ملحق:
إن سلمنا بأهمية التربية على تعيد الطفل تنمية مواهبة وقدراته, فنحن هنا نتهم عالم التربية بقصوره على التفكير في تحقيق أهداف واحلام الشباب, ذلك ان مجتمعنا الاستهلاكي عموما, لم يقدر كلمة موهبة على تجردها, بل عبارة ادرس لتعيش او تعلم مهنة لتعيش, هي المسيطرة بشكل عام على التفكير, وعليه, فمن الطبيعي ألا يفكر طفل كان يملك أحلاما وطموحات , وبعض مواهب , في تنميتها فهي على هامش الاهتمامات , ذلك أنها :
لا تتطعم خبرا كما يقال, هذا إن سلمنا بالكلمة على عمومها, يقول م.م أنور محمود علي في بحثه: دور التربية في التغيير الاجتماعي :[1]
"إن التربية هي الملاذ الأول لأفراد المجتمع في اكتساب الأفكار والمهارات والخبرات التي تكون في مجموعها أداة التغير في المجتمع , فالتربية هي المحرك الرئيسي للتغير في المجتمع , وهي التي تقود التغير."
وعليه فإن اللوم يقع على علة المجتمع الاستهلاكي, والذي بقي زمنا طويلا كظل للعالم ومقلدا ومستهلكا لكل جديد يطرأ فيه, غنها ثقافة مجتمع كامل, وطريقة عيش ثقافية متراجعة, فهي هنا تعد الموهبة التي لا طائل مادي منها هواية فاشلة أصلا, فكيف نريد من هذا المجتمع العناية بها؟.
إن الثقافة التنافسية والتوق للأفضل وخصلة تحقيق الاماني والآمال, ليست لصيقة بالفرد عموما إلا لو كان هناك فتيل يشعلها, فهي الإرادة, الإصرار والهدف الملح الذ يرن في الأذن كلما تحركنا, وهي من خلال تلك الثقافة قلما تشتعل.
يقول م.م أنور محمود علي مضيفا:
"إن التفكير الفعال ضرورة من ضرورات الحياة بالنسبة للإنسان, لا غنى له عنها, وإن التعليم الفعّال لمهارات التفكير الإبداعي , أصبح أكثر تعقيدا ,نتيجة التحديات التي تفرضها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في شتى مجالات الحياة."
هنا نجد ان التقنيات الحديث قدمت مالم تقدمه المجتمعات في شتى مجالاتها الثقافية, ونفست عما يعتلج في النفوس من إحباط وخيبة, وفتحت عينية على تجارب مماثلة شجعته على رفع سوية إرادته وجراته في خوض غمار هذا لعالم المفتوح, وبقي الدور مرتبط بالفرد وشدة رغبته في تطوير ما لديه من مواهب, فالمجتمع الرقمي لو جاز التعبير بات تفكيرا علميا ناقدا مستقبليا واستراتيجيا.
15-5-2014
[1] انظر عدد مجلة كلية العلوم الإسلامية العدد الثاني عشر1433هـ 2012 م: