وسمّي المسجد بجامع يَلْبُغَا نسبة إلى والي الشام المملوكي الأمير ( سيف الدين يَلْبُغَا ) الذي أنشأه عام 747 للهجرة - 1347 للميلاد على أطراف المدينة ، ويُعدّ الجامع من أشهر جوامع دمشق ، وهو أحد الجوامع الكبرى التي بُنيت على نسق الجامع الأموي خارج حدود سور المدينة ، كجامع الحنابلة ، وجامع التوبة ، وجامع تنكز.
وهذه صورة نقية لساحة المرجة بدمشق من الجنوب إلى الشمال وملتقطة من مئذنة جامع تنكز باتجاه جبل قاسيون بعد عصر يوم مشمس و بحسب تقديري الشخصي في عام 1896 بعدسة المصور سليمان الحكيم كما هو ظاهر توقيعه في أسفل يسار الصورة .
يبدو بناء السجن المركزي للعسكريين والمدنيين في أسفل ويمين الصورة ، وكذلك كان مستودعاً للذخيرة ( جبخانة ) ، وكان موقعه تحديداً في القسم الغربي الجنوبي من ساحة المرجة اليوم 2011 ( أي في حديقة النصب التذكاري للاتصالات ـ عمود المرجة ) .
كذلك يبدو مقابل السجن مبنى دار العدلية والمشيد على الطراز العثماني بلمسات أوروبية واضحة شأنه شأن بقية الأبنية التي نهضت في تلك الحقبة الزمنية ، وبجانبه إلى اليمين يظهر جزء من مبنى دار البرق و البريد ، ومن خلفهما يبدو سنم محراب جامع يلبغا الشهير ومئذنة الرائعة .
ويبدو مبنى دار البلدية في أسفل يسار مقدمة الصورة قيد الإنشاء حافلاً بالحجارة المتناثرة أمامه إبان حكم الوالي المصلح حسين ناظم باشا ، وعند التقاء ضفة نهر بردى بزقاق البحصة البرانية في الزاوية الشمالية الغربية ، يرتفع مبنى عثماني قديم الطراز بواجهة ذو أربعة أقواس في شرفته ، هو مبنى ( أوتيل أمريكا ) الذي أسـسـه بيترو بوليوفيتش ، وهو ثاني فندق حديث يؤسس في مدينة دمشق بعد فندق ( نزل ديمتري كاره ) الكائن في سوق الخيل المتاخم لساحة المرجة وكذلك بعد اضمحلال دور الخانات العريق كفنادق عصرية بدمشق ، إلى أن احترق ( أوتيل أمريكا ـ فندق الشرق لاحقاً ) في عام 1923 ، وشيد مكانه في عام 1927 مبنى جديد تحت اسم فندق أميه لصاحبه ( سامي باشا مردم بك ) .
وترتفع في مقدمة الصورة مئذنة جامع يلبغا الشهير ، ثم مئذنة جامع الورد الكبير في محلة سوق ساروجا ، ثم بالعمق البعيد مئذنة جامع المرادي على أطراف غوطة دمشق و بساتينها الغناء الوادعة من الشرق الى الغرب ، فاصلة النسيج العمراني لأحياء البحصة الجوانية و البرانية وحي سوق ساروجة عن حي الصالحية و جبل قاسيون .