعتراف بفلسطين في الموعد الذي تعتقد انه سيدعم العملية السلمية".
    وبرز خلال النقاش الخلاف بين نواب حزب المحافظين حول القرار، ومن بين اعضاء الحزب الذين اعلنوا انهم يدعمون القرار كان نيكولاس سام، حفيد ونستون تشرتشل. وكان من بين المؤيدين للقرار، ايضا، العضو اليهودي المخضرم في البرلمان، جيرالد كاوفمان، الذي اتهم اسرائيل بأنها تتصرف بشكل غير يهودي وتشجع اللاسامية. واعتبر الاعتراف البريطاني بفلسطين سيغير شروط اللعب.
    واعلن وزير شؤون الشرق الاوسط في حكومة الظل المعارضة، ايان لوكاس، دعم حزبه للقرار، لكنه اشار الى ان قرار الاعتراف هو مسألة يجب ان تقرها الحكومة.
    وتحدث الكثير من النواب عن دعمهم لإسرائيل ولكنهم في الوقت ذاته انتقدوا بشدة سياسة حكومة الليكود. وكان من بينهم ريتشارد اوتاوي، عضو حزب المحافظين، الذي قال انه كان يدعم اسرائيل قبل انضمامه الى المحافظين. والقى خطابا صهيونيا حماسيا، رثى خلاله ابتعاد اسرائيل عن المجتمع الدولي، واعرب عن غضبه الشديد على قرار اسرائيل الأخير بشأن تأميم اراض فلسطينية في الضفة. وقال ان خطوة كهذه تجعله يبدو احمقا في دعمه لإسرائيل. ووجه كلامه الى الحكومة الاسرائيلية قائلا: "اذا كنتم تفقدون المؤيدين من امثالي فأنتم تواجهون مشكلة". واعلن معارضته لقرار الاعتراف بفلسطين قائلا انه يعتقد بأن فلسطين ليست جاهزة بعد لأن تصبح دولة.
    يشار الى ان مجموعة من انصار الفلسطينيين تظاهروا خارج قصر البرلمان اثناء النقاش، ورفعوا شعار "آن الأوان لبدء اعادة ما لم نمتلك حق الحصول عليه"، والذي يذكر بوعد بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
    وزير الامن الداخلي يهدد باغلاق الحرم القدسي امام المسلمين
    هدد وزير الامن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق اهرونوفيتش، امس، باغلاق الحرم القدسي امام المسلمين ومنعهم من اداء الصلاة فيه، اذ واصلوا التصدي لدخول اليهود الى الحرم. والمح اهرونوفيتش بشكل واضح الى نيته دراسة هذه الفكرة، التي تتماشى مع الاصوات التي تطالب بمنع المسلمين من دخول الحرم اذا لم يتم السماح لليهود بالصلاة في باحاته، بزعم قدسية المكان لليهود الذين يعتبرونه يقوم على انقاض "الهيكل".
    وفي تقرير يعج بالتحريض على المسلمين الذين يعارضون دخول اليهود الى الحرم القدسي، شنت صحيفة "يسرائيل هيوم" هجوما على المسلمين وتعاملت معهم كمشاغبين ومحرضين وحرضت على مواصلة انتهاج القوة البوليسية ضدهم.
    وكتبت انه "منذ رأس السنة العبرية غيرت الشرطة سياستها في الحرم القدسي، وبدل ان تغلق ابوابه امام الزوار، في اعقاب اعمال الشغب التي يقوم بها المسلمون، تقوم الآن بدفعهم الى داخل المسجد الاقصى وتبقي الجبل (باحة الحرم) مفتوحا للزوار. ولكنه بعد اعمال الشغب، امس، حذر وزير الأمن الداخلي يتسحاق اهرونوفيتش، من أنه اذا واصل المسلمون التعرض للزائرين فانه لن يسمح لهم، ايضا، بدخول الحرم. وقال: "اذا لم يسمح لليهود بدخول الحرم فلن يسمح للمسلمين، ايضا".
    وفي تحريضها على المرابطين في الأقصى كتبت ان تصريح اهرونوفيتش، جاء في اعقاب صباح عاصف آخر في الحرم القدسي. فخلال ساعات الليل انتظم عشرات الشبان من رجال حماس والجناح الشمالي للحركة الاسلامية لتنفيذ اعمال شغب مخطط وقاموا بجمع الحجارة والمفرقعات واعدوا الزجاجات الحارقة داخل المسجد الأقصى، لكي يواجهوا الشرطة ويمنعون زيارات اليهود خلال ايام العيد. كما اقاموا الحواجز لمنع اغلاق بوابة المسجد، حيث ثبتوا خزائن الاحذية الى البوابة بالمسامير، واقاموا حاجزا من القضبان الحديدية والخشب، وثبتوا اسلاك شائكة الى البوابة. كما اقاموا حواجز خشبية داخل المسجد، لاستخدامها كمتاريس يرشقون من خلفها الحجارة والمفرقعات.
