صباحكم شمس وطن..
كانت تجلس هناك.. في فيء شجرة وارفة، تداعب بأصابعها النحيلة صفحة الماء الرائق، وإلى جانبها عصافير صغيرة تنام على حلم الأمان، وفراشات زاهية الألوان تنقل فرحها بين سحر الأبيض المنسول من زهيرات الياسمين، وحزن بنفسجة تطلق بوح ألوانها القرمزية.
أسرّت لي الفراشات همساً من بعض بوحها الشفيف، فأطلقتُ كل أمنياتي لترسو بين يديها.
رأيت بين عينيها وطناً فسيحاً يسع تعبي، في مسيرة بحثي عن وطني الذي غاب وراء متاهات الضباب..