بارك الله بك أخي الأستاذ غالب وأكرمك على حوارك البناء الذي نستفيد منه دائماً.
وفي اختلاف الآراء الفقهية تسهيل على الناس، ولك تقليد المذهب الذي يوافق فكرك ومعتقدك. ونحن نتحاور لنتوصل للحقائق المباحة الاستعمال في مجالها الأفضل.
عاش حسان بن ثابت في عصر النبوة ، وكان يضمن شعره من كلام الله تعالى حسب ما يقول عنه الأدباء ، ولم يوجد نص بالنهي عن ذلك من أحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام. وقالوا بأن جمهور الفقهاء (إلا المالكية) لم يطرحوا الموضوع والنهي عنه رغم أن التضمين من القرآن في الشعر كان كثيراً جداً لأن تعلق الناس بالقرآن ومنهم الشعراء كان أشد من الآن.
وللتضمين (الاقتباس) درجات، فاقتباس آية كاملة تحتاج شطراً أو بيتاً أمر صعب، ولو أمكن ذلك فالأفضل تجنبه للخروج من خلاف. وأما اقتباس كلمات من آية أو اقتباس المعنى فلن يقرأ في إلقاء قصيدة على أنها قرآن يتلى بل هو بضع كلمات منه لدعم المعنى أو التبرك فيه. ثم إن تلاوة القرآن ليست واجبة إلا عند تلاوته بقصد العبادة. فلو استشهدت بآية قرآنية كاملة في سياق كلام أو حوار مع الآخرين لا يتوجب عليك تلاوتها بأحكام التجويد، فالاستشهاد بها في هذه الحالة في سياق الاستشهاد بها كمثل من نص قرآني يدعم أقوالك ، وليس بقصد التعبد أو الصلاة وغير ذلك.
ثم إن القاعدة الفقهية ( إنما الأعمال بالنيات ) تحدد المسؤولية، وكل متكلم مسؤول عن الهدف الذي صاغ فيه كلامه ونطق به ، وهو الأعلم بهدفه من اللجوء للتضمين من القرآن الكريم.
وكلنا نظمنا القصص القرآني شعراً، وكم احتجنا للتضمين بالمعنى، أو كليمات محدودة وكان هدفنا إرضاء الله تعالى وتقديم أدب قصصي راقٍ. فهل في مثل هذا التضمين إثم ؟ عند الجمهور لا إثم فيه.
والله أعلم
أرجو أن يكون في هذا الحوار فائدة.