    وحسب الصحيفة فانه في أعقاب تشخيص الاستعدادات استعدت الشرطة لتشويش خطة المشاغبين. وفور انتهاء صلاة الفجر، دخلت قوة من الشرطة الى منطقة الحرم وفاجأت الشبان الذين هربوا الى داخل المسجد وتحصنوا فيه ورشقوا الحجارة والمفرقعات باتجاه قوات الشرطة، فلاحقتهم مستخدمة اسلحة تفريق التظاهرات، وازالت الحواجز واغلقت ابواب المسجد على الملثمين. واعتقلت اربعة شبان بتهمة خرق النظام والتحصن في المسجد.
    وسمحت هذه الخطوة لأكثر من 900 زائر بدخول باحة الحرم امس. وقام وزير الأمن الداخلي بزيارة الى حائط المبكى، اعلن خلالها ان قرار اغلاق المسجد اتخذ وفقا لمعايير عملية من قبل قائد اللواء والمفتش العام للشرطة، مضيفا ان هذان فقط مخولان باتخاذ قرار بإغلاق الحرم خشية وقوع اضطرابات. وقال: "لن نسمح بخرق النظام في الحرم القدسي ولا برشق الحجارة على بيوت اليهود او تحطيم الشواهد على جبل الزيتون".
    نتنياهو يزعم الحفاظ على المقدسات
    من جهته زعم رئيس الحكومة نتنياهو امام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان اسرائيل ملتزمة بالحفاظ على الوضع الراهن تماما كما كان عليه طوال عشرات السنوات. وادعى حسب ما جاء في "يسرائيل هيوم" ان "المتطرفين الفلسطينيين هم الذين سببوا العنف من خلال التحريض ونشر شائعات كاذبة بشأن التهديد الاسرائيلي المزعوم للأماكن المقدسة للمسلمين". وقال: "لا شيء ابعد من الحقيقة، فإسرائيل تحرص كل الحرص على حماية الأماكن المقدسة وحق ابناء جميع الديانات بالصلاة في اماكنهم المقدسة، وستواصل اسرائيل الحفاظ على حرية العبادة"!
    في المقابل وصفت رئيسة لجنة الداخلية البرلمانية النائب ميري ريغف (من الليكود) سلوك الشرطة بالعجز طوال سنوات امام المشاغبين المسلمين في الحرم، والذي ادى الى غياب القانون. وقالت ان "الواقع الذي يهاجم فيه المسلمون بشكل متعمد الشرطة ويمارسون العنف لمنع دخول اليهود الى الجبل (الحرم) نجم عن عجز الشرطة امام المشاغبين المتطرفين".
    وقال النائب موشيه فايغلين (من الليكود) ان "حماس وداعش سيطرا على جبل الهيكل (الحرم)، وتصريح رئيس الحكومة بشأن الانتصار على حماس وتحويل رسالة رادعة الى حزب الله يتفجر على صخرة الواقع في جبل الهيكل".
    نائب وزير الاديان يطالب صراحة بتخصيص مكان في الحرم لصلاة اليهود
    ونشرت "هآرتس" تصريحات نائب وزير الأديان، ايلي بن دهان، الذي قال انه "حان الوقت كي تتحمل الشرطة المسؤولية عن كل ما يحدث في الحرم القدسي". مضيفا "ان حقيقة عدم تمكن اليهود من دخول الحرم والصلاة فيه، هي مسألة لا يمكن احتمالها، وغير قائمة في أي مكان آخر في العالم".
    ويطالب اليمين بتغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي، بحيث يسمح لليهود بالصلاة فيه كما في الحرم الابراهيمي. وقال بن دهان لصحيفة "هآرتس" انه قدم، قبل عدة اشهر، الى رئيس الحكومة نتنياهو، انظمة تتيح صلاة اليهود في الحرم، لكن نتنياهو يمتنع عن المصادقة عليها. وحسب انظمة بن دهان "يجب تحديد مواعيد يسمح خلالها لليهود بالصلاة في منطقة معينة في ساحة الحرم، كما يتبع في الحرم الابراهيمي في الخليل".
    وانضم رئيس بلدية القدس نير بركات، مؤخرا، الى المطالبين بتغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي. مع ذلك فان جميع الجهات ذات الصلة تقدر بأن فرص مصادقة نتنياهو على اجراء أي تغيير في الواضع الراهن تقارب الصفر، بسبب الضغط الدولي الكبير وتخوف الجهات الامنية من اندلاع مواجهات عنيفة.
