عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من نسي صلاةً فليصلِّها إذا ذكرها . لا كفارةَ لها إلا ذلك" رواه مسلم (684)
معاني ألفاظ الحديث من كتاب تحفة الأحوذي للعلامة المباركفوري:
)فليصلها إذا ذكرها( قضاؤها في أول حال الذكر
(لا كفارةَ لها إلا ذلك) قال النووي : معناه لا يجزئه إلا الصلاة مثلها ولا يلزمه مع ذلك شيء آخر. انتهى النقل من تحفة الأحوذي
وفي حديث آخر طويل برواية عن أبو قتادة الأنصاري، قصة تتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وهم عائدون من غزوة خيبر، إذ داهمهم سلطان النوم فناموا ووضعوا بلال (المؤذن) عليهم حارسا فغلبه النوم أيضا ... الحديث بتفصيله في صحيح مسلم (681) وقد لفت نظري في الحديث أعلاه حينما قام الصحابة من نومهم واكتشفوا أن صلاة الفجر قد خرج وقتها، كيف تصرفوا وكيف كانت ردة فعلهم ؟! أتركم مع هذا المقطع من الحديث
"قال فقمنا فَزِعينَ . ثم قال " اركبوا " فركبنا . فسِرْنا . حتى إذا ارتفعتِ الشمسُ نزل . ثم دعا بميضأةٍ كانت معي فيها شيٌء من ماءٍ . قال فتوضأنا منها وضوءًا دونَ وضوءٍ . قال وبقيَ فيها شيٌء من ماءٍ . ثم قال لأبى قتادةَ " احفظ علينا ميضأتكَ . فسيكونُ لها نبأٌ " ثم أذنَ بلالٌ بالصلاةِ . فصلى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ركعتين . ثم صلى الغداةَ فصنع كما كان يصنعُ كل يومٍ . قال وركب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وركبنا معَه . قال فجعل بعضنا يهمسُ إلى بعضٍ : ما كفارةُ ما صنعنا بتفريطنا في صلاتِنا؟ ثم قال " أما لكم فيَّ أسوةٌ ؟ " ثم قال ليس في النومِ تفريطٌ . إنما التفريطُ على من لم يُصَلِّ الصلاةَ حتى يجيءَ وقتُ الصلاةِ الأخرى فمن فعل ذلك فليُصلِّها حين ينتبهُ لها" .... الحديث صحيح مسلم (681)
نستفيد من الحديث أن من فاتته صلاة فعليه قضاءها مباشرة حال ذكرها، فإن كان نائما فيقضيها فور استيقاظه لا كما يفعل البعض بصلاة الفجر حينما تفوتهم فيصلونها مع صلاة الظهر لأن ذلك يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم: " إنما التفريطُ على من لم يُصَلِّ الصلاةَ حتى يجيءَ وقتُ الصلاةِ الأخرى"
على المرء أن يأخذ بأسباب أداء الصلاة فلو أخذنا صلاة الفجر كمثال فيجب على المرء أن يحرص على النوم مبكرا وأن يضع المنبه ويبطن النية بأداءها في وقتها فإن فاتته بعد كل ذلك لم يكن مفرطا بإذن الله، أما من نام متهاوننا أو متكاسلا ولم يعقد العزم ويضع جهاز التنبيه كان مفرطا.
انتبهوا في الحديث أن الصحابة قاموا فزعين وبعد ذلك تساءلوا فيما بينهم عن كفارة ذلك ... فكيف حالنا نحن، هل قمنا فزعين حينما فاتتنا إحدى الصلوات ... هل تساءلنا عن الكفارة ... هل استعجلنا في أداءها خوفا وطمعا ؟!
اللهم بلغنا مراتب الأولياء وثبتنا قلبنا على عبادتك وأعنا يا الله على أن نعبدك حق عبادتك.
والله تعالى أعلم.
أخوكم أبو رند
لا تنسوا إخوانكم في سوريا من صالح الدعاء