الأخ الفاضل السيد عثمان آل غفار السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك جزيل الشكر على هذه المداخلات المفيدة والرائعة
نقول نعم كل كلام قابل للرد إلا كلام الله سبحانه في كتابه الكريم وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه لا ينطق عن الهوى.
وردا على سؤالك نظرية العرب البائدة من أين أتت؟
نقول والله أعلم:
العرب من الساميين وإن أقدم ذكر للفظ عرب يعود لنص آشوري يرجع إلى عام 853 ق.م إذ ورد في نص للملك شلمنصّرا لثالث أشار فيه إلى أحد زعماء الثوّار الذين تغلّب عليهم واسمه جنديبو العريبي الذي تحالف مع ناصر بيرابدري الدمشقي ضده في معركة كركر.
ويرى بعض المؤرخين أن العرب خرجت من شرق شبه الجزيرة العربية وتحديدًا من منطقة حوض الترسيب العربي الكبيرق بل أن يصبح خليجًا. بينما تقول دراسات حديثة أخرى أن الساميين نشؤوا في منطقة شرق البحر المتوسظ حوالي 4,000 ق.م ومن ثم نزحوا إلى الجزيرة العربية وإثيوبيا لاحقًا.ويذكر إبن خلدون في كتابه عن قوم عاد وثمود إنهم انتقلوا إلى جزيرة العرب من بابل لما زاحمهم فيها بنو حام فسكنوا جزيرة العرب بادية مخيمين ثم كان لكل فرقة منهم ملوك وآطام وقصور ويقول عاد وثمود والعماليق وأُميم وجاسم وعبيل وجديس وطسم هم العرب- وقد يُضاف إليهم أحيانا جرهم الأولى ودبار ويرجعون بنسبهم إلى سام بن نوح-. وقال ابن خلدون عن الكنعانيين آخذا عن الطبري: وأما الكنعانيون هم من العمالقة كانوا قد انتشروا ببلاد الشام وملكوها. وقال أيضا أول ملك كان للعرب في الشام فيما علمناه للعمالقة وقال أيضاً وكانت طَسْم والعماليق وأُميم وجاسم يتكلمون بالعربية.
وذكر المؤرخ العربي أبو جرير الطبري المتوفى عام 310ه/922م أن الكنعانيين هي من العرب البائدة وأنهم يرجعون بأنسابهم إلى العمالقة. وقد صنّف معظم علماء الأنساب والإخباريين العرب في طبقتين بائدة وباقية. ويُعنون بالبائدة القبائل العربيةا لقديمة التي كانت تعيش في شبه الجزيرة العربية ثم بادت قبل الإسلام وانقرضت أخبارها بفعل عاملين الأوّل هو تغيّر المعالم الطبيعية الناتج عن الرمل الزاحفا لذي طغى على العمران القديم في أواسط شبه الجزيرة العربية وفي الأحقاف في الجنوب وأما الثاني فهو ثورات البراكين وما ترتّب عليها من تدمير المدن. وذكر القرآن الكريم الأقوام العربية التي بادت أو هلكت في سورة الفجر: (ألمْ ترَكيفَ فعلَ ربُكَ بعاد*إرمَ ذاتِالعماد* التي لميُخْلَقْ مثلُها في البلاد)
{فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) فصلت:13
(كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ * إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ *تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ)القمر: 18-22
(فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ * وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ) الحاقة5-8
( وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِم جَاثِمِيْنَ* كَأَنْ لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَآ أَلاَ إِنَّ ثَمُودَا كَفَرُوا رَبَّهُم أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ) هود: 67-68
وغيرها من الآيات الكريمات
أما سؤالك هل اللغةالعربية لسان أم لغة؟
نقول والله أعلم: نعم ذكر القرآن في عدّة مواضع منها في سورة الرعد ﴿ وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا﴾، وسورة الأحقاف ﴿وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَ ىلِلْمُحْسِنِينَ﴾ وسورة النحل ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ﴾ وسورة فصلت ﴿كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًاعَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾.
ونقول أن اللغة العربية لسان وكيان فيقول ابن فارس في كتابه فقه اللغة إن لغة العرب توقيف ودليل ذلك قوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا} أي الأسماء التي يتعارفها الناس من دابة وأرضٍ وجبلٍ وسهل وأشباه ذلك.. ويقول الأزهريا لإمام اللغوي المشهور في مقدمة كتابه تهذيب اللغة ..... وهداهم إلى ما فضلنا به على كثير من أهل هذا العصر في معرفة لغات العرب التي نزل بها القرآن ووردت سنة المصطفى النبي المرتضى عليه السلام. ونقل عن الإمام ابن تيمية قوله إن اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب فإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا باللغة العربية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. ويقول العقاد في مقدمة كتاب الصحاح للأستاذ العطار: ولقد قيل كثيراً إن اللغة العربية بقيت لأنها لغة القرآن. وقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أَحِبُّوا الْعَرَبَ لِثَلاثٍ لأَنِّي عَرَبِيٌّ وَالْقُرْآنُ عَرَبِيٌّ وَكَلامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ ) . الطبراني في معجميه الكبير والأوسط والحاكم في مستدركه والبيهقي في الشعب وتمام في فوائده وآخرون.
(أنظر كتابنا التاريخ والحضارةالإنسانية)
وأخيرا تقبل تحياتي واحترامي الفائقين
أخوكم المؤرخ والمحقق حسون حسن الشيخ علي