    غانتس: "حماس تحلت بالشجاعة"
    كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان القائد العام للجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، اعتبر حركة حماس قامت بعمليات جريئة خلال حرب الجرف الصامد. وقالت انه خلافا لتكرار قادة الألوية العسكرية خلال الحرب لمقولة ان "رجال حماس هربوا من المواجهة"، وان "الجيش واجه، عمليا، عدوا غير حقيقي"، فقد فاجأ القائد العام، أمس، بتصريح قال فيه انه "في بعض الحالات، يجب الاعتراف ان رجال حماس قاموا بعمليات جريئة".
    وأضاف غانتس امام عشرات الضباط الذين حاربوا في غزة، وشاركوا في احتفال اقيم بمناسبة عيد العرش في مقر وزارة الأمن في تل ابيب، امس، انه "يجب علينا عدم الاستهتار بأعدائنا. فهم، ايضا، يجلسون ويخططون وهم أيضا يريدون الانتصار".
    وذكّر غانتس الضباط بمحاولة التسلل التي قام بها رجال حماس عبر البحر، بالقرب من كيبوتس "زيكيم" والتي كشفت عمليا، عن وجود قوة للكوماندوس البحري في حركة حماس. وقال: "ان وصف هذه الخلية التي حاولت الدخول عبر البحر هو وصف لرجال شجعان. والركض لزرع قنبلة على دبابة ليس مهمة يقوم بها اناس لا يتحلون بالشجاعة".
    وتطرق غانتس الى مسألة الانتصار وقال: "يجب علينا ضمان انتصارنا عليهم، وهذا هو ما فعلناه في المرة الأخيرة". والمح غانتس في كلمته الى استعداد الجيش لإمكانية استئناف الحرب، وقال: "نحن نتعقب ما يحدث على حدودنا، في غزة وفي البحر، ويتحتم علينا الحفاظ على التأهب والاستعداد لكل واحدة من دوائر نشاطنا".
    واعرب العديد من الضباط الذين شاركوا في الاحتفال عن استيائهم من تصريحات غانتس، وقال احدهم انه "لا يليق بالقائد الأعلى للجيش التعبير بهذا الشكل، حتى وان كان يعتقد انه يجب التعامل بجدية مع محاربي حماس. فمثل هذا التصريح يجب ان لا يكون علنيا." في المقابل قال اخرون ان غانتس لم يتخوف من اعلان رأيه صراحة. "يجب التحلي بالشجاعة لمعرفة تقييم العدو المقابل لك"، قال احد الضباط.
    وزير الاسكان يطالب نتنياهو بالبناء بشكل مكثف في المستوطنات والقدس
    كتب موقع المستوطنين (القناة السابعة) ان وزير الاسكان، اوري اريئيل (البيت اليهودي) أوضح لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مساء امس الاثنين، بأن حزبه لن يبقى صامتا أمام سياسة تجميد البناء في الضفة والقدس. وقال ارئيل لموقع "القناة السابعة"، خلال مشاركته في وضع حجر الأساس للمدرسة الدينية "مكور حاييم" في غوش عتسيون، والتي ستقام تخليدا للفتية الثلاثة، انه "لا حاجة لأن يتم قتل احد او تحدث اضطرابات كي تقرر اسرائيل البناء على اراضيها. لأسفنا هناك تجميد للبناء".
    وكرر اريئيل ما قاله، امس، خلال مشاركته في تدشين كنيس في مستوطنة ايتمار، من انه "يجب ان لا ننتظر اختطاف وقتل ثلاثة فتية حتى يصادق احد ما على بناء مؤسسة تعليمية في ارض اسرائيل. نحن نطالب رئيس الحكومة ببناء الكثير في كل مكان وفورا. واذا لم يتم ترتيب الأمور فيجب التفكير بما يجب عمله كي يتم ترتيبها، لكنه لا يمكن استمرار الوضع كما هو الآن".
    مقالات
    السيسي نفس البالون
    خصصت صحيفة "هآرتس" افتتاحيتها لخطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي امام مؤتمر اعادة اعمار غزة، وقارنته بمواقف نتنياهو، معتبرة ان السيسي نفس بالون محاولة الالتفاف على الفلسطينيين. وكتبت ان رسائل السلام الوحيدة التي يبثها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تتحدث عن التعاون مع جهات مختلفة في العالم العربي، كالسعودية والكويت ومصر والأردن. اما الفلسطينيين فيجري تجاهلهم في افضل الحالات، او يتم نسبهم الى مسار الشر في أسوأ الحالات، كالقول (ان داعش هي حماس، ومحمود عباس ينكر الكارثة، ورؤيتهما معا ليست الا استمرارا تاريخيا لمؤامرات العدو النازي).
    كما يبث وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، رسائل مشابهة في موضوع التعاون الاقليمي، الذي يعتبره سيحل الصراع بطرق سحرية حين يتم اقصاء الفلسطينيين، كما لو أنهم ليسوا شركاء وعلى صلة بالعملية.
    لقد اثبت خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال مؤتمر القاهرة الخاص بإعادة اعمار غزة، مدى كون هذه التصريحات فارغة المضمون وعديمة الأساس. في دعوته للإسرائيليين وقادتهم الى تبني مبادرة السلام العربية - التي لم يجد أي مسؤول اسرائيلي من المناسب التطرق اليها منذ نشرها في عام 2002 – اوضح السيسي ان الطريق الى القاهرة وابو ظبي تمر عبر رام الله، ولن يتم أي تعاون سياسي ودبلوماسي واقتصادي مع العالم العربي، طالما بقي الوضع الراهن في المناطق الفلسطينية على حاله، أي استمرار الاحتلال والاستيطان اللذان يعرقلان كل فرصة للانفصال والتسوية الاقليمية.
    لقد نفس خطاب السيسي البالون الذي ينفخه نتنياهو وليبرمان، واكد انه لا يمكن اخفاء الفلسطينيين او التستر على الاحتلال، ويجب حل الصراع بطرق التسوية كي يتم وقف سفك الدماء. وعليه فانه بدل خداع الجمهور الاسرائيلي من خلال تسويق حلول غير واقعية، ولا تشكل الا ضريبة شفوية تخفي رفض حكومة نتنياهو للسلام، وبدل محاولة ارباك العالم برسائل مزدوجة، يتحتم على نتنياهو اطلاق عملية سياسية يتم فيها مناقشة كافة القضايا الجوهرية للصراع: الحدود واللاجئين ومكانة القدس. فكل اقتراح آخر لا يشكل الا جزء من الخداع، وعرضا كاذبا للاستعداد للعملية السياسية، بينما الهدف هو ابعاد فرص الحل.
    ما يفهمه السيسي من انه لا يمكن لإسرائيل أن تعيش بأمان بدون اتفاق سياسي، يجب ان يفهمه قادة اسرائيل، ايضا، وإلا فانهم يقامرون بمستقبلها بشكل غير مسؤول.
    10 أسباب لفشل اتفاقيات اوسلو
    يطرح الجنرال (احتياط) موشيه العاد، في مقالة ينشرها في "هآرتس" ما يعتبره النقاط العشر التي افشلت اتفاق اوسلو، متجاهلا بشكل مطلق مسؤولية اسرائيل عن افشال الاتفاق، وموجها الاتهامات الى القيادة الفلسطينية التي يزعم انها تتهرب من التوصل الى اتفاق واقامة دولة.
    ويكتب العاد، ان مدرسة القيادة على اسم كندي في جامعة "هارفارد" لم تعرف طوال سنوات ما يعنيه "الباب الموصود"، وشجعت الادارة الأمريكية، طوال سنوات، على السعي الى تحقيق اتفاق اسرائيلي – فلسطيني. وعندما تحقق اتفاق اوسلو، بشكل مفاجئ، فرك اساتذة القيادة وحل الصراعات اكف أياديهم فرحا وقالوا: "قلنا لكم، لا يوجد أي صراع غير قابل للحل".
    في عام 1995، عدت الى اسرائيل، مزودا بوجبة من نظرية اساتذتي المحترمين، لتسلم جهاز التنسيق المشترك الذي حقق الجانب الأمني للاتفاق. وبعد سنة واحدة فقط، منذ بدء تطبيقه، تفجر الاتفاق بصخب عال في أعقاب قضية "نفق حائط المبكى". ومنذ ذلك الوقت مضت 18 سنة ولم يتم تحقيق أي اختراق. لماذا؟ يمكن الاجابة على ذلك بأربع كلمات: ياسر عرفات خدع اسرائيل. لكن هذا ليس سهلا الى هذا الحد. وسأحاول من خلال عشر نقاط شرح سبب الوصول الى باب موصود ولماذا، كما يبدو، لا يعتبر كل صراع قابلا للحل.
    وهم الاتفاق: لقد عمل المبادرون الى الاتفاق وصياغة نصه من منطلق الاعتقاد بأنه تم تحقيق السلام ولم يتبق الا ترجمته في وثيقة قانونية ملزمة. وساد وهم "توفر الاتفاق" في الجانبين، ولكن في الوقت الذي عمل فيه الجانب الإسرائيلي على تخفيض سقف التوقعات، اوهم الجانب الفلسطيني جمهوره بأن "ثمار السلام" ستنعكس فورا على حياتهم اليومية. وعندما لم تتحقق الثمار، تمت ترجمة خيبة الأمل الى اعمال عنف.
    عدم الاستعداد: لقد كشف الاتفاق الفجوات الكبيرة في مواقف الطرفين وعدم استعداهما لتقديم التنازلات التي تعتبر شرطا حتميا للتسوية الاقليمية. فالدولة اليهودية تعتبر شرطا حديديا في الجانب الاسرائيلي والتوقيع على تسوية تاريخية بشأن تقسيم البلاد تعتبر مسألة "محرمة" تقريبا في الجانب الفلسطيني.
    غياب الشجاعة: الجمهور الذي يستل الادعاء القائل بانه "ما دام الحاج امين الحسيني، المفتي الكبير واول القادة الفلسطينيين، لم يوقع على تسوية، فانه لا توجد أي فرصة لقيام زعيم فلسطيني بالتوقيع على تسوية اليوم"، انما يشير بذلك الى ان قادته يعكسون رغباته. وهذا هو سبب مراوحة الفلسطينيين لأماكنهم وجر أرجلهم او الهرب، في كل مفصل يطلب منهم الحسم.
    التلاعب السياسي: ان الأمر الذي أشغل عرفات، ومن ثم محمود عباس، هو كيف يبلغان العالم "موافقتهما" على حل الدولتين، وفي الوقت ذاته يمتنعان عن التوقيع على تقسيم البلاد. أي كيف يحافظان على رضا العالم الغربي، دون ان يثيرا العالم العربي.
    دعم الغرب: في رفضهم المتعنت لكل تسوية، يعتمد قادة الفلسطينيين على دعم الدول الغربية المسيحية الطاهرة، خاصة الدول الاسكندنافية، التي أثار الفلسطينيون لديها وخز الضمير السياسي بسبب "النكبة"، والحاجة الى تصحيح الغبن القديم. ويأمل الفلسطينيون بأن تتشكل ذات يوم في اسرائيل كتلة حاسمة من داعمي "الاتفاق بكل ثمن" ولذلك من المناسب الانتظار.
    التاريخ لم يخدع: من اعتقد انه يمكن عقد السلام بين الدولة التي تبنت القيم الغربية كالنظام السليم والشفافية والقانون والنظام، وبين كيان غير مستقل يتمتع بسلطة جزئية وثقافة تنظيمات العصابات ورمز سلوك ارهابي، يفهم ان الاتفاق بينهما هو مسألة غير ممكنة.
    مع من نتحدث؟ المجتمع الفلسطيني مجزأً ومنقسماً بين سكان الجبل واللاجئين، بين سكان المدن والقرويين، بين سكان الضفة وسكان القطاع، بين مؤيدي الخط القومي (منظمة التحرير) ومؤيدي التزمت الاسلامي (حماس)، وفكرة ضمها تحت سيادة قائد واحد وراية واحدة وقانون واحد، بعيدة عن التحقق.
    الصبر مفيد؟ المجتمع الفلسطيني في "المناطق" يدفعه الايمان بأن الصبر يحقق نتيجة. في مصطلحات الشرق الأوسط لا تعتبر 100 و200 عام فترة طويلة جدا. في صلب هذا الايمان يتواجد الأمل بأن اسرائيل لن تبقى، ولذلك لا يجب الاسراع.
    الوضع الحالي يفيد القيادة: "عملية السلام" هي مسالة مربحة ومفيدة لعدد كبير من القادة الفلسطينيين. فهؤلاء يستمتعون بالثراء الكبير والامتيازات وثمار المحسوبية، ويسألون أنفسهم "هل سيتواصل التعامل المتسامح معنا كسلطة في طور الانشاء، بعد أن نقيم الدولة وتفشل؟" كما يبدو فان الابقاء على الوضع الراهن يحقق فائدة.
    الفلسطينيون ضحايا او متعنتين ثابتين؟ يكرر الفلسطينيون الاعلان بأنهم لن يتنازلوا، ويقولون ان كل الدول العربية الشقيقة حظيت بالاستقلال (العراق، مصر، السعودية، الأردن، لبنان وسوريا)، وتم نسياننا نحن فقط. فمنا فقط يطلبون ان نتقاسم البلاد مع اليهود، وعلينا فقط كتبت حياة اللجوء. عانينا طوال اكثر من 60 سنة، ضحينا ولا نزال نضحي، فهل يكون ذلك كله عبثا؟ لن يتم السلام مع اليهود.
    ويخلص العاد الى القول: في هارفارد، ايضا، باتوا يفهمون الآن ان هناك صراعات غير قابلة للحل. مثلا، بين افغانستان والغرب، بين الغرب وايران، بين العراق وسوريا وداعش، وبين القاعدة وبقية العالم. وعلى الرغم من ذلك، فان موقف الاكاديمية لم يتغير. من المناسب محاولة الفهم، فهذه أيضا نظرية اوباما وكيري. من المناسب المحاولة.
    المشاغبون ليسوا سببا لاغلاق "الجبل"
    في مقالة تنضح بالتحريض السام على المسلمين وتطالب بفرض دخول اليهود الى الحرم القدسي والسماح لهم بالصلاة فيه، رغم انف من يصفهم بحثالة العرب، يكتب درور ايدر، في "يسرائيل هيوم": "اننا نعرف قوانين الشرق الأوسط. فالتخوف من "اشتعال الاضطرابات" يقود الى "ضبط النفس" من جانبنا، والذي يقود الى التصعيد من قبل حثالة عربية حولت المكان الاكثر قدسية للشعب اليهودي الى "مغارة للصوص" – وهو التعريف الصائب للنبي يرمياهو لما تفعله مجموعة معروفة من المسلمين في "جبل الهيكل" (الاسم الذي يطلقه اليهود على الحرم القدسي)، دون أي احتجاج تقريبا.
    ان من يسيطر على "الجبل" يسيطر على البلاد. عرب المنطقة يفهمون ذلك افضل منا. انهم لا يجتمعون في "الجبل" بسبب تمسكهم الزائد بالدين – فهم يديرون هناك مؤخراتهم الى قبة الصخرة، قدس اقداس هيكلنا. هناك مجموعات اسلامية معروفة تقوم بتفعيل المشاغبين العرب الذين يهينون بشكل دائم الحجاج اليهود ويهددون "بالنار" و"بغيرها من الخضار" (مصطلح يستخدم بالعبرية للسخرية) الجهادية الآتية من مدرسة "صوت الرعد" في غزة.
    اذا لم يكن بإمكان اليهود الدخول بهدوء الى جبل الهيكل، فيجب ان لا يدخله المسلمون، ايضا. يمكن لشرطة اسرائيل فرض الهدوء المطلق على جبل الهيكل، فعشرات المشاغبين لا يمكن ان يشكلوا سببا لإغلاق الجبل. يمكن بشكل مطلق اقتحام المسجد والسيطرة على مجموعة البلطجية التي تحصنت في داخله. اذا كان المسلمون لا يحترمون مكان عبادتهم ويحولونه الى قلعة هجومية، فلماذا يجب علينا احترامهم؟
    وهذا لا يتعلق بجيل الهيكل فقط، هناك مجموعات بين عرب القدس تريد المس برؤية توحيد المدينة، وبرعاية "سياسة الاستيعاب" يلحقون الضرر بالقطار الخفيف وبمنشآت عامة ورموز سلطوية.
    اذا كانت الشرطة تتردد او تختار "الاستيعاب" فمن واجب وزير الأمن الداخلي الضرب على طاولة المفتش العام للشرطة ومطالبته بعمل صارم. واذا كان وزير الأمن الداخلي منشغلا بملاحظات المفتش العام، فليأت رئيس الحكومة ويصرخ بهما كما فعل.
    يمنع اظهار الضعف. لقد تعلمنا في منطقتنا ان من يظهر "التفهم" للعنف، و"يستوعب" المشاغبات الصغيرة، سيتلقى الحرب على رأسه. من لم يحارب "داعش" عندما كانت مجموعة صغيرة، وانما اختار القاء قنابل عليها من الجو دون الدخول في مواجهة معها، سيضطر الى خوض حرب واسعة. من لا يفكك التنظيمات الصفيقة للمسلمين في جبل الهيكل وفي شرقي القدس، سيضطر الى مواجهة اضطرابات أوسع.
    نحن في عيد العرش، وقد اعتاد اباؤنا في هذا العيد ملء شوارع القدس وجبل الهيكل والصلاة لسلامة العالم وطلب المطر. يتحتم رفع هذا العار عن شعبنا والغاء الأمر العبثي الذي لا يمكن فيه لليهود حتى ترديد الصلاة في المكان الذي قيل عنه "ان بيتي بيت صلاة ينادي كل الشعوب".
    زيارة عباس الى غزة: الحذر – عرض كاذب
    كتب يوسي بيلين، في "يسرائيل هيوم" انه مهما كان الحل للصراع فان اسرائيل تملك مصلحة بوجود عنوان فلسطيني واحد، ولديها مصلحة بتبني حماس لاتفاق اوسلو وتفكيك اسلحتها. ومن هذه الناحية حمل تشكيل الحكومة الفلسطينية المشتركة، قبل نصف سنة، بشائر مفرحة، وكان من الخطأ مقاطعتها او قطع العلاقة مع الرئيس محمود عباس، بسبب تشكيل الحكومة.
    كان من المفرح السماع بأنه تم يوم الخميس الماضي عقد جلسة للحكومة الفلسطينية في غزة، في بيت الرئيس عباس، وان كل الوزراء الذين يقيمون في الضفة وصلوا اليها بمساعدة الحكومة الإسرائيلية.
    لكنه كان يمكن لكل شيء ان يكون جيدا لولا ذلك العيب الصغير: ذلك أن "حكومة الوفاق" الفلسطينية قائمة من دون ان تمسك بقرني الثور او تحل الخلافات الصعبة بين الحركتين السياسيتين الأساسيتين: الحركة الفلسطينية القومية وتلك الاسلامية. فالمشكلة "التقنية" التي تبدو كأنها مشتقة من عالم قوانين العمل، حظيت بحل باهت، ويمكنها ان تشتعل في كل لحظة. والحديث عن رواتب رجال الأمن في غزة، والذين يبلغ عددهم قرابة 17 ألف شخص، يتماهون مع حماس، والذين يعتبر تمويلهم، عمليا، بمثابة تمويل لميليشيات معادية للسلطة الفلسطينية وفتح.
    وهناك مشكلة اكثر جوهرية، تتمثل في اصرار حماس على الاحتفاظ بأسلحتها وذخيرتها. وطالما بقي الوضع كذلك، فانه لا يوجد أي معنى لوجود الحكومة المشتركة ولا للزيارة النادرة للحكومة الى قطاع غزة. اذا بقيت غزة تخضع عمليا لسلطة حماس، تحت مظلة السلطة الفلسطينية، فسيكون ذلك عرضا كاذبا للوحدة، ينبع في الأساس عن دخول حماس في ازمات مالية.
    وهناك مشكلة ثالثة: احدى التفاهمات التي أتاحت تشكيل الحكومة الفلسطينية الحالية، تنص على اجراء الانتخابات خلال أشهر قليلة. ولن توافق أي حكومة اسرائيلية على تكرار الخطأ الخطير الذي ارتكبه اريئيل شارون، ولن تعترف بانتخابات تشارك فيها حماس طالما لم تلتزم بمطالب الرباعي الدولي (اتفاق اوسلو يحدد عدم السماح لأي شخص او تنظيم يحرض على العنف بالمشاركة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني). هذا يعني انه حتى اذا اتفق الفلسطينيون فيما بينهم على موعد للانتخابات ودستور الانتخابات، فان هذه الانتخابات لن تجري.
    والأخطر من ذلك كله، هو ان حماس تريد الحصول على حصة من ميزانية السلطة الفلسطينية، وربما توافق على الانتخابات ايضا، من دون ان توافق على مطالب العالم منها، وبالتالي سيؤدي ذلك الى تحميل السلطة الفلسطينية المسؤولية عن كل ما يحدث في غزة، دون ان تملك سيطرة حقيقة هناك.
    يتحتم على السلطة الفلسطينية تحديد جدول زمني لها، يتم في اطاره تفكيك حماس من السلاح. واذا اتضح لها ان هذه الخطوة غير ممكنة، من المفضل ان تعلن امامنا وامام العالم بأنها تسحب يدها من المسؤولية عن غزة، قبل ان ندخل في دوامة زائدة من العنف وتحميلها المسؤولية والعقاب.
    اعمال تخريب بتصريح
    تكتب ياعيل غبيرتس، في "يديعوت احرونوت" عن اعمال التخريب التي يقوم بها المستوطنون ضد المزارعين الفلسطينيين في موم قطاف الزيتون، وتقول انها مثل كثير من الاسرائيليين، ابناء جيلها، نشأت في دولة قامت على الزراعة. وكما في طفولتهم، فقد نشأت هي أيضا، في طفولتها في الكيبوتس، على الارتباط العميق بالطبيعة، ومحبة النباتات وخيراتها. وفي حديقة منزلها في تل ابيب تزرع اشجار الحمضيات والتوت والفواكه، وتتابع نموها وتنتظر نضوجها وقطافها.
    وتضيف: "ومن هذا المكان، كإبنة للوطن الزراعي لا يمكنني التفكير بدخول جاري الى حديقتي وقطع وتخريب اشجار الفاكهة التي رعيتها بحرص وحظيت برؤيتها مثمرة، او أن يقوم أي سادي بإطلاق النار من شرفة منزله على كلبي. لا اصدق ان احدا منا يمكنه التفكير بذلك، او التفكير بأن هذا سيكون واقع حياته طوال عشرات السنوات، او التفكير بأنه يمكن السماح بأعمال تخريب كهذه، من خلال تجاهل المسؤولين عن أمنه، وبدون محاكمة الفاعل او تغريمه بدفع تعويض.
    واذا كان الأمر كذلك فكيف يمكن لغالبية الاسرائيليين ان يصمتوا ويغضوا النظر عندما يقوم الأنذال من بيننا بعمل ذلك لمزارعين آخرين؟ بالنسبة لي يعتبر زرع اشجار الفاكهة مجرد هواية، خيط يربط بيني وبين الثقافة الجميلة التي تحترم الطبيعة والتي نشأت عليها وكادت تندثر. كما يعتبر كلبي مجرد حيوان اليف. اما بالنسبة للمزارعين الفلسطينيين الذي يزرعون كروم الزيتون ويرعون مواشيهم بمساعدة كلابهم، فان الأمر يعتبر مسالة جذور ومصدر رزق. وها هم جيرانهم المستوطنون، وكما في كل عام، يتسللون في موسم قطاف الزيتون، بالذات في الفترة التي تنضج فيها الثمار، فيدمرون عملهم ويقطعون مصدر رزقهم، بينما يستمتع اخرون بإطلاق النار على كلاب الرعاة، كما حدث الأسبوع الماضي في ام الخير، قرب مستوطنة كرمل.
    لقد بدأ موسم قطف الزيتون في الاراضي الفلسطينية، في الأسبوع الماضي، ووصل الآن الى قمته. وفي هذا الوقت، ايضا، تصل الى قمتها أعمال التخريب من قبل المستوطنين. وكخطوة افتتاحية تم قطع 100 شجرة زيتون في قرية ياسوف، وقام الجناة بكتابة شعارات قذرة. كما تم قطع 16 شجرة زيتون في قرية عرابة.
    لا يمكنني أن انشر هنا صور الأشجار المدمرة، ولا صور المزارعين المصدومين، او صورة الكلب الجريح جراء اطلاق النار عليه، ولكنني على اقتناع بأن كل من تسري روح المزارع في جسده، يمكنه تخيل هذه الصور فيتحطم قلبه كما تحطم قلبي. وما وصفته هنا هو ثمرة "متواضعة" لثلاثة أيام من اعمال التخريب فقط.
    لا يمكن ادعاء عدم المعرفة. حتى الجيش والشرطة يعرفون جيدا بطاقات الثمن هذه وطرق عملها. لقد تم في السنوات الأخيرة الوعد باستعداد قوات الأمن لموسم قطف الزيتون، وضمان سلامة المزارعين وكرومهم. ورغم التنسيق القائم، فان اعمال التخريب تتواصل. وحسب التقارير، فقد تواجدت قوة عسكرية في المنطقة التي وقع فيها عمل التخريب في الأسبوع الماضي، ولكنها لم تفعل شيئا. في الصور التي يظهر فيها المستوطنون وهم يسرقون فروع أشجار النخيل التابعة للفلسطينيين لبناء عريشة لهم في تل رميضة، يظهر بشكل واضح، جنديا يقف هناك ولا يفعل شيئا لمنعهم.
    الزيتون يشبه شمعة الروح. ويمكن لأشجاره أن تعيش 400 سنة، والشجرة التي يتم احراقها تشتعل طوال يومين قبل أن تخمد النيران. يبدو لي انه لا يزال هناك بعض الاسرائيليين الذين يفهمون هذه اللغة، بما في ذلك وزير الأمن الحالي، ولنرى ان كنا سنسكت لو أن المخربين من بيننا كانوا سيقومون بتخريب مزارعنا وجذورنا ومصدر رزقنا، او يطلقون النار على كلابنا. ولكن بدل القيام واعلان الحرب على المخربين الذين يخرجون من صفوفنا، فاننا نسمح بمواصلة التخريب ونتائجه.





    Nida Younis
    Director of the Press Office and Public Relations Unit
    Ministry of Information, Ramallah
    T. +972 2 2988 040
    F. +970 2 2954 043
    M. +970 (0) 599 856 053
    @: pressoffice@minfo.ps
    @: karmel2010@yahoo.com
    URL. www.minfo.ps

صفحة 10 من 13 الأولىالأولى ... 89101112 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ترجمات من الصحف العبرية/متجدد 2
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى ركن اللغة العبريه
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 06-04-2017, 07:14 AM
  2. ترجمات«نسائية»
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى foreign languages.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-18-2011, 08:48 PM
  3. ترجمات إنجليزية لمعاني القرآن الكريم في ميزان الإسلام
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى foreign languages.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-07-2010, 08:25 AM
  4. ترجمات مهمة /الاتجاهات الإقليمية المتوقعة
    بواسطة عبدالغفور الخطيب في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 02-22-2010, 12:22 PM
  5. أقوال الصحف العبرية من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-02-2008, 02:27 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •